عرض مشاركة واحدة
قديم 06-21-2009, 07:07 AM   #1


مكناس .. مدينة مغربية تغط في نوم عميق .. ؟؟








مكناس .. مدينة مغربية فقدت طابعها الأندلسي الجميل الذي كانت تتميز به .. !!


كانوا يسمونها" المدينة الملكية " و هو شرف عظيم حظيت به مع ثلاث مدن مغربية أخرى .. هي


مراكش .. فاس .. و الرباط .. !!


و ظلت مكناس متمتعة بمزايا هذا اللقب الملكي طوال فترة حكم " المولى اسماعيل " التي


استمرت خمسين عاما كاملة ( 1673 ــ 1726 ) .. و بوفاة مولاي اسماعيل خرجت مكناس من


دائرة الضوء .. و راحت تغط في سبات هادئ عميق .. تحت ظلال جبال زرهون العالية التي هي


جزء من جبال الأطلس المتوسط .. !!




ــ هجرة يومية :


و لم تستيقظ مكناس من نومها إلا مرة واحدة .. عندما أقلقتها أصوات معاول العمال .. و هدير


الآلات التي جلبها الفرنسيون عام 1930 ليشيدوا بها _ بمواجهة مكناس القديمة _ مكناسا حديثة


شوارع فسيحة .. و عمارات رشيقة .. تكون مقرا لسكناهم .. معادتهم في جميع بلاد المغرب


العربي .. !!


و لعبت " الضرة " الجديدة بقلوب أهل مكناس القديمة فاجتذبتهم من خلف أسوارهم العالية ..


الواحد تلو الآخر .. و من حاول منهم الثبات .. وجد نفسه منساقا تلقائيا مع التيار البشري


المندفع كل صباح على الأقدام .. و فوق الدراجات .. و داخل الحافلات .. إلى مكناس الجديدة ..


حيث مقر الوزارات و مكاتب الشركات .. و المتاجر و الأندية و كل أسباب الحياة الحديثة .. !!




ــ وادي السلحفاة و الفلفلة :


و في أثناء هجرتهم اليومية يعبر الأهالي فوق جسرين حجريين مقامين على الوادي الفاصل بين


المكناسين .. و الذي يطلقون عليه اسم وادي " بوفكران " أي وادي السلحفاة .. و إن كان


بعضهم يطلق عليه اسم وادي اللؤلؤ أو وادي الفلفلة .. !!


و من المكناسيين القديمة و الحديثة .. تتدفق المياه الزائدة .. فتروي مزارع البنجر و البطاطس


و الخضروات التي زرعها بعض المزارعين و البدو الذين بهرتهم أضواء مكناس فقصدوها ..


معللين





النفس بحياة رغيدة .. و لكن سرعان ما بصطدمون بحقيقة الأنوار الخداعة .. و لكن كرامتهم تأبى


عليهم العودة إلى قراهم بخفي حنين .. لهذا جعلوا وادي السلحفاة سكنا لهم .. فأقاموا أشباه


منازل من الطين و الصفيح ليعيشوا داخلها وسط المياه الزائدة المتدفقة عليهم من المكناسين .. !!






ــ الفم و الأنف :


و وسط هذا التيه البشري المتنقل بين المدينتين القديمة و الحديثة .. تسير المرأة بزيها التقليدي


الذي ما زالت متمسكة به : جلباب يغطي الجسم .. و منديل يغطي الأنف و الفم .. و لكن طورتهما


غزادت من طول الفتحة الجانبية للجلباب مظهره منها أطراف قماش البروكار و النايلون .. اللدين


ترتديهما تحت الجلباب .. أما المنديل الذي تخفي به أنفها و فمها .. فقد طورته هو الآخر


بتطريزه .. و تنويع ألوانه .. من الأخضر و الأحمر .. إلى الأزرق و الأبيض .. !!


و تذهب المرأة بلباسها التقليدي إلى مقر عملها في المكاتب الحكومية و الشركات بمكناس


الجديدة .. و بمجرد دخولها إلى مكتبها تنزع المنديل عن وجهها .. و تخلع الجلباب الذي تخفي


تحته زيا حديثا عاديا .. و تجلس تعمل سافرة في مكتبها .. و لكنها تعاود ارتداء الجلباب و تضع


المنديل على وجهها عندما تنصرف إلى منزلها بمكناس القديمة .. !!





  رد مع اقتباس