عرض مشاركة واحدة
قديم 02-21-2021, 11:50 PM   #46

افتراضي

طبعا هؤلاء العلماء لن يخدعوا أحدا فهذا ليس ديدنهم.. إنما كان هذا مثال
على تأثير التكرار من شخصيات مسؤولة في مجال ما..

ليس شرطا أن يكون نفس الخبر يتكرر.. بل يمكن أن تكون أخبار كثيرة هنا
و هناك كلها تتجه بك ناحية تصديق شيء معين.. وفور أن تصدقه ستبدأ بعدها
تلقائيا في الترويج له.. ستتحول إلى ترس في عجلة البروباجاندا.. تتحول إلى بوق
لهم.. تدعو إلى ما يدعون إليه.. هذا هو السر الأول..
أنه إذا رأيت خبرا يتكرر ويتكرر..
أو رأيت أخبارا متتالية متنوعة كلها تتجه بك إلى تصديق شيء ما.. اعلم أنك لا تشاهد أخبارا عادية.. أنت تشاهد بروباجاندا.
ستقول لي: وما المشكلة في

البروباجاندا أصلا؟ إن القنوات ووكالات الأخبار

التي تنقلها هي هيئات كاملة ضخمة وشهيرة جدا.. بمراسلين و صحفيين و مذيعين
كل همهم هو الإخبار بالأخبار.. إن لم نصدق هؤلاء..
فمن يمكن أن نصدق إذا؟
هذه هي بالضبط عقلية الإمعة.. مثلك ومثل أغلب من رأيتهم من جنس
البشر.. الإمعة هو من يقول إذا أحسن الناس أحسنت.. و إذا أساءوا أسأت.. و إذا
ظلموا ظلمت.. يعني الذي لا رأي له.. صاحب عقلية الغنمة.. التي تسوقها يمينا أو شمالا فتساق معك..

دائما يبحث عن شخص آخر ليفكر له.. يبحث عن شخص
آخر ليتمسح في آرائه.. هوشخص يشترى و يباع في سوق العقول بثمن بخس.. لايقيم له أحد وزنا.. فلو أن هؤلا المذيعين صدقوا سيصدقهم.. و لو أن هؤلاء المذيعين كذبوا سيصدقهم.


إذا ليست المشكلة في صدق هؤلاء أو كذبهم.. المشكلة في عقلية الغنمة التي
تجعلك تساق وراء ما يقولونه لك بلا تفكير.. وعقلية البغبغاء الذي ير دد ما يقال
له..
دعنا ننتقل إلى السر الثاني..
إن كل بروباجاندا تراها قد برزت فجأة بشكل
محموم سواء في التلفزيون.. أو في الصحف.. هي بروباجاندا مصنوعة.. لم تظهر
هكذا بالصدفة.. بل هي مدبرة ومقرر إطلاقها في الوقت الذي انطلقت فيه..
بالطريقة التي انطلقت بها.
صانعو البروباجاندا اليوم هم الأغنياء والساسة.. الحكومة و أصحاب المال
الكبار.. البروباجاندا هي طريقة هؤلاء في التواصل معنا نحن الشعب.. ليبيعوا لنا شيئا ما..

سواء يبيعون لنا منتجا.. او يبيعون لنا أفكارا.. أو حربا.. او مرشحا

سياسيا... وركز فيما أقول.. أنا أتحدث عن صنع البروباجاندا وليس صنع
الأخبار.. فيمكننا أن نذهب الآن لنحدث شغبا في مكان ما وقتل و هرجا و مرجا..





  رد مع اقتباس