عرض مشاركة واحدة
قديم 12-24-2020, 11:37 AM   #67

افتراضي

قلت لهم بلغتهم العربية ببساطة :
- أنا الجسّاسة.
قالوا لي:
- وما الجساسة؟
تجاهلت السؤال وقلت لهم:
- أيها القوم.. انطلقوا إلى هذا الدير هناك.. ففيه رجل.. وإنه لخبركم
مشتاق.
بدا على القوم الذعر مني فتركوني وذهبوا مسرعين إلى ذلك الدير.. ولما دخلوه
رأوا فيه رجالً عظيم الجسد قوي النبة بشكل لم يروه من قبل في حياتهم..
الأغرب أنه كان مقيدًا بقيود لم يروا في مثل عظمتها في حياتهم.. مجموعة
يداه الاثنان وراء عنقه بحديد.. وأغالل من حديد تقيد ما بين ركبتيه إلى كعبيه..
كان هذا هو سيدي "أنتيخريستوس".. ولتقييده بتلك الطريقة القاسية قصة ليس
من حقي أن أخبرك عنها.. فلما رأى أولئك العرب ذلك المشهد فزعوا وقالوا :
- ويلك.. ما أنت؟
قال لهم سيدي "أنتيخريستوس" :
- سأخبركم بأمري.. لكن أخبروني ما أنتم؟
قالوا له :
- نحن أناس من العرب.. ركبنا في سفينة بحرية فصادفَنا البحر في
هياجه.. فلعب بنا الموج شهرًا ثم أرفأنا إلى جزيرتك هذه.. ولما
دخلناها لقينا دابة كثير الشعر لا ندري أين قُبلها من دُبرها.. من كثرة

الشعر.. فسألناها ما أنت.. قالت اعمدوا إلى رجل في الدير فإنه إلى
خبركم بالأشواق.. ففزعنا منها ولم نأمن أن تكون شيطانة.
قال لهم سيدي "أنتيخريستوس" :
- أخبروني عن نخل بيسان في فلسطين.. هل لا زال يثمر؟
قالوا له :
- نعم يثمر
قال لهم بلهجة عجيبة :
- أما إنه يوشك ألا يثمر.. أخبروني عن بحيرة طبرية في فلسطين على
نهر الأردن.. هل فيها ماء؟
قالوا له وهم ينظرون إلى بعضهم بنظرات مندهشة :
- هي كثيرة الماء.
قال لهم بلهجة مثل الأولى :
- أما إن ماءها يوشك أن يذهب.. فأخبروني عن عين زغر في غور الأردن
في فلسطين أيضًا.. هل في العين ماء؟ وهل يزرع أهلها بماء العين؟
قالوا وقد بدأت كل تلك الأسئلة تريبهم :
- نعم هي كثيرة الماء وأهلها يزرعون من مائها.
قال لهم سيدي "أنتيخريستوس" بلهجة بطيئة :
- أخبروني عن نبي الأميين.. ما فعل؟

قالوا له :
- قد خرج من مكة ونزل يثرب.
قال لهم مضيقًا عينيه:
- وهل قاتله العرب؟
- نعم قاتلوه .
- وكيف صنع بهم؟
- لقد انتصر على من قاتله من العرب وأطاعوه.
- أحقًّا كان ذلك؟
- نعم
- أما إن ذاك خير لهم أن يطيعوه .
ثم قال بصوتٍ قوي:
- إني مخبركم عن أمري الآن.. إني أنا المسيح.. وإنه يوشك أن يؤذن لي
في الخروج إلى الأرض.. فأخرج فأسير فيها فلا أدع فيها قرية إلا
مكثت فيها أربعين ليلة.. غير مكة والمدينة.. فهما محرمتان علي
كلتاهما.. كلما أردت أن أدخل واحدة منهما استقبلني ملك بيده
السيف يصدني عنها.. وإن على كل نقب من أنقابها ملائكة
يحرسونها.
فزع منه القوم وأسرعوا وغادروا الجزيرة.. وقد ذهب واحد منهم إلى نبي الأميين
"محمد" فأسلم وحكى له كل ما حدث معه من أمر جزيرتنا.. فما كان من
"محمد" إلا وفرح بقوله فرحا شديدا وروى حديثه ألصحابه.

