عرض مشاركة واحدة
قديم 12-22-2020, 06:26 PM   #49

افتراضي

يهوديًّا.. وقد ساهم طبعًا في تطبيق الطريقة اليهودية في التعامل مع
الممولين اليهود مما يتيح لهم السيطرة على السوق.. رئيس مكتب الصحافة
كان يهوديًّا.. وكان يغلق كل صحيفة تكتب كلامًا لا يخدم الاتحاد والترقي..
كانت حفلة اليهود قد بدأت على الدولة العثمانية.. ولم يكونوا ليرضوا بأقل من
تشريحها إلى شرائح لا سبيل إلى إعادتها مرة أخرى.
كان السلطان "عبد الحميد" واضعًا قانونًا صارمًا يتعلق بسفر اليهود إلى
فلسطين.. فقد فرض على كل يهودي أن يحمل جوازًا أحمر يمنعه تمامًا من
دخول فلسطين.. ويمنعه من شراء أي أرضٍ فيها.. وهاهو التاريخ ينظر معنا
ومع "ماستيم" إلى مشهد فرقة من فرق الجيش قد انطلقت من سلاونيكا لتخلع
السلطان عبد الحميد بالقوة الجبرية.. ووصلت القوات إلى اسطنبول.. ودخل إلى
السلطان لتسليمه قرار العزل الرسمي أربعة رجال أحدهم كان يهوديًّا والثلاثة
الآخرين ليس فيهم عربي أو عثماني واحد.. بل إن أحدهم أرمني والآخر ألباني
والثلاث جرجي.. كان "ماستيم" في هذه اللحظة يضحك.. بل كان يقهقه.
تم نفي السلطان إلى سلاونيكا. بين أحضان اليهود وتم حبسه في أحد البيوت
اليهودية هناك لمدة تزيد على الثلاث سنوات.. وكان السلطان يسمع بأذنه
هتافات في سلاونيكا تقول "سقط المستبد فارض الجواز الأحمر الذي حرم
اليهود من فلسطين".. كان لايزال "ماستيم" يضحك بسعادة شيطانية.. وحق له
أن يضحك.. فهاهم الاتحاد والترقي قد عينوا للمسلمين خليفة آخر هو "محمد
السادس".. كان خليفة صوريًّا فقط بينما يحكم رجال االتحاد والترقي اليهود
البلاد.. نعم كانت تلك فترة من فترات الدنيا حكم فيها اليهود خلافة إسلامية
واسعة.
أسقط الاتحاد والترقي الجواز الأحمر.. وصار من حق أي يهودي أن يهاجر إلى
أي مكان في فلسطين يشاء ويشتري فيها أي أرض أحب.. وارتفعت ديون الدولة
العثمانية من ثلاثين مليونًا في عهد "عبد الحميد" إلى أربعمئة مليون.. كما فعلوا

من قبل في أي دولة تمكنوا منها.. وتدفق اليهود من كل مكان إلى فلسطين..
حتى وصل عدد اليهود فيها إلى 85 ألف يهودي.
كان الاتحاد والترقي يتعمدون حكم البلاد بالنزعة القومية التركية.. ويحقّرون
من شأن العرب الجهلة البدو الرُّحل باعتبار الجنس التركي هو الجنس الفاتح
العظيم الراقي.. وبالتالي قد سمح هذا التوجه العنصري لتوجُّه عنصري آخر أن
يظهر بشكل طبيعي.. ضاق العرب ذرعًا بحكَّامهم الأتراك الذين يظنون
أنفسهم فوق البشر.. وانتعشت في قلوبهم فكرة التحرر بعروبتهم من حكم
هؤلاء.. خاصة وقد بلغت مناصب اليهود في الدولة العثمانية مبلغًا لا يمكن
السكوت عنه.. ودخل اليهود فلسطين بعد أن كانوا محرومين.. فكر العرب في
التحرر وعمل دولة إسلامية جديدة يحكمها خليفة عربي يعيد لهم مجدهم
وعروبتهم.
كان "ماستيم" الآن في فلسطين.. وتحديدًا في القدس.. يطير فوق الأقصى
ويبتسم ابتسامة شيطانية صهيونية مخيفة.. لم تكن هذه نهاية الرحلة.. كان
"ماستيم" يعلم جيدًا أنها مجرد البداية.. بداية عهد أنتيخريستوس.
تـمَّت
****





  رد مع اقتباس