عرض مشاركة واحدة
قديم 08-28-2010, 04:40 AM   #9

افتراضي




انْتَقد فضيلة الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة –المشرف العام على مؤسسة الإسلام اليوم- مسلسل "طاش ما طاش" لتساهلِه في تناول قضايا هي في حكم الثوابت القطعية، مؤكدًا أن تعظيم حرمات الشريعة ومحكماتها التي لا يختلف عليها المسلمون، والتي تمثل مرجعيَّة متفق عليها، ينبغي أن يذعن لها المسلمون، وأن تكون خطوطًا حمراء لا يسمح لأحد أن يتجاوزها أو ينتهكها، مشيرًا إلى أنه ليس من الصواب أن نقوم بتصوير المسلم دائمًا بصورة المتطرِّف الذي يزرع الكراهية بين الناس.




جاء ذلك في ردّ الشيخ سلمان على سؤال في اتصال أحد المشاهدين ببرنامج حجر الزاوية، تساءل فيه المتصل عما جاء في حلقات طاش ما طاش مؤخرًا حول التقارب بين الأديان، وقال الشيخ سلمان في جوابه: بفضل الله إنني لست متابعًا، ولا أدعي ذلك لمثل هذه المواد التي تعرض في رمضان، ولكن جاءتني رسائل كثيرة، وبناءًا عليها أؤكد أولاً على عدة نقاط:




النقطة الأولى : محكمات الشريعة خطوط حمراء





أهمية تعظيم حرمات الشريعة ومقدساتها وضرورياتها ومسلَّماتها ومحكماتها التي لا يختلف عليها المسلمون مثل تعظيم القرآن الكريم وسنة النبي –صلى الله عليه وسلم- وأنها مرجعية متفق عليها.


وتابع فضيلته: قد نختلف في أشياء كثيرة وفي تفاصيل وجزئيات، لكن ما يتعلق بأصول الشريعة وقواعد الشريعة ومحكماتها هذه قضية ينبغي أن يُذعن لها الجميع وأن تكون خطوطًا حمراء لا يسمح أحد لنفسه بأن يقترب منها أو يتجاوزها أو ينتهكها، ومن ذلك قضية الإسلام، وأنه هو الدين الخاتم وأن النبي -صلى الله عليه وسلم- هو خاتم الأنبياء والمرسلين (مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) (الأحزاب: 40) والله -سبحانه وتعالى- يقول : (وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (آل عمران: 85).





وأردف الشيخ سلمان: نعم، الرسل والأنبياء السابقون كانوا أنبياء في وقتهم لكن باتفاق الأمة وبالنصوص الصريحة القطعيَّة أن النبي -عليه الصلاة والسلام- جاء بالشريعة الخاتمة التي لو كانوا موجودين ما وسعهم إلا اتّباع النبي -عليه الصلاة والسلام- فيها، كما ذكر في شأن موسى، فاعتقاد أن هذه الأديان كلها مقبولة عند الله مثلًا، أو أن الفرق بينها هو فرق شكليّ أو فرق سطحي هذا غلط وليس بصواب، ولا يقول به أحد من أهل العلم والمعرفة، هناك فارقٌ جوهري وفارق أساسي في هذا الموضوع، فأنا أقول: الاعتزاز بهذا المعنى وأن يكون حجرًا محجورًا، فيجب إدراك هذا المعنى المهم.




النقطة الثانية: تشويه صورة المسلم




وشدَّد الدكتور سلمان العودة على أنه ليس من الصواب أبدًا أن نقوم بتصوير المسلم دائمًا على أنه ذلك المتطرف الذي يشعر بالكراهية ويزرع الكراهية بين الناس، بينما نقدّم الآخر على أنه هو المتسامِح الذي يتفهّم الآخرين ويستوعبهم!



وأكَّد أن هذه صورة مقلوبة، موضحًا أنه يوجد من المسلمين من عندهم شدة وقسوة، ويوجد من الآخرين من عندهم لين، وأتذكر أن الدكتور سعد البريك كان في زيارة إلى فرنسا لافتتاح مساجد في أوروبا فيقول: قابلنا واحدًا يهوديًّا في باريس اسمه "السير داسو" يقول أنه ساعد المسلمين بثلاث ملايين يورو في بناء مسجد، ولما قابلوه وسألوه ما الذي يحملك على هذا المعنى؟ قال: أنا أعتقد أنه يوجد في العالم قوى وأسلحة نووية كفيلة بتدمير العالم، لكنني أعتقد أنه يوجد من الكراهية في النفوس ما هو كفيل بتدمير العالم خمس أو ست مرات.


وقال الشيخ سلمان: إن غير الإنصاف اعتبار أن يُقدّم هذا النموذج وكأنه هو الصورة المثالية وتقديم المسلم دائمًا على العكس من ذلك.


وتابع الشيخ سلمان: نحن نعتقد أن الأغلبية الساحقة من مليار وخمسمائة مليون مسلم هي أغلبية معتدلة و متعايشة، وأنها أغلبية تُقدّر حقوق الآخرين وتطبق فيهم هدي الله -سبحانه وتعالى- (لا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ) (الممتحنة:8)، وهي أغلبية تطبق أيضًا هديَ النبي -صلى الله عليه وسلم- في التعامل مع المخالفين له من أهل الكتاب، لكن قلب الأمور بهذه الصورة فيه إضرارٌ كبير.




النقطة الثالثة: هدف الاستفزاز





وبيَّن الشيخ سلمان أن الميدان عريض، ويمكن للإنسان أن يمارسَ وسائل كثيرة في عمليات تغيير إيجابية داخل المجتمعات، أما مسألة الاستفزاز فلا ينبغي أن تكون هدفًا بذاته، بمعنى أن العمل إذا لم يحصلْ على ردَّة فعل صلبة وقوية معناه أنه لم ينجحْ، وكذلك من الصعيد الآخر أقول: ينبغي أن ندرك أن كثيرًا من الناس يعملون ويدركون أن رد الفعل السلبي هو جزء من نجاحهم





موضحًا أن الاستفزاز أحيانًا يكون جزءًا من عملية النجاح، وبناءًا عليه ينبغي ألا نكون مستعدين للاستفزاز بشكل كبير إلا بالقدر الإيجابي، أي بقدر بيان الحق وإيضاحه؛ لكن لا ينبغي أن يكون وقتنا كله مصروفًا لعملية ردود الأفعال والاستجابة السلبيَّة لاستفزاز معين، فنحن هنا نحقِّق الأجندة التي يريدها الآخرون.

الأمر ليس اجتهاداً ولا مكاناً للإستعراض الثقافي

الدين ثوابت وخطوط حمراء لايجوز لأحد تخطيها

والله الهادي الى سواء السبيل





  رد مع اقتباس