عرض مشاركة واحدة
قديم 01-16-2021, 09:43 AM   #12

افتراضي


أتاك نفس الشعور الذي أتاك في كمبوديا.. وفي أمريكا.. وفي تركيا..
حقا إن
الإنسان السافل هو الإنسان السافل في أي مكان وزمان.. ولا تتعجب وجود تلك
المواخير في مكة في صدر الإسلام فلم تكن آيات تحريم الزنا وتحريم الخمر قد
نزلت.. كانت "مسيكة" ما زالت تصرخ.. كانت تشعر أن هناك
شيئا

خاطئا فيما
تفعل.. وكان "ابن سلول" ما زال يضربها.. فجاءت جارية أخرى تدافع عنها تدعى
"أميمة" وقالت:

إن يك هذا الأمر خيرا فلقد استكثرنا منه..

وإن يك شرا فقد آن الأوان لنا أن
نتركه.
لكن "ابن سلول" ضربها أيضا حتى أدماها.. الآن فقط انتبهنا إلى باقي
الجواري.. واتسعت عيوننا.. فهناك أمام "عبد الله بن أبي بن سلول" كانت ثلاث
من الستة ينظرن إليه في خوف ثم ينظرن إليك نظرات مألوفة
.. "سومالي
مام" بوجهها الآسيوي النحيل ونظرتها المذعورة.. "باربرا أمايا" الأمريكية بنظرتها
الحزينة..
وأخيرا "ناتاشا رومانانكو" بشعر ها الأحمر ونظراتها المستنجدة..

حقا هذا

العالم عجيب جدا.. كيف أتين إلى هذا العالم وأصبح يضربهن "عبد الله بن أبي
بن سلول".. برغم أن هذا العالم لا يخضع ألي قاعدة فإنه يعبر لك برموز شديدة
ّ الوضوح.. القواد والجاريات باختلف الزمان والمكان
.. ولم يزل "ابن سلول"

يضرب الفتيات الست جميعا وهن يصرخن حتى بدأت الأجواء تتذبذب وتهتز مع
كل ضربة.
كانت "مسيكة" مسلمة، و كانت "أميمة" مسلمة، وكانت هناك جارية ثالثة

تدعى "معاذة" هي أيضا مسلمة.. و"ابن سلول" كافر يدعي الإسلام.. منافق.. بل
سيد المنافقين.. ولقد أنزل الله في جواريه
اللتي يضربهن هؤلاء قرآنا.. آية نزلت
قبل حتى أن تنزل آية تحريم الزنا.. آية تقول
(ولاتكرهوا فتياتكم على البغاءأن أردنا تحصنا لتبتغوا عرض الحياة الدنيا ومن يكرههن فإن الله من بعد إكراههن غفور رحيم)


.. أي أن الله لن يحاسبهن على ما أجبرتموهن عليه؛ لأنهن مكرهات .


..
ولا يعتبرهن بغايا ولا زانيات أبدا.. بل يحاسب الذي أكرههن.. لقد جاءتكن براءة
من ربكن تغسل لكن ما تشعرن به من العاروالألم.. ومن فوق سبع سماوات
يشير إلى أن الحرية في القرار هي التي تحدد المذنب من غيره، فلو تم إجبارك على

ما تفعل من ذنب فل تعتبرمذنبا.. وإنما يكون من أجبرك هو المذنب.
ظل "ابن سلول" يضرب وتتذبذب الأجواء حتى تبدلت الأرض والسماء
كالعادة ووجدنا أنفسنا نتحرك ببطء على الدودة التي دخلنا بها أول مرة.. يبدو
أننا سنخرج من هنا يا صديقي.. لقد وصلت الرسالة.
▪ ▪ ▪

عادت بنا الدودة إلى حيث ما ابتدأنا أول مرة.. إلى تلك القاعة ذات النوافذ
الكثيرة..
ووجدنا سكوربيون منهمكا في بعض أعماله..

فلما رآنا قام وأتانا وهو
مستبشر بنا.. ذهبت أناو تمددت على الأريكة

قليلا ريثما يثرثر لك هو كما يحلو له.
.. لن تجدني أتحدث كثيرا بين العوالم..

سأجعل سكوربيون هو الذي يثرر معك دائما.. هذا أكثرراحة.
والآن تعال معي أيها الروح.. إنه دوري مرة أخرى لأختارالعالم التالي.. تذكر
أننا اتفقنا على هذا.. دعني أنظر مرة أخرى في النوافذ.. و ابق أنت هنا.. هناك
مسدسات و شخص يجري من حشد وامرأة قاسية تبدو غاضبة.. رجل يطيرمع
النقود ثم ينظر لنا باستفزاز.. منظر بديع للكون... قرود كثيرة.. أريد شيئا

مرعبا..
سأختار هذا العالم هناك.. عالم ذلك الشيطان الذي يضحك ومعه ميكروفون..

إنه يبدو مثيرا.. أنا أحب الشياطين.. هيا بنا إلى دودة القز الجميلة خاصتنا.
▪ ▪ ▪


تم العالم الأول الذى دخلاه وبانتظار العالم الثانى بأذن الله يوم الخميس المقبل بأذن الله كونوا بالقرب ودوما نلتقى لنرتقى معا...





  رد مع اقتباس