عرض مشاركة واحدة
قديم 12-20-2020, 06:56 PM   #36

افتراضي

الشاشة الان رجالًا ونساء على خريطة بريطانيا.. وكتبت تحتهم "أسر ملكية
بريطانية".. ثم رسمت عليهم علامة خطأ حمراء كبيرة.. ووضعت على جانب
الشاشة الآخر رجالا ونساء آخرين وكتبت تحتهم " أسر ملكية يهودية"..
وفوقهم وضعت لك الشاشة رجلًا واحدًا هو "ويليام".. فكل العائلة الملكية
البريطانية تم استبدالها بسلالة أخرى يهودية هي التي ينحدر منها كل ملوك
بريطانيا حتى هذا اليوم.. سلالة يهودية.
لكنك لم ترَ شيئًا بعد.. عرضت لك الشاشة كنيسة من الخارج.. ثم اقتربت بك من
بابها المغلق بإحكام.. وعبرت بك الكاميرا عبر الباب المغلق لتدخل بك إلى الداخل
لترى "ويليام" وهو جالس على مائدة واحدة مع مجموعة من الرجال.. هؤلاء هم
مندوبون عن كبار المرابين اليهود.. فلتنظر ماذا سيفعل "ويليام" معهم الأن..
إنهم يكتبون عدة أوراق.. عرضت لك الشاشة هذه الأوراق.. الورقة الأولى هي
قرض استدانه "ويليام" من المرابين اليهود قيمته مليون وربع جنيه استرليني..
ولإعطائه هذا القرض الضخم أيامها كتب اليهود شروطًا شيطانية.. وهي التي
أظهرتها لك الشاشة في الورقة الثانية.. خلاصتها.. أن تبقى أسماء مانحي
القرض سرية أبد الدهر.. وأن يعطى مانحو القرض تصريحًا بإنشاء بنك إنجلترا..
وأن يُمنَح مديرو بنك إنجلترا هؤلاء حق إصدار العملة وتحديد سعرها وتحديد
سعر الذهب.. ولتسديد القرض المعطى لـ "ويليام" وتسديد فوائده تلتزم
الحكومة بفرض ضرائب مباشرة على الشعب البريطاني.. وفي النهاية أظهرت
لك الشاشة تاريخ منح القرض وهو 1660 ..ثم كتبت لك الشاشة بجانب هذا
التاريخ تاريخًا آخر.. 1950..وعرضت لك الشاشة حالة القرض.. لقد تحول الدين
من مليون وربع.. إلى 22 مليون جنيه استرليني.. تدين بها بريطانيا للمرابين
اليهود.. وهكذا ركب اليهود الحمار البريطاني.. وظهرت لك خريطة أوروبا..
وظهر لك عليها ثعبان.. هذا أنا ألم تعرفني؟ وها هي الشاشة تحرك لك الثعبان
من إنجلترا إلى فرنسا.
185
وهاهي الكاميرا تنزل بك كما تنزل الطائرات على أوروبا وتقترب وتقرب حتى
تظهر فرنسا.. ولكن الكاميرا لم تدخل فرنسا.. بل حادت عنها قليلًا ونزلت في
الطريق المؤدي من فرانكفورت الألمانية إلى باريس.. طقس ممطر.. الرعد
يدوي كما يجب أن يدوي الرعد.. وفارس على جواده الأسود يركض وسط كل
هذا متجهًا إلى باريس.. ثم أبرقت السماء فوقه حتى خُيّل إليك أنه الظهر.. ثم
دوى صوت كارثة.. ونزلت صاعقة رعدية في غاية القسوة من السماء إلى
الأرض.. فتابعتها بنظرك تلقائيا لترى ماذا ستصيب.. لقد أصابت الصاعقة ذلك
الفارس الذي كان يركض بفرسه بسرعة محاولا الهرب من هذا الغضب
االإلهي.. لا تكلف نفسك بمحاولة معرفة ما الذي حدث له بالضبط.. لقد أصابته
الصاعقة فاحترق هو وجواده فماتا فسقطا على الأرض.. ثم عرضت لك الشاشة
مشهدًا لرجلين من رجال الشرطة يمران من ذلك الطريق بعد انتهاء المطر
والرعد وهاهما يريان الرجل الميت.. وهاهما يحملانه.. وهاهما يسلمان
أغراضه إلى مركز الشرطة القريب.