يقول "لوسيفر" عظيم الشياطين وحامل النور األعظم..
ابن الشيطان أنت يا "أنتيخريستوس".. ابن "لوسيفر".. ابن "إبليس".. وحامل نطفة
النور.. لأجلك حدثت كل فتنة في الأرض إلى يوم يبعثون.. إنسي وجني أنت..
صرت فخرا للجن.. وفخر لإلنس.. وفخرا لأبيك.. خلقت بين النار والطين.. في رحم
يهودية.. الأرض بإنسها وجنها لا تساوي مثقال ذرة فيك.. يوشك أن يؤذن لك
فيَفك قيدك فتعود وتسيح في الأرض كما كنت تسيح.. تأتيها من قبل المشرق..
من مدينة أصفهان في إيران.. وسيتبعك أول من يتبعك سبعون ألف يهودي
يرتدي كل واحد منهم شالا على كتفيه يقال له طيلسان.. الشال الذي عُرف
بارتدائه كبار الماسون.. من هم في الدرجة الثالثة والثلاثين.. من كوًنوا السبط
اليهودي الثالث عشر.. سبط بني صهيون.. جنودك الذين جهزوا الأرض كلها
لخروجك الأعظم.. رؤساء دول وحكومات ومن فوقهم ملوك المال.. وحراس
السحر.. يظهرون العجائب للناس بعد أن كانوا يبطنوها.. فلن يبقى على ظهر
الارض إنسان إلا اتبعك.. إلا قليل.
من قبل المشرق ستنزل إلى الأرض ومن أمامك شياطين.. ومن خلفك شياطين..
وعن يمينك وعن شمالك شياطين.. وهم جنود لمقامك السامي من الجن..
يكلمون الناس بأمرك.. ومن ورائك يزحف "سيربنت".. ومن أعلاك ترفرف عباءة
"ماستيم".. تأمر السماء فتمطر.. وتأمر الأرض فتنبت.. وتأمر الضروع فتسمن..
تُميت من تشاء وتحيي من تشاء بقبضة فرس الرسول.. وتأمر الجن الراصدين
حراس الكنوز في باطن الارض أن يُخرجوها فتخرج لك كما تخرج يعاسيب
النحل.. سيرى فيك الجن والإنس إلههم.. فسيسجدون لك.. ستعلمهم أن كالم
أديانهم كله أساطير.. تتحدث عن أمور مشكوك في وجودها.. جنة خضراء ذات
أنهار وجحيم أسود ساخن.. ستريهم الجنة أمام أعينهم.. وتريهم النار..

ستريهم كيف أن من يؤمن في عهدك فإنه سينال النعيم الفوري.. وليس النعيم
الآجل المشكوك في أمره.
لا تجزع.. ففور أن تقول أنك الرب.. فسيحاربك من يعبده الناس على أنه الرب..
بقدرته سيمسح إحدى عينيك فتكون ممسوحة في وجهك غير بارزة ولا غائرة..
وسيجعل عينك الأخرى عليها ظفرة خضراء تخفي بؤبؤها.. فتكون كأنها عين
زجاجية خضراء.. كأنها عنبة طافية.. حينها سيعرفك عباد الرب.. ولن يتبعوك
أبدا.. لكنهم قليل ولن يؤخروك قيد أنملة.
أنت المسيح وأنت إله الإنس والجن.. وأنت ابني.. ومن عبد ابني فقد عبدني.. ومن
وقر ابني فقد وقرني.. ومن وقرني أنزلت عليه عطايا لم يك حتى يتمنى أن
يدركها.. انزل أيها المسيح فإن لك في كل خطوة تخطوها مني بركة.. انزل
فامسح عقائد الناس التالفة وضع عقيدة واحدة.. نظاما عالميا واحدا أنت حاكمه..
انزل أيها المسيح وحقق وعدي الذي وعدته للرب قبل أكثر من عشرة آلاف سنة
يوم نبذني لما أردت الخير لبني الإنسان.. وعدته أنني بما أغواني لأقعدن لابن آدم
على صراطه المستقيم.. ولآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم
وعن شمائلهم.. ولن يجد أكثرهم على دينه.. بل إن أكثرهم سيلحقون بي إلى
حيث ما نبذني.. إلى أرض السعير.. فانزل أيها المسيح.. فمن لا يقدر عملك خلال
كل هذه السنين الطويلة لا يستحق الحياة.
تـمَّت
****





  رد مع اقتباس