عرض مشاركة واحدة
قديم 01-21-2021, 02:08 PM   #16

افتراضي


تسمع من بعض الناس أنها موجودة لكنك لا تهتم.. ولا تصدق.. أنا السجن الذي
دخلت فيه بقدميك و أعطيتني المفتاح..
السجن الذي لا ترى له قضبانا.. السجن
الذي يسجن عقلك.. وإني لست بمخرجك منه بعد إذ دخلته.. و إنك لست براغب
في الخروج.. لأنك إمعة.. لا رأي لك و لا فكر.. وإن ظننت أنك صاحب رأي.. فرأيك
هو رأيي أنا الذي لقنتك إياه.. أنا أحب أن أفعل هذا بك.. أحب أن أسوقك ورائي
كالجرو.. فإذا نبحت و ارتفع صوتك أرمي لك
شيئا لتجري وراءه ويلهيك.. فتكف
عن النباح.
أنت محظوظ اليوم لأنك أصبحت تملكني.. بتعويذة من تعاويذ "بوبي فرانك"
التي لا أدري من أين يأتي بها بالضبط.. محظوظ لأنني أنا - صاحب السجن -
سأضع يدي في جيبي اليوم و أخرج ذلك المفتاح الذي أعطيتنيه من قبل و أفتح
لك.. وأحررك من هذه القضبان كلها.. و آخذك معي لترى ما غفلت عنه أو
تغافلت عنه.. أو أغفلتك عنه أنا و صدقتني.
تعال معي إلى جبال روكي.. أجمل جبال في العالم.. متع بها ناظريك.. فإني
آخذك إلى جوفها.. إن هذه الجبال هي كنوز.. فمثل أنها تحف تزين وجه الأرض..
فهي تحمل في جوفها منافع لولاها لما قامت أمريكا على أقدامها و لما صار لها قيمة
ووزن.. اليوم

سأريك كنزا

واحدا من كنوز جبال روكي.. هذا الكنز هو الفحم.. هنا
يرقد وقود أمريكا.. في نهايات القرن التاسع عشر.. أيام كان الفحم هو الوقود
قبل أن يأتي البترول.. كانت هناك عدة شركات كبيرة تعمل على استخراجه من
مراقده.. وأهم و أقوى هذه الشركات كانت شركة i&cf ..إحدى شركات
الروكيفيلر.
ورغم أن الروكيفيلر كانت ولا تزال لديهم مساوئ عدة.. فإن تلك الفترة
وحدها من تاريخهم.. كانت مضيئة.. بسبب شخص واحد كان يملك الشركة وقتها

خلفا لأبيه.. وكان يختلف عنهم
كثيرا في الأفكار و التوجهات.. كان يدعى جون دي
روكيفيلر جونيور.. ولا يختلف اثنان على أن جون دي جونيور هذا هو واحد من
الأركان التي قامت عليها أمريكا في ذلك الوقت.
لم يكن على طراز الروكيفيلر السابقين و اللاحقين..
كان محسنا كريما الفقراء يصيبون كثيرا جدا من ماله الوفير..



متواضعا يجالس العمال البسطاء
و يهتم بشؤونهم الصغيرة البسيطة.. وكانت لديه عين رجل أعمال تقتنص الفرصة
حين تراها.. و لا تتركها حتى تحولها إلى ثروة.. قرأ الرجل
يوما نبأ اكتشاف أحد

عروق الفحم في جبال روكي في كولورادو.. فأنشأ
فورا شركة i&cf لتستخرج
الفحم من تلك العروق.
بسبب هذه الشركة وعملها في ذلك الوقت تم توظيف عشرات آلاف الرجال..
و

لم يكن يفرق في التوظيف بين أبيض أوأسود أو هندي أومكسيكي.. كان يوظف
الكل ويهتم بالكل.. وليشجع الرجال على العمل..
كان يعطيهم أجرا على قدر ما
يستخرجه كل رجل منهم من الفحم.. كان الواحد منهم يعمل ساعات طوال بل

مشاكل عاملا أن أجره سيكون على قدر تعبه.. حتى إن

كثيرا من الرجال أصبحوا
يشجعون أطفالهم على العمل معهم.
تعال لنقترب من موقع عمل هؤلاء العمال..
أريد أن أريك شيئا.. انظر إلى هذه
المساكن المتجاورة هناك.. هذه مساكن خاصة بناها الروكيفيلر لأجل عماله..
مساكن دافئة وواسعة و حديثة.. من كثرتها تشعر أنها مدينة صغيرة.. لديهم
محلات خاصة بهم هنا.. كل ش يء فيها رخيص.. فل يحتاج الو احد منهم أن يشتري من مكان آخر
حاذر جيدا.. فقد تأتيك رصاصة في رأسك بينما نمر.. تعال من هذه الجهة و
.. لا تتعجل التفاصيل.. فقط اخفض رأسك و تعال من هنا.
هل ترى هذه المخيمات هناك على الجهة المقابلة للمساكن؟ هذه المخيمات
هي بداية قصة دموية بعض الشيء من تاريخ أمريكا.. قصة تدعى مذبحة ليدلو..
عندما قرر مجموعة من العمال في مناجم الروكيفيلر عمل إضراب عن العمل
لأنهم يريدون زيادة في حصتهم التي تعطى لهم مقابل الفحم.. لم تكن هذه
مشكلة.. من حق أي عامل أن يطالب بزيادة في دخله.. ومن حق أي عامل أن

يبدأ إضرابا..

لكن هؤلاء لم يكن الإضراب الذي فعلوه إضرابا

عاديا.. لقد كان

إضرابا

مسلحا.
خرجوا من مساكن الشركة وقرروا أن يبنوا خياما هناك في تلك الجهة
و يسكنوا فيها.. المشكلة أنهم بنوا هذه الخيام لتعترض طريق الموظفين العاديين..
فلم يكن يستطيع أحد أن يدخل أو يخرج من الشركة إلا بعد المرور على خيامهم
هذه.. وكلما مر موظف عادي من أمامهم ضايقوه.. ودعو ه للإنضمام إليهم.. وإذا
رفض شتموه و أطلقوا عليه النار ليخوفوه.. و

إذا رد عليهم ردا لا يعجبهم قتلوه..
كانوا ببساطة عصابة يرأسهم رجل يدعى "لويس تيكاس". كانوا متوحشين..
وفورا اتصل جون دي روكيفيلر بالحكومة و طلب إرسال ..
حرس وطني خاص لحماية عماله.. و بالطبع تجاوبت معه الدولة على الفور





  رد مع اقتباس