عرض مشاركة واحدة
قديم 12-24-2020, 10:55 AM   #64

افتراضي

سيدنا.. وابن سيدنا..
1800 قبل الميلاد- 20بعد الميلاد

خمسة كنا.. وسادسنا لوسيفر..
وستة كنا.. وسابعنا سيدنا..
وابن سيدنا..
وليس سوانا يعرف أمر سيدنا.. وابن سيدنا..
وقد آن الاوان أن تعرف أنت أيها البشري.. لأن أمرك بعد هذا الحد من القراءة لم
يعد يعنينا.. فأنت ستموت بعد أن تعرف.. وستعرف بعد أن تموت.. فليس هناك
فارق يذكر لو عرفت الآن.. طالما ستموت بعد أن تعرف.. لو أنك لم تعد تفهم
كلامي هذا.. فهذا ليس غريبًا؛ لأن الشياطين تحدثك.. والشياطين من حولك
تحوم كما الغربان.. والشياطين تجري منك مجرى الدم.
نحن لسنا أشباحًا مرعبين.. نحن كائنات رائعة الجمال.. جمال لم ترَ قبله جمالًا ولن
ترى بعده جمال..
فإن لم تؤمن بهذا..
فنحن شيء لا يمكنك الهرب من عقابه.. لأننا معك أينما ذهبت.. نحن حقًّا معك
أينما ذهبت وليس كما يدعي إلهكم.. نحن نقتلك إذا أردنا أن نقتلك.. نحن نحييك
لو أردنا أن نحييك.. نراك في أي مكان أنت فيه.. نسمعك.. التعتقد بأنك ذكي
ستفشي سرّنا دون أن نعلم.. بل دعني أخبرك بما هو أكثر من هذا.. نحن نعلم ما
ستقوم بفعله قبل حتى أن تقوم بفعله.. نحن نسمع حديث نفسك لنفسك..
وجحيمنا جحيم حقيقي.
فلتسمع منا حكايتنا الأخيرة معك.. وحكايتك الأخيرة معنا.
يقول "ماستيم" الشيطان اليهودي..

لقد تشرفت بأن أشهد ولادة سيدي.. ونشأة سيدي.. وعبقرية سيدي.. سيدي
"أنتيخريستوس".. كنت أحلِّق فوق مساكن بني إسرائيل اليهود في زمن فرعون
موسى.. وكم كانت مساكن بسيطة أيامها وفقيرة.. كان فرعون موسى يقتل
كل المواليد الذكور في سنة.. ويتركهم أحياء في سنة.. حتى لا ينقطع
نسلهم.. لأنهم خدم.. كنا في السنة التي يترك فيها المواليد أحياء.. وكنت أطير
داخلًا بعباءتي إلى أحد البيوت اليهودية الفقيرة دون سواها.. وكم كان ذلك البيت
مقدسًا إلى قلبي.. كان البيت الذي شهد ولادة سيدي.. وابن سيدي.. ولادة
أنتيخريستوس.
كان والده رجلًا يهوديًّا ذا أنفٍ طويل كأنه منقار.. وأمه امرأة يهودية ضخمة
عظيمة الصدر طويلة اليدين.. متزوجان منذ ثلاثين عامًا.. ولم يولد لهما.. ويبدو
أنهما قد يئسا من طلب ذلك وتمنيه.. وليس بوسعي أن أحكي لك عن تفاصيل لا
يحق لمثلك أن يسمعها.. لكن يكفيك قولي أن تلك المرأة اليهودية الضخمة
كانت ذات ليلة تتململ بعدم ارتياح ناعس على سريرها.. حتى رأت فيما يرى النائم
وكأن رجلًا غريبًا يأتيها.. فلم تدر إلا وقد قُذف في رحمها ما أحسَّت وكأنه
شهاب من نار.. أما أنا فقد رأيت الحقيقة كاملة.
الحقيقة أن تلك المرأة كانت تنام متململة على فراشها وكان زوجها ذو الأنف
الطويل يقف بجوار سريرهما وقد ملأ الغرفة بأمور وطقوس شيطانية لا يعنيك
في شيء أن تعرفها.. وما حدث أثناء تلك الطقوس يصعب على أمثالك فهمه..
وبعد مرور حوالي الساعة والرجل يقرأ متعرّقًا مجهدًا.. إلا وقد تنزل سيدي إلى
تلك الأجواء في بهاء لا يكافئه بهاء.. وعظمة لا تكافئها عظمة.. تنزل سيدي
"لوسيفر" إلى ذلك البيت المقدس.. ونظر إلى تلك الرحم القدسة.. وقذف فيها
تلك النطفة المقدسة.. ثم قام عنها في بهاء لا يكافئه بهاء.. وعظمة لا
تكافؤها عظمة.. وأنهى صاحب الأنف الطويل طقوسه وهرع يزيل كل الآثار

