عرض مشاركة واحدة
قديم 02-23-2021, 02:38 PM   #47

افتراضي

هكذا نحن صنعنا خبرا.. لكن طريقة عرض هذا الخبر في التلفزيون هي
البروباجاندا.. سيعرضونه بطريقة تتماشى مع مصلحة الحكومة و الكبار.. وهذا
هو السر الثاني.. إذا رأيت أي بروباجاندا.. اعلم أنها مصنوعة من الكبار.

السر الثالث صادم نوعا ما.. إن أي بروباجاندا تراها هي على الأغلب كذبة..
والكذبة التي يحتاجون أن ينشروها باستخدام البروباجاندا هي غالبا تحمل وراءها

شيئا حقيرا جدا .


لعلك تذكر كيف عرضوا أخبار ضربات سبتمبر.. فجروا البرجين بأنفسهم ثم
أطلقوا بروباجاندا كاسحة أقنعت الجميع أن من وراء هذا هو تنظيم القاعدة
يعاونه صدام..
ثم أطلقوا بروباجاندا أكثر كسحا تدعو إلى إعلان الحرب على
هذين البلدين للقضاء على الإرهاب.. مليون شخص ماتوا في العراق.. وربع مليون
في أفغانستان.
هل تعرف معنى كلمة مليون وربع شخص؟ إن أكبر استاد كرة قدم يسع مائة
وخمسين ألف شخص.. نحتاج لثمانية ملعب ريو دي جانيرو.. يملأهم الناس
كلهم حتى آخر مقعد.. رجال بعائلاتهم بأطفالهم بنسائهم.. كل هؤلاء ماتوا.. فقط
لإشباع رغبات بعض النخبة في المزيد من البترول و المزيد من الأفيون.. ولو كنت
في أمريكا وقتها كنت ستصفق للجنود الأمريكان وهم يلقون القنابل على هؤلاء
الناس وأنت تأكل شطائر الهامبرجر.. لماذا؟
لأنك تجلس أمام التلفزيون كثيرا.. إن
السيطرة العقلية لا تحتاج إلى أقطاب نوصلها إلى دماغك.. و لا إلى تنويم
مغناطيسي.. إنها تحتاج فقط منك أن تفتح التلفزيون.
هل روحك ما زالت تشعر بمعنى أن هناك أناس يموتون.. أم أن الأمر بالنسبة
لك أصبح مجرد عدد.. لا فرق بين عشرة ماتوا أو ألف ماتوا أومليون ونصف
ماتوا؟
كل الجدات كانت تقول.. إن مشاهدة التلفزيون

كثيرا ستخرب دماغكم..
كنت ربما تهزأ من كلامهن.. و لكنها حقيقة.. من يشاهد هذا الشيء ينتهي به الأمر
بدماغ خربة كعلبة صفيح مدهوسة.
أصبحت دماغك الخربة هذه تؤيد القتل والحرب وتدعم الظلم والتشريد
الذي تمارسه فئة ما على فئة.. لمجرد تصديقك لهذه الأمور التي سمعتها أو
شاهدتها على الشاشات.. أين روحك؟ هؤلاء الارواح المقتولة.. ألم يكن للواحد
منهم ابنة صغيرة بريئة؟ أو زوجة.. أو جد أو جدة.. ألم تكن لهم حياة؟ أم أنهم

أتوا إلى العالم هكذا بطريقة شيطانية وكل همهم هو فعل هذا الشيء الذي تظن
أنهم فعلوه؟!
أغلب الناس يصدقون المذيعين في التلفزيون.. هذا شيء نفسي.. شخص كهذا
يرتدي هذه البدلة و لديه هذا البرنامج الذي يشاهده ملايين و هذا الاستوديو
الخاص.. لا بد أنه شخص مهم.. لا بد أنه يعرف ما يتحدث عنه.. و رغم أنه
شخص لم نقابله و لم نعرفه يوما.. فإنه يخبرنا ماذا نفعل.. وبماذا نؤمن.
وأصحاب البدلات هؤلاء لا يكتفون بالكذب على شعوبهم طيلة الوقت.. بل
هم يعملون كأنهم أعواد ثقاب لإشعال النار في المكان الذي يتواجدون فيه..
يقنعونك في النهاية أن هناك طرفين متصارعين.. وأنت تصدق بمشاهدهم

وأخبارهم وأحاديثهم الكثيرة أنه فعل هناك حرب قائمة وكره متبادل وبغض..
فتشتعل الحر ب الخامدة ويقوم الناس بعضهم على بعض و يتقاتلون و تتناثر
الدماء.. فتتعلق في رقاب أصحاب البدلات مسؤولية كل روح أزهقت..
تعلقا أشد
من تعلق المسؤولية برقبة القاتل الذي أزهق الروح.. لأن الفتنة أشد من القتل..
وأنت.. يا من سمعت أحاديث هؤلاء على أريكتك ثم تحولت إلى بوق يردد كلامهم
بل ميزان.. تتعلق برقبتك مسؤولية كل روح أزهقت.. وليس لك أي عذر.. ليس

عذرا أنك أحمق و إمعة و تصدق ما يقال لك عبر هذه الشاشات.
لسعر الكذب عال جدا في زماننا..

لذلك تجد صاحب البدلة هذا غني جدا..
إنهم يدفعون له الكثير ليكذب.. انظر إليه.. مليونير و قح يجعجع و يكرر.. ما الذي

يجعل أي شخص يصدق وغدا غنيا كذوبا متملقا كهذا؟ هل تدرك مدى غباء
عقلك؟ البروباجاندا هي التي فعلت بك هذا.. أصبحت عندما ترى العديد من
الأوغاد الأغنياء يتحدثون في أمر ما بصوت عال .. تصدقهم.
السر الرابع.. جميع قنوات الأخبار و الصحف في دولتك.. على كثرتها و تعددها
وتباينها.. يعدون على أصابع اليد الواحدة
كلها يتحكم بها رجالي .. كلها تتبع
أيديولوجية واحدة و فكر واحد و إن ادعت كل واحدة منها أنها مختلفة.. سأعطيك

مثالا بالدولة التي نشأ فيها التلفزيون و قنوات التلفزيون و نشأت فيها
البروباجاندا.. باعتبارها الدولة التي نسخت عنها كل دول العالم بلا استثناء هذا
النظام نفسه..

سأعطيك مثالا بأمريكا.
أمريكا فيها حوالي 2000 قناة تلفزيونية و15 ألف محطة راديو و1300
جريدة و20 شركة إنترنت و6 استوديوهات أفلام.. هؤلاء هم بوابات الملتيميديا في





  رد مع اقتباس