ويبدو أن هناك توترًا كبيرًا حدث في قسم الشرطة بعد فحص أغراض الرجل..
لقد كان يحمل وثائق غاية في الغرابة.. وثائق مرعبة.. ولأن فضولك قد اشتعل
أنت أيضًا لمعرفة ما هية تلك الوثائق فقد اقتربت بك الكاميرا من حقيبة الرجل
الموضوعة على إحدى طاولات قسم الشرطة.. ثم عرضت لك الشاشة الوثائق
الموجودة بداخلها ورقة ورقة.. أعرفك لا تحب القراءة والثرثرة.. لذا سأخبرك
أنا بالخلاصة.
لقد كانت هذه أوراقًا مرسلة من رجل يدعى "روتشيلد" رئيس أحد المحافل
الماسونية في فرانكفورت بألمانيا إلى السيد الأعظم للماسونية الفرنسية في
باريس الدوق "دورليان".. كانت الوثائق نسخة مصغرة من بروتوكولات حكماء
صهيون لو كنت قد قرأتها.. وملخص ما جاء في هذه الوثائق هو التحدث
بشكلٍ عامٍ عن مؤامرة ثورية عالمية لإسقاط كل عروش أوروبا.. وتتحدث عن

عيوب الثورة الإنجليزية وبطئها.. وعن خطط كاملة لإشعال ثورة عارمة في
فرنسا.
وتتحدث الوثائق بشكل عام عن أن الديمقراطية شيء وهمي وأن المُلك
الاستبدادي للشعب هو الحل.. ولذلك ينبغي تصدير فكرة الديمقراطية الوهمية
تلك إلى جميع شعوب أوروبا فينقلبون على ملوكهم.. ولكن هذا لن يصلح إلا
بتدبير أزمة اقتصادية حادة في تلك البلدان.. واليهود أساتذة كبار في تدبير
الأزمات الأقتصادية لأنهم مالكو المال والذهب.. فيظن الناس أن ملوكهم
المستبدين هم السبب في فقرهم.. وأن الديمقراطية هي الحل.. وتقول الوثائق
إنه ليس مهمًّا من الذي سينتصر في هذه الثورات.. فالمنتصر حتمًا سيحتاج إلى
المال.. ونحن وحدنا من نملك المال.. فسنقدم له غصنًا يتعلق به قبل أن يغرق..
فإن تعلق به صار عبدًا كما صارت بريطانيا عبدة.. وإن تركه غرق.. هذا ملخص
ما جاء في تلك الوثائق التي اكتشفتها السلطة في حقيبة ذلك الفارس.
ربما يبدو اسم "روتشيلد" الذي أرسل هذه الوثائق مألوفا لك.. إن "روتشيلد" هي
أغنى عائلة على وجه الأرض.. بل على وجه التاريخ كله.. وهم عائلة يهودية من
كبار المرابين اليهود.. ورغم أنهم لم يكونوا من العائلات التي دبَّرت الثورة
الإنجليزية.. إلا أنهم دبَّروا كل ثورة حدثت بعدها.. ذلك لأن "روتشيلد".. مهلًا..
لماذا أثرثر لك؟ يمكنك أن تتابع وترى بنفسك.
