عرض مشاركة واحدة
قديم 12-17-2020, 05:46 PM   #12

افتراضي


لم تُذكر هذه القصة بكمالها هذا في أي مكان.. إنما ذُكِرَت بشكل مكذوب
في التوراة والانجيل.. وذُكِرَت بشكل مختصر جدًّا في القرآن.. وبسبب هذا
الاختصار.. ذكر بعض كبار مفسري القرآن القصة المكذوبة الواردة في التوراة
واإلنجيل.. وردَّ عليهم المفسرون الكبار الآخرين.. ولقد عرفت القصة الكاملة
لأنني ساحر.. نعم.. أنا كذلك.. ولا تجزع.. فأنا ساحر سابق.. ولقد تركت هذا
الطريق وصرت أحاربه.. ألم أقل لك إنني على شفا حفرة من الموت؟
إن القصة المكذوبة ببساطة هي أن المالئكة ذات يوم عاتبت الله لأنه استخلف
على ألارض بني آدم.. وهم الذين سفكوا الدماء وأفسدوا في الارض أيما فساد..
فقال الله لهم إنه لو أنني أنزلتكم إلى الارض وزرعت فيكم ما زرعته في ابن
آدم من الشهوات لسلكتم مثل سلوكهم.. فرفضت الملائكة ذلك وأصروا على
رأيهم؛ أنه يستحيل عليهم أن يفعلوا كما فعل بني إلانسان.. فقال لهم الله أن
يختاروا أفضل اثنين منهم فينزلان إلى الأرض.. وسيزرع فيهما ما زرعه من ابن
آدم من الشهوات.. وبالفعل اختارت الملائكة اثنين من أفاضل المالئكة..
"هاروت" و"ماروت".. ورزع الله فيهما ما زرع في ابن آدم وأنزلهما إلى الارض.
عمل "هاروت" و"ماروت" قاضيين.. وذات يوم مرت عليهم امرأة جميلة هي
"إنانا".. وكانت تلقَّب بالزُهرة من جمالها.. فافتُتنا بها على الفور وأتيا إليها
يبغيان جسدها.. قالت لهما لا أعطيكما ما تريدان إلا بعد أن تفعلا ثلاثة أمور..
أن تكفرا بالله.. وأن تقتلا نفسًا.. وأن تشربا الخمر.. فرفضا وقالا لا نكفر ولا
نقتل.. واختارا شُرب الخمر.. فشربا الخمر فقتلا ثم كفرا.. فلعنهما الله وصارا
ملعونين.. وذهبا إلى النبي إدريس ليشفع لهما عند ربهما فتعجب كيف يشفع
أهل ألارض لأهل السماء ولم يملك لهما من الله شيئًا.. وأصبحا يُعذبان في
مغارة معروفة باسمهما حتى قيام الساعة.
والحقيقة بالطبع أن كل هذا كذب.. كذب متعمَّد.. القصد منه إخفاء القصة
الحقيقية؛ لأن هناك أمورًا من الخير أن تظل مخفية أبد الدهر.. فلا توجد ملائكة

تجادل الله في أمرٍ وتتحداه وتقول له بل نحن قادرون.. وليس من مقام الملائكة
أن تكفر وتزني وتقتل و تشرب الخمر وتعذب وتلعن.. الحقيقة فقط أظهرها
المسلمون.. فهم لما يرون كوكب الزهرة طالعًا في السماء يلعنونه.. ويقولون
إن هذا اللعن بسبب أن الزُهرة هي من أغوت "هاروت" و"ماروت".. فلا هما
بقاتلين ولا ساحرين.. إنما كانا يُعلّمان الناس طريقة التغلب على سحر سحرة بابل
الذين طغوا في البلاد.. ولم تفتنهما "إنانا" ولم يزنيا بها.. بل إنهما قد طرداها..
وهي التي لُعِنَت لأنها حاولت إغواءهما.
المشكلة أن "إنانا" قد دوَّنَت كل ما تعلمته من "هاروت" و"ماروت" ووصل ما
دوَّنته إلى سحرة بابل.. وبدأ السحرة يستخدمون تلك التعاويذ الخاصة بالملكين
ويطورونها ويزيدون فيها لتُستخدَم في أغراضهم القذرة.. فالسحر إذن
سحران.. سحر علَّمه إبليس للنمرود.. وسحر علمه "هاروت" و"ماروت" لأهل
بابل.. وهناك جزء كبير من السحر الثاني وصل إلى أهل السحر الاول فزادوا فيه
وحولوه إلى أغراض شريرة.. وهذا هو السر الثاني الذي أهديك إياه.
وقبل أن نكمل لعبتنا يجب أن أعترف لك بأمر.. نحن لسنا وحدنا.. إن هناك سبعة
شياطين تنظر إلينا أنا وأنت بينما نجلس معا جلستنا هذه.. تنظر إلي وأنا أحكي..
وتنظر إليك وأنت تقرأ.. لكن ال تجزع.. فإن هناك تلاوات وتعاويذ كثيرة جدًّا قد
ملأتُ بها هذه الغرفة.. تعاويذ لن تصمد طويلا أمام هؤلاء الشياطين السبعة
لكنها على ألاقل ستعطيني سويعات يمكنني فيها أن أقول كل ما أريد.
والآن دعني أقلب في هذه الأوراق الملعونة.. ودعني أعرض عليك المجموعة
الثالثة.. هي أربعة أوراق فقط..
الورقة ألاولى هي ورقة الكهنة وعليها صورة لكهنة مريبي المنظر يرتدون
عباءات بنية ذات قلنسوات تغطي رؤوسهم..

الورقة الثانية هي ورقة الفرسان وعليها صورة فارس من فرسان الصليب في
العصور الوسطى.. يرتدي ذلك الرداء الأبيض المميز لفرسان الصليب والذي
يتوسطه صليب أحمر كبير.
الورقة الثالثة هي ورقة الأسرار التي لم ينبغِ للإنسان أن يعرفها.. وعليها صورة
وجه رجل منبهر اكتشف شيئًا ما أبهره..
الورقة الاخيرة هي ورقة الجمعة الثالث عشر.. وعليها صورة مليئة بالإيحاءات
المظلمة من التقويم المفتوح على يوم الجمعة الثالث عشر.
وهذه الحكاية سيحكيها لك واحد من الشياطين السبعة الذين يراقبوننا الآن..
لأنها حكاية تتعلق به.. لا تسألني كيف أجعله يحكيها لك بينما هو يجاهد مع
قبيله لكسر تعاويذي والدخول إليَّ وقطع رأسي.. هذه ألامور لا تسأل عنها مرة
أخرى أبدًا؛ لأنها من أمور السحر الأسود الذي برعت فيه ذات يوم.. ومن أمور
الجن التي لن تفهما لأنك لست ساحرًا ولا ينبغي لك أن تكون.
***
65
تسعة أعطيناهم النور
950 قبل الميلاد – 1300 بعد الميلاد





  رد مع اقتباس