عرض مشاركة واحدة
قديم 12-20-2020, 06:26 PM   #28

افتراضي

لم يكن هناك شخصية تصلح لأن يقتبسوا منها شخصية "دراكولا" مصاص
الدماء الشهير أكثر من شخصية "دراكولا" الحقيقي.. وهو فعلًا كان يحب شرب
دماء ضحاياه الممزوجة بالخمر.. والواقع أن "دراكولا" الذي نراه في الأفلام
يعتبر طفلًا مدللًا أمام "دراكولا" الشيطان الحقيقي.
السبب الذي ذكرت فيه هذه القصة هي أن "دراكولا" قد خَلَف والده في رئاسة
تنظيم التنين.. وهو واحد من التنظيمات السرية التي أُنشِئَت بعد فرسان الهيكل..
وهي تنظيمات ماسونية ركزت في تلك الفترة التاريخية على تجهيز حملات ضد
الدولة العثمانية.
تنظيمات كانت في ظاهرها تدعو لإلخاء والمحبة والمساواة كعهد كل
التنظيمات الماسونية ولكن لها في الحقيقة أهداف أخرى.. أهداف سوداء.. لكن
والد "دراكولا" الذي يدعى "دراكول" لم يقدر على فعل شيء أمام قوة الجيش
العثماني وكل الحملات التي قام بها فاشلة.. حتى أذعن في النهاية للسلطان
العثماني إذعانًا مطلقًا وأرسل له ولديه كضمانٍ للولاء.
ولكن عندما أصبح ابنه "دراكولا" رئيسًا للتنظيم الماسوني كان يبدو وكأن
الشيطان نفسه قد أصبح رئيس التنظيم.. فنظَّم حملات بشعة أذاقت الجيش
العثماني ويلات كثيرة أعجبت ملوك أوروبا ورجال الدين فيها حتى أنهم غضوا
النظر عن دموية "دراكولا" في تلك الحملات.. فالمهم عندهم أنه كان يقاتل
الأعداء ويذيقهم الويل.
تم تمثيل قصة "محمد الفاتح" و"رادو" و"دراكولا" في مسلسل تركي شديد
الأهمية هو Fatih ..ويحكي القصة كاملة منذ طفولة الثلاثة وحتى فتح
القسطنطينية ووفاة "محمد الفاتح".
بغض النظر عن هذا.. دعني أخبرك المزيد عن الماسونية وعن انضمامي لها.. ولا
أحد سيخبرك بما سأخبرك به لأنني تدرجت فيها حتى الدرجة الحادية والعشرين..

ورغم أنني سأموت بعد قليل كما هو واضح إلا أنني لم أعد أخشى شيئًا.. فسأقدّم
حياتي ثمنًا لما سأخبرك به الآن.. كما قدم العديدون من قبلي حياتهم.. لكنني
سأختلف عمن سبقوني لأنني سأورثك من بعدي كتابًا.. كتاب عليك أن تقرأه
وتحتفظ بتفاصيله بين جنبات عقلك.. ثم تحرقه حتى لا يطالك مثل ما سيطالني.
الداخل جديدًا على الماسونية لا يستشعر منها بأي خطرٍ.. بالعكس هو يقسم
على الكتاب الشائع في البلد الذي هو فيه.. فالمسلم يقسم على القرآن..
المسيحي على الإنجيل.. اليهودي على التوراة.. وعند الوصول للدرجة الثامنة
عشرة تحديدًا.. يكون القسم على التوراة فقط.. والرموز نفسها تكون معانيها
بريئة في البداية ثم تتطور لتكون معاني متوسطة ثم تتحول لتصبح رموزًا
يهودية خالصة.
وهم لا يختارون أي شخصٍ للدخول في الماسونية.. لكنهم يختارون أشخاصًا
بعينهم.. أشخاص لهم تأثير في المجتمع.. تأثير سياسي أو ديني أو اقتصادي..
فلديهم مجموعات تحريات تراقب شخصًا معيّنًا.. مرشّحًا من قِبَل ماسونيين
آخرين.. يخرج له أشخاص لمراقبته ويجمعون عنه كل ما يمكن جمعه من
معلومات.. هم دائمًا يبحثون عن استيطان أذهان النُخب تحديدًا.. أصحاب
المناصب وأصحاب الثروات.. حتى يتمكنوا عن طريقهم من إنفاذ أغراضهم..
ثم حتى بعد انضمامهم يقيمون لهم اختبارات معينه تدريجية تؤهلهم للتدرج
إلى كل درجة تالية.
فالماسونية ليس فيها تقدم.. لا يمكن أن تتقدم لتكون ماسونيًا.. لابد فيها من
ترشيح من أحد من داخل محفل.. والدرجات الثلاث الأولى تعتبر بمثابة كشافات
لمعرفة من يصلح للترقي بعد ذلك.. وهو غالبًا الشخص النافذ أو الذي لديه
منصب.. الشخص الفارغ أو المستعد لأن يُفرغ.. تكون عنده طموحات.. عنده
شهوات مثلًا يحب المال أو النساء أو السلطة.. وهم يوفرون له هذه األشياء..
ثم يتم تصعيده في سلم الماسونية وتغيير الأفكار في كل مرتبة وكل درجة