يعرض لك الفيلم الآن محلًّا صغيرًا للصرافة في فرانكفورت بألمانيا.. اقتربت
الكاميرا من المحل.. يمكنك أن تلاحظ علامة مميزة أعلى المحل.. علامة الدرع
الأحمر.. وهاهي الكاميرا تدخل بك إلى الداخل.. رأيت رجلًا بالداخل كتبت لك
الشاشة اسمه "آمشل موسى باور".. يهودي كان صائغًا والآن فتح محلًّا
للصرافة.. حادت الكاميرا عن اليهودي لتصور لك ابنه الصغير "آمشيل ماير باور"
والذي يقف بجانب والده ويتابع ما يقوم به في شغف حقيقي.. وعلى طريقة
الجرافيكس ركزت الكاميرا على وجه الطفل فبدأ يتحول تدريجيًّا إلى وجه شاب

يافع.. ثم ابتعدت عنه الكاميرا لتراه يدخل إلى مصرف أوبنهايمر.. لقد كبر
الطفل الآن وصار كاتبًا في هذا المصرف.. لكنه كان بارعًا.. بارعًا جدًّا.. حتى إن
المصرف قد جعله شريكا جزئيًّا فيه.
عادت الآن بك الكاميرا إلى المحل ذي الدرع الأحمر إياه في فرانكفورت.. ورأيت
الشاب يفتح المحل.. لقد مات أبوه وقد قرر أن يستأنف أعمال أبيه بعد أن صار
غنيًّا.. نظر الشاب إلى الدرع الأحمر بالأعلى.. وقرر من يومها أن يسمي عائلته
"روث شيلد" وتعني بالألمانية الدرع الأحمر.
ولشدة براعة "روتشيلد" فقد استمر في أعماله وعظُمت ثروته أكثر فأكثر حتى
صار من أغنى أغنياء ألمانيا.. وهاهي الكاميرا تعرض لك "روتشيلد" بعدما صار
رجلًا وهو يجتمع مع اثني عشر رجلًا آخرين من المرابين اليهود.. كان يشرح لهم
شفهيًّا كل ما لخصته لك في الوثائق.. كان يريد إشعال ثورات عالمية تجتاح
أوروبا وأمريكا وروسيا.. بل إنه كان يريد ماهو أكثر من ذلك.. وليس هذا معرض
الحديث في هذا الأمر الآن.. أنت قد عرفت من هو "روتشيلد".. وعرفت أن وثائقه
التي أرسلها تم كشف أمرها.. فماذا حدث بعد ذلك؟
نحن الآن في باليه رويال بفرنسا.. من أعظم القصور الملكية في التاريخ.. تعال
لندخل معًا بكاميرا الفيلم من بوابة القصر المهيب.. لكن عليك أن تحفظ عينيك
يا صديقي.. فالمقطع القادم من الفيلم غير خاضع للرقابة أو Uncensored ..
أنت تدخل معنا الآن إلى حفلة متحررة.. من كل شيء متحررة.. من الحياء
متحررة.. ومن الأعراف متحررة.. ومن الأحترام متحررة.. حفلة يراقص الرجال
فيها نساء خلعن ثوب الحياء عن أجسادهن وصدورهن.. يشربون جميعًا نخب
الانحلال.. ويطلقون على أنفسهم اسم ثوريين.. لأن الثوري الحق في رأيهم هو
أكثر الناس تجرُّدًا من الأخالق.. دعك من هذا كله وانظر معي إلى بضعة وجوه
حاضرة هذا الحفل.. وركز فيما سأقوله لك جيدًا.. فلست أنوي أن أعيد كلامي
مرتين.

انظر أولًا إلى ذلك الرجل الواقف هناك.. ركزت الكاميرا معي على شخص يرتدي
مالبس لها طراز مالبس المهمين.. ضخم الوجه والأنف.. في وجهه ندوب.. لم
يكن جذابًا.. لذلك ستستغرب هذه الحسناء المتحررة التي تتأبط ذراعه بطريقة
فاسقة.. هذا الرجل هو الكونت دي "ميرابو".. وهذه السيدة الحسناء المنحلة
هي عشيقته مدام "هيرز".
