القصص والروايات يختص بالقصص والروايات الادبيه

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-10-2021, 05:41 PM   #1


مركز الخليج


تنبيه
هذه الرواية فيها جمع غفير من الشخصيات الحقيقية..
يؤدون أدوارا
مبنية على أحداث حقيقية حدثت في حياتهم.. جميع المعلومات العلمية
المذكورة في الرواية مأخوذة فقط من الابحاث العلمية المعتمدة.. وجميع
المعلومات الدينية مأخوذة فقط من القر آن الكريم و الأحاديث الصحيحة.
رسالة

أحببتك فاستحى قلبي أن يحب بعدك أحدا.
يقول قلبي: ما أدخلت بداخلي

أحد وأكرمته إلا لأجلها.. فما أدخلت الأب إلا لأني
رأيته يكرمها.. وما أدخلت الأخ و الأخت إلا لأنهما أبناؤها.. وما أدخلت الزوجة إلا لأن

فيها جزءا يشبهها.. ولن تدخل الابنة إلا لأنها من نسلها.. لو أن
أحد من هؤلاء أساء
إليها للفظته خارجي و لأغلقت الباب دونه إلى الأبد.
علمت أن الجنة بفردوسها و أنهارها و أبوابها.. ما كان لها أن توضع في مكان أكرم
من أسفل قدميك.. وعلمت أن الله لا يكرمني الآن إلا لأجلك.. ولا يسترني الآن إلا
لأجلك.. وأنه لن يرضى عني حتى ترضين.
أحبك أمي.

موعدنا كل خميس باذن الله كونوا بالموعد
ودوما نلتقى لنرتقى





  رد مع اقتباس
قديم 01-14-2021, 01:41 PM   #2

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
نبدأ مع اول فصول الرواية واحب ان انوه بأننى لست الا ناقلة لها وغير مسؤلة عن كتابة او افكار الكاتب التى يترجمها فى كتابه .



تحرر..

تحرر من كل ش يء وأنت آ ت..
و انزع عن روحك لباس كل ش يء..
تحلل من كل ش يء يثقل هذه الروح..
ألق بهمومك في هذه القمامة بجانبك..

أريدك فقط روحا..
صافية حرة متقدة.. لا تأتيها المشاغل من بين يديها و لا من خلفها..


حطم أي قضبان تحدد حدودا لفكرك..

أريدك حرا

طليقا لا حد لك..
فإذا مللت مني أغلق دفتي كتابي هذا
وانطلق بعيدا إلى صفحات أخرى..
وعوالم أخرى..
فإذا أتيت عالمي هذا ثانية تحلل.. وانزع عن روحك لباس كل شيء.. وألق
بهمومك في هذه القمامة بجانبك..
ثم ادخل إلي بهذه الروح.. أنا أريد هذه الروح.. أريد أن أحدثها..

ليس حديثا أكون فيه أنا المتحدث و أنت المستمع..
بل حديث آخذ بيدك فيه
وندخل معا في عالم.. لست أظنك ستخرج منه
كما دخلته..

فإما أن تخرج منه حامل كتابي هذا و

ملقيا

به في أقرب محرقة حانقا علي
و على كل من يأتيني من بعدك..
أو ستخرج من عالمي وأنت تنظر إلى عالمك هذا بنظرة مختلفة عما اعتدت
عليه..
نظرة غير راضية.. وغير مرتاحة.. نظرة تريد أن تتحرر من هذا العالم أو
تصلحه..
هيا تحلل يا صديقي.. وانزع عن روحك لباس كل شيء..
وألق بهمومك في هذه القمامة بجانبك..
فإني آخذك إلى أرض ليست كأي أرض..

