عرض مشاركة واحدة
قديم 06-28-2018, 03:55 PM   #1


لم أكن يوما طفلا مسالما
ولم أرافق أبدا أطفالا يضعون نظارات طبية أو يلعبون بقطار يعمل بالبطاريات.
كنت دائما في الخارج ، ألعب لعبة العساكر مع أولاد سيئين مثلي ثم أعود آخر اليوم بثياب ممزقة وبخدوش كثيرة على وجهي
كنت أنا الذي يلعب دور اللص المطارد الذي يبيعه أفراد عصابته لضباط السلطة
كنت أجد نفسي وحيدا في النهاية دائما , و لاأحد معي .. سوى أمي
كانت تظل تنتظرني كل ليلة لترتق أشيائي المثقوبة, أحيانا كانت تضع أزرارا مختلفة على نفس القميص, وأحيانا كانت تستعمل خيطا أزرق على سترة خضراء, وأحيانا أخرى كانت تقص قطعة قماش من ملايتها السوداء لتصلح بها سروالي الأبيض...
أمّا أنا فلم يكن أهتم لكل هذا ما دامت يد أمي البيضاء سترمّم في كل مرة ما تفسده حروبي الصغيرة التي تحدث في الخارج, كانت ترتق جواربي وسراويلي وابتساماتي المكسورة وأحلامي وأمنياتي المؤجلة وكلماتي الناقصة... وكل شيء
ظلت تفعل ذلك كل ليلة... إلى أن تعبت عيناها
ولم تعد تميز الضوء الذي يتسلل من عين الإبرة
وسقط الخيط من بين أصابعها المشققة...
عندها.... عاد العساكر مرة أخرى , وبلا شفقة .. مزقوا كل شيء.





  رد مع اقتباس