المنتدى العـام للمواضيع العامة والتي لاتدخل تحت بقية الأقسام ..

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-06-2021, 02:37 AM   #1


الديالكتيك (ألجدل) هو علم دراسة التناقضات الموجودة في الأشياء وفهم هذه التناقضات ومحاولة إيجاد حلول لها. اول فيلسوف طرق موضوع الديالكتيك هو الفيلسوف هيغل (1770 – 1831م).
كان الفيلسوف الألماني جيورج فيلهلم فريدريش هيغل مثالي موضوعي وراديكاليا، رحب بثورة القرن الثامن عشر الفرنسية. وتمرد على النظام الاقطاعي للملكية البروسية، لكن الرجعية التي حلت في كل أنحاء أوروبا بعد سقوط امبراطورية نابليون أثرت في طريقة هيغل في التفكير. هيغل هو المؤسس للفلسفة الرسمية لبروسيا الملكية. عكست فلسفة هيغل التطور المتناقض لألمانيا عشية الثورة البورجوازية التي كان هيغل مفكرها. ومن هنا كان الاتجاه النقدي– الثوري لفلسفته التي عكست المناخ الثوري لأوروبا في وقته.
يعتبر هيغل المكتشف الحقيقي لقوانين الديالكتيك، والذي أخذ منه "ماركس" ما يعرف بالديالكتيكية المادية!
الديالكتيك يتناقض مع الميتافيزيقا (أو الميتافيزياء- وهي فرع من الفلسفة يتعلق بالطبيعة الأساسية للواقع، ويُسمى أيضًا "علم ما وراء الطبيعة").
النظرة الميتافيزيقية للأشياء الموجودة في الكون تعتبر أن الأشياء ثابتة لا تتغير بصورة أزلية، بل يحدث فيها نوع من الزيادة أو النقصان وتغير في المكان وأن هذا التغيير لا يحدث بفعل التناقض الموجود في باطن هذه الأشياء بل بفعل قوى خارجية!
الديالكتيك يرى بالآراء الميتافيزيقية بأنها تجمّد الحياة، تعطّل تقدم العلوم والاكتشافات بسبب عدم فهمها للطبيعة، وان أخطأ الميتافيزياء ترجع أسباب تطور الحياة إلى قوى خارجية!
كان "هيغل" يعتبر أن الفكر مقدَّمٌ على المادة، وأن المادة ماهي إلا انعكاس للوعي. هذه النظرية تتناقض مع الفكر المادي الذي يرى بالوجود المادي سابقا للفكرة. المعنى ان الفكرة (او الفكرة المطلقة حسب هيغل هي الخالق، والمادية تنفي ذلك وترى ان نشوء الكون والحياة لا علاقة لهما بأي فكرة مطلقة، انما تطور مادي قاد الى تشكيل الكون وظهور الحياة على سطح الأرض، وهو ليس موضوعنا انما سجلته للتمييز بين فلسفتين) الماركسية تدعي انها أخذت من ديالكتيك "هيغل" نواته العقلية و نبذت غلافه المثالي (الايماني)! حسب هيغل كل الظواهر الطبيعية والاجتماعية تقوم على أساس المطلق – أي الروح والعقل، أو "الفكرة المطلقة".
كان جدل هيغل – الذي عرضه في صورة شاملة في كتابه "علم المنطق" إسهاما قيما للغاية في الفلسفة. ففي كتاب "علم المنطق" صاغ هيغل قانون التغيرات من الكم الى الكيف، كشف بعمق التناقض (صراع الأضداد) باعتباره الدافع لكل تطور، وعرف قانون "نفي النفي"، وتناول بالشرح مقولات فلسفية عديدة، الفلسفة المادية (الماركسية بالأساس) تقول ان ديالكتيك هيغل يتعارض بشكل واضح مع فلسفته المثالية (الروح المطلقة). مما جعل ماركس يدعى بأن هيغل خان أفكاره الديالكتيكية (الجدلية) نفسها لأن تطور العالم والمعرفة قد قطع مساره حتى الكمال، فأدخل بذلك التصوف في الجدل، مطبقا مبدأ التطور فقط على الظواهر التي تقع في مجال الفكرة!!
لن ندخل في هذا الموضوع لانه خارج القصد من وراء هذه الحلقات.
اذن، هيغل هو المكتشف الحقيقي لقوانين الديالكتيك، والذي أخذ منه ماركس أساس هذه القوانين! على الرغم من أن ديالكتيك "هيغل" كان مثاليا إلا هذا لا يعني أنه يختلف في الأساس مع ديالكتيك "ماركس"! يقول "ماركس" في كتابه رأس المال: الإطار المثالي الذي غلّف الجدل الهيغلي، لم يمنع هيغل مطلقًا من أن يكون أول من عرض الصورة العامة للجدل بطريقة واعية وشاملة!
وحدة صراع الأضداد.
هو اهم قوانين الديالكتيك (الجدل) ويعني أن الظاهرة والضد لها موجودان في وحدة واحدة ولا ينفصلان عن بعضهما البعض، أي أن كل ظاهرة تحمل النقيض أو الضد لها في نفس الوحدة.
في الوحدة الواحدة تكون الأضداد في حالة صراع وحركة مستمرة، وفي صلب هذا التطور يقوم التناقض الديالكتيكي، أي انشطار الشيء او الظاهرة الى ضدين ينفي احدهما الآخر. الشيء المتطور أي كان ينطوي على جوانب ونزعات داخلية متناقضة، مثلا في الحياة الاجتماعية نلاحظ هذه الظاهرة بين القديم والجديد في الوقت الذي يتواجدان سوية طبعا. الترابط بين الجوانب المتضادة لا يبقى ثابتا، التناقضات تظهر وتتطور وتنحلّ/ تزول. الماركسيون يطرحون 4 مراحل تمرّ فيها العملية الديالكتيكية: اولا الوحدة للظاهرة المتضادة ثانيا التناقض والانفصال ثالثا الاستقطاب (المواجهة) رابعا تطور الصراع وصولا الى حل التناقض بسيطرة أحد الضدين. طبعا هذا التقسم الميكانيكي لا يظهر في الواقع بوضوح الا في حالات الواقع الاجتماعي وكل ما يتعلق بالفكر والانتماء الطبقي او الفئوي، انما أسوقه لتسهيل فهم الموضوع. طبعا التناقض لا ينفي ظهورَ تناقض جديد وإلا يتوقف التطور. أي ان للقانون طابعاً شاملاً ولا يتعلق بحالة معرفة ومحددة ونهائية. وهي ظاهرة في الطبيعة الحية وغير الحية في الفكر والمجتمع والعلوم. وهنا اجد نفسي مضطرا لطرح موضوع أساسي يعتبر من جوهر الفكر الماركسي، موضوع الصراع الطبقي الذي تطرحه الماركسية كصراع تناحري بقضاء طرف على نقيضة والحلول مكانه، أي يقود البروليتاريا (الطبقة العالمة) للقضاء على الطبقة البرجوازية واستلامها السلطة وتطبيق ديكتاتوريتها البروليتارية.
من الواضح ان الصراع والتناقض قائمين، لكن تطور النظام الرأسمالي والثروة الهائلة التي حققتها الرأسمالية استطاعت جعل الصراع غير تناحري، اي ليس صراعا لقضاء طرف على الطرف الآخر. انما صراع في إطار مطالب نقابية، عرفت الرأسمالية، عبر مؤسسات وجامعات متخصصة في الدراسات الاجتماعية والفكرية وشبكة واسعة من المتخصصين بمختلف مجالات الأبحاث الاجتماعية والنفسية والادارية، عرفت كيف توفر المطالب الجوهرية (مثلا في اسرائيل رفع الحد الأدنى للأجور الى 5000 شيكل مما أسقط تهديد الهستدروت بالاضراب، كذلك أحبطوا الهبّة الاجتماعية بإقامة لجنة كل توصياتها تقريبا ذهبت أدراح الرياح). كذلك برع النظام الرأسمالي بشراء قيادات عمالية تخرجهم تماما من كل مفاهيم الصراع التناحري. ان الثروة الهائلة التي أنتجتها الراسمالية حولت الصراع الى صراع مطلبي وليس تناحريّاً على السيادة.. نجد اليوم مثلا مجتمعات الرفاه الاجتماعي الرأسمالية، المهم ان نلاحظ ايضا ان النظام الراسمالي تجاوز في تطوره الاقتصادي، ومستوى الحياة والرفاه الاجتماعي لمواطنيه العالم الاشتراكي السابق الذي لم يصمد بهذا الصراع.. لأسباب لا تتعلق بالنظرية فقط انما بالممارسة والتطبيق أيضا. مثلا مفهوم البروليتاريا كان يجب ان يجري تجاوزه وطرح فهم جديد لمضمون الطبقة العاملة، لان البروليتاريا كانت ظاهرة اوروبية محددة بقوانين معينة وظروف معينة برزت مع بداية العصر البرجوازي، واختفت ولم تتطور هذه الظاهرة خارج اوروبا. لكن المضحك ان قياداتٍ وأحزاباً شيوعية ما زالت متمسّكة بموضوع البروليتاريا وكأنها آية مقدسة، تعيش على الماضي ليس عبر تجربتها انما عبر ايمان شبه ديني، وانغلاق عن فهم الواقع المختلف في تناقضاته الأساسية، المتغير في مبناه الاقتصادي، المتجدد في أساليب إدارته للسلطة، المنفتح على العلوم والتقنيات ودائم التطوير لمرافقه الاجتماعية والاقتصادية والخدماتية. بالمقابل كما أرى، ساد انغلاقٌ فكريٌّ واجترارٌ لبعض المقولات التي انتهت صلاحيتها الاجتماعية والفكرية.





