جُنُوْنٌ يَرْسُمُ لَوْحَاتَهُ عَلَى شَاطِئ العِشْقِ و عَلى قَاعِهِ يَنحِتُ آهَاتِه و ذِكْريَاتِه و عَلَى المِيْنَاء تَرْكُنْ هِيَ بـِ هُدوْءٍ تَامٍ إلا مِنْ صَوتِ شَهَقَاتِهَا التْي تُحَاوِل كبْتها قَدرَ المُسْتَطَاعْ و زَفيْرِها المُحْرِق لـ بَقَايَا ألَمٍ دَفيْنٍ ؛ وَ أخيراً صَوتُ وَقْع ذَلكّ الدَمْع ، حِينَ اخْتَلَط المَاءُ المِالْحُ بـ الأشَدِّ مُلُوحَةٍ !! إنّني ميْتّةٌ شِبهُ حيَّة ؛ لَمْ يَعدِ التَنفْسُ كَمَا يَظُنُ الجَمِيْعُ شَيئَاً عَادِيَاً ! بلْ صَارَ أَلَمٌ ، و حَنيْنٌ ، و شَوقٌ جَارِفٌ ، وَ انْسِكَابُ دَمعٍ ، و كِبْريَاء مَجْرُوْحٌ ، وَ رُوحٌ مَسْلُوبَةُ العَطَاءِ ، و َ أنِيْنْ قَاتِلٌ ، و خَيَالُ أَنثَى تَحتَضِرْ .. كَفَاكِ كَفاكِ مَا أقْسَى أَلَمكِ ! قَد رَأيتُ صُوَر العِشْقِ مَنثُورَةٌ بَينَ دَهَالِيز عَينَاكِ ، قُلت لهَا .. قَالتْ : قَالْوا العِشقُ جُنُوْن ، ألا مَرحَى بـ الجُنُوْنُ و تباً لَهُ ألْفُ مَرةٍ ! يَا لَيتَنَا حِيْنَ نعْشَق نجدُ قيس و نَكونُ نَحنُ ليْلَاه ؛ أو نَجدُ ستيفن و نَكُوْن لَه مَاجْدولين ! و عَادت للنَحِيبْ ، قُلتُ : أأسفُ لحَالكِ ؛ لَكنْ مَا تُعَانِينَ مِنهُ لَيس بيَديْ عِلاجُه دَعيْني أُوضِحُ لَكِ ، فأنتِ بين قَضبانِ مُجرمْ ! لِأخْتَصر الكَلامْ : إنَّه عَينٌ ، و شِينٌ ، و قَافٌ إنَّه مُجْرمٌ واحِدٌ ، و وَاحدٌ فقط يَخْتَلي بـ رُوحِكِ تـُزَفينَ بفسْتانِ النَقاءِ و بـ يَدكِ تُمسِكِ بَاقَةُ أحْرفٍ و دَمعَة تـَذْرف ..!! و هَكذا هِي كَلِمَاتكِ بالعِشقِ تنْزِف ..