عرض مشاركة واحدة
قديم 12-23-2020, 04:15 PM   #57

افتراضي

يجب أن تتعلم يا صديقي أن اليهود شيءٌ والصهاينة شيءٌ آخر.. بل إن اليهود
يؤمنون أن دولة إسرائيل هي تعدي على مهمة المسيح المخلص.. أما الصهيونية
فهي سبط واحد من أسباط اليهود.. سبط شرير.. وقد بدأوا أول ما بدأوا مع "
هرتزل".. الذي استقى أفكاره من "ساباتاي زيفي".. والصهيونية هي أهم نجاح
خرج من عباءة الماسونية.. لأن من يصل للدرجة 33 منها يدخل رسميًا في السبط
الثالث عشر لبني إسرائيل.. السبط الشرير.. فلا تظن أن اليهود المنتشرين في
العالم مؤيدين للصهيونية.. بل إن بعضهم معارض لها وبشدة.. المشكلة
ليست في اليهود العاديين لأنهم يعارضون دولة إسرائيل.. إنما المشكلة هي
في أتباع المذهب البروتستانتي الذي يدعم احتلال اليهود لفلسطين.. أنا أتحدث
على مستوى الشعوب.. لكن على مستوى الحكام طبعًا فحُكَّام كل الدول
الكبرى يدعمون إسرائيل ويباركون خطواتها.
الماسونية لما جندت الصهيونية لاحتلال فلسطين كانت في الحقيقة تنفّذ حُلمًا
مهمًّا من أحلامها.. بناء هيكل سليمان مكان المسجد الأقصى.. وقد وعدتك
في السابق أن أخبرك بالسبب الذي يريدون من أجله بناء الهيكل بهذه الحماسة
ويسعون لذلك عبر التاريخ.
إن كل شيء يعود لوعد في التوراة.. وعد الله اليهود أن ينزل عليهم في آخر
الزمان رجلًا من نسلهم.. يخلّصهم من شتاتهم ويحكم العالم كله بالعدل من
الأرض المقدسة في فلسطين.. ورغم أن الله حقق وعده لهم وأرسل لهم النبي
"عيسى" إلا أنهم كذّبوه.. ولما رأوه يموت على الصليب أمام أعينهم .. أيقنوا أنه
ليس هو المسيح المخلص الموعود.. ويهود العالم الآن ينتظرون نهاية الزمان
حتى ينزل الله عليهم هذا الرجل المخلص الذي هو ليس عيسى بل واحدًا آخر..
أي أنهم فقط ينتظرون.
لكن بعد أن تحالف الإنس والشياطين.. بعد أن أخرج نفر يهود من الإنس )فرسان
الهيكل( كتب السحر والعلوم الشيطانية من أسفل الحرم القدسي.. انقلب كل

شيء.. وبدأت فكرتهم تتغير.. ليس صحيحًا أن ننتظر المسيح المخلّص بل يجب
أن نسعى بكل جهدنا لينزل إلينا.. وهذا السعي هو باحتلال فلسطين احتلالًا
كاملًا.. فخرجت الحروب الصيبية وبدأت الحرب الشعواء للوصول إلى فلسطين.
وبعد أن غيَّر فرسان الهيكل اسمهم إلى الماسونية وانتهت الحروب الصليبية
وصارت الدولة العثمانية قوة رهيبة لا يُستهَان بها.. كانت مهمة الماسونية
شديدة الصعوبة للوصول إلى فلسطين.. فاليهود أيامها كانوا مضطهدين في
كافة أنحاء العالم ومطرودين.
كانت الخطوة الأولى أن يعود اليهود إلى البلاد التي طُرِدوا منها.. ليس فقط
يعودوا.. بل أن يتحكّموا بتلك الدول.. عن طريق المال.. وقد نجحوا في ذلك
وأشعلوا ثورات متعددة في أوروبا تنتهي كل دولة بأن تكون عبدة لليهود
مديونة لهم.
ثم كانت الخطوة الثانية.. إنشاء دولة أمريكا الكبيرة المليئة بالخيرات.. ورغم أن
كل رؤساء أمريكا وزعمائها كانوا ماسونيين إلا أنه كان يلزم أيضًا تحويل عقائد
الشعوب لتكون متعاطفة مع اليهود.. وهو ما حدث لما أخرجت الماسونية من
عباءتها المذهب البروتستانتي الذي يؤمن بضرورة احتلال اليهود لفلسطين.
الخطوة الثالثة كانت إسقاط الدولة العثمانية الكبيرة وإدخال اليهود إلى فلسطين
ثم عمل لهم دولة فيها.. وهو ما نجحوا فيه نجاحًا منقطع النظير.. فبعد أن
امتلك اليهود نصف فلسطين في 1948 ..بدأوا يتوسعون خلال السنين ويغيرون
على األراضي المقسومة للعرب حتى استولوا على 85 % من فلسطين وتركوا
للعرب 15 %فقط.. وهذه الـ 15 %موزعة على كتلتين متباعدتين كجزيرتين في
بحر من اليهود.. إحدى الكتلتين هي كتلة صغيرة تدعى قطاع غزة.. والكتلة
الثانية أكبر من الأولى وتدعى الضفة الغربية وفيها القدس.. ولازالت دولة
إسرائيل حاليًا تغيِّر على غزة كل حين وتغير على الضفة الغربية لتأكل مزيدًا من
الأرض.

