الموضوع: إفشاء السر
عرض مشاركة واحدة
قديم 04-04-2023, 04:47 PM   #1


[justify]إفشاء السر
السر كلمة تعنى الشىء الخفى كما قال سبحانه :
" قل أنزله الذى يعلم السر فى السموات والأرض"
ومن ثم فالسر فى المعروف لدينا هو :
خبر خفى بين اثنين أو أكثر مطلوب عدم إذاعته لبقية الناس وقد أخبر الله بسر أخبره النبى (ص) لبعض زوجاته حيث قال :
"و إذ أسر النبى إلى بعض أزواجه حديثا"
وعندما تكثر الأسرار فاعلم أن الظلم قد زاد فالأسرار لا تكثر فى فترة العدل
أخبرنا الله بأنواع من الأسرار يجب أن تبقى بين المسلمين فقط وهى أسرار الحرب والإعداد لها ولذا لا يجب أن يعلم بها الذميون أو غيرهم حيث قال :
"يا أيها الذين أمنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم لا يألونكم خبالا"
فالكافر أيا كان إذا علم شىء فسيعمل على خبل وهو هزيمة المسلمين
وهذه الأسرار لا يجب أن يعلمها أحد سوى المختصين
كما أخبرنا أن هناك حقائق قد نراها بأعيينا ولكن يجب كتمانها لأن الحديث عنها يستوجب جلد القائل بها ثمانين جلدة فقط حيث يرى أحدنا اثنين يزنيان رأى العين وهذا السر يجب كتمانه لأنه يستوجب وجود أربعة شهود كما قال سبحانه:
"لولا جاءوا عليه بأربعة شهداء فإن لم يأتوا بالشهداء فأولئك عند الله هم الكاذبون"
وهناك حقائق نسمعها بآذاننا ولكن تتحول إلى أسرار كمثال من يصلحون بين الرجل وزوجته يسمعون كلاما من كل طرف لو نقل للطرف الأخر سيزيد من المشكلة ويعقدها ومن ثم يتحول هؤلاء المصلحون إلى مسرين لهذا الحديث
كما أخبرنا أن هناك أخبار يطلب أصحابها عدم إذاعتها إلا بعد موتهم أو لا تذاع على الإطلاق وهذه الأخبار من تسر إليهم يجب عليهم أن يفشوها إن تعلقت بحقوق الناس فمثلا من يخبر صاحبه بأنه تزوج فلانة فى السر فعلى الصاحب أن يخبر الناس لأن هذا يتعلق بحكم الله فى الميراث والنسب إن أنجبت الزوجة أولاد كما يتعلق أيضا بعدم زواج الأخ بأخته أو المرأة بعمها ومثلا من يخبر غيره بأن لفلان مال عنده فيجب الإخبار بذلك لأن هذا دين يجب رده فى حالة الغنى أو أمانة يجب ردها
إذا كل سر تعلق بحق من حقوق الخلق يجب إذاعته من باب قوله سبحانه:
" ولا تكتموا الشهادة"
وهناك نوع من الأسرار يقال أنها تتعلق بعمل الطبيب ومن على شاكلته حيث يعترف المريض لطبيبه وهو يدرى أو لا يدرى أثناء التخدير بأنه عمل كذا وكذا
واسرار المريض تعبير اخترعه الغرب ومن على مذهبه والحكم فيه هو :
أن أى سر تعلق بحق من حقوق البشر يجب إذاعته ولكن بعد التأكد منه فمثلا المريض الذى اعترف بانه قتل فلان أو علان يجب على الطبيب أن يتثبت أولا من صحة القول عن طريق اتصاله بقاضى البلدة والقاضى يتأكد من المعلومة عن طريق معاونيه فإن ثبتت أقيمت الدعوى على المريض وإن لم تثبت فهو تخريف المريض أثناء التخدير
وأما كون مرض المريض سر فهذا جنون أخر فلا يوجد ما يسمى كتم المرض عن أهل المريض لأنهم من سيعتنون به كما قال سبحانه:
" وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما واخفض لهما جناح الذل من الرحمة"
وقال:
" وبالوالدين إحسانا وبذى القربى"
والأمراض المعدية على وجه الخصوص يجب على الطبيب إعلانها خاصة إذا كانت تتعلق بمرض لا علاج معروف له كمرض نقص المناعة المكتسب المعروف اختصار باسم الإيدز أو بمرض ينتقل عن طريق اللمس أو التنفس لأنها ستجلب أذى للأخرين إن لم يعرفوها[/justify]





  رد مع اقتباس