عرض مشاركة واحدة
قديم 12-20-2020, 06:49 PM   #35

افتراضي

فيلم أخرجه شيطان..
1648 بعد االميلاد– 1800بعد الميلاد


في ظلمة هذا الليل البهيم البارد.. سكتت كل الأصوات في أذنك ولم تعد تسمع
سوى صوت فحيحي واهتزاز لساني المشقوق في الهواء.. وييدو أن فحيحي قد
تركك في حالة من الخدر المندهش مما سمعته من أمري.. لكني اليوم قد
أعددت لك قبسات من الأسرار قد لا يقدر عقلك البشري المحدود على استيعابها
كلها.. سأجهز لك أطيب شراب دافيء تحب.. وسألتف حول رقبتك لأدفئها..
وسأريك في هذه الليلة عجبًا.. ولأنك إنسان حديث فسأتعامل معك بأساليبك
الحديثة هذه المرة.. لقد جهزت لك فيلمًا وثائقيًّا شيطانيًّا لن تراه في أي مكان
إلا في مكتبتي.. مكتبة الثعبان.. استرخ يا صديقي على هذا المقعد.. وانظر إلى
تلك الشاشة الحديثة أمامك.. واستمع إليَّ جيدًا.. فسأحكي لك كمالة قصتي..
بأسلوبك العصري الذي تألفه.
بدأت الشاشة عملها وبدأت تعرض لك مشهدًا مهيبًا.. أناس مجتمعون في أحد
الشوارع.. عرفتَ من نظرتك إلى ملابسهم أنهم في زمن قديم ما.. دعني أوفّر
عليك مشقة الظن.. هؤلاء شعب إنجلترا.. هل ترى كيف يقفون في صمتٍ فلا
تسمع حتى حركة أجسادهم.. إنهم ينتظرون الملك.. وبكلمة أكثر دقة.. هم
ينتظرون إعدام الملك.. الملك "تشارلز".. إنهم يحبونه ويبدو أنه قد فُرِض عليهم
حكم إعدام ملكهم هذا فرضًا.. وفجأة فُتِح باب خشبي.. وظهر على عتبته
رجل.. يرتدي ملابس ملكية وقبعة ملكية.. وبدأ الرجل يمشي على جسرٍ خشبي
ارتفاعه يحاذي رؤوس الناس.. إنهم ينظرون له بصمت مهيب.. بعضهم يبكون
وبعضهم يئنون.. بعضهم يمد يده ليلمس قدم الملك وهو يمشي على الجسر..
وصل الملك إلى نهاية الجسر.. وهاهو ينظر إلى عتبة عليها قماش أبيض.. يقف
بجوارها رجل قوي البنية يمسك ببلطة حادة.. لابد أنك فطنت ما هية هذه العتبة..
لقد كانت المكان الذي سيضع الملك عليه رأسه ليقطعها صاحب البلطة.
هذا الملك يتصرف بأنَفة عجيبة.. حقًّا هكذا يكون الملوك ملوكًا حتى في
إعدامهم.. وهاهو يضع رأسه على العتبة.. ويقول بلهجة آمرة لحامل البلطة :