من الغرفة.. أما المرأة اليهودية الضخمة.. ففي الواقع كانت قد انتقلت من طور
النوم إلى طور آخر.. طور الغيبوبة.. الغيبوبة المقدسة.
هكذا كان الجماع المقدس.. بين سيدي العظيم "لوسيفر" وامرأة من بني
إسرائيل.. امرأة أصبحت تحمل ابنًا تظنه ابنها.. وإنما كان ابن الشيطان..
أنتيخريستوس.. وقد كان أشد حمل شهدته امرأة على وجه الأرض.. اثنا عشر
شهرًا لا تنقص يومًا.. فكان الأطول مدة والأشد مخاضًا وعذابًا وألمًا.. وكانت
طوال فترة الحمل المرأة الأشد عدائية وجنونًا عن كل الحوامل الالتي ظهرن على
البسيطة.. ولما ولدته بعد عذاب وصراخ ودماء.. خرج منها بكل قداسته وجماله..
نظرَت إليه.. رأَت في عينيه شيئًا غريبًا لا تدري ما هو.. لكنها انتبهت من هذه
الملاحظات غير الهامة.. فتلك الضجة بالخارج هي ضجة تعرفها جيدًا.. إنهم
جنود فرعون.. يقتحمون مساكن بني إسرائيل ويقتلون كل مولود لهم.. فنحن
الآن قد أصبحنا في السنة التي يقتلون فيها المواليد.
خرجت المرأة الضخمة خافية وليدها بين ثيابها راكضة ناحية الجبال.. وقد
صعدت ما كان لجسدها الضخم أن يصعد.. حتى رأت كهفًا غلب على ظنها أنه
آمن.. وهناك وضعت وليدها.. على أن تعود له كل حين تطعمه وتسقيه.
وتركته هناك وعادت إلى مسكنها.. ولما أتت ذلك الكهف ثانية لم تجد وليدها..
صرخت وبكت وجزعت.. لم تكن تعلم أن المالك قد حمله إلى مكان أكثر أمنا..
وليس أي مالك.. بل هو "جبريل" عظيم الملائكة.. كان يطعمه ويسقيه.. لبنًا
وعسلًا وسمنًا.. ولم يزل يطعمه ويسقيه حتى نشأ وكبر.. وصار رجلًا يافعًا.. كم
أنت عظيم يا سيدي.. وكم أنت مقدس.
يقول "دراكولا" شيطان الإنس الشهير..