أرض السفلة خزنتها.. و السفلة سكانها..
والسفلة ورثتها..
أرض موجودة أسفل قدميك.. يمكنك أن تخطو إليها بحركة واحدة في التو
واللحظة..
أرض سافلة.. فيها كل ش يء مسموح به..
كل شيء شرعي..
القتل مسموح به.. والاغتصاب..
السرقة مسموح بها.. والمخدرات..
الدعارة مسموح بها.. والجنس مع أي سن مسموح به ولو كان مع طفل.. أو
حيوان..
الخطف مسموح به.. و التعذيب..
أكل لحم البشر مسموح به.. و
سلخهم أحياء مسموح به..
الكذب مسموح به.. والإرهاب..
ليس هذا
عاملا

افتراضيا تجود عليك به قريحتي المريضة.. بل هو عالم حقيقي
وموجود..

وسيظل موجودا..
سأعلمك كيف تدخل إليه في لحظات.. و تخرج منه في لحظات.. كلما أردت
ذلك وأحببت..
ثم سأتركك أنت و ضميرك الجميل الفتي..
فإما أن تصيرسافل مع السافلين..
و

إما أن تصيررشيدا مع الراشدين..
ولست

مسؤولا عنك أوعن أي مريض نفسي ستكونه بعد زيارة هذا العالم..
فأنا سأفتح لك أبواب كل ش يء.. لتفعل كل ش يء.. و أي ش يء..
ولن يراك أحد.. أو يتعقبك أحد.. أو يعرف أحد أنك تدخل و تخرج..
ما رأيك.. أتتبعني إليه؟ أتتبعني إلى أرض السافلين؟
أم أن الهم الذي في حياتك يكفيك؟
لا تخف من أن يقبض عليك أحد.. فالعالم الذي أحدثك عنه مصمم ليكون
أبعد من أي عين حكومية تستطيع أن ترصدك فيه..

والآن دعنا من هذه العبارات الغامضة.. أرى أن في عينيك الرغبة في أن تأتي
معي..
مد إلي هذه اليد.. وأعطني هذه الروح أتلقاها و أصاحبها..
تعالي أيتها الروح القارئة لهذه الكلمات.. ادخلي..
فتى كنت أو فتاة..

رجل كنت أو امرأة..
ادخلي في أرض السافلين.. واعلمي أنك لست بخارجة منها إلا إليها..
روحا أريدك بل جسد.. تتنقل معي حرة بين جنبات عالم لا يحدنا فيه زمان
و لا مكان..
ولا يرانا فيه أحد و لا يشعر بوجودنا أحد.. فقط أنا و أنت..
على بوابة هذا العالم يجب أن نقف.. أنا وأنت..
لأتلو عليك كلمات..
ولن أفصل فيها كثيرا..
هي فقط ستروي لك ذلك الفضول الذي تنامى بداخلك و أنت تسمعني أقول

أن هذا العالم ليس افتراضيا من خيالي.. بل هو حقيقي.. وأنه تحت قدميك.. وأنه
شديد السفالة.

فإذا كان حقيقيا.. أين هو بالضبط.. وكيف تدخل له في لحظات؟
هذا العالم موجود تحت سمعك و بصرك.. وأنت تملك مفتاح الدخول إليه في
جيبك.. أوربما على مكتبك..
ولا أحد يقول لك أن هذا المفتاح يمكن أن تفتح به هذا العالم السافل..
وتدخل عبره إلى هذا العالم السافل..

فتصير سافل مع السافلين.. أو تصير أكثر

رشدا.
إنهم يطلقون كنية على هذا العالم السافل.. كنية تغلفها البساطة.. لكن

وراءها عاملا لن تدركه..
إلا لو وضعت يدك في يدي ودخلناه ا
مع ..
يطلقون عليه اسم "ديب و يب"..
هل أضاء الأسم في مخيلتك أي شيء؟
يسمونه شبكة الإنترنت السفلية..
هناك إنترنت أنت تعلمه ولا تمض ي ساعة من عمرك إلا و أنت تنظر إليه..

وهناك إنترنت سفلي سافل ممنوع.. وهذا الذي ربما

أنت لا تدري أصل أنه
موجود..
هي شبكة تجري فيها كل الأعمال السافلة في عاملنا هذا.. كل ش يء على
الإطلاق يدور هنا.. من أبسط شيء إلى أعنف شيء..
لم تعد المخدرات تباع و تشترى في أزقة جانبية مخفية يسلمها لك رجل مجرم
و أنت تتلفت حولك.. بل صارت الآن تباع و تشترى على هذه الأرض الإلكترونية
المخفية.

