عرض مشاركة واحدة
قديم 10-19-2023, 05:30 PM   #1


(أنائِمٌ أنتَ يا رب)

نداءُ امرأة إسرائيلية، في زمنٍ قديم،
في عهدِ آلِ فرعون،
حين كان قومها مظلومين لا ظالمين..
امرأة استولى عليها الضعف في آخر أيامِ حملها العسير،
أمرها سيِّدها القبطي، بعملٍ شاقٍ،
فخارت قواها..
سقطت وأسقطت جنينها،
وفي لحظاتِ الألم، واليأس
رفعت رأسها الى السماء مدهوشة،
وهمست:
أنائمٌ أنت يا رب؟!..
بعد سنواتٍ طويلة،
وحيث كانت المرأة تطل على الماء..
لمحت من بعيد، شيئاً يطوف على الماء..
فلما قَرُب مدى بصرِها،
نادت
(وا عجبا.. إنَّه فرعون.. جُثَّةٌ هامِدة.)
مدهوشةً وقفت،
متحيِّرة سألت:
هل هذا فرعون حقا؟ كيف مات؟
أين جيشُه العظيم؟
أين ملكه وصولجانه؟
أين سحرته و أعوانه ؟ ..
لمّا مرَّ الجسدُ بجوارها..
وحين كانت منشغلةً بالنظر الى ملامحِ وجهِ فرعون،
سمعت منادياً يقول:
(كلا .. لسنا بنائمين)!..
وبين ندائها وجواب الرب لها،
بالفعلِ والقول: مجرَّد قطعةٌ من (الزمن).وما أرخص الزمن؟!
الله لا يترك الناس كما هم،
بل سنّة الله في نصرة المظلوم واغاثة المستضعف،
ورحمته الواسعة تتجلى في إرادته الدائمة،
في أن يمنّ على الذين استضعفوا في الأرض،
بأن يجعلهم أئمة، ويجعلهم الوارثين.
فمقتضى الدنيا وامتحانها أن يُمهِل الظالم،
ومقتضى رحمته، أن تكون المهلة محدودة،
تجري بعدها إرادة السماء إن لم ينجح (الإنسان) في رفع الظلم
والمهلة في نهاية المطاف،
مجرد قطعة من الزمن.
وما أرخص الزمن؟!
وما يحدث هذه الأيام في فلسطين،
امتحانٌ لجميع الناس،
لجميع البشر..
في أن يكونوا للظالم خصماً وللمظلوم عوناً،
لا العكس،ألا يتخاذَلوا، او يُخَذِّلوا
، حتى ينتهي الظلم..
وإن لم تفلح جهودهم،
أو فشل أغلبية البشر في هذا الامتحان..
فليعلموا أن المهلةَ سرعان ما تنقضي وما ذلك على الله بعزيز.





  رد مع اقتباس