عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-2020, 11:17 PM   #1


يجبُ ألاّ يُنسي الرؤيةَ الشرعيةَ لها،
سواءٌ أكان المتابعُ فاعلاً فيها،
أم دارسًا لها.

وينبغي السؤالُ عنها لمن لا يعرفُ حكمها،
حتى تكونَ موالاةُ المسلمِ ومعاداتهُ في الأحداثِ موافقةً لعقيدته،
فلا يؤيدُ ولا يُعادي عن هوًى وعصبيةٍ أو جهل،
بل بما يوافقُ أحكامَ دينه.

والموالاةُ والمعاداةُ أصلٌ كبيرٌ من أصولِ العقيدةِ الإسلامية،
لا تنتبهُ لها الأحزابُ القوميةُ والعلمانيةُ ولا تعتبرها!
لأنها بعيدةٌ عن الدين.
وأيضًا حتى تتوافقَ وجهاتُ نظرِ المسلمين،
وتساعدَ في تشكيلِ الرأي العامِّ الإسلامي،
في الساحةِ المحليةِ والدولية.

وإذا تفرَّقتِ الآراءُ ضعفتِ القوة،
وضعفَ معه الإعلام،
وظهرَ المسلمونَ متنافرين.
والدينُ هو الذي يجمعهم،
ويوحِّدُ كلمتهم.

لا ثقافةَ ولا مدنيةَ تستطيعُ أن تفرضَ نفسها على المؤمنِ القوي،
مهما كانت كبيرة،
فهو قويٌّ بإيمانه،
وبعلمه.

والضعيفُ يخضعُ لها ويستسلم،
لقلَّةِ ثقافتهِ الإسلامية،
ولضعفِ إيمانه.

اعملْ لزيادةِ إيمانِكَ وتقويتهِ أيها المسلم،
واطلبِ العلمَ بهمَّة؛
لئلاّ تُفقدَ من أمتك، أو تنهارَ فتضيع.

للعلمِ طغيانٌ كطغيانِ المال.
يبقَى أحدهم مع العلمِ دراسةً وبحثًا ومطالعةً وتعليمًا عشراتِ السنين،
ويغورُ في أعماقِ مسائلهِ المشكلة،
ويكتبُ فيه ويحلِّله،
ويقلِّبهُ على وجوههِ ويقوِّمه،
وينقبُ فيه ويكشفُ عويصه،
ويحاضرُ فيه ويخطب،
ويؤلِّفُ فيه ويصنِّف..

وعندما يرى الإقبالَ على ما قال، والإعجابَ بما كتب،
قد يأخذهُ ذلك إلى الإكبارِ والإعجابِ بنفسه،
وهنا يكمنُ الخطر..
فيفرحُ ويفخَر،
ويُبدي آراءً حدَّثتْ به نفسهُ ولم يُخرجها من قبل،
ويظنُّ أنه صارَ أهلاً لتجديدِ آراءٍ وتكريسِ نظريات،
وإصلاحِ عوالمَ ونفوسِ بريَّات،
وما لا يخطرُ على بالِ الكائنات!

وينسى قولَ الحكيمِ العليم: ï´؟ وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا ï´¾،
فيشطحُ ويَزِلّ،
وإذا كان عالمًا مشهورًا زلَّتْ معه أمَّة!
إنه طغيانُ العلم!
نعوذُ بالله منه،
ومن كلِّ طاغية.





  رد مع اقتباس