الموضوع: الاخوات الثلاث
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-08-2016, 10:26 PM   #1


تتحدث القصة عن رجل اسمه مصطفى تزوج من ابنة عمه هدى وكانت حالتهما فقيرة كان مصطفى يعمل صيادآ
وقوتهم يعتمد على صيده رزقا ببنت فضاق الحال بمصطفى الذي كان يريد ولدآ فقال لزوجته الصابرة ماذا انجبت انا اريد ولد فقالت احمد الله فغضب وترك البيت ضلت الام المسكينة مع بنتها لوحدهما ثلاثة ايام وكانت ترضع بنتها ولا تتزود سوى بخبز يابس وبعض الماء والتمر لاحظ الاصحاب والجيران عدم مبيت مصطفى في بيته فتكلمو معه واقنعوه بضرورة العودة فعاد لبيته فرحت الزوجة ولكنه اشترط عليها ان تحمل له بالولد فوافقت مذعنة وبعد احدى عشر شهرآ انجبت له البنت الثانية فأستشاط غضبآ وضربها وانبها وترك البيت ظلت المسكينة حائرة كيف ستعيش وتعيش بنتاها ؟ وعاد كبار المدينة للتدخل واعادة الماء الى مجاريها واستمر مصطفى بألحاحه انه يريد الولد ولكن الزوجة لم تنجب وظلت المشاكل تزداد وتتفاقم ومصطفى يضرب زوجته وبنتيه وبعد اربع سنين حملت الزوجة فطار مصطفى فرحآ اخيرآ سيأتي الولد ولكن الفرحة لم تدم فسرعان ما مرت ايام الحمل ليرزق مصطفى ببنت ثالثة فحملها مصطفى ورماها في حضيرة الابقار داعيآ الله ان تدوسها بقرة وتقتلها وهذه المرة وافقته الزوجة لانها بدت تشعر ان حالة زوجها قد سائت ويسكنونها لم يدفع لمدة شهرين سبحان الله استمرت البنت يومين بدون غذاء وهي تبكي بكاءآ متصلآ كانت الام قد حلمت بالليلة الماضية بأنها في الجنة وحواليها اطفال يحركون شفاههم ويصدرون اصوات سألت ما بهم قالو انهم جوعى لصدور امهاتهم فنهضت الام مرعبة وذهبت للحضيرة لترى صغيرتها وقد اعياها التعب والجوع فحملتها واحتضنتها وبكت ولحسن الحظ كان صدرها لازال يدر الحليب فرضعتها حتى شبعت ونامت رآها مصطفى فتمالك نفسه وعادت الام فحملت وهذه المرة تحققت البشرى فقد كان المولود صبيآ طار مصطفى بولده وكان يخاف عليه من نسمات الهواء حتى انه رفض ختانه خوفآ عليه وكبر الصغير الذي اسمياه علي وهو اغلف فلام الناس مصطفى لما لاتختنه انه نجاسة انه كبير فقرر ان يختنه ودعا اهل القرية كلهم كان من يقوم بالختان في ذلك الوقت هو الحلاق وبدأت عملية الختان غير ان الصبي كبير فحدث له نزف لم يستطع الحلاق ايقافه فمات الصبي وكان مصطفى قد تولع بالصبي وفضله على اخواته المسكينات اللاتي كن اشبه بيتيمات الاب اشتد الكمد بمصطفى بعد موت ابنه واحتم ومات بعد ستة

ايام كان اجار الغرفة التي يسكنونها لم يدفع لمدة شهرين فجاء صاحب الدار واممرهم ان يتركوها وهددهم فأخذت الام بناتها الثلاث وهي محتارة فلا ملجأ تأوي اليه وظلت تسير بلا وجهة فأنتها بها المطاف الى خربة تحيط بها نخلات صغار نظفت الخربة وفرشتها وجمعت بعض الكربات للتدفئة وباتت ليلتها فيها كانت الخربة مبنية من الطين ونصف سقفها قد تهدم نامت المسكينة تحدق بالنجوم وتفكر بغدها وفي الصباح جمعت بناتها واخذت تعلمهن كيف يحولن خوص النخيل الى مراوح ومكانس وحصران وكانت تجمع الخوص ويجتمعن ليحولنه الى حصيرة او مروحة او مكنسة ويبيعنه في السوق ويجنين المال سقفت الام خربتها ووفرت فيها مستلزمات السكن وعاشت الاسرة هكذا غير ان مظاهر التعب بدي واضحة على الام مع تقدم الوقت وجاء رجل فخطب البنت الكبرى لولده وتزوجت خف الحمل قليلآ عن الام وسرعان ماتزوجت الثانية ظلت مع بنتها الصغيرة والتي بدأت تشعر ان ايام امها في الدنيا قد اوشكت ان تنفذ وخطبت البنت الصغيرة وفي يوم زواجها طلبت من زوجها ان يدع امها تبيت معها رفض الزوج فتوسلت اليه وافهمته انها تعلم ان امها ستموت قال لها زوجها انها معافاة وها هي فرحة تمشي قالت له كما اقول لك وباتت الام مع بنتها والبنت لم تكن عروس بل كانت مرتقبة وبعد انتصاف الليل قامت لتجد امها جثة هامدة وبكل هدوء ايقضت زوجها وحملاها الى المغتسل وغسلاها وكفناها ودفناها وهكذا رحلت هذه الام اما البنت الصغيرة فهي اليوم قد تقاعدت وهي استاذة جامعية بعد ان حصلت على شهادة الدكتوراه جيولوجي ولها اربعة اولاد بين مهندس واستاذ جامعي





  رد مع اقتباس