عرض مشاركة واحدة
قديم 12-18-2020, 10:46 AM   #15

افتراضي

هي هيكله.. لازال هناك من يحلف ويملأ الأرض صراخًا بأن الهيكل تحت الحرم
القدسي.. لكن الحقيقة أن الهيكل يعني المعبد و"سليمان" لم يبنِ أي هياكل أو
معابد بل كان يبني مساجد.. لقد كان يؤمن برب "إبراهيم" و"موسى".. إنما كان
"سليمان" يكسر ظهورنا في بناءات أخرى.. منها تجديد بناء المسجد الأقصى
الذي بناه "آدم".. ومنها بناء قصره المهيب الممرد من قوارير أي الزجاج الفاخر..
هذا القصر الذي كان يعتبر أروع شيء في ملكه.
نحن فقط نعرف أين هي كنوز "سليمان" ونعرف أين قصره بالضبط.. إن طائفة
من جنسنا كانت تؤمن به وبدعوته خبأت هذه الكنوز في باطن الأرض وخبأت
قصره بطريقة لا يستوعبها أمثالك من الإنس.. بالنسبة للكنوز فهي في بطن
بلدان معينة في الشرق الاوسط أبرزها العلا في الجزيرة العربية.. ويقف حارسٌ
أمينٌ على هذه الكنوز أشد أهل تلك الطائفة من الجن فتكًا.. فهي محروسة
من الجن.. وستظل كذلك حتى تفنى الأرض.. ذهب ولؤلؤ ومرجان.. كنوز تُشع
كما الشمس والقمر.. لكنها لن تكون لإنسيٍّ ولا جنيّ من بعد "سليمان".
الخلاصة أن فرسان الهيكل لم يجدوا شيئًا سوى الكتب التي كتبها كتبتنا.. كانت
تلك الكتب كنزًا من نوع آخر.. كنزًا حقيقيًّا من العِلم سيغير وجه التاريخ بأكمله..
كنز مسطر بأيادٍ شيطانية.. بعقول شيطانية.. لعلماء شياطين.. اعتزل الفرسان
الناس وقرأوا تلك الكتب كلها.. ومع كل صفحة يقرأونها كان ينكشف لهم
سر من أسرار هذا العالم لا ينبغي على الإنس أن يعرفوا عنه شيئًا.
دعني أُدخلك الآن إلى تلك الكنيسة التي أدخلتك إياها في بداية حديثنا.. الان انظر
إلى كل شيء حولك بتمعن.. هؤالء هُم فرسان الهيكل.. هل تسألني لماذا
يمارسون الشذوذ الجنسي مع بعضهم على الأرض بهذا الحماس؟ أم تسألني
لماذا يشربون من كأس الدم ذاك؟ ما كل تلك الرموز؟ سأقول لك إن هذه
طقوس ربما تبدو غريبة للوهلة الأولى لكنها توصلك إلى أصل النور.. توصلك

إلينا.. انظر مرة أخرى إلى تلك الطاولة.. انظر إلى الرأس المثبتة في منتصفها..
إنها رأس "بافوميت".. رأس الشيطان.. رأس الشيطان التي تتحدث إليك الان..
وتتحدث إليهم كلما أنهوا طقوسهم.. لقد باعوا أرواحهم وأجسادهم
وأخلاقهم لأجل الشيطان "بافوميت".
تسألني ماذا أخذوا في المقابل؟ تريد أن تأخذ كما أخذوا؟ لقد أخذوا مالم يأخذه
أحد على وجه الأرض في زمنهم.. لقد عاد فرسان الهيكل إلى أوروبا.. وتحولوا
من مجرد فرسان فقراء متقشفين إلى أغنى فئة في أوروبا كلها بل في العالم
كله آنذاك.. بلغ من غِناهم أن الملوك والأمراء كانوا يقترضون منهم.. وبلغ من
شرفهم بين الناس أنهم كانوا أشرف وأعظم تنظيم عسكري عرفه الصليبيون
في تاريخهم.. نعم لقد كوَّنوا تنظيمًا عسكريًّا أذاق المسلمين الويل في
الحملات الصليبية.. حتى إن "صلاح الدين" لما أسرهم ذات مرة قتلهم كلهم..
خالف ما كان يصنع مع باقي الأسرى.. وسبب هذا الإجرام الذي فيهم أنهم
كانوا يختارون المجرمين من فئات الشعب ويقولون لهم.. هاقد آن أوان
المجرمين والسارقين أن يتحولوا إلى فرسان.. كان مظهرهم الخارجي رائعًا..
لكن أحدًا لم يكن يعلم لماذا يغلقون كنائسهم على أنفسهم دائمًا.. نحن فقط
من كنا نعلم كل شيء.. نحن أعطيناهم النور.. وسنظل نعطيهم النور حتى
يصلوا به إلى حامل النور.. إلى أنتيخريستوس.
وفجأة انكشف كل شيء.. استيقظت أوروبا على فضيحة.. خبر القبض على
فرسان الهيكل.. فجأة بدون سابق إنذار أصدر الملك فيليب أمرًا باعتقالهم
كلهم.. كان يبدو أنه كان يبحث عن ذريعة ما ليتخلص تمامًا منهم بعد أن وصلوا
إلى مستوى من الثراء جعلهم دائنين ألكثر ملوك أوروبا ودائنين للملك فيليب
بنفسه.. لكنه لم يحصل على ذريعة.. لقد حصل على فضيحة تهتك بها ستر