- انتظر إشارتي.
حقا يعجبني هؤلاء الملوك الذين يظلون ملوكًا حتى آخر ثانية في حياتهم..
وهاهو يعطي الإشارة للرجل.. وها هي البلطة تنزل على رأس الملك "تشارلز"
لتقطعها.. ويضج الجمهور بالأنين والبكاء وتحدث جلبة.. يُسكتها رجل بزي
قيادي يضع يده على دماء الملك ثم يرفع يده للجمهور ويقول :
- هل رأيتم؟ إن دماءه حمراء مثلنا وليست زرقاء.. ليس موفدًا من عند
الله كما كان يقول.
وركزت الكاميرا على وجه ذلك الرجل قليلًا.. هذا الرجل يدعى "كرومويل"..
وعلى طريقة أفلام هوليوود التي تحبها تموهت صورة "كرومويل" هذا لتظهر
لك لقطة من الماضي.. لقطة لهذا الرجل وهو يكتب رسالة موجهة لجهة لا
تعرف ما هي.. جاء في الرسالة "سوف أدافع عن قبول اليهود في إنجلترا مقابل
المعونة المالية.. ولكن ذلك مستحيل طالما الملك تشارلز لازال حيًّا.. وال يمكن
إعدام تشارلز دون محاكمة".. ثم عرضت لك الشاشة لقطة أخرى لهذا الرجل
وهو يتسلم خطاب الرد فيما يبدو.. وقد فتحه ليجد رسالة جاء فيها " سوف نقدم
المعونة المالية حالما تتم إزالة تشارلز ويُقبل اليهود في انجلترا.. يجب أن تدبر
طريقة تُهرِّب بها تشارلز ثم تقبض عليه.. وبهذا يكون هناك سبب مقنع
للمحاكمة"
والأن أخذتك الشاشة للقطة أخرى من الماضي.. إنه الملك "تشارلز" نفسه.. وهو
يجلس على منصة خشبية تتوسط قاعة مليئة بالرجال ذوي الملابس الرسمية..
إنها محاكمة الملك "تشارلز".. إن "كرومويل" قد نفّذ ما أملته عليه الرسالة التي
تلقاها.. ودبر هروب الملك "تشارلز" والقبض عليه والآن ها هو يحاكم.. قال له
المتحدث :

- ما قولك في التهمة الموجهة لك وهي إساءة استعمال السلطة
المعطاة لك من قبل القانون الذي..
قاطعة الملك "تشارلز" وقال في كبرياء ملك:
- عن أي قانون تتحدث.. من أنت أصلًا حتى تتحدث عن القانون.. أنا الملك
هنا وكل الرجال في هذه القاعة رجالي وأنت منهم.
قال "كرومويل" بلهجة قوية :
- أنت تحاكم هنا لأنك أسأت استخدام سلطتك وتسببت في كبت حرية
الشعب الذي..
قاطعه الملك في عزم :
- أنا أعرف عن حرية شعبي أكثر مما يعرف عنها أي واحد منكم.. إن
حكومة يديرها برلمان ويسيطر عليها الجيش هي أسوأ طغيانًا من
أي طغيان تزعمون أنه صدر منِّي على الإطلاق.
يبدو أنك بدأت تُعجَب بشخصية هذا الملك.. للأسف كان الرجال من حوله هم
رجال البرلمان البريطاني المعارضين له.. وكان "كرومويل" هذا رجال منهم وهو
أشد المعارضين للملك.. وتلك الرسائل التي كان يتلقاها ويرد عليها كانت من
أصحاب الذهب والمال اليهود.. اليهود الذين طُرِدوا من إنجلترا قبل 400 سنة
وصمموا على العودة إليها ثانية ولو بعد حين.. فأغروا "كرومويل" هذا بالمال
لينقلب على الملك.. وها هي الشاشة تعرض لك "كرومويل" وقد أسقط الملكية
البريطانية وأعلن الجمهورية.. وأصبح هو رئيس بريطانيا.
وكما تنبأ الملك "تشارلز" تمامًا.. كان حكم الجمهورية الجديدة ديكتاتوريًّا
متعسّفًا.. وهاهو "كرومويل" ينفذ وعده لليهود ويجمع عددًا من الفقهاء

