عرض مشاركة واحدة
قديم 01-14-2021, 02:28 PM   #3

افتراضي

15
الـ95 % الباقية هي مواقع مخفية.. سوداء.. مظلمة.. حقيرة.. تم إخفاؤها

عمدا لسفلاتها.. يعمل أصحابها فيها كل ما يريدون بل رقيب..
الفكرة التي جعلت لمثل هذا العالم أن يوجد هي أن من يدخل إلى شبكة
الإنترنت السفلية لا يستطيع أن يتعقبه أحد.. فيفعل ما يحلو له.. ليس الأمر مثل

الإنترنت العادي الذي إذا فعلت فيه أمرا

إجراميا يهرعون لتعقبك برقم الـIP
الخاص بجهازك حتى يصلوا إلى رأسك.. أنت في الإنترنت المظلم مثل ثعبان.. لا
تدخل من جهازك مباشرة.. أنت تدخل من جهاز آخر في بلد آخر.. و ذلك الجهاز
الآخر يدخل من بلد آخر.. و ذاك يدخل من بلد آخر.. وهكذا في سلسلة ثعبانية
متطاولة يستحيل على أحد أن يتعقبك فيها أو أن يحدد أين موقعك بالضبط..
أأنت في كندا.. أم هولندا.. أم أمريكا.. أم اليابان؟ لن يعرف.. ففي كل مرة أنت
تدخل من مكان مختلف.
ولهذا العالم السافل عملة سافلة خاصة به.. عملة إلكترونية غير قابلة
للتعقب ولو بأكثر الطرق حداثة.. يسمونها "البيتكوين" Bitcoin ..تشتري بها
المخدرات.. و تشتري بها العاهرات.. و تؤجر بها القتلة.. و تفعل بها أي شيء مشين..
و تظل غير قابل

لتعقب من دولتك أبدا مهما فعلوا.
ما علاقة الأرواح بهذا الأمر؟ لماذا أنا أريدك
روحا حرة؟ لأنك لم تأت
أرض السافلين فقط لتشاهد هذا.. فأنا

لا أريد أن أصنع منك مجرما.. إنما جئت
بك هنا لتشارك السافلين حياتهم.. فتعرف كيف يصنعو ن.. فلا يخدعك من بعد
هذا قولهم أو فعلهم.
وكما أنك في صورتك الإلكترونية حين تدخل إلى الشبكة السفلية تكون
كثعبان حر لا يستطيع أن يمسك بك أحد.. فأنت حين تتحلل من صورتك المادية
و

تصير روحا حرة متحررة.. تصير كالزئبق لا يقدر على الإمساك بك أحد.
أنت تتحول إلى طور الروح هذا كل يوم عندما تنام.. عندما تخر ج روحك من
جسدك الخروج الأصغر..
فتكون حرة ترى أي أحد و تعيش أي مشهد..
لا تجري عليها قوانين المكان.. فقد تكون أنت في الهند بينما روحك تجالس

روحا أخرى في المكسيك.. و تجتمع إليكما روح آتية من نيجيريا..
و لا تجري عليها قوانين الزمان..
فقد يحدث أن روحك ترى نفرا من أرواح
السابقين و تحدثهم وتتسامر معهم.
يمكنك أن تتحدث مع التماسيح و السيارات و الجدران والشخصيات
الخيالية.. لا توجد قوانين، كل شيء مسموح به في طور الروح..

و حين ندخل أنا وأنت من هذا الباب.. سندخل في طور الروح.. و كل شيء كان

مستورا سينكشف..
هات يدك.. أعرني هذه الروح البيضاء التي يحويها جسدك.. ضع يدك على
يدي وادفع معي هذا الباب.. وتذكر أن ترمي همومك في مكان لا تستطيع أن
تتذكره.. ألق بها و
سألقي أنا أيضا.
▪ ▪ ▪
َ فور أن انفرجت دفتا الباب.. سحبنا ذلك العالم إليه

فجأة.. كما يسحبك

باب الطائرة لو فتحته فجأة.. فوجدنا أنفسنا أنا و أنت نهبط من السماء.. إلى
أرض هي أعجب أرض.. و جبال هي أعجب جبال.. تعلونا طيور سابحات.. وننظر
بأعيننا إلى مشهد غني
جدا.. مدينة عظيمة أسطورية.. كل جزء منها يختلف عن
الآخر في تضاريسه و طراز سكانه و أحوالهم.. فجزء تغطيه نيران الحروب وجزء

يغشاه الظلام و تسكنه الشياطين.. جزء مبهج جميل.. و جزء مقبض حزين.
أشخاص يضحكون هنا و أشخاص يموتون هناك.. أناس يتقاتلون هنا و أناس
يتناقشون بهدوء هناك.. أناس تحملهم بيضة زجاجية إلى السماء ينظرون منها في
تعجب.. وأناس تحملهم سفينة عظيمة من بر إلى بر.. أناس يسجدون لأناس
و أناس يرقصون لأناس..

