عرض مشاركة واحدة
قديم 12-19-2020, 12:06 PM   #19

افتراضي

حقًّا هذه الحكاية أتعبتني شخصيًا وأسقمتني.. إن الشيطان الأفعى "سيربنت"
هو رمز الإغواء.. تقول عنه التوراة أنه هو الأفعى التي أغوت آدم وحواء
فأنزلتهما من الجنة.. لكن الحقيقة غير ذلك.. فمن أغوى آدم وحواء هو
"لوسيفر".. أما "سيربنت" فهو شيطان اختص بتدمير العقائد وإشعال الفتن
والنيران في أي بلد ينزل بها.
لم أعد أستغرب تلك المشاهد التي أراها على الشاشة دائمًا لليهود في إسرائيل
وهم يقتلون الأطفال ويذبحونهم بدمٍّ باردٍ تمامًا؛ فالحقيقة التي عرفتها هي أن
ذلك الجندي اليهودي لا يعتقد أنه يقتل بشريًّا.. إنما هو حسب عقيدة التلمود
يقتل حيوانًا هيأه الله على هيئة بشرية.. وهذا الحيوان يزاحمه في أرضه أيضًا..
فقتله واجب.. لكن ليس كل اليهود يؤمنون بالتلمود بالطبع؛ فهناك طائفة لا
تؤمن سوى بالتوراة وحدها.. وهم طائفة من اليهود اسمها اليهود القراوؤن..
بل إنهم يؤمنون بعيسى وبمحمد على أنهما نبيّا الله.. وحتى النبي "محمد" قد
قال عن اليهود المعاصرين له أنهم كانوا يعرفونه كما يعرفون أبناءهم حتى
قبل أن يولد.
وبمناسبة الحيوانات الذين على هيئة بشرية.. هناك نظريات علمية نشأت في
أحضان المحافل الماسونية وبرعايتها وأبرزها نظرية "داروين".. أن الإنسان أصله
قرد.. لو أردت رأي خبير فهم تبنوا هذه النظرية حتى يعمقوا في أذهان غير
اليهود أو الغوييم فكرة أن أجدادهم كانوا قرودًا.. أما اليهود أنفسهم فال
يؤمنون بهذه النظرية.. فبالنسبة لهم هذه النظرية فقط فسرت أصل الغوييم
الحقيقي.. ولو أردت رأيي أنا شخصيًا في هذه النظرية فسأقول إنه فقط رجل
بعقل بهيمة هو من يجد السلوان في الأصل البهيمي.

أما بالنسبة للأفاعيل التي فعلتها الأفعى في عقيدة المسيحيين فأقول إنه ورغم
كل التحريف الذي فاق الحد إلا أنني قرأت الإنجيل جيدًا بكافة نسخه.. ولم أجد
كلمة واحدة يقول فيها المسيح "عيسى" عن نفسه أنه إله.. أو أنه ابن الله.. أو
قال اعبدوني.. بل إنني لاحظت أنه ذات مرة رفض أن يناديه الناس بالرجل الصالح..
وقال إن الصالح هو الله.. وأنا أعرف أن الرجل لابد أن يقدم مزعمًا حتى يمكنني
تصديقه أو نفيه.. لكن هذا المسيح عيسى لم يقدم المزعم أصلًا.. لاقال إنه إله
ولا قال إنه ابن الله في أي كلمة أو حتى تلميح.
والمفترض أن الإنسان قد وصل لدرجة من الذكاء لا تسمح له أن يقول عن رجل
ما أنه إله.. فأين كان هذا الإله قبل أن يُولَد وكيف سيموت لما يأتي أجله؟ إذا لم
يحصل هذا الإله على الطعام والشراب ألن يموت؟ ثم يقولون إنه مات من أجل
البشرية.. فكيف مات وهو الله؟ ثم إنني قرأت أنه قد تمَّ ختانه وهو صغير.. هل
لما أمسك به الحكيم ويختنه كان يختن الله؟ كيف أمسك بالله وأختنه؟ ولما كان
على الصليب يقولون إنه صرخ ناظرًا إلى السماء وقال لِم تركتني؟ فهل يعقل
أن يقول الإله لأحد لم تركتني؟ ثم كيف يقولون إن الله شيء والمسيح شيء
والروح القدس شيء.. ثم يقولون إنهم كلهم شيء واحد وهو الله.. حقًّا لا
أدري كيف فعلها "سيربنت" لكنه غيَّب عقول هؤلاء قبل أن يغيب قلوبهم.
لعلي لم أخبرك.. لكنني مسلم.. ورغم أنني لم أكن كذلك إلا أنني فعلتها بعد أن
عرفت كل ما عرفت. وبعد أن تبحَّرت في بحور الماسونية والسحر ما تبحَّرت..
ورغم أن الأفعى "سيربنت" قد فشل تمامًا أن يدمر عقائد الصحابة كما فعل مع
الحواريين.. إلا أنه وبعد أن مرت القرون الثلاثة الأولى.. نجح سُمه أخيرًا في النفاذ
إلى النفوس.. لأن جيل القرون الثلاثة الأولى هذا كان جيلًا ذهبيًا تهرب الشياطين
منه بالفعل من فرط صلابته.