لم يعد تأجيرقاتل محترف أمرا

صعبا.. بالعكس.. بضغطة زر واحدة تستطيع

أنت نفسك أن تأمر قاتل

أن يقتل فلان الذي تكرهه.. كل القتلة المحترفين
يعرضون خدماتهم عليك و يعطونك قائمة أسعارهم بكل علنية و فخر.
العصابات كلها تعرض خدماتها عليك.. تريد
أن تخطف فلان.. تعذبه.. تجعل
منه عبرة لأمثاله.. نحن نفعل لك ذلك.. ماذا؟ تريد أن تشاهدنا في بث مباشر
و نحن نعذبه؟ لا مشكلة.. كل ما عليك هو أن تطلب الخدمة من موقعنا في الديب
ويب.
تشعر أنك بحاجة لبعض المال؟ لا عليك.. يمكننا أن نطبع لك النقود التي
تحتاجها.. ولن يفرق أحد بينها و بين النقود األصلية..
سنعطيك أوراقا نقدية بربع
سعرها أو أقل.. لا تحب الأوراق النقدية؟ ما رأيك أن نعطيك كلمات سر لكروت
ائتمانية تشتري بها ما تريد؟
تريد أن تجرب أكل لحوم البشر؟ لا تريد.. ماذا تريد..
هل تريد عضوا

بشريا

معينا بسعر زهيد؟ لا تقلق.. هذا تخصصنا.
هل تحب السحر الأسود.. هل مزاجك منحرف.. هل تحب الدماء؟ كل هذا
موجود بأبشع صورة يمكن أن تتخيلها..
مخابرات الدول تضع مواقعها هنا.. مواقع الإرهابيين كلها هنا تحت كل
حجر..
القائمة تطول.. ولست هنا حتى أفصل لك فيها.. فسندخل إليها ا


معا و نقتحمها
بعد قليل.. ثم إنني سأعطيك مفتاحها حتى تدخل إليها بعد ذلك في كل وقت.
إن كل مواقع الإنترنت الظاهرة للعيان والتي تدخل إليها أنت و غيرك كل يوم
وتنهلون من مناهلها و تنهل من مناهلكم، كلها بكل ضخامتها و شهرتها وزائريها لا
تمثل سوى 5 % من الإنترنت الفعلي..





  رد مع اقتباس
قديم 01-14-2021, 02:28 PM   #3

افتراضي

15
الـ95 % الباقية هي مواقع مخفية.. سوداء.. مظلمة.. حقيرة.. تم إخفاؤها

عمدا لسفلاتها.. يعمل أصحابها فيها كل ما يريدون بل رقيب..
الفكرة التي جعلت لمثل هذا العالم أن يوجد هي أن من يدخل إلى شبكة
الإنترنت السفلية لا يستطيع أن يتعقبه أحد.. فيفعل ما يحلو له.. ليس الأمر مثل

الإنترنت العادي الذي إذا فعلت فيه أمرا

إجراميا يهرعون لتعقبك برقم الـIP
الخاص بجهازك حتى يصلوا إلى رأسك.. أنت في الإنترنت المظلم مثل ثعبان.. لا
تدخل من جهازك مباشرة.. أنت تدخل من جهاز آخر في بلد آخر.. و ذلك الجهاز
الآخر يدخل من بلد آخر.. و ذاك يدخل من بلد آخر.. وهكذا في سلسلة ثعبانية
متطاولة يستحيل على أحد أن يتعقبك فيها أو أن يحدد أين موقعك بالضبط..
أأنت في كندا.. أم هولندا.. أم أمريكا.. أم اليابان؟ لن يعرف.. ففي كل مرة أنت
تدخل من مكان مختلف.
ولهذا العالم السافل عملة سافلة خاصة به.. عملة إلكترونية غير قابلة
للتعقب ولو بأكثر الطرق حداثة.. يسمونها "البيتكوين" Bitcoin ..تشتري بها
المخدرات.. و تشتري بها العاهرات.. و تؤجر بها القتلة.. و تفعل بها أي شيء مشين..
و تظل غير قابل