فرسان الهيكل وطٌعن بها شرفهم.. لقد وصلت له أخبار أنهم يمارسون السحر
ويهينون الصليب.
كان حدثًا هامًا في تاريخ أوروبا ذلك الذي ستشاهده الأن.. في يوم الجمعة الثالث
عشر.. نُصبَت أخشاب على منصّات في أكثر طرقات باريس أهمية.. أخشاب
رُبِطَت عليها أجساد كانت لفرسان.. فرسان تصورت شعوب أوروبا أنه ينحدر كل
شرف من شرفهم.. فرسان كانت تلك الشعوب تُقدِّم لهم أبناءها حتى ينالهم
شرف يظل يضيء في رؤوسهم كالنجوم في حياتهم وبعد مماتهم.. نجوم
يبدو أنها قررت أن تأفل الآن فجأة.. وشرف قرر أن تسيل دماؤه على األرض
فجأة.. أخشاب رُبط عليها زعماء فرسان الهيكل.. وقد تجمّعت أمم نزلت من
بيوتها وغادرت أحياءها لتقف أمام تلك المنصات بعيون طغت عليها حيرة وحزن
وغضب.. وعيون أغمضت جفونها غير قادرة على متابعة ما صعد أولئك الجنود
فجأة لفعله.. صعدوا على المنصات المربوط عليها الفرسان.. وأوقدوا نارًا.
ضج الجمع بصوت لا تدري عم يعبِّر بالضبط.. لقد قرر الملك "فيليب" إحراق
زعماء فرسان الهيكل؛ إحراقهم بتهمة ممارسة السحر الأسود.. وتهمة
البصق على الصليب وإهانته.. وتهمة ممارسة اللواط في الكنائس.. وتهمة
تحضير أرواح شيطانية.. وتهمة إنكار المسيح.. تهم اعترفوا بها كلها بعد أن
جمعهم الملك "فيليب" وعذبهم أبشع تعذيب يمكن أن يخطر على بالك..
المشكلة أن الجنود لم يوقدوا نارًا عادية.. لقد أوقدوا نارًا هادئة.. كان الملك
"فيليب" يريد لهم أن يموتوا ببطءٍ.. ووقف الخلق ينظرون إلى هذا كله.
إلى الكنيسة التي دخلتها معي نعود لننظر.. جنود دخلوا ليزيلوا كل أدوات فرسان
الهيكل وأغراضهم.. جنود كانوا يفتشون كل شيء ويبعثرون كل شيء.. حتى
وصلت أياديهم إليَّ.. رأس مجففة موضوعة في صندوق فضي مزيَّن بنقوش
غريبة ومثبته بوضع رأسي.. تقزز أحد الجنود فأمسك بي ورماني بعيدًا لأسقط

على الأرض تحت تمثال لصليب منكس على رأسه.. انظر إلى عينيَّ جيدًا ولاتقلق..
لقد أخفى الفرسان كل الكتب التي حصلوا عليها من الحفر.. إن من قبض الملك
عليهم لم يتعدوا نصف عدد الفرسان.. الفرسان الباقون هربوا إلى مكانٍ آخر..
مكان ليس فيه "فيليب".. مكان كان يصارع للحصول على استقلاله من إنجلترا
بقيادة "ويليم والاس".. لقد هرب الفرسان إلى اسكتلندا.
تـمَّت
****





  رد مع اقتباس