رساله شوق
أبي أرحل واترك الديره ماعاد أبي اشوف النـاس
. بعـد مارحـت عفـت الـدار والديـره وأهاليهـا
قنعت أنا من الدنيا ولاعاد اجلـس مـع الجـلاس
. وقررت ابتعـد وارحـل بعـد مارحـت واخليهـا
ترى والله بعد مارحت مـا جانـي بعـدك نعـاس
. وعيوني ماهنـت بالنـوم عشرين عام مجافيهـا
بعد ما غبت عن عيني فقدت الحـس والإحسـاس
. وماعاد أحس حر النار لـو رجلـي وطـت فيهـا
فقدت السعاده في لحظـة موقـفها وزاد اليـأس
. وماعـاد أسمـع ولا بسمـع ولا أميـز مناديهـا
أحب أعيش في ديره خلاء قفرى شجرهـا يبـاس
. وما أحب أسمع بها همسه وحتى الريـح مابيهـا
أبي النسمة إذا هبت تجـي مـن يمكـ نسنـاس
. وتحمل لي رسالـة شـوق دايـم فـي مساريهـا
أضم أنا الخيال اللي معـي طـول العمـر نبـراس
. وأعيد الذكريـات اللـي معـك يابوي ماضيهـا
بدايتها فقدتك واصبحت همومي مالهـا قيـاس
. جميع الناس فـوق الأرض مـا عرفوا معانيهـا
لأن منزلك في القلب ولك مقـدار فـوق الـراس
. مكانتك يابوي فـي قلبـي تـرى محـداً يساويهـا
وأجدد عهدي السابق مـدام أنـه جويـد السـاس
. وباعيش في غربتي وحدي وذكـرى لـك تكفيهـا
وبكتب لك بدم القلـب معاناتـي علـى القرطـاس
. لعلـك لأقريـت رسالـتـي تـعـرف معانيـهـا
تعرف أني لك بار ولا أمشي في دروب أدناس
. وقلبي طاهـر وصـادق وروحـي دوم مشقيهـا
ومهما طال بي وقتـي ومهمـا حـاول ألوسـواس
. ماغيرك أنت يا بــوي جـروح القلـب تبريهـا
|