عرض مشاركة واحدة
قديم 02-13-2021, 05:22 PM   #40

افتراضي


كان صوت رجل مصري اللهجة يأتي من خلفك.. وقبل حتى أن تستدير..
انهالت عليك ضربات كثير ة من الرجال.. وشعرت بوعيك يذهب عنك.. ثم
سحبوك إلى الزنزانة املفتوحة التي كنت تريد أن تدخلها و رموك بالداخل.. ثم

فقدت وعيك تماما.
يوم كامل وأنت فاقد لوعيك في تلك الزنزانة و لم يوقظك إلا صوت باب
الزنزانة الصدئ وهو يفتح و
أصوات أناس يتحدثون سبابا..

ثم يدخلون فيها رجل
لم تجد في مثل بؤسه و شقائه و دمائه و ألمه.. يتلوى على الأرض.. لا تدري ما الذي
فعلوه به.. لكن يبدو من وجهه و جسده أنهم كادوا يقتلونه.. رفع الرجل رأسه
ببطء إليك عندما شعر بوجودك.. ثم همد رأسه على الأرض وفقد الوعي.. نظرت
إلى ملامحه التي شوهها التعذيب.. إنه هو.. ذلك الرجل الذي تحدثوا عنه في
التلفزيون.. ابن الشيخ الليبي.. عضو القاعدة الذي تعاون واعترف بالعلاقة بين
القاعدة و صدام.. لم أكن أدري أن هذا هو ما يعنونه بكلمة تعاون.. لكن ما
علاقة مصر بالأمر؟
رفعته من على الأرض ووضعته على السرير.. وتركته هناك و أسندت ظهرك
إلى الحائط و جلست في زاوية الزنزانة.. لقد ظننت أنك تحررت.. لكن يبدو أنك قد
انتقلت من سجن إلى سجن أبشع منه.. لكن التنكر.. الاستماع إلى المذيعين كان

عذابا نفسيا في ذلك التلفزيون.. لكن الوضـ...
لم أكن أعرف ما سأقوله لهم.. لم أكن أعرف كيف
أؤلف أي قصة أصل.
كان هذا هو الرجل الذي معك في الزنزانة قد أفاق و بدأ يتحدث.. قال:

لما قبضت علي المخابرات الأمريكية..

سألوني سؤالا غريبا.. سألوني عن
العلاقة بين صدام و"بن لادن".. لم أعرف ما العلاقة بين الشخصيتين أصلا..
هذا في واد وذاك في واد آخر.. كانت أساليب استجوابهم معي عنيفة.. لكنهم

يئسوا مني ليس بسبب أنني أخفي شيئا..

لكن حقا لم أقدر حتى على تأليف أي
قصة زائفة.
قام من رقاده ببطء و قال:
ثم أرسلوني إلى هنا.. مصر.. أسبوع واحد و تنشط عقلي و اخترعت قصة

جميلة جعلتهم يرحمونني قليل..

لقد رأيت هنا ألوانا من التعذيب لم أكن أعرف
أنها موجودة أصل.. آخرها هو الذي قضى علي و جعلني أؤلف تلك القصة.
سألته:

وماذا فعلوا بك؟
قال لك:
أدخلوني في صندوق بهذا الحجم.
وعبر لك بيده عن حجم معين.. دققت النظر في الحجم الذي يمثله.. لم
تصدق.. كيف هذا؟ قال الليبي:
هذا ما حصل.. لا تسألني كيف أدخلوني في صندوق بهذا الحجم الذي يزيد
حجمه

قليل على حجم شاشة اللابتوب.. لكن هذا ما حصل.. ظلوا يضربونني
و يدفعونني و يحشرونني حتى أدخلوني فيه..

كان صندوقا حديديا.. قبض على عظامي كلها..
تركوني فيه يوما كامل بليله و نهاره..

ثم أخرجوني منه فجأة و انهالوا

على عظامي المتكسرة ضربا.. وهنا فقط قلتها.. قلت أنني أعرف العلاقة.. و أخبرتهم
بأكثر قصة خيالية استطاع عقلي أن يتوصل لها.. أعرف أنه تعجبهم هذه الأشياء.
أسندت رأسك على الحائط و سرح عقلك في كثير من الأمور.. تذكرت المقنعين
و أحاديثهم لك..

ثم انتبهت فجأة إلى جملة قالها "زورك".. القضبان الحديدية.. قد

تكون مسجونا وراءها لكنك حر.. نظرت بسرعة إلى القضبان ولمعت عيناك..
قمت من مكانك و اتجهت لها.. و بالفعل مررت منها كأن لم تكن.. نظرت وراءك إلى
الليبي الذي كان ينظر لك باستغراب.. نظرت حو لك في الممر ثم هممت بالمغادرة.
انتظر.. لا تذهب من هنا.
كان هذا هو الليبي يحدثك.. نظرت له فوجدته يشيرإلى نافذة زنزانته.. نظرت

إليها فوجدت عليها قضبانا.. لكنها تطل على خارج السجن.. فهمت ما يقصده..
دخلت مرة أخرى إلى الزنزانة عبرالقضبان.. ووقفت أمام النافذة.. نظر لك الليبي
و انحنى ليجعل لك يداه عتبة تقف عليها.. وبالفعل وقفت عليها و ساندك حتى
وصلت إلى النافذة بالأعلى.. هؤلاء الحثالة الإرهابيون الجبناء قد يكونون مفيدين

أحيانا.. نظرت إليه نظرة خاوية ثم مررت من قضبان النافذة كأن لم يكن لها
وجود.. مررت إلى الخارج.. وخرجت من السجن مرة أخرى.
▪ ▪ ▪
الآن خرجت إلى الحرية.. مبانى و أناس و سيارات.. أنت في ميدان حيوي جدا.. شوارع مبانيه

كلها عالية جدا تزينها أسماء علامات تجارية شهيرة.. أسماء بنوك
و أسماء شبكات إعلامية.. كلها أشهر من نار على علم.. إنه ميدان التايمز في
نيويورك.. زحام من الناس.. و زحام من البنوك وشبكات الإعلام.. البنوك تستعبد





  رد مع اقتباس