هذا الرجل الأربعيني ذو الشعر الكبير الخشن هو الأصل الذي تفجرت منه الثورة
الفرنسية كلها.. مغرقًا في الديون كان.. علاقاته النسائية أكثر من أن يتذكرها
هو نفسه.. خطيبًا مفوها كان.. شديد التأثير والإقناع.. لسانه قادر على إقناعك
بأي سخافة يريدك أن تقتنع بها.. ولهذا صار صديقًا لمعظم طبقة النبلاء.. أضف
إلى ذلك أنه كان ثوريًّا معارضًا للنظام.
استدارت الكاميرا ومرت بك عبر العديد من المنحلين.. حاول أن تغض بصرك حتى
تستطيع التركيز معي.. أعرف أن ما يحدث من فسق يفوق الحد ولكن أيقظ
عقلك قليلًا معي وأطفئ أي شيء آخر.. والآن توقفت الكاميرا بك أما م رجل ذي
شعر أبيض وفراغات على جانبي جبينه تميز الشروع في الصلع.. وملابسه تميز
الملوك والزعماء.. هذا الرجل هو الدوق "دورليان".. ابن عم ملك فرنسا الحالي
"لويس" السادس عشر.. وهذا القصر المنيف هو قصره.. وهاهو يترك من
كانوا يحادثونه ويتجه ناحية الكونت دي "ميرابو" الذي كان لا يزال يلاعب الحسناء
في إباحية.
سأخبرك بالسر.. لقد تقرب المرابون اليهود من الكونت دي "ميرابو" لكونه
الرجل الوحيد القادر على تهييج الجماهير فكان يصلح أن يكون زعيم الثوار بلا
منازع.. ولأنه كان مغرقًا في الديون فقد أقرضوه أموالًا وسددوا له دَينه.. ولكن
كعادة اليهود.. لا يقترض منهم أحد شيئًا إلا وتضاعفت ديونه حتى صارت
كالجبل.. كان هذا هو حال "ميرابو" وهو واقف في هذا القصر الآن.. ولقد
عرفه اليهود بمدام "هيرز" المتزوجة المنحلة لتكون له لهوًا وشغلًا.. وهكذا

بالأسفل عبارة متلألئة "العقد الماسي".. ثم كتبت بجانب العبارة قيمة العقد.. 2
مليون ليرة فرنسية.
والآن انتقلت بك الكاميرا بعيدًا عن قصر فرساي وطارت بك إلى قصر ملكي
آخر.. قصر ملك فرنسا.. وبالداخل كان هناك مشهد غريب نوعًا ما.. دخلت بك
الكاميرا عبر إحدى النوافذ لترى سيدة يشابه ثوبها ثوب السيدة التي رأيتها في
حديثة قصر فرساي منذ قليل.. دارت الكاميرا حول السيدة التي كانت تحادث
شخصًا ما بحدة لترى وجهها بوضوح.. كتبت لك الشاشة بالأسفل "ماري
أنطوانيت الحقيقية".. ثم بدأ الفيلم يزيد لك من درجة الصوت لتسمع المحادثة..
كانت الملكة "ماري" تقول للرجل الذي أمامها بحدة :
- أنا لم أشتري هذا العقد يا هذا وليس لي علم بأي ورقة سخيفة تريد
أن تريني إياها فلم أكتب أي أوراق تخص عقدا أو غير عقد.. وهيا
انصرف من أمامي قبل أن آمر الحراس أن يُخرجوك بالقوة.
- معذرة ياسيدتي لكنك مطلوبة للمحاكمة العليا
ثم هرعت بك الكاميرا إلى قصر فيرساي مرة أخرى بسرعة.. لتجد الفتاة
المزيفة تأخذ العقد من الرجل شاكرة ثم تنصرف.. وفي أحد البيوت الباريسية
رأيت الفتاة المزيفة تخرجه ثم تسلمه لفتاة أخرى جميلة تدعى "جين".. والتي
كانت تبتسم في سخرية وتنظر إلى عظمة لألأة هذا العقد.
