رفيف الروح
08-16-2009, 05:38 PM
السلام عليكم
د. مريم حراجلي
"وأن تصوموا خيرٌ لكم" (البقرة: 184)
جعل الله عزَّ وجلَّ أغلب العبادات والفرائض وقايةً لكثير من الأمراض والعلل.
الصوم: فريضة فرضتها الأديان السماوية على الإنسان لغايات وفوائد روحية ومادية. وهو فرصة عبادية تؤدي إلى السمو بالنفس وضبط السلوك لدى الفرد، فضلاً عن أهميته الصحية التي تعود على الجسم بالعافية واستعادة النشاط.
* الهدف الصحي من الصيام:
تمتد فترة الصوم بين آذان الفجر والغروب، فيعتمد الجسم في طاقته على طعام السحور الذي سوف يمده بسكر الغلوكوز Glucose (فقط لساعات قليلة)، وبعدها، يعتمد جسم الإنسان على المواد السكرية والدهنية المخزونة في أنسجته.
ومن نتائج هذه العملية، يتخلص الجسم من السموم المتراكمة بعد حرق السكر والدهون المخزونة.
ومن الطبيعي أن يبدأ الجسم أولاً باستهلاك الخلايا المريضة أو التالفة أو الهرمة.
وعند الإفطار مع تناول الوجبة الصحية، يتجدد بناء هذه الخلايا بخلايا جديدة، فتمنح الجسم قوة ونشاطاً وحيوية.
* الفوائد الصحية للصوم على جسم الإنسان
1 ـ إذابة الدهون:
يؤدي الصوم إلى إذابة الدهون المتراكمة على جدران الأوعية الدموية، وبالتالي، زيادة تدفق الدم إلى أعضاء الجسم المختلفة.
2 ـ تجدد الخلايا: يؤدي أيضاً إلى انتهاء وتحلّل الخلايا التالفة واستبدالها بخلايا جديدة ونشيطة تزيد من عمل الجسم ووظائفه المختلفة، فيشعر الإنسان بعد انتهاء شهر رمضان بنقاء جسمه وزيادة طاقته وصفاء نفسه.
3 ـ معدل إفراز السموم: عملية إفراز السموم الطبيعية تستمر ولكن بنسبة أقل.
4 ـ مناعة الجلد: يخفف الصوم من حساسية الجلد بسبب انخفاض نسبة الماء في الدم، وبالتالي، تنخفض في الجلد فتزيد مناعة الجلد ومقاومته للأمراض الجرثومية ويخفف من حدة بعض الأمراض الجلدية كالصدفية، حب الشباب، الدمامل والبثور.
5 ـ راحة الجهاز الهضمي: يعالج الصوم الكثير من مشاكل الجهاز الهضمي، إذ يقل إفراز العصارة المعدية وبالتالي، انخفاض فرص الإصابة بقرح الأمعاء والتهابات الجهاز الهضمي الناتجة عن بعض الأطعمة.
6 ـ إنقاص الوزن: يساعد الصوم على إنقاص الوزن والماء المحبوس في الجسم، شرط الالتزام بالشروط الصحية للصوم، كالاعتدال في تناول كميات الطعام وزيادة الحركة والإقلال من النوم والكسل.
7 ـ تنظيف أعضاء الجسم وتنشيطها:
يساعد الصوم على تنشيط عمل القلب والكبد والبنكرياس والكلى ومختلف أعضاء الجسم وأجهزته، كما يؤدي إلى تنظيفها.
ويمكن اختصار الفوائد الصحية للصوم مع نظام غذائي صحيح بالآتي:
ـ أول ثلاثة أيام من الصوم، تؤدي إلى تنظيف الجسم من السموم وتنقية الدم.
ـ بعد خمسة أيام من الصوم، يبدأ الشفاء وإعادة بناء جهاز المناعة.
ـ بعد عشرة أيام، يصبح الجسم قادراً على مقاومة المشاكل قبل ظهورها ويساعد على مقاومة المرض.
* النظام الغذائي للصائم:
يجب أن يكون النظام الغذائي بسيطاً وغير متنوعٍ خلال اليوم الواحد، كما يجب أن يحتوي العناصر الغذائية التالية:
1 ـ فئة النشويات المركبة 35% Complex Carbohydrates، تساعد هذه النشويات على إعطاء الجسم الطاقة ببطء، نجدها في:
أ ـ الحبوب الكاملة: قمح ـ رز ـ شوفان ـ شعير...