والمثقفين ويناقشهم بحماس في إعادة اليهود إلى البلاد.. وقد أظهرته شاشتنا
وهو يقول :
- لابد من تبشير اليهود بالمسيحية.. فكيف نبشرهم ونحن لم نستطع
حتى أن نحتمل عيشهم بيننا؟
ردَّ عليه أحد الحاضرين:
- هؤلاء اليهود سينتزعون التجارة منا وسيحتكرون الثروة.
ومع أنه لم يُصدر مرسومًا بعودة اليهود إلى البلاد إلا أنه سمح لهم بالدخول إلى
في صمتٍ.. انتقلت بك الشاشة إلى مشهد عجيب.. مشهد لجثة متحللة.. معلَّقة
من رقبتها إلى منصة خشبية ذات شكل مميز.. واقتربت الكاميرا من وجه الجثة..
إنها جثة رجل.. لو دققت النظر سترى أن هذا هو "كرومويل".. تسألني لماذا
جثته متعفنة على هذا النحو؟ إن جثته متعفنة لأنه بعد أن مات ودُفِنَ في قبره..
صعد إلى العرش "تشارلز" الثاني ابن الملك "تشارلز" الأول.. وعادت الملكية إلى
بريطانيا بعد أن فشلت فيها الجمهورية وأمر "تشارلز" الثاني بأن يخرج كل
المتآمرين على أبيه من قبورهم ويعلقوا مشنوقين على مشنقة تايبيرن.. ولو أنك
زرت لندن في يوم ما وزرت شارع إدجوار الملقَّب بشارع العرب.. فستجد في
بدايته دائرة تشير إلى مكان هذه المشنقة.. هنا عُلق الخونة من رؤوسهم.. لكن
الشاشة عرضت لك منظرًا لرجال يلفهم السواد والظلام.. رجال ليسوا راضيين
عما آلت إليه الأمور.. هم اليهود أصحاب المال والذهب.. اليهود المرابين.. ورغم
أنهم نجحوا في الدخول لبريطانيا بعد أن طُرِدوا منها إلا أن خططهم كانت أبعد
من مجرد دخول البلد.. كانت خطتهم تقضي بالسيطرة على اقتصاد البلد.. ومن
ثم استعباده.
اقتربت الكاميرا من هؤلاء الرجال أكثر.. ثم وضعت لك الشاشة أسفل هؤلاء
الرجال رجال آخرين كثيرين جدًّا أصغر منهم حجمًا.. وظهرت على الشاشة

كلمة "الشعب اليهودي".. ثم ظهرت لك خريطة أوروبا.. وبدأ الفيلم في الشرح..
لقد طُرد هؤلاء اليهود منذ 400 سنة من بريطانيا ثم من هولندا ثم من البرتغال
ثم من النمسا ثم من فرنسا وسكسونيا وتشيكا وهنغاريا وأخيرًا من إسبانيا..
لماذا طُردوا؟ لأنه قد ظهر فسادهم في البر والبحر.. ثم اقتربت الشاشة من
مجموعة الرجال الكبار الذين في الأعلى وظهرت عليهم كلمة "أغنياء اليهود
المرابين".. وأظهرت لك الشاشة على وجوههم تعبيرات غاضبة.. ثم أكمل لك
الفيلم الشرح.. صمم أولئك الأغنياء على الثأر لشعبهم.. وكانوا زعماء ماسونيين
كلهم.. وخرج سهم من الرجال العلويين والسفليين إلى هولندا.. وسهم آخر
إلى ألمانيا.. لقد عادوا أول ما عادوا إلى هاتين الدولتين.. لأن الدولتين كانتا الأكثر
تساهلًا.
اقتربت الكاميرا من هولندا وحركت لك الشاشة الرجال العلويين إلى هولندا..
ووضعت لك الشاشة بجانب كل رجل منهم امرأة هولندية.. نعم لقد تزاوج
المرابون اليهود في هولندا من الشعب الهولندي وكونوا لهم أسرًا هناك.. ثم
ركزت الكاميرا على رجل من المرابين اليهود هؤلاء وأظهرت لك اسمه..
"مناسح بن إسرائيل".. وأسرته من أكبر الأسر الهولندية في هولندا.. ثم أظهرت
لك الشاشة تحته شخصًا آخر كتبت لك اسمه "ويليام ".. هذا هو ابن "مناسح"..
ثم حركت لك الشاشة "ويليام" هذا من هولندا إلى بريطانيا.. وأظهرت لك
الشاشة بجواره امرأة بريطانية.. وفوق المرأة بالضبط أظهرت لك الشاشة رجلًا
سمته "دوق يورك".. نعم لقد تزوج "ويليام" من ابنة الدوق "يورك".. ومن هو
الدوق يورك هذا؟ هذا هو الرجل الذي أصبح ملك بريطانيا بعد وفاة "تشارلز
الثاني".. هل رأيت كيف اقترب اليهود من عرش بريطانيا؟ لكنك لم ترَ شيئًا بعد.
ها أنت ترى على الشاشة منشورات كثيرة ومقالات صحفية كثيرة تشوه سمعة
ملك البلاد الدوق "يورك".. حتى إنه هرب إلى فرنسا.. والآن عرضت لك الشاشة
الملك الجديد لبريطانيا.. "ويليام" ابن المرابي اليهودي "مناسح".. وعرضت لك





  رد مع اقتباس