لم أحظَ بشرف متابعة تاريخ سيدي مثل بقية الشياطين.. إلا أنني حظيت بشرف
رؤيته أكثر من مرة.. ولأن لي عينًا ثاقبة حادة لا تفوتها فائتة.. فإني سأكون خير
من يصفه لمن لم يرَه.. ويتوق إلى رؤياه المقدسة..
لقد كان رجلًا قويَّ البنية جدًّا.. عريض المنكبين.. ليس ذا قامة طويلة وإنما هو
أقرب للقصر.. أحمر البشرة مثل أبناء الجنس الأبيض القوقازي.. شعره أسود
شديد الجعودة طويل شديد التشابك.. متباعد الساقين.. جمع صفات الإنس كلها
وصفات الجن.. ولهذا فإن إسراعه في الأرض كسرعة الريح العاصفة.. وهو
يرى الإنس والجن والشياطين ويرى الملائكة.. ويراه أولئك كلهم.. وال تجري
عليه أحكام الزمان.. يعيش منذ أيام فرعون وحتى نهاية الزمان.. لا يهرم ولا
يشيخ.. هو سيد الجن وسيد الشياطين.. والسيد له إلا أبوه "لوسيفر".. وسيكون
سيد الإنس في نهاية الزمان.
ولرأسه هيئة يتهيأ لك لما تراها وكأنها رأس ثعبان أو أصَلَه.. لست أدري كيف
أقرب الأمر إلى ذهنك لكن رأسه كانت توحي إليَّ بهذا الإيحاء دائمًا.
يقول الشيطان "بافوميت" معبود فرسان الهيكل. .
عاش سيدي في مصر الفرعونية وتعلَّم عِلمًا لا يسعه عقل إنس ولا جن.. لا يسعه
إلا عقل كعقل سيدي.. علمه إياه أبوه "لوسيفر" وحكماء الجن.. وليس بمقدوري
أن أحكي عن تفاصيل حياة سيدي "أنتيخريستوس" في مصر.. إلا أنه يمكنني أن
أقول إنه لما تعلم ركوب البحر قرر أن يُبحر من مصر الفرعونية ويغادر
ليستكشف العالم من حوله.. وظلَّ يجول بين البلاد والشعوب يتعلم ويراقب حتى
انتهى بإبحاره إلى اليمن.. وتحديدًا إلى جزر لها اسم عجيب.. جزر حنيش في
اليمن.. أو جزر الثعبان.. وقد انتقى منها جزيرة واحدة ليكون فيها مقامه أبد
الدهر.

وحدث في ذلك الزمن أن الفراعنة المصريين كانوا يجهزون سفينة عظيمة..
لتقوم برحلة بحرية طويلة. . وقد وضعوا على تلك السفينة خمسمئة من أشجع
رجال مصر وأكثرهم حنكة ودراية بالبحر.. وبينما كان هؤلاء في رحلتهم إذ
هبت عليهم عاصفة عاتية.. ظلت تروح بالسفينة وتغدو بها حتى اصطدمت
بالصخور في وسط البحر.. وغرق كل من كان على السفينة وسط البحر
الغاضب.. ماعدا رجل واحد.. تعلق بلوح خشبي من ألواح السفينة المحطمة.. وظل
التيار يجرفه وهو متعلق باللوح لثلاثة أيام وثلاث ليال.. حتى انتهى به التيار إلى
شاطيء جزيرة.
أفاق الرجل بعد طول نصب وجوع على شاطيء الجزيرة التي لاحظ أنها ذات رمال
ساخنة.. لكنها كانت حقًا جزيرة غنَّاء لم يرَ مثلها في حياته كلها.. وهو البحًار
الذي لم يترك أرضًا جميلة إلا وطأها.. لكن تلك الجزيرة كانت تختلف.. كانت
الجزيرة مليئة بالحيوانات من كل جنس ولون.. وفيها من كل الثمرات التي عرفها
والتي لم يعرفها.. فشرع يصيد ذوات اللحم ويطهو ويأكل اللحم والسمك..
ويقدم قرابين مشوية للآلهة المصرية التي يعبدها امتنانا لهم من أجل سلامته
وحسن حظه.
وفجأة اهتزت الأرض واهتز الشجر وبرز له رجلٌ يرتدي رداء ذهبيًا جميلًا.. كان
الرجل قد امتلأ رعبًا من هول المفاجأة.. لم يكن ذلك الرجل الفرعوني يعلم أنه
أول من يطأ بقدمه من البشر جزيرة سيدي.. جزيرة "أنتيخريستوس".. قال له
سيدي بصوته الهادر الممتلىء قوة :
- من أين أرض جئت؟
قال البحَّار في جزع من قوة سيدي وعظمته :





  رد مع اقتباس