عرض مشاركة واحدة
قديم 01-21-2021, 02:09 PM   #17

افتراضي


و أرسلت فرقة خاصة من الحرس الوطني لتحرس الموظفين الداخلين و الخارجين
من الشركة.. و كانت هناك محاولات للتفاوض مع هؤلاء العمال المضربين
المتوحشين بكل الطرق ولكن كلها باءت بالفشل الذريع.
كانوا إذا ملوا من الجلوس في الطرقات هكذا خرجوا في مظاهرات في شوارع
المدينة.. يشتمون في الروكيفيلر.. و تقودهم امرأة يسمونها الأم جونز.. كانت
صاحبة بيت دعارة شهير في كولورادو.. و
لم يكن هذا غريبا..

فدائما أصحاب
السوء يكون بعضهم
عونا لبعض..

كان الحرس الوطني الذي عينته الدولة حذرا

جدا في التعامل معهم.. لأن معهم نساءهم و أطفالهم في تلك الخيم.. ثم جاء اليوم
الموعود.. يوم مذبحة ليدلو..
حقا لم يكن جلوسهم في خيامهم هكذا و تصرفاتهم
العدوانية تبشر بأي شيء أفضل مما حدث في ذلك اليوم.

في ذلك اليوم وجد الحرس الوطني جثة موظف من موظفي الشركة مقتولا
ببشاعة و مخبأ وراء إحدى الزوايا.. غضب الحرس الوطني و انطلقوا بسياراتهم
ناحية الخيام ليحققوا في الأمر.. فقابلتهم رصاصات من المضربين المسلحين..
فجرح كثير من رجال الحرس الوطني الذين ا تخذوا ساترا وتبادلوا إطلاق النار مع
المضربين.. كانت معركةراح ضحيتها كثيرمن الرجال.. لكن ليس لأجل هذا سميت
مذبحة ليدلو.. بل لأجل شيء آخر.
فهناك في إحدى الخيم.. وفي أوج القتال بين الطرفين.. وفي أوج الشد
و الجذب.. انقلب أحد المواقد.. نعم لقد كان هؤلاء المضربين مغفلين كفاية
ليضعوا مواقدهم بداخل خيامهم..
فلما انقلب الموقد أمسكت النار في قماش
الخيمة و احترقت الخيمة..
ولما انفض القتال في ذلك اليوم.. تم رفع هذه الخيمة..
فوجدت بداخل الخيمة حفرة.. و

داخل الحفرة يرقد أحد عشر طفل مفحما..
لأجل هذا سميت بمذبحة ليدلو.

خرجت مظاهرات عنيفة جدا بعدها في الشوارع..

الكل حمل شركة
الروكيفيلر مسؤولية موت الأطفال.. لكن
أحدا من الذين يتهمون الشركة لم يكن
يعرف حقيقة ما حدث كما حدث.. الكل كان
يلقي الاتهامات جزافا هكذا.. تعال
لأريك موقع المظاهرة التي خرجت هناك في شوارع كولورادو.
▪ ▪ ▪
ذهب بنا "ديكوي" الشيطان الوسيم إلى حيث موقع المظاهرة الحاشدة.. كان
فيها ألف من البشر أو يزيد..
الكل يهتف هتافات غاضبة جدا.. كل المتظاهرين

عمال.. لقد استغل أولئك المضربين المتوحشين موت الأ طفال في استدرار عاطفة
العمال الآ خرين في جميع شركات الفحم.. و خرج الكل في مظاهرة صارخة غاضبة..
حاول ألا تضيع مع الزحام يا فتى.. أبق عينك على "ديكوي" بملابسه السوداء
المميزة..
الكل هنا غاضب جدا..

لكن مهلا.. من هذا بالضبط؟
كان هناك شخص يمشي مع المتظاهرين يرتدي ملبس عجيبة جدا.. لكنها

موحية جدا..

كان يرتدي قناعا احترافي الشكل و

رداء

غريبا و قبعة غريبة.. كان

القناع حزينا

نوعا ما.. نظر إلينا ونظر إلى "ديكوي".. ثم مد لنا يده في الهواء
ببطء.. لم نفهم ماذا يريد.. يبدو أنه يريد الإمساك بيدي.. مددت له يدي أنا
أيضا.. قبل أن أمسك بيده سمعت صرخة "ديكوي" يحذرني بصوت
عال.. لكني
كنت قد أمسكت يد المقنع غريب المنظر بالفعل..
ولما التقت يده بيدي تجمدت
يدي و تجمدت يده و تجمد ديكوي.. و تجمد كل شيء حولنا.
حتى المتظاهرون تجمدوا على أوضاعهم.. وظل الوضع على تجمده هذا لثانية
ثم بدأت الأجواء تتقشر من حولنا.. تتقشر هي أدق كلمة تصف ما يحدث حولنا
الآن.. كل شخص و كل مبنى حولنا أصبح يتقشر.. و كأنه يزول عنه سطحه
وينسلخ.. وتتصاعد القشور إلى السماء.. نظرت إلى من أمسكت بيده فوجدته كما
هو لم يتقشر منه شيء.. و أنت كذلك كما أنت.. و أنا كما أنا.. ثم رأينا
شيئا

مفزعا.
كانت الدنيا قد أظلمت بعد هذا التقشير الذي حدث.. و المباني كلها قد
انسلخت عنها واجهاتها المدهونة و عادت إلى طور الطوب الأحمر.. واختفى
المتظاهرون كلهم.. لم أعد أرى سوى "ديكوي".. نظرة واحدة إلى وجهه أفزعتني
أشد الفزع.. لقد تغير الوجه الوسيم إلى وجه شيطان رجيم غاضب ينظر إلى هذا
الانسلاخ بغيظ.. شدني ذلك المقنع من يدي و تحرك و
تحركنا معه بعيدا عن
"ديكوي".. قال لنا صاحب القناع الحزين:
أليس قد قيل لكم في البداية أن هذا الشيطان هو شيطان الوهم و التضليل..
ملاذا مشيتم معه؟و بدا أنكم مصدقو ه.. إن كل ما أخبركم به كذب.. أنتم في أرض
الإعلام.. وديكوي هو شيطان الإعلام.. ملك ملوك التضليل.. ألم يقل لكم في أول
كلمه أنه هو الخدعة التي ستخدعكم كل مرة و ستصدقونها كل مرة؟ إن لم

تكونوا وجدتم واحدا منا كان سيسمم عقولكم أكثر.. لقد خلصتكم منه.. و الأن
سأترككم هنا و أمضي.. لكن احذروه.. لا تجعلوه يخدعكم مرة أخرى.
قلت له:





  رد مع اقتباس