عرض مشاركة واحدة
قديم 01-21-2021, 02:23 PM   #19

افتراضي


ساعات العمل بثمان ساعات فقط..
منع أسلوب الإيصالات تماما.. لا بد أن
نقف وقفة واحدة معا لإنهاء طمع الروكيفيلر و شركات الفحم الأخرى التي تسير
على ما يسير.

سمعنا صوتا ينذر بكارثة..

هذه المرة هرب الجميع من الجبل بعيدا.. ولحقنا
بهم..

خرجنا من الجبل ونظرنا فلم نجد أحدا ممن كانوا بالداخل.. أين ذهبوا
بالضبط؟ هل اختفوا؟ سمعنا صوت صياح حشود يأتي من مكان قريب.. نظرنا
فإذا هي مظاهرة حاشدة يمشي فيها كثير من الرجال و النساء و الأطفال.. توجهت
المظاهرة ناحيتنا و رأيت الأطفال الذين كانوا في المنجم يتقدمون مني و يعطونني
إحدى اللافتات..

ثم يمشون أمامي مجتمعين كلهم حول امرأة واحدة ترتدي رداء
َ
أسود و

قبعة
َ
سوداء و تصيح في حماس و يصيح الكل معها.. من هذه؟ قال لي أحد
الرجال بجواري:
إنها الأم جونز.. الكل هنا يعتبرها والدة له.. انظر نظرة واحدة إليها وستعرف

لما يسمونها بالأم جونز.. لقد وهبت حياتها كلها للدفاع عن حقوق العمال َ
و الأطفال العاملين.
تقدم أحد الصحفيين من الأم جونز و قال لها:
أيتها الأم جونز.. لماذا لا تتحدثين عن مشاغبات العمال..
لماذا تتخذين دائما جانبهم؟
قالت له الأم جونز:
وأنتم أيها الصحفيون لماذا لا تتحدثون عن عمل الأطفال في الطواحين؟ لماذا
لا تتحدثون عن الأطفال الذين تحطمت أيديهم من العمل؟ لماذا لا تتحدثون عن
استغلال أصحاب الشركات لهم؟
قال الرجل:
لأن أصحاب الطواحين لديهم أسهم في الصحف يا أم جونز.
قالت له الأم جونز بثورة:
وأنا لدي أسهم في هؤلاء الأطفال.. وسأعرف كيف أجعل قضيتهم معروفة
للجميع.
فرق بينهم الحشد وظللنا نمشي في المظاهرة حتى انفضت وتفرق الجميع
و بعضهم يسلم على بعض.. فرغت الأجواء من الحشود.. و نزل الليل كأنه عباءة
سوداء لفت كل شيء.. و وجدنا أنفسنا عند مخيمات العمال المضربين.. كنا في

الليل و معظم الساكنين يجلسون خارج خيامهم.. و هناك رجال يعزفون في
المنتصف موسيقى ريفية جميلة ورجال آخرون يرقصون مع نسائهم وأطفالهم
بطريقة ريفية.. لا يبدو هؤلاء الناس كالعصابات.. و لغ أرى عندهم أسلحة.. انتبه
أحدهم لنا.. فقام من مجلسه و رحب بنا و دعانا لنجلس بجواره.. كان لديه بنتان
صغيرتان جاءتا إلينا ببعض الحلويات.. هممت بأكل الحلوى لكن صوت سيارة
تمشي مسرعة و غاضبة قطع علي الأجواء فنظرت و نظر الجميع بهلع و دخلوا إلى
خيامهم في رعب.. قال لنا الرجل الذي استضافنا:
تعاليا إلى الداخل بسرعة.. إنها قوات الـFelts Beldwin .
دخلنا إلى الخيمة البسيطة و لاحظنا أن امرأة الرجل و ابنتيه قد دخلوا في حفرة
بداخل الخيمة.. قال لنا الرجل:
اختبئا هنا في هذه الحفرة.. إن الـ...

قطع حديثه صوت طلقات رشاش غزيرة جدا تضرب الخيام بعشوائية..
قفزنا في الحفرة و قفز الرجل وراءنا بسرعة.. و رأينا الرصاصات تخترق خيمة
الرجل وتضرب أثاثه البسيط.. قلت للرجل بعصبية:
من هؤلاء القوات بالضبط؟
قال الرجل:
إنهم الحرس الخاص للروكيفيلر.. و هم يأتون في بعض الليالي بسيارتهم
المسلحة و يضربون طلقات في الهواء هكذا بعشوائية لإخافتنا و إرعابنا.. حتى
نفض هذا الإضراب.. لكننا ثابتو ن على موقفنا رغم هذه المخاطر.. لا بد أن
يعترفوا بحقوقنا و حقوق كل عمال الفحم في أمريكا.
سكت صوت السيارة و كأنها ابتعدت.. و خرجنا بحذر من خيمتنا.. سمعنا
صوت نحيب أم بالجوار.. لقد أصابت واحدة من الرصاصات الطائشة هذه ابنها

"شنايدر" فصارت تبكي قهرا ودما و تصرخ باسمه و تنظر إلى السماء ثم تنظر إلى
الرجال.. الذين نمت لديهم موجة رهيبة من الغضب و الرغبة في الانتقام.. و دارت
بينهم مناقشات حامية حضرناها كلها.. انتهت في النهاية إلى أنه يجب أن تكون لهم
أسلحة يدافعون بها عن أنفسهم.. لا بد أن يحموا نساءهم و أطفالهم من هذا
الشر.. ارتفعت أصوات تطالب بالتخلي عن الإضراب و فض كل شيء.. لكن كانت
هناك أصوات أكثر تصر على التمسك بالقضية حتى النهاية حتى يصل صوتهم إلى
من بيده تنفيذ هذه المطالب.. لأجل جميع عمال الفحم في أمريكا.





  رد مع اقتباس