عرض مشاركة واحدة
قديم 02-04-2024, 08:27 AM   #1


المواقفُ كاشفاتٌ للبواطِن يا صديقي

فكم من شخصٍ تحلّى في ظاهره بالاتّزان والحكمة وكلّ رأي جميلٍ
ثُّم تأتي المواقف لتجرفَ كلّ ذلك، وتُظهر الباطن الخفيّ من عقلٍ صغيرٍ ورأيٍ غير حكيم، وتصرّفات طفوليّة..
وكم من شخصٍ في المقابل يظهر لنا بسيطًا في رأيه، عاديّا في شخصه،
فتأتي المواقف لتظهر حكمة عقله، ورجاحة رأيه، وصدق قوله بفعله..
علّمتني الحياة أن لا آخذ الأمور بظواهرها ألبتة، ولا أحكم على الناس من مجرّد كلمة، أو منشور، أو رسالة، أو قول الناس الآخرون عنهم،
إنّما أحكم عليهم بعد المعرفة الحقيقية لهم من خلال المواقف التي تجمعني بهم، أو من خلال ردّات فعلهم على المواقف التي شهدتُ عليها بعيني.
فلذلكَ وجدتُ نفسي توقّفت على الانبهار بالأشخاص وما يصدر عنهم،
وإذا أُعجبتُ بفكرة أُعجبث بها لذاتها لا لمن أتى بها،
وإذا راقني قول يروقني لذاته لا لقائله،
وتركتُ إعجابي بالناس مشروطا بتصرّفاتهم في المواقف، لأنها وحدها من تعطيكَ الحقيقة.





  رد مع اقتباس