  رد مع اقتباس
قديم 06-06-2021, 09:48 AM   #2

افتراضي

كل مجتمع وله فلسفه خاصه به
وأي مجتمع بدونها يعتبر مشلول العقل

يعطيك العافيه جيفار ا





  رد مع اقتباس
قديم 06-06-2021, 04:45 PM   #3

افتراضي






كل الشكر على مرورك الحلو





  رد مع اقتباس
قديم 06-10-2021, 09:13 AM   #4

افتراضي

مثل واتنفسك. رائ
وازيد بالقول. هو أننا كلنا فلافسة بأمور ما
شكرا لك على حسن الاختيار والطرح المميز بك





  رد مع اقتباس
قديم 06-10-2021, 01:12 PM   #5

افتراضي






نورتي اشكرك





  رد مع اقتباس
قديم 11-01-2021, 09:08 AM   #6

افتراضي

مشكور الله يعطيك العافيه





  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فلسفة النجاح دلع المنتدى العـام 4 11-06-2019 09:48 AM
فلسفة قكر صرخة أنثى المنتدى العـام 6 08-17-2011 05:19 PM
{ لونگ قصيدُة /.. وطلتگ فلسفة [ آآآح ]!.~ْ "دفا الروح" المــاسنجــــــــــــــر 6 06-05-2008 12:51 PM
فلسفة الحزن والوداع .....! ضَنٍآنٍيً آلشُوٍَقٍِ المنتدى العـام 6 04-03-2008 05:51 PM



الساعة الآن 12:48 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas