عرض مشاركة واحدة
قديم 01-15-2021, 06:20 PM   #10

افتراضي


بجوار "سومالي" كانت ترقد فتاة على أريكة في المحطة متلحفة بلحاف جيد
المظهر.
نظرنا إلي روح الفتاة.. إنها تصنع قوة روحية عالية في المكان.. قالت لنا الروح
أن اسمها باربرا.. "باربرا أمايا".. تقول لنا أنها حزينة.. أخبرتني أنها مراهقة أمريكية
هربت من بيت أهلها ونزلت إلى الشارع.. ذلك الكائن الكريه البارد.. الكائن الذي
يكرهك.. الكائن القذر.. كان من الأفضل لها أن تعيش بين جدرانها الأربعة
الجميلة.. على الأقل هم جدران أربعة.
هناك امرأة جميلة جاءت من وراء "باربرا"ونظرت لها بحزن.. كانت المرأة تبدو
و كأنها طيف.. نظرت إلى "باربرا" في حنان ومسحت على شعرها.. يا صغيرتي لما
هربت من المنزل.. ماذا تقولين؟ والداك يضربان بعضهما بعضا طيلة الوقت؟

والدك السكيريمد يده القذرة عليك جنسيا كلما أتيحت له الفرصة؟
هل ترى كيف تنظر "سومالي مام" إلى طيف المرأة الجميلة بامتنان؟ إنها
"ماري ماجدولين".. واحدة من الصد يقات الصالحات القديسات أيام النبي
ّعيسى.. رغم أنهم يصفونها بقبحهم وافترائهم أنها كانت عاهرة ثم تابت. إنما كانت

صديقة صالحة ولم تكن يوما عاهرة
ّ
رجل ابيض ذا شعر طويل
ارتفع صوت رجل يغني في الجوار.. نظرنا إليه.. كان


و وجه حزين غريب.. كان يغني ويقول:
لقد قالت أنها تعبت من والدها
قالت أنه كان يشتري لها الأشياء
وكان يتحرش بها
والآ ن قد هربت إلى الشارع
كيف ستعيش
ليس لها من شيء تأكله
ذهبت إلى المحطة
كان ثمة رجل جالس هناك
قال لها أيتها الفتاة أنا سأريك أين هي النقود
فقط افردي هذا الشعر
علمها كيف تبيع جسدها
ثم أتى ذلك الشرطي
ثم قبض عليها.


فجأة طلع الصبح..

إن الصبح في هذا العالم لا يطلع تدريجيا.. إنما يبرز

بروزا.. بدأ الناس يتوافدون على المحطة.. واستيقظت "باربرا".. لا أثر لـ"سومالي
مام" ولا لـ"ماري ماجدولين" ولا للمغني.. رأينا
شخصا ما يتحدث مع "باربرا"..

شخصا يبدو من روحه أنه شخص خطر.. لا يمكننا فعل شيء.. ها هو يساعدها
في حمل أغراضها.. وها هي تمشي وراءه.. إن منظومة الشارع القذرة كانت هي
الأخرى كساقية بدأت تربط الحبل في قدم "باربرا" وتشدها معها.
لقد رأيت طراز العاهرة المجبرة على العهر بالعنف مثل "سومالي".. دعني
َ أعرفك على طراز آخر.. المتلاعب بها
العاهرة المستغلة .. هذا الشخص الخطر
الذي رأيت "باربرا" تمشي معه هو في الحقيقة قواد.. وهو يبحث عن الفتيات
اللتي لا توجد لديهن خيارات أخرى، صاحبات الشخصية الضعيفة.. هؤلاء لو
وعدتهن بالجنة سيتبعنك، ولو إلى الجحيم.. هؤلاء اللاتي لا مأوى لهن هن أجمل ضحايا على الإطلاق..وهن غالبا
يصبحن مخلصات لك جدا لأنك أخذتهن تحت
جناحك أول مرة.


ستطعمها وتؤويها، ستقنعها كم هي جذابة وجميلة.. ستمارس الجنس معها..
ستقول لها كم أنك تحبها.. ولقد كانت

"باربرا" جائعة جدا لذلك الشعور.. أن هناك شخصا ما يرغب فيها..
ّ
هناك شخص يرغب في.. شخص شنيع.. لكنه
شخص على الأقل.. حرمها أهلها من ذلك الشعور.. و الآن هي فرصته حتى يحقنها

به حقنا حتى تتشبع روحها به.. وفرصته حتى يحقن في أوردتها شيئ آخر.. لديه
الكثير من محاقن السافلين.. هيروين.. كوكايين.. ماريوانا.. سيختار ما يعجبه.
في المرحلة التالية سيعرفها على أصدقائه..
يمرحون معا جميعا ويشعرونها بالسعادة،
ثم فجأة يقنعها بأن ما لديهم من مال قد نفد وما لديهم من مخدر..
ثم يمكنه إقناعها لتمارس الجنس مع أحد الأصدقاء للحصول على بعض المال أو
على بعض المخدر..
ثم تدريجيا يتحول الإقناع إلى عنف وحرمان من المخدر.. ثم
يكشف القناع أخيرا.. أنه قواد وأنها عاهرته.. ولا بد أن تخرج إلى الشارع كل يوم
لتحصل على مبلغ كذا وإلا لن يكون هناك مخدر.. هذا هو الحال.. إن كل
عاهرات الشوارع في أمريكا تتم إدارتهن بنفس الطريقة.. وكلهن مدمنات على
مخدر ما.
تبدلت بنا الأجواء.. وبدا أنه قد مضت بعض السنين.. نحن بالقرب من
المحطة نفسها.. "باربرا" الآن قد أصبحت عاهرة شوارع.. أو كما يقولون
Streetwalker تتسكع في الشارع الخاص بها
وتخدم يوميا ما يزيد على عشرة
42
زبائن.. ولو لم

تصل للمبلغ المطلوب يتم ضربها بالعصا ضربا مبرحا مؤذيا أليما..

وكل قواد هنا له عصا مخصوصة يصممها تصميما خاصا به.. وهذا التصميم
يضعه كوشم على أجساد عاهراته.. ولو رأيته في نهاية اليوم وهو يرفع عصاه أمام
عاهراته سيبدو لك مثل راعي الأغنام الذي يهش على غنمه بالعصا.
انظر إلى "باربرا" تقف هناك في الشارع بانتظارأن يغتصبها أحد.. إنها تبتسم
لك حتى تغتصبها.. تقف تنتظر عاقدة يديها أمامها في منظر ذليل.. من أجبرك على
الوقوف هكذا أيتها الصغيرة؟ هل رأيت روحها التي تسكن هذا الجسد؟ إنها تبكي

وتقطر دما.. إنها لا تدري عن كل الأمور التي تعرفها أنت عن العالم.. كل ما تدريه



هو أنها تغتصب يوميا وأنه عليها أن تبتسم وهي تغتصب، لأنها لو لم تفعل ذلك

فستتلقى ضربا مبرحا أليما حين تعود.. لو صدقت للحظة أنها تقف هناك لأجل

أن تمتع نفسها لأن شهوتها عالية جدا للجنس وللمال فأنت حيوان.. نعم أيها
الحيوان وعليك أن تبحث بداخلك عن الإنسان الذي مات.
ها هي "باربرا" هناك داخل سيارة أحدهم ينتهك منها ما ينتهك.. أهي سافلة؟
أم أنه هو السافل؟ أم من يسأل هو السافل؟ إن السافل الحقيقي هما الوالدان
اللذان تركا هذه الطفلة تضيع هكذا ولم يعرفا مدى قداسة أن يكون لك فتاة
تربيها،
هذه هي ابنتك هناك في الشارع تحني ظهرها لتحدث ذلك الرجل في
السيارة.. هذه هي ابنتك هناك.. ابنتك أيها السافل.. ابنتك.
ثم أتت القديسة "ماري ماجدولين".. ورأت "باربرا" في ذلك الشارع.. أنت لم تجدي
أحد يقول لك هذا وأنت صغيرة.. يقولون لك غالية يا حبيبتي..

أنك جميلة دائما.. لكن لا أحد يقول لك أنك غالية.. من يخبر هذه الغالية أنها
الآ ن في هذا السن كان يجب أن تفكر في أول وظيفة لها.. تفكر في نتيجة امتحان
جامعتها.. من يخبرها بهذا ويخبرها بأنها لا يجب أن تفكر في ذلك الشيء المقزز
الذي يجب أن تتحمله كل يوم؟

سطعت في وجوهنا جميعا أنوار سيارة شرطة.. يبدو أن القديسة "ماري" قد
بلغت الشرطة.. ممارسة الجنس مع قاصر جريمة في أمريكا.. انتفض الفتى الذي
كان مع "باربرا" في السيارة وبدأ يرتدي ملابسه.. نزل من سيارة الشرطة رجل قوي
جسيم يرتدي زي الشرطة.. كان كأنه يمثل كل المشاعر الغاضبة التي في داخلك
على هذا العالم.. خرج الفتى من السيارة وأخذ يعتذر للشرطي القوي الذي كان
ينظر إليه بغضب شديد.. قال له لا تعتذر لي اعتذر لها هي.. هي لم تختر أن تعيش
بهذه الطريقة.. لم تختر لحياتها أن تفعل أنت معها هذا في ذلك الزقاق في تلك






التعديل الأخير تم بواسطة ملكة جروح ; 01-16-2021 الساعة 09:27 AM
  رد مع اقتباس