أطفال يقفون صفا و يشيرون لنا في بؤس.. ونساء مائلات
مميلات يرفعن إلينا أيديهن في شوق.. أناس يمشون مقيدين بالسلاسل و أناس
يسكرون و يضربون زجاجات الخمور بعضها في بعض.. إن لم تكن هذه أرض
السافلين.. فكيف ستكون؟
وقفنا في الهواء وملابسنا تتطاير.. أشر ت لك إلى مبنى معين في المنتصف يبدو
مثل قاعة دائرية مليئة بالنوافذ.. قلت لك إن هذه وجهتنا الأولى.. من هناك
سنبدأ.. و إلى هناك سننتهي.. فيها سننزل.. و منها سنعرج تارة أخرى خارجين.
دخلنا إلى القاعة الدائرية من أكبر نوافذها وهبطنا على أرضها.. إن هذا
الطور الذي نحن فيه مريح للغاية.. لا تهمنا أسماء ولا لغات.. الكل يعرف الكل..
و الكل يفهم الكل..

كان أول ما طالعنا في القاعة رجل

طويل ذا هيئة مريبة.. عليه
معطف أسود و فوق رأسه قبعة سوداء..
يلبس على وجهه قناعا.. أو نصف قناع..
ابتسم لوصولنا وقال:
جئتم فتشرفت بكم الأجواء.. جئتم بأرواح بيضاء مترقبة بريئة لا تدري
شيئا.. تمني أنفسها بالإثارة..لكنها قد تنصرف من هنا سوداء قاتمة.. و قد تنصرف


من هنا أكثربياضا.. و قد لا تنصرف من هنا على الإطلاق.
ابتسمت ابتسامة واسعة أنا الآخر و حييت الرجل و نظرت لك وقلت:
هنا مبدأنا يا صاحبي.. من قاعة "هارموني".. من عند هذا الصديق الذي
ستعتاد على سخافاته فيما سيأتي من الأيام.. السيد "سكوربيون".. وهو ليس

سيئا بقدر ما تظهر لك هيئته.
دعني أحدثك بأمر هارموني.. و أمر سكوربيون.. انظر إلى النوافذ من حولك..
تلك التي تحدنا من كل مكان.. يمكنك أن تعد سبع نوافذ حولنا.. سبع نوافذ
تطل كل نافذة منهن على عالم من عوالم السافلين.. العوالم هنا كبيرة و غنية

وسافلة جدا.. كل نافذة حين ننظر إليها سترينا فقط ثوان معدودات من ملمح
كل عالم سافل.. سننظر في النوافذ كلها و نرى ملمح جميع العوالم.. ثم ستكون
لنا الحرية في اختيار العالم الذي نريد أن نذهب إليه قبل الآخر.. هذه من مزايا
أرض السافلين.. أنت لست

مقيدا بترتيب معين.

هل ترى تلك العربة هناك في طرف القاعة؟ تلك التي تشبه الدودة.. نعم ها
هي ذي. عندما نختار أي عالم من العوالم نشاء ستأخذنا هذه العربة إليه
مباشرة.. يسمونها هنا "الكرولر".. أو الزاحفة.. وسأترك سكوربيون يخبرك في
وسط ثرثرته معك عن السبب الذي سموها به هذا الاسم.
سكوربيون هو الشخص الذي سيعلمك كيف تدخل إلى شبكة الإنترنت
السفلى.. وليس أنا.. أنا فقط مهمتي أن أرافقك لأؤنس وحدتك في كل عالم من
عوالم السافلين.
سنقابل سكوربيون عندما ننتهي من كل عالم.. حيث سنعود هنا إلى هارموني
و

