عرض مشاركة واحدة
قديم 02-13-2021, 05:35 PM   #42

افتراضي



فجأة نظر الكل إلى الشاشات و أشاروا إليها.. ثم أشاروا إليك.. نظرت إلى
الشاشات بسرعة.. لقد أصبحت كلها تحمل صورتك.. بهذا القناع المميز الذي
يقولون أنك مختل عقليا.. يقولون أنك محتال.. يقولون أنك ممول من ترتديه..
الخارج.. ويقولون أنك خائن.. تحول البشر الذين في الميدان كلهم بجمود وجوههم
و أعينهم الزائغة ناحيتك أنت.. وانقض كل من في الميدان عليك فجأة.
لم تنتظر قدماك دقيقة واحدة..
فوثبت بعيدا عن الجميع و ابتعدت..
وركضت بأقصى ما تستطيع.. وركضوا وراءك.. ولكن بعضهم تعثر في بعض..
هؤلاء المساجين في عقولهم.. دخلت أحد الأزقة.. واختبأت وراء أحد الصناديق..
طائر ثم لاح لك في السماء ظله..

فوق الأرض طافيا على الهواء.. بملابسه
السوداء و نظرته الساخرة وشعره المصفف و ملامحه الشيطانية.. إنه "ديكوي"..
ذلك اللعين..
هبط على الأرض و بدأ يمش ي ناحيتك.. لكنك خرجت من موقعك وتوجهت
أنت إليه بكل عزم في جسدك.. كنت تريد أن تخنقه.. لكن الأمر لو كان بهذه
السهولة ما كان ليستحق شهرته.. طار "ديكوي" مرة أخرى إلى ارتفاع منخفض

جدا و ابتعد عنك بسرعة و ظللت أنت تركض وراءه..

ولكنك لمحت شيئا..

شيئا خطرا قاتل.. أنت تتجه بكل سرعتك ناحية هوة عميقة.. كأن الشارع قد انكسر
أمامك و أنت تركض و تكونت هوة تحت قدميك مباشرة.. وأنت متجه إليها بكل
عزمك.. لم تقو قدماك على التراجع.. وارتفعت يداك تلوح في الهواء برعب..
و تجاوزت الحافة.. وتهيأت للوقوع.
ولم يحدث شيء.. بقيت تمشي.. وكأنك تمشي على الهواء بينما "ديكوي" قد
نظر إليك بسخرية.. هذا اللعين.. لقد نسيت أنه سيد الوهم و التضليل! نظرت له
بغضب.. لكنه لم يعد هناك.. فخرجت من الزقاق ببطء حذر.
توجهت ناحية ميدان آخر.. فقط لتجد نفسك أمام تجمع آخر من الناس..
هناك صوت مألوف وراءهم.. إنه ذلك المغني الغريب الأبيض ذو الشعر الطويل
الذي رأيته في العالم السابق.. لقد كان يغني بغضب هذه المرة.. بغضب شديد:
روجوا تلك الأكاذيب التي لديكم
اغتالوا وشوهوا
لستم سوى كلب إعلام
طفيليات تفعلون أي شيء للحصول على أخبار

من التالي عندكم لتدمروا صورته
أحاديثكم افتراء
وتجارتكم الفضائح
بتلك الكلمات التي تستخدمونها
أنتم تقولو ن أنها مجرد أقلام و ما هي بسيوف
ولكن بأقلامكم هذه أنتم تشوهون الرجال و تصلبون الملوك

وأنت لست مجبرا على قراءة هذا

أنت لست مجبرا على تصديق هذا
بشرائك لهذا أنت تدعمه
بقراءتك هذا أنت تدعمه
مشاهدة هذا الهراء دعم له
فلماذا تستمر بخداع نفسك
ليس معنى أنك قرأته في مجلة
أورأيته على شاشة التفزيون

أن تجعله واقعا
حتى و إن كان الكل يتحدث عن ذلك.
انفتحت بقعة من الضوء في السماء و توجهت ناحية هذا المغني.. وحملت
الشاشات كلها صورته.. توقفت كل القنوات عن بث أي خبر من أخبار العالم
و صارت تتحدث عن هذا المغني وحده.. الآن عرفت اسمه.. "مايكل جاكسون"..
إنهم يقولون أنه شاذ جنسيا.. يقولون أنه يتقزز من عرقه الأسود فغير لون
جلده.. يقولون أنه مسخ.. يقولون أنه يتحرش بالأطفال.
ظهر كثير من المصورين الذين أحاطوا به و جعلوا يصورو نه فاستضاءت
الأجواء بأضواء فلاشات كاميراتهم.. ثم وصلت سيارة الشرطة و قبضت عليه
ووضعت الأغلال في معصميه و أدخلوه إلى سيارتهم.. نسى العالم ما يحدث من
أخبار في أي مكان و صارت كل القنوات ليس لها هم سوى متابعة أخبار هذا
المغني.. لكن لماذا؟
أصبحت تشكر الظروف التي شغلتهم عنك نوعا ما.. وبدأت تمشي في الاتجاه
الآخر و تنظر للأرض.. و أخرجت جهاز السمارت فون وفتحت مواقع الأخبار.. حتى





  رد مع اقتباس