عرض مشاركة واحدة
قديم 12-21-2020, 05:24 PM   #40

افتراضي

إمكان لالتفاق ولو على المناقشات الصحيحة.. فإن اتفقوا على رأي أغلبية يكون
رأيًا مشبعًا بالجهل بالأسرار السياسية.. وهذا ما يبذر بذور الفوضى في
الحكومة عندما تقول إنها ديمقراطية.. ولهذا فقد قدمناها إلى حكومات
الغوييم البهائم على أنها أرقى أنواع الفكر الإنساني.
ولو تفكر أصحاب الديمقراطية والجمهورية قليلًا لوجدوا أن الشعوب الآن
تتحمل من وزرائها ورؤسائها إساءات لو حدثت في الماضي كانوا سيقتلون من
أجلها عشرين ملكًا.. لكنهم لل يقرأون التاريخ ولا يحبونه.
الاستبداد وحده هو الذي يقيم الحضارة.. فهل يمكن لخطة مجزأة عدد أجزائها
بعدد العقول التي صنعتها أن تقيم حضارة؟ محال طبعًا.. فالغالب أنها تكون
حضارة هشة ضائعة القيمة.. فالجمهور بطبعه بربري.. وفور أن تعطيهم شيئًا
من الحرية فهم يمسخونها إلى فوضى.. القوي يحكم دائمًا والضعيف يخضع
دائمًا.. لهذا ينجح الأب في تربية ابنه الصغير.. ويفشل في تربية ابنه الكبير..
ولذلك في حكومتنا يجب أن نكون صارمين جدًّا في كبح كل تمرد.. أما الكلمات
الجوفاء والتربيت على الرؤوس وهذه الترهات كلها يجب أن تكون من خصال
حكومات الغوييم.
الحقيقة التي يفرضها علينا هذا الزمان هي الاستبداد.. قل لي ما نوع الحكومة
التي يمكنها أن تحكم مجتمعًا تفشَّت فيه الرشوة والفساد حتى ذبلت أوراقه
وتساقطت.. قد تقول لي إن حكومة الاستبداد هذه قد ولَّى زمانها ولم تعد
تصلح للعصر الحديث.. لكنني سأبرهن لك أن العكس هو الصحيح.. لما كان
الناس ينظرون إلى ملوكهم نظرة من معهم إرادة من إرادة الله.. كانوا
يخضعون في هدوء لاستبداد ملوكهم.. لكن لما أوحينا لهم بفكرة الحقوق
والمساواة وما إلى ذلك بدأوا في النظر إلى الملوك نظرتهم إلى أبناء الفناء
العاديين وسقطت عنهم المسحة المقدسة.. وبهذا لن يقبلوا منهم استبدادًا ولا
حتى نصف استبداد.

إن السياسية لا تتفق مع الأخلاق في شيء.. والحاكم الملتزم بالأخلاق ليس
بسياسيٍّ بارعٍ.. وهو لذلك غير راسخ على عرشه.. لابد لطلاب الحكم من اللإتجاء
للرياء والنفاق والمكر.. الإخلاص والنبل والأمانة تصير رذائل في السياسة.. وهي
تساهم في زعزعة العرش بأكثر مما يساهم ألد الخصام.
وإني أود أن أحدثكم في أمرٍ هام.. كيف يمكن أن تستعبد دولة كبيرة مثل
روسيا.. في البداية قم بتوسيع الفجوة مابين الحكومة الغبية والشعب الغوغاء
العميان.. وزد من كراهية كل طرف للطرف الآخر.. فكلما زدت من كراهية
الشعب في نفوس حكومته الغبية .. ستقوم بإساءة استغلال قوتها الغاشمة
وتكسر قوانين الديمقراطية العفنة.. وكلما زدت من كراهية الحكومة في
نفوس شعبها سيبدأ في التمرد على القوانين العفنة التي وضعتها حكومته ثم
كسرتها.
وإن أي دولة تنتكس فيها هيبة القانون وتصير شخصية الحاكم فيها عقيمة
بتراء.. هنا يمكننك أن تتخذ خطًّا هجوميًّا وتقوم بثورة أو انقلاب تحطم فيه كل
القواعد والنظم القائمة.. وتمسك بالقوانين فتلقيها في أقرب قمامة وتعيد
تنظيم الهيئات جميعًا.. وبذلك تصير ديكتاتورًا على حكومة تخلصت بمحض
إرادتها عن قوتها وأنعمت بها عليك.
وعندما تقع الدولة بعد ذلك في قبضتنا.. ولأننا نحن اليهود مالكوا الذهب
الوحيدون في العالم.. سنقدم لهذه الدولة عودًا تتعلق به.. وهذا العود هو
المال.. فإن تعلقت به أصبحت عبدة لنا.. وإن لم تتعلق به غرقت إلى الأبد.. إن
الذهب هو المحرك الأول لعجلة أي دولة.. وطالما نمتلكه ونحتكره فيمكننا شل
حركة أي دولة في أي وقت نريد.
نحن اليهود وحدنا من نملك الاقتصاد.. علم الاقتصاد هو مملكتنا.. إننا محاطون
بجيش كامل من الاقتصاديين.. وأغلبهم حاضرين معنا اليوم.. أنتم أقوى سلاح
من أسلحتنا سواء كنتم رؤساء بنوك أو أصحاب صناعات أو أصحاب ملايين.