لم يعد باقيًا لهم الآن إلا احتلال الجزء المتبقي وهدم المسجد الأقصى.. والذي
لا تعرفه أنهم قد حفروا الكثير من الأنفاق تحت أساسات المسجد الأقصى.. ولو
حدث زلزال بسيط أو أمطار غزيرة لانهدم جزءٌ كبيرٌ من المسجد.
ربما ستسألني ما الذي يمكن لنا أن نفعل في مواجهة كل هذه األسماء
المخيفة.. الماسونية.. الصهيونية.. وهذا أهم سؤال قد تسأله لي منذ بداية
جلساتنا.. إن كل هذه الأسماء ياصديقي هي أسماء من ورق.. وليس أي ورق بل
ورق المزابل الذي لا قيمة له.. لما كُنَّا أمة واحدة تحت قيادة مخلصة واحدة لم
يكن لأمثال هذه المزابل أن تفعل شيئًا.. ولعلك لمست بنفسك هذا الأمر من
حكاية "ماستيم".. بل كانوا يتذللون لنا.. ما الذي تتبعه كل هذه الأسماء التي
تبدو مخيفة؟ تتبع "لوسيفر".. وما هو "لوسيفر" هذا.. شيطان.. ولا يخزي من
اتبع الشيطان إلا من اتبع من خلق الشيطان.. الله.. وهكذا كنا في السابق.. حتى
نجح هؤلاء في تقسيمنا.
قسمونا إلى بضع وعشرين دولة.. كل دولة تكره جارتها.. زرعوا بيننا القومية..
المصري والسعودي والخليجي والمغربي.. كلهم لديه نعرة مزروعة بداخله
تجاه دولته.. فلا يتشرف المصري أن يكون سعوديًّا ولا يتشرف السعودي أن
يصير مغربيًّا.. غير عالمين أنهم كلهم أصلًا عرب ولم يكن بينهم في تاريخهم
الطويل هذه اللمسات القومية.. فكلها مزروعة حديثًا ولا أصل لها.
ماذا نفعل؟ لن أنادي بأمور مستحيلة.. بل سأنادي بأمور عادية جدًّا.. حتى نقيم
لأنفسنا وزنًا بين الأمم يجب أن نتجه إلى الاتجاه المعاكس لما يريدوننا أن نتجه
إليه.. في البداية وحدوا عملتكم أيها العرب كما وحدت أوروبا عملتها.. ألغوا
بينكم وبين بعضكم الحدود.. فيلتحرك العرب داخل العالم العربي بلا تأشيرات..
وقد فعلوها أيضًا في أوروبا.. وهم بينهم ما بينهم في التاريخ من حروب
ونزاعات.. بل إن الحربين العالميتين كانت أصلًا بين أمم أوروبا.. وبرغم هذا
فعلوها.. أما العرب فليست بينهم أي نزاعات تاريخية.. فقط نعرة قومية





  رد مع اقتباس