عرض مشاركة واحدة
قديم 06-27-2022, 11:26 PM   #1


عقد زعيمهم يديه خلف ظهره وانحنى قليلاً وهو يذرع الغرفة جيئة وذهابا وقد نفرت عروقه وتطاير الشرر من عينيه، ثم توقف فجأة وانفجر فى وجه كبيرهم متسائلا... كيف؟ كيف؟
غشيهم الصمت جميعاً خوفاً ورهبة فيما ارتعدت فرائص كبيرهم وانعقد لسانه.
عاود الزعيم سيره داخل الغرفة الشبه مظلمة وهو يدور حولهم هذه المرة، ثم كمثل اعصار صرخ فيهم مجددا.: فليقل لى كبيركم أو أحدكم كيف فشلتم وقد كان بين أيديكم؟ ولما كانت لهجته هادرة بما يكفى فقد أيقنوا أنه لابد من رد على سؤاله ليتفادوا انتقامه الوشيك.
قال أحدهم وهو يرتجف : لقد قلنا أننا أحق منه بعمامته فخلعها علينا عن طيب خاطر.
وأضاف الثانى مرتبكاً : وطالبنا بعباءته فناولناها وقال هى لكم.
تقدم كبيرهم خطوة وهو يكمل ماقاله زميله : لقد قطع علينا الشيخ الطريق الى مشادته إذ قال لنا( وأنتم أيضاً أحق منى بهذا العامود،)، وشككنا فى علمه ومعرفته فقال (لاعليكم فأنتم الأجدر والأوفر علما) ونحن فوق هذا كله قد حصلنا على عمامته وعباءته دون عناء.
لوح زعيمهم بقبضتيه فى الهواء وهو يزمجر ويرغى ويزبد : لكنكم لم تغتصبوا منه أهم شئ... لكنكم لم تغتصبوا منه أهم شئ...
انحنى كبيرهم حتى قاربت جبهته الأرض وهو يعتذر عن فشله فيما وُكِل إليه وهو يسوق الأعذار ويلتمس العفو إلا أن الزعيم أمسك برقبته وطرحه أرضا وأخذ يركله بقدمه وهو يصرخ فيه : ألم تستطيعوا عليه غلبة رغم كثرتكم؟؟
قال كبيرهم وهو يزحف محاولاًً تقبيل حذاء سيده : لقد كدنا أن نفعل إلا أنه فطن الى ماانتوينا عليه فترك لنا العمامة والعباءة ولاذ بالفرار وهو يقول (إلا قلمى.. إلا قلمى).





  رد مع اقتباس