ب ـ البذور: بذر كتان ـ بذر دوار الشمس ـ سمسم...
ج ـ البقول: فاصوليا ـ بازلاء ـ لوبياء ـ عدس...
2 ـ فئة الأغذية الغنية بالألياف: 30%
الخضار، الفاكهة، الحبوب، الحنطة، البذور.
3 ـ يفضل تناول كميات معتدلة من اللحوم القليلة الدهن.
4 ـ فئة الحليب ومشتقات الألبان والأجبان: 15%
كوب حليب أو كأس لبن عيران، ولمن يعاني حساسية على الحليب شرحتان من الجبن.
5 ـ فئة الحلويات والدهون: 10%
يجب تناول أقل ما يمكن من الحلويات والدهون، واستخدام الزيوت بكميات معتدلة خلال الطبخ.
كيف نعوض السكر الذي ينقص في الجسم عند الإفطار؟
عندما يفطر الصائم ويأكل تمرة أو اثنتين أو يشرب كوباً من العصير الطازج، يكون قد أخذ كمية كافية لإعادة نسبة السكر في الدم إلى طبيعتها. وهكذا، يتم تأمين السكر لكل خلايا الجسم، خاصة خلايا الدماغ والجهاز العصبي.
وأيضاً، عند تناول النشويات، تتحول إلى سكر. ومن هنا، ليس بالضرورة الإكثار من تناول الحلويات الرمضانية المشبعة بالسمن والزيوت والزبدة، فيمكن الاستعاضة بالتمر.
* ما يجب فعله عند الصوم في الحر:
يحل شهر رمضان في أيام حرّ، ما يحتّم التعويض عن الجفاف.
أ ـ ينبغي شرب: 1 ـ 8 أكواب ماء يومياً.
2 ـ شرب كوبين من الزهورات.
3 ـ عصير طازج من الفاكهة والخضار الذي سيزوّد الجسم بالمعادن والفيتامينات.
4 ـ تناول الشوربة لاحتوائها على المعادن والفيتامينات.
ب ـ تجنب شرب العصائر المحلاة بالسكر المكرّر أو المحتوية إضافات.
أفضل أنواع العصير: عصير الحامض مضافاً إلى ماء فاتر.
ـ عصير الملفوف ـ عصير التفاح ـ عصير الشمندر ـ عصير الجزر ـ عصير الكرفس ـ عصير العنب.
* وجبة السحور:
تعتبر وجبة السحور ضرورية، لأنها ستمنحنا طاقة لساعات طويلة أثناء الصيام. لذا، يجب أن تحتوي على طعام بطيء الامتصاص كي يعطينا طاقة مدّة أطول، مثل:
ـ الحبوب الكاملة: رقائق (شوفان ـ قمح ـ رز ـ شعير..)
ـ حليب أو ماء ساخن.
ـ لوز بقشره أو جوز.
ـ عسل ـ زبيب ـ تمر ـ مشمش.
ـ الفاكهة: أيضاً المجففة مثل التمر والمشمش المجفف.
ـ يجب أن يحتوي طعام السحور على ما لم يأكله الصائم خلال الإفطار، كالأجبان والألبان والحليب والخبز المصنوع من الحبوب الكاملة.
* ما يجب تجنبه:
ـ من المستحسن تجنب المشروبات المحتوية على الكافيين مثل: الشاي ـ الكولا (إذ إن الكافيين مادة مدرّة للبول وستؤدي إلى خسارة السوائل).
ـ تجنب الطهو بزيوت مشبعة.
ـ تجنب الإفطار على ماء، بل تمر أو عصير.
ـ تجنب تناول الإفطار دفعة واحدة.
بعد كل ما تقدم، يمكننا القول إن الصوم مفيد وهو خيرٌ لنا في الدنيا والآخرة، شرط التقيد بأصول التغذية السليمة وتحقيق مبدأ الاعتدال، على أن يشمل الصوم أعمالنا أيضاً ويعود بالنفع على أجسامنا وأنفسنا.