نحن إذا صارت دولة من الدول في قبضتنا فسنعهد بالمناصب الحكومية الرئاسية
أو الوزارية فيها إلى القوم الذين ساءت صحائفهم ولديهم في تاريخهم نقاط
سوداء يخفونها دائمًا.. فإذا عصوا أمرنا توقعوا المحاكمة أو السجن.. وبهذا
فسيدافعون عن مصالحنا حتى النفَس الأخير الذي تنفث به صدورهم.. وأحيانًا
لابد أن تظهر الحكومة بمظهر المعارضة لنا.. لكنها في حقيقة أفعالها
موالية لنا ولمصلحتنا قلبًا وقالبًا.
ولكننا نخشى أكثر ما نخشى في هذه الدول أن تتحالف قوة الحكام مع قوة
الرعاع العميان.. لكننا أخذنا كل احتياطاتنا لضمان عدم وقوع هذا.. فقد أقمنا
بينهما سدًّا قوامه الرعب الذي تحسه كل واحدة منهما من الأخرى.. وحتى
نضمن بقاء هذا السد لابد أن نكون متصلين بكل الطوائف.. ليس بصورة مباشرة
طبعًا ولكن عبر أكثر عملائنا إخلاصًا.. وهؤلاء هم من يخاطبون الرعاع
ويوجهونهم أينما نراه نحن مناسبًا.
ولتسهيل تنفيذ كل هذه المخططات للبد أن يكون لنا وكلاء دوليين لديهم
ماليين العيون ووسائل غير محدودة على الإطلاق.. وهؤلاء يوجهون الحكومات..
أما الشعب فلا يوجد أسهل من توجيهه.. وتوجيهه يكون بكلمة واحدة
سأفصل في أمرها لاحقا.. الصحافة.. وهي السلاح الذي لا يدري الغوييم كيف
يستخدمونه.. ونحن سنلعب به دائما من وراء الستار.. وهو الشيء الذي يوجه
الناس للاتجاه الذي نريده تماما.
من الالزم أن نضع في كل المجتمعات هيئات نصبغها بصبغة تحررية لها خطباء
مفوهون يسحرون العامة بالكلام البليغ.. وهو مجرد كلام بدون أفعال حقيقية..
لكنه يسحرهم ويصدقونه في يأسٍ أملًا في تغيير الحال.. في نفس الوقت
سنزيد المرتبات ونزيد الأسعار في ذات الوقت.. فنرهق أصحاب الأعمال برفع
المرتبات.. ونرهق العمال برفع الأسعار فلا يستفيد أحدٌ شيئًا إلا مزيدًا من
الإرهاق.

بالنسبة للحكومات فسنختار لها رؤساء إداريين ووزراء ممن لهم ميول العبيد..
ليخضعوا لسلطة مستشارينا الحكماء الذين تدربوا على السياسة منذ كانوا
أطفالًا.
سنبدأ بروسيا ثم سندور مع دوران الأفعى "سيربنت" في أوروبا حتى تصير أوروبا
مغلولة بأغلال لا تنكسر.. ثم ستكون مرحلة في غاية الحساسية والخطورة..
الإمبراطورية العثمانية الكبيرة.. سينزل إليها "سيربنت" وسننزل معه.. ولن نهدأ
حتى نهلكها هلاكًا لا قيام بعده.. ثم سيختتم "سيربنت" دورته ليهبط في
أورشليم.. وسنهبط معه.. وهناك ستكون دولتنا.. هناك سينتهي شتاتنا في
الأرض.
لما نستقر في دولتنا.. سنكون قوة دولية عظيمة إذا هاجمتها إحدى الحكومات
قامت الأخرى بنصرتها.. عندها سيمكننا أن نبدأ في إعداد العالم كله لاستقبال
الملك "هاماشياح" الذي نعده لحكم العالم أجمع.
اليوم الثاني
يا عظماء صهيون وصفوة صفوتها.. لقد وصلت قوتنا اليوم إلى حدِّ أن أي
معاهدة تتم في العالم الحالي لابد أن تكون لنا يدٌ خفية فيها.. ولقد وصلت قوتنا
إلى حد أننا نحن الآن من نقرر العقوبات.. نعدم من نشاء ونعفو عمن نشاء.. ولم
نصل لهذا إلا ألن الله أعطانا عبقرية لم يعطها ألي شعب من شعوب الأرض.
اليوم هو اليوم الثاني وغدًا سيكون اليوم الأخير لهذا االجتماع التاريخي.. ويجب
أن يعرف الجميع أنه وبدون أن أنوّه.. لابد أن يظل كل ما يدور في هذا الإجتماع
طي الكتمان التام. رغم أن الغوييم بطبيعتهم ذوو عقول بهيمية محضة لا
يمكنهم ملاحظة أي شيء فضلًا عن التكهن أو تحليل أي شيء.. على النقيض
منا بالضبع.. فهذا الاختلاف في العقلية بيننا وبينهم يرينا لماذا اختارنا الله وأعطانا
طبيعة ممتازة فوق البشرية.. ولو ظهرت هذه العبقرية لغير اليهود فهي





  رد مع اقتباس