والان بدأ الفيلم يفسر لك كل هذه المشاهد.. إن اليهود كانوا قد بدأوا حملة
واسعة للتشهير بالملكة "ماري أنطوانيت" وتلطيخ سمعتها في الوحل
كعادتهم إذا أرادوا أن يثيروا شعبًا أهوجَ على مليكه.. أشاعوا أن الملكة تقيم
علاقة محرَّمة مع رجلٍ من رجال الكنيسة يدعى "روهان".. وأن "روهان" هذا قد
اشترى لها عقدًا ثمنه 2 مليون ليرة هدية في ظِل الأزمة الاقتصادية الرهيبة
التي تمر بها البلاد لتقبل أن تسلمه مفاتنها الملكية.. على الجانب الاخر فالفتاة
المزيفة تلك كانت شبيهة بالملكة ماري وقد دبَّر اليهود لقاء تلك المزيفة مع

"روهان" أكثر رجال الكنيسة فسادًا.. في البداية زيفوا له رسائل حب موجهة
منها إليه بخطها.. ثم زيفوا بخط الملكة وتوقيعها رسالة له تطلب فيها منه
أن يشتري باسمه لصالحها عقدًا ماسيًّا يكون أغلى من أغلى عقد في أوروبا لو
أراد أن يتمتع بمفاتنها. . لأنه لايمكنها أن تشتريه بنفسها خوفًا من غضب
الشعب وستنقده ثمنه لما يأتيها به.. هرع الرجل الفاسد إلى جوهريٍّ شهير
ووصف له العقد.. صنع الجوهري العقد.. اتفق "روهان" على دفع ثمنه بالأجل..
قدَّم "روهان" العقد للفتاة المزيفة ظنًا منه أنها الملكة.. أعطته الفتاة ما أراد
من مفاتنها.. أعطت الفتاة العقد لسيدتها مدبرة المؤامرة "جين".
لما جاء أجل الدفع.. اختفت الفتاة المزيفة.. وجن جنون "روهان".. أرسل للملكة
"ماري" رسالتها له بالتعهد بالدفع.. أنكرت الملكة معرفتها به أصلًا.. رفع
الجوهريُّ قضية في المحكمة.. تمَّت المحاكمة.. تأكدت المحكمة من زيف
الرسائل.. وقبضت المحكمة على "جين" مدبرة المؤامرة وطبعوا على كتفها
حرف" V " دلالة على أنها لصة.. ورغم أن الملكة "ماري" خرجت من هذه الدوامة
بريئة إلا أن اليهود خلال وبعد المحاكمة نشروا أخبارًا مكذوبة عنها تفيد بأنها
تستخدم نفوذها وبأنها مسرفة.. وبأنها ذات يوم سُئلت لماذا شعب فرنسا
غاضب، فقيل لها لأنهم لايجدون مالًا لشراء الخبز، فقالت وماالمشكلة
فليأكلوا الكعك إذن.. كل هذه الأكاذيب وغيرها هيجت الشعب الفرنسي هياجًا
لا هدوء بعده ولا هدنة.. وانطلق الثوار إلى شوارع المدينة يطالبون بالرؤوس.