أعاده الله عليكم بالصحة والعافية.
د. مريم حراجلي
"وأن تصوموا خيرٌ لكم" (البقرة: 184)
جعل الله عزَّ وجلَّ أغلب العبادات والفرائض وقايةً لكثير من الأمراض والعلل.
الصوم: فريضة فرضتها الأديان السماوية على الإنسان لغايات وفوائد روحية ومادية. وهو فرصة عبادية تؤدي إلى السمو بالنفس وضبط السلوك لدى الفرد، فضلاً عن أهميته الصحية التي تعود على الجسم بالعافية واستعادة النشاط.
* الهدف الصحي من الصيام:
تمتد فترة الصوم بين آذان الفجر والغروب، فيعتمد الجسم في طاقته على طعام السحور الذي سوف يمده بسكر الغلوكوز Glucose (فقط لساعات قليلة)، وبعدها، يعتمد جسم الإنسان على المواد السكرية والدهنية المخزونة في أنسجته.
ومن نتائج هذه العملية، يتخلص الجسم من السموم المتراكمة بعد حرق السكر والدهون المخزونة.
ومن الطبيعي أن يبدأ الجسم أولاً باستهلاك الخلايا المريضة أو التالفة أو الهرمة.
وعند الإفطار مع تناول الوجبة الصحية، يتجدد بناء هذه الخلايا بخلايا جديدة، فتمنح الجسم قوة ونشاطاً وحيوية.
* الفوائد الصحية للصوم على جسم الإنسان
1 ـ إذابة الدهون:
يؤدي الصوم إلى إذابة الدهون المتراكمة على جدران الأوعية الدموية، وبالتالي، زيادة تدفق الدم إلى أعضاء الجسم المختلفة.
2 ـ تجدد الخلايا: يؤدي أيضاً إلى انتهاء وتحلّل الخلايا التالفة واستبدالها بخلايا جديدة ونشيطة تزيد من عمل الجسم ووظائفه المختلفة، فيشعر الإنسان بعد انتهاء شهر رمضان بنقاء جسمه وزيادة طاقته وصفاء نفسه.
3 ـ معدل إفراز السموم: عملية إفراز السموم الطبيعية تستمر ولكن بنسبة أقل.
4 ـ مناعة الجلد: يخفف الصوم من حساسية الجلد بسبب انخفاض نسبة الماء في الدم، وبالتالي، تنخفض في الجلد فتزيد مناعة الجلد ومقاومته للأمراض الجرثومية ويخفف من حدة بعض الأمراض الجلدية كالصدفية، حب الشباب، الدمامل والبثور.
5 ـ راحة الجهاز الهضمي: يعالج الصوم الكثير من مشاكل الجهاز الهضمي، إذ يقل إفراز العصارة المعدية وبالتالي، انخفاض فرص الإصابة بقرح الأمعاء والتهابات الجهاز الهضمي الناتجة عن بعض الأطعمة.
6 ـ إنقاص الوزن: يساعد الصوم على إنقاص الوزن والماء المحبوس في الجسم، شرط الالتزام بالشروط الصحية للصوم، كالاعتدال في تناول كميات الطعام وزيادة الحركة والإقلال من النوم والكسل.
7 ـ تنظيف أعضاء الجسم وتنشيطها:
يساعد الصوم على تنشيط عمل القلب والكبد والبنكرياس والكلى ومختلف أعضاء الجسم وأجهزته، كما يؤدي إلى تنظيفها.
ويمكن اختصار الفوائد الصحية للصوم مع نظام غذائي صحيح بالآتي:
ـ أول ثلاثة أيام من الصوم، تؤدي إلى تنظيف الجسم من السموم وتنقية الدم.
ـ بعد خمسة أيام من الصوم، يبدأ الشفاء وإعادة بناء جهاز المناعة.
ـ بعد عشرة أيام، يصبح الجسم قادراً على مقاومة المشاكل قبل ظهورها ويساعد على مقاومة المرض.
* النظام الغذائي للصائم:
يجب أن يكون النظام الغذائي بسيطاً وغير متنوعٍ خلال اليوم الواحد، كما يجب أن يحتوي العناصر الغذائية التالية:
1 ـ فئة النشويات المركبة 35% Complex Carbohydrates، تساعد هذه النشويات على إعطاء الجسم الطاقة ببطء، نجدها في:
أ ـ الحبوب الكاملة: قمح ـ رز ـ شوفان ـ شعير...
