عرض مشاركة واحدة
قديم 09-29-2010, 05:20 AM   #1


قصة الرياح والشمس



في يوم من الأيام قالت الريح للشمس
ما رأيك أن نتخذ هذا العجوز المستلقي على الأريكة في هذه الحديقة رهاناً وتحدٍّ بيننا؟!
فقالت الشمس : رهاناً على ماذا؟؟
قالت الريح : على أن ننزع عنه معطفه الذي يرتديه
فقالت الشمس : قبلت الرهان
فبدأت الرياح تصدر أصواتاًمدوية ومخيفة وتقذف هواءً وأتربة وتهيج وتشتد وتشتد
وتحاول بقوتها وسرعتها أن تنزع المعطف عن العجوز
ولكنه للعجب كان يتمسك بمعطفه بكل مايملك من قوة
وتزداد الرياح هوجاً وشدةً وصياحاً ويزداد العجوز تمسكاً بالمعطف
وتضطرب الرياح وترسل الهواء عبثاً والعجوز يتمسك بمعطفه أكثر
حتى توقفت الرياح وأعلنت ضعفها وعدم قدرتها
ثم أشارت الرياح للشمس أنه قد حان دورها
فابتسمت الشمس وطلعت بهدوء وملأ الدفء المكان
فشعر العجوز بازدياد الدفء فلم يجد للمعطف فائدة
فنزع المعطف بكل هدوء وسلام



قصة جميلة من نسج الخيال تُعلمنا كيف يكون التعامل الصحيح
أحبتي
لِمَ لانجعل تعاملنا مع بعضنا بتعامل الشمس وليس بتعامل الرياح
فليس كل شيء نستطيع الحصول عليه بالإكراه واستخدام الأساليب القاسية المنتشرة
لِمَ لا يُزيّن حياتَنا اللين والكلام الطيب والتعامل الودي
فالكثير منّا يحاول أن يحصل على مايريده بطريقته الخاصة
ولا يفكر هل تلك الطريقة هي المُثلى والتي بواسطتها سيحصل على مايريد؟!
أم أنها ستبعده عن مبتغاه أكثر؟؟



فعلى سبيل المثال
نجد الأب يضرب ابنه لكي يعترف بالخطأالذي ارتكبه
وفي المقابل
الولد لايعترف لأنه إذا إعترف ربما سيلاقي ضرباًأكثر مما هو يلاقيه الآن
فلو استخدم الأب طريقة الكلام والتفاهم المحبب لوجدناأن الولد قد اعترف بخطئه دون أن يشعر



وآخر تسبب شخص(بدون قصد) إحراجه بكلمة
فيقوم بملاحقته إلى أن يمسك به ويطرحه أرضاًويقتله
فلو أنه ناقشه بأسلوب لائق لأعتذر له وأكمل كل منهما حياته بخير



فكل الأساليب القاسية لاتعود علينا بالمنفعة
فهي لاتجلب سوى التعب النفسي والجسدي
فهـلمّ بنا جميعاً لكي نكون كالشمس
ونتعامل بسهولة وابتسامة مشرقة






التعديل الأخير تم بواسطة روعة الاحساس ; 09-29-2010 الساعة 04:16 PM
  رد مع اقتباس