سنستريح بينما هو يعلمك جزءا من الشبكة السفلى و

يريك مواقع أشد سوءا
مما تتخيل.
و سنقابل سكوربيون داخل كل عالم مرة أو مرتين.. سيأتينا وسط المشاهد
بينما نحن نصول و نجول.. لن يشاركنا جولاتنا.. نحن فقط سنستريح عنده.. لأن
العوالم طويلة.. ولن نقدر على إنهائها في
نفس واحد أبدا.
كل ثرثرات سكوربيون سواء التي يثرثرها بعد كل عالم.. أو التي يثرثرها داخل
كل عالم.. لن تقرأها هنا.. لأن الكثير من ثرثراته فيها تعليم لأصول اقتحام
الشبكة السفلية.. و تعليم الشبكة السفلية لا يصلح هنا بين دفتي كتاب.. تعليم
الشبكة السفلية لا يصلح إلا في الشبكة السفلية نفسها.. حيث يمكنه أن يريك
كل شيء بشكل مباشر لتختبره بنفسك.
من أجل هذا صمم سكوربيون لنفسه

موقعا

خاصا على الشبكة السفلية..
ستدخل عليه في أوقات استراحتنا سواء التي بين العوالم أوالتي تكون داخل كل
عالم.. و ستتحدث مع سكوربيون هناك كما يحلو لك.
في البدايةو قبل أن نختارالعالم الأول.. سأترك سكوربيون يثرثر لك

قليل على موقعه عن بعض الأمور المهمة
و ستجدني جالسا هناك في جانب القاعة حين ..
تنتهي..
ادخل على com.Safilinland حتى تثرثر مع سكوربيون.


دائما عندما ترى شعار سكوربيون.. اعلم أنه عليك أن تزور موقعه.. ولا
تتجاهل هذا الأمر.. بل يجب أن تزوره.. الاستراحات عندنا إجبارية.
أخبرتك أن سكوربيون ليس بالسوء الذي يبدو به.. تعال الان لننظر من
النوافذ.
كانت نوافذ زجاجية دائريةمقعرة مثل نوافذ الغواصات.. بدأنا بأول نافذة في
مواجهتنا.
نظرنا فيها فإذا مشهد لنساء كثيرات..
ثم اختفى المشهد فجأة وحل محله
َ مشهد لعاهرات يبتسمن لنا في دلال.. و يمددن إلينا أيديهن و كأنهن يريننا من النافذة..
ثم اختفين وظهر رجل يرتدي طاقية سوداء ولا يبدو ودودا.. هذا مثير يا صديقي.
انتقلنا إلى النافذة التي تليها.. رأينا شيطانا يمسك ميكروفون و
شخصا يكتب بسرعة مذعورة.. ثم أتى بعد هذا مشهد لكثيرمن الناس يمشون في أرض فلاة
بعضهم بجوار بعض.. وتبدو عيونهم ذاهلة شاخصة إلى اللامكان.
تركناها إلى النافذة التي تليها.. رأينا ما يشبه حرب العصابات.. و رجل وسيم
يبتسم لنا بطريقة ساخرة.. ثم يهرب و يركض وراءه حشد غفيرمن الناس.. وامرأة
قاسية الملامح ترتدي رداء ابيض وتبدو غاضبة.
نظرنا في النافذة التي تليها فرأينا
كثيرا من القرود و كثيرا من المخلوقات الغريبة التي لم نرَى

لها مثيل من قبل.. وهناك شخص ينظمها بعصا في يده.
ثم نظرنا في النافذة الخامسة.. رأينا مشاهد من الكون العظيم.. بمجراته
و نجومه و كواكبه..

حقا

كان مشهدا

صافيا

جميل.
ثم نظرنا في السادسة..
رأينا رياحا

عاتية تحمل على متنها كثيرا من النقود..
وبين سيل النقود الجارف هذا

حملت الرياح لنا رجل عجيب المنظر أخذته الرياح

بعيدا قبل أن نراه..

ثم فجأة برز لنا بوجهه و هو يضحك و كأنه ينظر لنا من جهة
النافذة الأخرى.. ما هذا العبث؟!
نظرنا في النافذة األخيرة.. رأينا الكثير من النرد يرمى في الهواء ورأينا
شيئا

هلاميا

عجيبا يسبح باتجاهنا..

لم نتبين ما هو جيدا.
هذه سبع نوافذ..
اقرأها جيدا مرة ثانية.. ما رأيك.. بأيهم نبدأ؟ دعني أتفق

معك اتفاقا.. سأختار أنا أول ثلاثة عوالم.. ثم سأترك لك أن تختار الأربعة
الباقية.

دعني أفكر قليل..





  رد مع اقتباس