ب ـ البذور: بذر كتان ـ بذر دوار الشمس ـ سمسم...
ج ـ البقول: فاصوليا ـ بازلاء ـ لوبياء ـ عدس...
2 ـ فئة الأغذية الغنية بالألياف: 30%
الخضار، الفاكهة، الحبوب، الحنطة، البذور.
3 ـ يفضل تناول كميات معتدلة من اللحوم القليلة الدهن.
4 ـ فئة الحليب ومشتقات الألبان والأجبان: 15%
كوب حليب أو كأس لبن عيران، ولمن يعاني حساسية على الحليب شرحتان من الجبن.
5 ـ فئة الحلويات والدهون: 10%
يجب تناول أقل ما يمكن من الحلويات والدهون، واستخدام الزيوت بكميات معتدلة خلال الطبخ.
كيف نعوض السكر الذي ينقص في الجسم عند الإفطار؟
عندما يفطر الصائم ويأكل تمرة أو اثنتين أو يشرب كوباً من العصير الطازج، يكون قد أخذ كمية كافية لإعادة نسبة السكر في الدم إلى طبيعتها. وهكذا، يتم تأمين السكر لكل خلايا الجسم، خاصة خلايا الدماغ والجهاز العصبي.
وأيضاً، عند تناول النشويات، تتحول إلى سكر. ومن هنا، ليس بالضرورة الإكثار من تناول الحلويات الرمضانية المشبعة بالسمن والزيوت والزبدة، فيمكن الاستعاضة بالتمر.
* ما يجب فعله عند الصوم في الحر:
يحل شهر رمضان في أيام حرّ، ما يحتّم التعويض عن الجفاف.
أ ـ ينبغي شرب: 1 ـ 8 أكواب ماء يومياً.
2 ـ شرب كوبين من الزهورات.
3 ـ عصير طازج من الفاكهة والخضار الذي سيزوّد الجسم بالمعادن والفيتامينات.
4 ـ تناول الشوربة لاحتوائها على المعادن والفيتامينات.
ب ـ تجنب شرب العصائر المحلاة بالسكر المكرّر أو المحتوية إضافات.
أفضل أنواع العصير: عصير الحامض مضافاً إلى ماء فاتر.
ـ عصير الملفوف ـ عصير التفاح ـ عصير الشمندر ـ عصير الجزر ـ عصير الكرفس ـ عصير العنب.
* وجبة السحور:
تعتبر وجبة السحور ضرورية، لأنها ستمنحنا طاقة لساعات طويلة أثناء الصيام. لذا، يجب أن تحتوي على طعام بطيء الامتصاص كي يعطينا طاقة مدّة أطول، مثل:
ـ الحبوب الكاملة: رقائق (شوفان ـ قمح ـ رز ـ شعير..)
ـ حليب أو ماء ساخن.
ـ لوز بقشره أو جوز.
ـ عسل ـ زبيب ـ تمر ـ مشمش.
ـ الفاكهة: أيضاً المجففة مثل التمر والمشمش المجفف.
ـ يجب أن يحتوي طعام السحور على ما لم يأكله الصائم خلال الإفطار، كالأجبان والألبان والحليب والخبز المصنوع من الحبوب الكاملة.
* ما يجب تجنبه:
ـ من المستحسن تجنب المشروبات المحتوية على الكافيين مثل: الشاي ـ الكولا (إذ إن الكافيين مادة مدرّة للبول وستؤدي إلى خسارة السوائل).
ـ تجنب الطهو بزيوت مشبعة.
ـ تجنب الإفطار على ماء، بل تمر أو عصير.
ـ تجنب تناول الإفطار دفعة واحدة.
بعد كل ما تقدم، يمكننا القول إن الصوم مفيد وهو خيرٌ لنا في الدنيا والآخرة، شرط التقيد بأصول التغذية السليمة وتحقيق مبدأ الاعتدال، على أن يشمل الصوم أعمالنا أيضاً ويعود بالنفع على أجسامنا وأنفسنا.
أعاده الله عليكم بالصحة والعافية.