عرض مشاركة واحدة
قديم 01-14-2021, 03:06 PM   #4

افتراضي


فليكن.. سأختار أولئك العاهرات.. لا بأس أن نستفتح بقليل من الإثارة.. هيا
بنا إلى الكرولر.. إنها تبدو حديثة و مليئة بالأجهزة.. لكن لا يبدو أنه يمكننا
توجيهها.. إنها تـ...

انطلقت بنا فجأة فرجع جسدي للوراء بالقصور الذاتي قبل أن أكمل
كلمتي..
تبا.. ألا يوجد أحزمة هنا؟!
لم نكن نستطيع
في جولتنا بالكرولر أن نرى أيا من مشاهد أرض السافلين..
فلقد كانت الكرولر تمشي في ما يبدو أنه تحت الأرض و تحت الجبال و تحت
المباني.. إنهم يخفون عنا التفاصيل حتى تفاجئنا حين نراها في عوالمها.. فليكن..
أنا أحب المفاجآت على أية حال.

مهل.. يبدو أننا اقتربنا من شيء ما.. إنني أراها.. بوابة العالم الأول.. ما هذا
بالضبط؟!
▪ ▪ ▪

العالم الأول
بوابة صرحها من الذهب والفضة والمرجان.. والدم.. لا تدري ما دخل الدم..
لكنه يسيل عليها وعلى الأرض التي تحتها.. دم كثيف أحمر متألم.. تعال اقترب
معي ولا تتألم.. أعلم أنك هش في طور الروح.
ّ صوت خافت بعيد أتانا نعيق بومة تغني
من الداخل كأنه .. كيف تغني
البومة؟ لا تشغل بالك واقترب بروحك أكثر، هناك خفافيش ترفرف فوق البوابة

مصدرة صوت الرفرفرة المقبض، لا تتراجع هكذا من البداية فما زلنا عند
البوابة.
بدأنا نمشي ناحيتها بحذر.. سمعنا أصوات صخب نساء خافتة

نوعا ما.. و فتحت البوابة ببطء ، و أخذ صخب النساء يتعالى.
هلم بنا أيتها الروح ندخل.. إلى أول أرض من أراضي السافلين.. نساء.. دماء..
صخب اتضح فيما بعد أنه تأوهات.. إنها الدعارة.. وهذه أرضها.. وهذه بوابتها.
استقبلتنا عند الباب فتاتان.. إحداهما
ترتدي رداء أحمر و تغني بصوت البومة..
و الثانية تتلوى على غناء صاحبتها في ثياب سوداء تبدي من جسدها أكثر
ّ مما تخفي.. إنهما من جنيات الدعارة المقدسة في الدين اليهودي، ولأن منظرهما كان ملفتا جدا فلقد شغلتا أبصارنا دقائق نتأمل فيهما عند البوابة.
أنت لا تدري أشر تريدان بك أم غير ذلك؟ لكن اطمئن.. إنهما بك مرحبتين وبقدومك مستبشرتين، تقدم أيها الروح ولا تعر هذه الغرائب اليهودية اهتماما؛

فهي غيرموجودة إلا في مخيلت اليهود المريضة الذين يبدو أن لديهم ميل عجيبا في كتبهم لوصف الشياطين وأحوالهم.
فور أن دخلنا عرفنا سبب صخب النساء الذي كنا نسمعه.. كانت هناك نساء كثيرات وفتيات رافعات رؤوسهن في عزة وكبرياء.. يمسكن مظلات حمراء ويمشين في مسيرة ضخمة ويرسمن على وجوههن الحزم.. نحن في مدينة أوروبية
كما يبدو من الأبنية حولنا، لم نفهم
شيئا في البداية.. حتى نظرنا إلى بعض
الافتات التي يحملنها. هناك عبارة هامة تتكرر بخط أحمر سميك في معظم
الافتات.. اليوم العالمي لإنهاء العنف ضد العاهرات.. انتبه يا هذا فالمسيرة تتجه
نحونا.. تنح جانبا.

فجأة تقدمت منا إحدى المشاركات في المسيرة بحماس ومدت يدها لنا بمظلة..
خذ المظلة منها.. خذها ولا تناقش، ولنمش معهن في المسيرة..

أصبحنا نمشي في مسيرة للعاهرات.. عاهرات عن يميننا.. وعن شمالنا
عاهرات.. بعضهن يرتدين أقنعة بيضاء أو حمراء لإخفاء هويتهن.. تنظر إليهن في
دهشة.. هذه مسيرة عالمية تقام في السابع عشر من ديسمبر من كل عام في بعض
الدول الأوروبية لأجل عاهرات الشوارع اللاتي يتعرضن للعنف والاغتصاب من
الناس والعصابات ورجال الشرطة.. ألسن فئة من فئات المجتمع؟ ألسن

بشرا؟
أم أنك تشجع ضرب العاهرة واغتصابها وقتلها وحرقها فقط لأنها عاهرة؟ هيا
ارفع مظلتك وامش معنا ودافع عن العاهرات الآن.
بمناسبة قتل العاهرات، كان هناك شيء ما يفرق المسيرة من الأمام.. توقفت
المسيرة وبدأت العاهرات يصرخن ويجرين في كل مكان.. تطاولنا
قليل لننظر.. فإذا
رجل قوي الجسم ذو شارب بني كثيف، يرتدي نظارة كبيرة الحجم مستفزة
و يجري وراء العاهرات.. ألا يكفي أنكن عاهرات تخليتن عن أنوثتكن واحترامكن
وكشفتن عن سيقانكن ونزلتن إلى الشارع وسط أقذر فئات المجتمع ثم حين
تتعرضن للعنف تملأن الدنيا ضجيجا يا عاهرات؟! دعني أعرفك: هذا "جاري
ريدجواي".. قاتل متسلسل متخصص في قتل العاهرات.. قتل في حياته حوالي
مائة عاهرة، نسيت أن أخبرك أن أحد مراسم هذه المسيرة التي نمشي فيها هي
تخليد ذكرى العاهرات اللاتي قتلهن الأخ "جاري"، لكن يبدوأن "جاري" قد حضر
بشاربه هنا.. ويبدو أن المسيرة قد تفرقت، ويبدو أنه يجب

نحن أيضا أن نركض.
اركض يا صديقي اركض..
اتجه إلى أي اتجاه تراه مناسبا..
ركضنا حتى اختفت صرخاتهن من مسامعنا..
هذا المكان يبدو هادئا نوعا ما..
ميدان أنيق وسط أبنية من الطراز الأوروبي.. دعنا نلتقط أنفاسنا

قليل هاهنا..
نحن في أمستردام كما يبدو.. هل ترى ذلك التمثال؟ إنه تمثال عاهرة.. لو نظرت

إلى العبارة المكتوبة أسفله سترى مكتوبا بخط فاخر: "هذا لتكريم العاهرات في
جميع أنحاء العالم".. إن تمثال العاهرة هذا هو من أشهر معالم مدينة أمستردام
الهولندية؛ فالدعارة في هذه الدولة مرخصة والعاهرات هنا مكرمات. لا تجزع
هكذا؛
فالدعارة محرمة في كل دول العالم تقريبا ما عدا هولندا وألمانيا والسويد
والـ...
صرخة عالية هزت الأرجاء.. هزتها لدرجة أن الرؤية لم تعد واضحة،
وأصبحنا نرى الأجواء كأنما يراها شخص خلع نظارته.. انظر هناك: الرؤية تتضح
شيئافشيئا.. هل ترى ما أراه؟





  رد مع اقتباس