عرض مشاركة واحدة
قديم 01-21-2021, 02:25 PM   #20

افتراضي


شعرت بيد صغيرة تشدني من ردائي فنظرت ورائي.. فإذا هم نفس المجموعة
من الأطفال الذين رأيتهم في المنجم.. كان أحدهم يقول لي:
أيها السيد.. إن هؤلاء المسلحين يقتلوننا كل يوم.. هل ستوصل صوتنا إلى من
يحمينا؟
إن هذا الطفل يظنني شيئا

مهما.. لكن معه حق على أية حال.. إن توصيل
رسالة مظلوم في الوقت المناسب إلى الرجل المناسب قد تمنع كارثة كبرى.. لكن
هؤلاء أو صل أصواتهم إلى العالم شيء آخر.. شيء بشع.. مرة أخرى سمعت صوت
سيارة مسرعة.. بل عدة سيارات هذه المرة.. وعدة رجال مسلحين.. و آلاف من
الطلقات العشوائية في الهواء و على الخيام.. لكن هذه المرة كانت مختلفة.. هذه
المرة كان هناك رد من العمال بالأسلحة.. وكانت المعركة.. أين ذهب الأطفال
الذين كانوا أمامي؟ لا بد أن يحميهم أحد.
نادانا رجل من جانبنا و قال لنا:
أنتما أيها الغريبان.. لا تخاذل اليوم.. الأطفال في خطر.. خذوا هذه الأسلحة
وشاركونا.
رمى لنا ببندقيتين..

التقطناهما واتخذنا ساترا.. و

بدأنا نطلق نحن أيضا على
الحرس المعتدين.. لاحظت أنه ليست لديهم رحمة.. إنهم هنا للقتل.. رأيت كثيرين
يتساقطون حولنا من العمال.. المساكين كانوا مبتدئين في القتال.. ليسوا مثل

الحرس المدربين جيدا.. كما أن بنادق الصيد التي معنا هذه ليست مثل
الرشاشات التي معهم.. كانت معركة غير متكافئة.
ثم رأينا أحد الحرس وهو يخرج من موقعه و يرمي بشيء مشتعل.. هذا
المجنون.. الخيام.. احموا الخيام.
اصطدم هذا الشيء المشتعل بإحدى الخيام فبدأت تشتعل..
كان مشهدا

مرعبا.. أسمع صرخات أطفال ونساء من داخل الخيمة.. كل من حاول أن يتخلى
عن ساتره واتجه ناحية الخيمة أتته نيران رشاشات الحرس.. لماذا لا يهرب
الأطفال من الخيمة المحترقة؟ لماذا هم فقط يصرخون بالداخل؟ لم أتحمل أن

أظل مستترا

هكذا طويل

فانطلقت أنا أيضا من مكاني و جريت ناحية الخيمة
بسرعة.
قطعت بضع خطوات محظو ظة باتجاه الخيمة.. لم يصبني وابل نيرانهم..
أصبحت أستطيع رؤية ما بداخل الخيمة.. كان الأطفال في الحفرة التي بداخل
الخيمة.. وهناك حديد يغلق عليهم الحفرة.. وهناك شيء ما يمنع الحديد من أن

يفتح مهما دفعه الأطفال.. والنيران قد أوقدت كل ش يء حولهم في الخيمة.. رأيت
وجوههم البريئة المرتعبة.. إنهم هؤلاء الأطفال الذين رأيناهم في المنجم أول مرة..
كان العمال قد وضعوا هذا الحديد على الحفر لمزيد من الحماية لكن يبدو أنه
تحول إلى سجن.. قال لي أحدهم:
أيها الغريب انقذنا أرجوك.. أيها الغريب.
خانني الحظ و أصابتني عدة طلقات في أماكن متعددة في جسدي.. سقطت
على الأرض و شاهدت مشهدا من أبشع المشاهد وأنا ساقط.. مشهد النيران التي
تلفح وجوه الأطفال وهم يمسكون بعضهم ببعض ويحاولون الابتعاد عنها
و الإلتصاق بالحوائط.. و

ميزت أن هناك امرأتين معهما أيضا تصرخان و تحاولان
فتح الحديد بل جدوى.. بدأ وعيي ينسل مني حتى انطفأت الرؤية من عيني و لم
أعد أرى شيئا و صاررأسي يدور وكأنه ينزل إلى أعماق الأرض.. حتى فقدت الوعي.
▪ ▪ ▪
ثم تراءى لي ما يشبه الحلم.. رأيت "ديكوي" الشيطان بوجهه الوسيم وهو
يقف بجوار بعض الرجال الجالسين على مائدة.. اقتربت كاميرا الحلم الذي أحلم
به من وجه ذلك الرجل الذي يقف "ديكوي" بجواره.. فظهر اسمه مكتوبا بالخط
الأبيض الكبير تحته.. "إيفي لي".. وبين قوسين (إيفي السام)..
يبدو أنه ليس رجل

جيدا.
كان يجلس على رأس المائدة جون دي روكيفلر جونيور.. قال له إيفي السام:
أنت يا سيدي قد أصبحت أكثر شخص مكروه في أمريكا كلها بعد أحداث
ليدلو.
قال رجل من الجالسين:

المظاهرات تخرج تقريبا كل يوم.. كلها شتائم فيك سيدي جون دي.
قال إيفي السام:
لهذا يا سيدي أنا هنا.. لإصلح هذا الأمر.. و تحويلك من أكثر شخصية
مكروهة في أمريكا إلى أكثر شخصية محبوبة فيها.
قال له "جون دي":
وكيف ستفعل هذا بالضبط؟
قال إيفي السام:





  رد مع اقتباس