والآن قد حان أوان قطف الرؤوس.. ويبدو أن رؤوسا كثيرة تم قصها في تلك
الأحداث.. اختارت لك الكاميرا مشاهدة إعدام الملكة "ماري أنطوانيت".. هاهي
الملكة تمر بين الحشود الغاضبة بعربة مكشوفة.. والحشود يرمونها بالأوساخ
وبكل ما أمكن أن يرمونها به.. وهاهي تصل إلى مقصلتها.. لقد بدأوا يقصون
لها شعرها الطويل.. ثم وضعوا رأسها الصغير في المكان المخصص له في
المقصلة.. وقبل أن يضع الجلاد رأسها التفتت له وقالت :

- معذرة لا تؤاخذني
فقد داست على قدمه خطأ وهو يقودها إلى المقصلة.. وهاقد اقتادتك الكاميرا
المتحمسة إلى مشهد آخر تشبع به فضولك.. إنه موكب عظيم مهيب.. الملك
لويس على عربته الملكية المذهبة في كامل أبهته وبهائه.. وهاهو ينزل من
العربة ويتجه إلى المقصلة.. وهاهي تنزل على رأسه الملكية فتقطعها ولما
سالت دماء رأسه على الأرض ركض الغوغاء إليها يدوسون على الدماء
بأقدامهم إظهارًا لكرههم الشديد له.. الكره الذي غذته ببراعة آلة الإعلان
الماسونية التي لو وضعت شخصًا نصب عينها أهلكته.
ثم قفزت الكاميرا لك فترة من الزمن.. فبعد أن نُصِّبَ الدوق "دورليان" على عرش
فرنسا بعد نجاح الثورة كما خطط المخططون.. قرروا أن ورقته قد احترقت وأن
دوره قد انتهى.. وبدون خوض في التفاصيل التي ستبدو لك مكررة.. هاهي
الكاميرا تصوره في داخل عربة مغلقة يمشي بين الجماهير ويسمع سبابهم
وسخطهم على فضائحه المزعومة.. وينظر لهم باكيًا غير قادرٍ على الرد.. حتى
وصل إلى المقصلة فنظر لهم نظرة باكية أخيرة ثم وضع رأسه بداخل المقصلة
بذل.
أما "ميرابو" فبعد أن فطن أن السيناريو تكرر مع الدوق "دورليان".. عرف أن هذه
كانت مؤامرة للإطاحة بالنبلاء جميعًا وليس لتطهير السياسة الملكية كما كانوا
يزعمون.. ولكنه لما فطن فطن اليهود بأن رأسه قد أينعت وقد حاد أوان قطفها
هي الأخرى.. ولكن لم يكن لديهم الوقت للتشهير به والبدء في نفس الفيلم
المكرر.. فوضعوا له السم فمات.. وأظهروا موته على أنه حادثة انتحار.
وكان هناك شخصان لم ترهما في الفيلم لكنهما من رجال الثورة.. أحدهما
هو "روبيسير" والاخر هو "دانتون".. وقد تم التشهير بهما وإرسالهما للمقصلة
هما أيضًا بدون الدخول في تفاصيل.. ولكن الفيلم أظهر لك أحدهما وهو
"روبيسير" وهو يخطب ذات يوم أمام الشعب قائلًا :

"إني لا أجرؤ على تسميتهم هنا.. وفي هذا الوقت.. كما أنني لا أستطيع تمزيق
الحجاب الذي يغطي هذا اللغز منذ أجيال سحيقة "
وفي طريق "روبيسير" إلى المقصلة أصابه أحدهم بطلقة في فكه.. وهكذا
سقطت ورقة أخرى لعب بها اليهود وانتهى دورها.. وفي نهاية هذه الثورة
أظهر لك الفيلم باكورتها.. هاهم اليهود يمدون يد العون بالقروض إلى فرنسا
للخروج من أزمتها الاقتصادية.. واشترطوا أن يكتبوا هم اتفاقية القرض.. وكان
من الشروط وضع السيد "نيكر" وزيرا للمالية الفرنسية لأنه رجل بارع وقادر على
انتشال فرنسا من الأزمة خلال وقت لا يذكر.
وفي النهاية أظهر لك الفيلم شاشة سوداء كتب فيها. .
"هذا ولقد تسبب نيكر في أن تصل ديون دولة فرنسا لليهود المرابين حوالي
170 مليون ليرة"
تـمَّت
****





  رد مع اقتباس