عرض مشاركة واحدة
قديم 05-20-2013, 09:20 AM   #1


[ALIGN=CENTER][TABLETEXT="width:70%;background-color:silver;"][CELL="filter:;"][ALIGN=center]













السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحوار وعفة اللسان
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تعالى :
(وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً) البقرة:83
(إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) سورة الإسراء:36
(يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) سورة النور: 24
وَعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ : سَأَلْتَ رَسًولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ ؟ قَالَ :
(ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يَا مُعَاذُ وَهَلْ يُكِبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ فِي النَّارِ إِلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ)
وَعَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
(لَيْسَ الْمُؤْمِنُ بِالطَّعَّانِ ، وَلَا اللَّعَّانِ ، وَلَا الْفَاحِشِ ، وَلَا الْبَذِيِّ) حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ .

لكل هذه الآيات والأحاديث وغيرها الكثير ؛ كان غريباً على الحس الإسلامي والذوق الإنساني أن نسمع
أن البعض يستبيح الطَّعْنَ وَاللَّعْنَ والنطق بألفاظ فاحشة قبيحة تجري على لسانه ، وتُسيئ لغيره لمجرد اختلافه معه في الرأي .
يقول الإمام الغزالي رحمه الله تعالى : (إن السب والفحش وبذاءة اللسان مذمومة ومنهي عنها ،
ومصدرها الخبث واللؤم ، والباعث عليها إما قصد الإيذاء ، وإما الاعتياد الحاصل من مخالطة الفساق)
من أقوال الصحابة والتابعين والعلماء في بذاءة اللسان :
ابن عمر رضي الله عنهما يقول : إن أبغض الناس إلى الله كل طعان لعان .
يقول الأحنف بن قيس : ألا أخبركم بأدوء الداء ، أي بأشد الداء إيلاماً ؟ اللسان البذيء والخلق الدنيء .
وقال الفضيل بن عياض : خمس من علامات الشقوة
القسوة في القلب ـ قلب كالصخر لا يرحم ـ وجمود في العين ، وقلة حياء ، والرغبة في الدنيا ، وطول الأمل .
قال بعض الشعراء :
إذا قلّ ماء الوجه قلّ حياؤه فلا خير في وجه إذا قلّ ماؤه
حياءك فاحفظه عليك فإنما يـدل على وجه الكريم حياؤه

وروي أن أبا الدرداء مر على رجل قد أصاب ذنباً ، فكانوا يسبونه ،
فقال لهم أبو الدرداء : أرأيتم لو وجدتموه في بئر ألم تكونوا مستخرجيه ؟ قالوا : بلى .
قال : فلا تسبوا أخاكم ، واحمدوا الله الذي عافاكم . قالوا: أفلا نبغضه ؟
قال : إنما أبغضه عمله ، فإذا تركه فهو أخي .
وقال الشافعي :
يخاطبني السفيه بكل قبح فاكره أن أكون له مجيبا
يزيد سفاهة فازيد حلما كعود زاده الإحراق طيبا
وأيضا :
اذا نطق السفيه فلا تجبه فخير من إجابته السكوت
فان كلمته فرجت عنه وإن خليته كمدا يموت
عندما أقرأ تلك الأبيات أحمد الله على أني أتماسك وأحترم نفسي ولساني وأحفظ حق الله تبارك وتعالى
باتباع أوامره والبعد عن نواهيه وكذا رسوله صلى الله عليه وسلم .
ولست أُزَكِّي نفسي عن غيري ، فقد أُخطئ وقد يُخطئ غيري .. فلسنا مُنزهين ،
حيث يقول الله سبحانه وتعالى : (وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ) النور 21

إن للحوار وتبادل الرأي أهمية كبيرة في رفعة الأمم ، وفي رَدِّ المُخطئ عن خطئه وعودته إلى الصواب بالحُسنى ،
وسواء كان هذا الحوار دينيا أو دنيويا ؛ فلا سبيل إلى النجاح والتقدم إلا بالاحترام بين الجميع ،
فلربما رأيٌ صغير من إنسان بسيط يكون فيه الخير للجميع ، وربما يكون الله تعالى قد وضع كلمات
عفوية على لسان أحدهم ليكون فيها قبس من نور تضيئ الطريق لغيره من البشر .
وإن الإسلام الصحيح يـدعونا إلى ذلك ولا يتحيز لفئة دون فئة ولا لجنس دون جنس ،
ولا حتى لحزب دون حزب ؛ فقد نبذ التحزب لما فيه من شرور الفرقة بين أبناء الأمة الواحدة ،
وَفِي السُّنَنِ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ :
(لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ
وَلَا لِأَبْيَضَ عَلَى أَسْوَدَ ، وَلَا لِأَسْوَدَ عَلَى أَبْيَضَ
إِلَّا بِالتَّقْوَى ، النَّاسُ مِنْ آدَمَ ، وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ) .
ولو أن المسلمين تعاملوا بما يـدعونا إليه الإسلام من الأخلاق الكريمة ، والنفوس الصافية والصدور السليمة لتغير حالهم ،
وعظم أثرهم في أنفسهم وفي غيرهم من غير المسلمين .
ألا يرجع المسلمون إلى أخلاق النبوة وآداب الرسالة ، ليرجع إليهم تميزهم ، ويكونوا خير أمة أخرجت للناس ، كما كان أسلافهم !




[/ALIGN]
[/CELL][/TABLETEXT][/ALIGN]






  رد مع اقتباس