فبعد القرون الثلاثة الأولى نجح سمّ الأفعى "سيربنت" أن يخرج من عباءة
المسلمين فرقة كبيرة جدًّا تدعى الشيعة.. وخروج هذه الطائفة قد حدث تحديدًا
بعد استشهاد "الحسين بن علي" في كربلاء.
في البداية كانت فرقة تدعى الزيدية وهي الفرقة الوحيدة التي على صحيح
الإسالم.. وهؤلاء أتباع فكر "زيد بن علي بن الحسين" وهو رجل مجاهد يتفق
مع جمهور المسلمين في كل شيء لكنه يرى أن "علي بن أبي طالب" كان أولى
بالخلافة من "أبي بكر".. ويعرف فضل "أبو بكر" وفضل "عمر" جيدًا كما كان
كل المسلمين يعرفون فضلهما.. وترحم "زيد" عليهما قبل أن يموت.
وبعد وفاة "زيد" رفض البعض ترحمه على "أبو بكر" و"عمر" ومن هنا بدأ
الانحراف.. سميوا من رفضوا الترحم بالرافضة.. وهؤلاء انقسموا فيما بينهم
إلى بضع وسبعين فرقة.
وتاريخهم كله مشبع بالخيانات للدولة الإسالمية والتحالف مع أعدائها.. وإنني
كنت متعجبًا جدًّا كيف أن تلك المذاهب الشعية كلها قد ظهرت رغم أن
المسلمين اهتموا جدًّا بنقل الحديث بالأسانيد عن النبي.. ولم يتركوا سبيلًا أبدًا
للتلاعب في الأمر.. لكن الحقيقة المؤسفة التي أزالت هذا التعجب هي أن
المسلمين في القرون الأولى اهتموا فعلًا بنقل الحديث والفقه والتفسير
ولكنهم نسوا عِلمًا شديد الأهمية.. نسوا تدوين التاريخ.
ولما نسى المسلمون تدوين التاريخ .. نشط الشيعة في تدوينه.. واستفاضوا في
تدوين أحداث الفتنة التي وقعت بين الصحابة.. والمتتبع لأسانيد روايات أحداث
الفتنة يجد أن كل الروايات الطاعنة في "معاوية بن أبي سفيان" أو غيره من
الصحابة أيام الفتنة.. وضعها أربعة رجال شيعة اُشتهِروا بأنهم من الوضاعين
للحديث المكذوب.. والمحزِن أن رواياتهم قد انتقلت للمناهج الدراسية في بلدان

المسلمين كلها فأصبح الطلبة فيها يتلقنون أن "معاوية بن أبي سفيان" فيه كذا
وكذا.. وابنه "يزيد" فيه كذا وكذا.. وأبوه "أبو سفيان" فيه كذا وكذا.
وبالنسبة للروايات التي طعنت في "يزيد بن معاوية" فكلها وبلا استثناء روايات
شيعية مكذوبة الأسانيد موضوعة.. الشيء البشع أن هذه الروايات وأمثالها
الكثير شوهت التاريخ تشويهًا غيرت معالمه تغييرًا جذريا وأوقدت الفتنة بين
المتأخرين من األمة؛ فيزيد بن معاوية هذا تم اتهامه بأنه رجل سكّير وعربيد
وزِير نساء ولا يحق له الخلافة بعد "معاوية" أبدًا بل الأولَى بالخلافة "الحسين بن
علي" وقالوا إن "يزيد" هو الذي أمر بقتل "الحسين" في كربلاء.
والعجيب أن الرواية الوحيدة الصحيحة التي قيلت عن "يزيد" قالها عنه "محمد بن
علي بن أبي طالب" نفسه.. أخو "الحسن" و"الحسين".. قال "لقد عاصرت وعايشت
يزيد بن معاوية فما أنكرت عليه خلقًا قَط".. والأعجب من العجيب أن يصدق
المتأخرون هذه التهم عن "يزيد".. وكأن الجيل الذهبي من الصحابة الذين كانوا
يعيشون وقتها ويفتحون البلاد سيقبلون بأن يكون خليفتهم رجلًا سكّيرًا عربيدًا..
فكأن هذا طعن في الصحابة كلهم.. ويكفي أن "عبد الله بن عمر" فقيه
الصحابة في ذلك الوقت قد خرج وقال "أنا بريء ممن لم يبايع يزيد بن معاوية".
الغريب أن من اعترضَ على تولية "معاوية" البنه "يزيد" هم ثلاثة من الصحابة
فقط وهم "الحسين بن علي" و"عبد الله بن الزبير" و"عبد الرحمن بن أبي بكر"..
وحتى عندما اعترضوا قالوا مقولة واحدة وهي "أقيصرية أم كسروية"
فاعتراضهم كان على التوريث.. ولو كان هناك مطعن في أخلاق يزيد كما يشاع
الآن.. كان الأولى أن يقولوه حينها.. لكن الروايات الشيعية بالطبع تذكر مقولات
كثيرة مكذوبة على لسان أصحابها وأصحابها رضي الله عنهم منها براء.

والآن دعنا نترك كل هذه األحاديث العِقدية المعقدة ولنلتفت إلى الطاولة مرة
أخرى.. لدينا الآن ورقتان فقط.. الورقة الأولى ورقة الهلوسة وعليها صورة
رجل مغمض عينيه من الصداع وتتخلل رأسه بعض أطياف الهلوسة..
الورقة الثانية هي ورقة الأغتيال.
وهذه الحكاية لن يحكيها أي شياطين.. فلننح الشياطين جانبًا.. الحقيقة أنني
فصّلت في أمر الشيعة لأن الذي سيحكي الحكاية هذه المرة هو واحدٌ منهم..
وتحديدًا من الطائفة النزارية.. رجل من الفرقة الخطرة التي تدعى الحشاشين..
ومرة أخرى لا تسألني كيف يحكيها.. فقط استمع.





  رد مع اقتباس