عرض مشاركة واحدة
قديم 02-13-2021, 05:17 PM   #39

افتراضي


إنه يحاورك.. هذا الصوت.. من هو بالضبط؟
"أنا صوت عقلك".

نظرت عيناك يمينا و

شمالا

ببطء متسائل..

ثم تذكرت مشهدا أتى إلى ذاكرتك
الآن.. يبدو أن المفاجأة و الحيرة قد أنستك إياه..
بينما كانت يد "سكوربيون" على كتفك.. و أنت تمسك القناع بيدك و تنظر
إليه.. وأليكساندريا تقول
شيئ ما بمرح و تشجعك.. قال لك الدكتو ر هال وهو
يعدل نظارته الصغيرة:
تذكر.. إن هذا القناع يشحذ جزيئات عقلك و يوقظها من سباتها فتتحرك
وتحرك كل التروس التي بدأ يصيبها الغبار.. فيدور لحركتها ذلك السوبركمبيوتر

العظيم الدقيق الذي أهداك إياه ربك لما خلقك إنسانا.. يدور لحركتها عقلك.
وقالت أليكساندريا:
ستجده يحدثك و يعاتبك و يصحح لك و يرشدك.. أنت في أيد أمينة الآن.
نظرت لها نظرات تحمل الكثير من المعاني.. ثم نظرت إلى القناع.. ثم وضعته
على وجهك.. ثم وجدت نفسك هنا.


إذا فهذا ليس صوت أحد.. إنه صوتك أنت.. صوت عقلك.. فليكن.. لكن
كيف ستخرج من هنا؟
بدأت تغير بين محطات التلفزيون.. تقارير إخبارية.. مذيعو ن.. أحاديث
صحفية.. بوش.. صدام.. القاعدة.. الإرهابيين.. 11 سبتمبر.. المسلمو ن..
الإرهابيون.. صدام.. 11 سبتمبر.. العراق.. صدام.. أسلحة دمار شامل..
الإرهابيون.. سيدمر الولايات المتحدة.. صدام و هتلر شيء واحد.. لا بد أن نوقفه..
"بن لادن".. 11 سبتمبر.. محمد عطا.. العراق.. صدام.. الإرهابيون.. الإرهابيون...
الإرهابيون.. الإسلام.. الإرهابيون.. صدام.. العراق.. الحرب.. الإسلام مرة أخرى..
صداع يغزو دماغك.. لم تعد تتحمل.. الإرهابيون..
كفى كذبا.. ارحموا الناس..
القاعدة.. ضربات سبتمبر.. برج التجارة.. 3000 أمريكي ماتوا.. الثأر.. صدام يهدد
أمريكا.. صدام هو الشيطان.. دماغك ستنفجر.. إنهم يغسلون أدمغة الناس.. أنت
الذي تحتاج لغسل دماغك من أكاذيبهم.. قبضت على جهاز التحكم بقوة..
صدام.. العراق.. "بن لادن".. القاعدة.. صرخت صرخة غاضبة.. رميت جهاز
التحكم.. انكسر جهاز التحكم.. المذيع يتحدث.. صدام.. صدام.. صدام.. اخرس..
َ
وثبت كالليث إلى التلفزيون.. سقطت أنت وهو على الأرض.. إنه لا يسكت.. لا

يوجد له سلك.. إنه ما زال يتحدث.. المذيع أصبح مذيعين و ثلاثة و عشرة.. ألا

يموت هؤلاء أبدا؟! بروباجاندا..

كفاكم غسل للأدمغة..

كفاكم كذبا.. ماذا؟
الغسل؟ غسيل الدماغ؟ الغسيل.. الغسيل هو الحل.. هل جننت؟ كان هناك
طشت هنا أين هو؟ القاعدة ستضرب من جديد.. أسلحة بيولوجية.. صدام
غاضب.. أين الطشت؟
توجهت إلى زاوية الغرفة حيث الطشت الصغيرالمملوء بالماء.. و غمست رأسك
كله فيه بقوة.. اغسلوا تلك الأفكار القذرة من دماغي.. اغسلوا هذا الكذب..

رفعت رأسا يقطر منه الماء.. و نظرت إلى التلفزيون.. المذيع الذي كان يتحدث لم

يعد مذيعا.. لم يعد يحمل وجه مذيع.. بل أصبح يحمل وجه "ديكوي" الشيطاني..

ولما التقت عيناك بعيناه.. ابيضت عيناه كلها وصرخ فيك بغضب.
هرعت إلى الباب وفتحته.. لم تعد هناك قضبان حديدية.. قفزت وسط
الهواء العاصف..
فأخذك بعيدا إلى حيث ما أخذك.
▪ ▪ ▪
أصبحت في مكان كئيب قذر.. صرخات شخص ما.. مصابيح نيون في السقف
شارفت صلاحيتها على النفاد.. فصارت تطفئ و تضيء.. دخلت في ممر.. فور أن
خطت قدمك داخله عرفت ما هذا المكان.. إنه سجن.. و هذا ممر بين الزنازين..
زنازين مليئة بمجرمين ذوي ملمح شرق أوسطية.
صرخات شخص ما تأتي من نهاية ممر الزنازين.. شتائم باللهجة المصرية..
صرخات.. و شتائم.. مشيت بحذر ناحية مصدر الصرخات.. صوت مياه تسكب..
وكلما سكبت زادت الصرخات التي بدت مكتومة و كأنها تصدر من شخص مكمم..
أبطأت خطواتك عندما اقتربت من نهاية الممر.. مددت رأسك
قليل لتنظر.. كما توقعت..
إنهم يعذبون شخصا ما.. إن لهجتهم المصرية توحي أن هذا سجن
مصري.
"قف مكانك و اهدأ واستمع.. إنهم قادمون".
الشتائم و الهجوم اللفظي تحول من أصحابه إلى توعد بنقله إلى مكان آخر
فيه مزيد من العذاب.
"سينقلونه لمكان آخر.. سيمرون من هنا الآن.. تراجع و اختبئ في زنزانته..
ستجدها هي الوحيدة المفتوحة بالتأكيد".
من أنت و كيف دخلت إلى هنا؟





  رد مع اقتباس