وتغيير معاني الرموز.. فإذا وصل للدرجة الـ 33 ويسمونها الدرجة السامية ..
يفتح له الأستاذ الأعظم للمحفل سجلًّا ويقول له.. أنت وأبوك وأجدادك
ستتشرفوننا بالانضمام إلى بني إسرائيل.. فالآن نحن نصحح نسبك ونسجل اسمك
في سجل السبط الثالث عشر لبني إسرائيل.. وستحوز شرف مشاركة هذا السبط
الفخري العظيم في إتمام العمل العظيم.. وإعادة البناء العظيم.. الهيكل
العظيم.. هيكل سليمان.
في البداية يقولون إن اإلله الذي يعبدونه هو المهندس الأعظم.. وهي كلمة
مبهمة قد تظنها تشير إلى الله.. وفي الدرجات المتقدمة بعد العشرين يتحول
هذا المهندس ليكون "لوسيفر".. وبالمناسبة لا تظننهم يعبدون الشيطان على
أنه شيء شرير.. وإنما على أنه هو الذي هدى الإنسان إلى المعرفة وعرفه بها..
وهو من علَّم الإنسان الزراعة والتجارة والصناعة وعلَّمه ركوب البحر وهو الذي
هداه في كل مناحي حياته فطبيعي أن عبادته تكون شيئًا عاديًا ليس فيها شيء..
ولما حدَّث آدم وحواء بأكل التفاحة في الجنة كان هذا لأنه يحبهما ويريد لهما
الخير.. وليس الشر كما تزعم الأديان.. وتدريجيًّا ستتعلم أن الله لم يلعن
"لوسيفر" وإنما حاربه.. لأن "لوسيفر" يريد العِلم للبشر والله يريد لهم أن يظلوا
جهلة.
فالله يعدك بوعودٍ زائفة طيلة الوقت.. تدعوه واستجابته لدعائك هو حظ.. أما
"لوسيفر" فلما تعبده وتتمنى شيئًا.. مجرد التمني فهو يكون بين يديك في
الحال.. يدخلك إلى جنته في الدنيا.. وستتعلم أن الآخرة هي مجرد وهم لا وجود
له.. بكل ما فيها من جنة ونار وما إلى ذلك.. هكذا علموني عندما دخلت إليهم..
لكن كانت أجزاء من نفسي تأبى هذا كله.. وخاصة عندما علمت السبب الذي
يريدون إعادة بناء الهيكل من أجله.. ذلك السبب الذي سأؤخر إخبارك به حتى
تحين اللحظة المناسبة.

ولو أنك رأيت "لوسيفر" كما يمثلونه في رسوماتهم مثما رأيته أنا لتعجبت.. أذكر
لوحة ذات طول كامل لإبليس فوق مذبحه.. لقد بدا مثل رجل ذي فكرٍ عظيم
رفيع الجبهة.. وعندما تنظر لعينيه تعطيك انطباعًا بعيون شخص واسع الإطالع
وقوي جدًّا.. وهذه اللوحة يمكنك أن تراها لو دخلت أيًّا من منظمات عبدة
الشيطان أو الماسونية أو خلافهم.
لكن المنظمة الماسونية وحتى هذه الحكاية من التاريخ كانت لا تزال في
بداياتها ومافعلته على أرض الواقع كانت خطوات مبدئية بطيئة جدًا.. وذلك ألن
الامبراطورية العثمانية كانت سيدة العالم كله.. و فتوحاتها في الشرق والغرب
لا تتوقف.. ولو أنها تُركت قرنًا آخر فستغزو العالم كله.. ولن تتمكن الماسونية
من بناء ذلك الهيكل المقدَّس الذي وهبوا من أجله حياتهم.. لأن بناءه سيكون
في فلسطين.. على أنقاض المسجد األقصى.. ولو أن ذبابة حاولت أن تمس
المسجد الأقصى أيامها لذبحتها الدولة العثمانية شر مذبح. . لكننا لازلنا في
البداية.. ومعي ستتعلم الصبر حتى تنال غايتك.. وحتى أنال غايتي.
إن الحكاية القادمة بالذات لها عدد كبير جدًّا من الأوراق.. سأعرض عليك ورقة
واحدة الآن. والباقي عندما تنتهي الحكاية الورقة هي ورقة الإيلو- ميناتي..
وعليها صورة قد تكون مألوفة لديك.. هرم غير مكتمل في أعلاه عين.. يشع
من ورائها نور.
وهي حكاية سيحكيها لك شخصان؛ رجل وامرأة.. أحدهما صادق.. والآخر
كاذب.. وسأخبرك سرًا صغيرًا حتى تميِّز الصادق من الكاذب وأنت تستمع لهما..
الصادق منهما هو من سيموت قبل الآخر.. تذكر هذا جيدًا.. والآن سأتركك
معهما..
***





  رد مع اقتباس