لتعقب من دولتك أبدا مهما فعلوا.
ما علاقة الأرواح بهذا الأمر؟ لماذا أنا أريدك
روحا حرة؟ لأنك لم تأت
أرض السافلين فقط لتشاهد هذا.. فأنا

لا أريد أن أصنع منك مجرما.. إنما جئت
بك هنا لتشارك السافلين حياتهم.. فتعرف كيف يصنعو ن.. فلا يخدعك من بعد
هذا قولهم أو فعلهم.
وكما أنك في صورتك الإلكترونية حين تدخل إلى الشبكة السفلية تكون
كثعبان حر لا يستطيع أن يمسك بك أحد.. فأنت حين تتحلل من صورتك المادية
و

تصير روحا حرة متحررة.. تصير كالزئبق لا يقدر على الإمساك بك أحد.
أنت تتحول إلى طور الروح هذا كل يوم عندما تنام.. عندما تخر ج روحك من
جسدك الخروج الأصغر..
فتكون حرة ترى أي أحد و تعيش أي مشهد..
لا تجري عليها قوانين المكان.. فقد تكون أنت في الهند بينما روحك تجالس

روحا أخرى في المكسيك.. و تجتمع إليكما روح آتية من نيجيريا..
و لا تجري عليها قوانين الزمان..
فقد يحدث أن روحك ترى نفرا من أرواح
السابقين و تحدثهم وتتسامر معهم.
يمكنك أن تتحدث مع التماسيح و السيارات و الجدران والشخصيات
الخيالية.. لا توجد قوانين، كل شيء مسموح به في طور الروح..

و حين ندخل أنا وأنت من هذا الباب.. سندخل في طور الروح.. و كل شيء كان

مستورا سينكشف..
هات يدك.. أعرني هذه الروح البيضاء التي يحويها جسدك.. ضع يدك على
يدي وادفع معي هذا الباب.. وتذكر أن ترمي همومك في مكان لا تستطيع أن
تتذكره.. ألق بها و
سألقي أنا أيضا.
▪ ▪ ▪
َ فور أن انفرجت دفتا الباب.. سحبنا ذلك العالم إليه

فجأة.. كما يسحبك

باب الطائرة لو فتحته فجأة.. فوجدنا أنفسنا أنا و أنت نهبط من السماء.. إلى
أرض هي أعجب أرض.. و جبال هي أعجب جبال.. تعلونا طيور سابحات.. وننظر
بأعيننا إلى مشهد غني
جدا.. مدينة عظيمة أسطورية.. كل جزء منها يختلف عن
الآخر في تضاريسه و طراز سكانه و أحوالهم.. فجزء تغطيه نيران الحروب وجزء

يغشاه الظلام و تسكنه الشياطين.. جزء مبهج جميل.. و جزء مقبض حزين.
أشخاص يضحكون هنا و أشخاص يموتون هناك.. أناس يتقاتلون هنا و أناس
يتناقشون بهدوء هناك.. أناس تحملهم بيضة زجاجية إلى السماء ينظرون منها في
تعجب.. وأناس تحملهم سفينة عظيمة من بر إلى بر.. أناس يسجدون لأناس
و أناس يرقصون لأناس..

أطفال يقفون صفا و يشيرون لنا في بؤس.. ونساء مائلات
مميلات يرفعن إلينا أيديهن في شوق.. أناس يمشون مقيدين بالسلاسل و أناس
يسكرون و يضربون زجاجات الخمور بعضها في بعض.. إن لم تكن هذه أرض
السافلين.. فكيف ستكون؟
وقفنا في الهواء وملابسنا تتطاير.. أشر ت لك إلى مبنى معين في المنتصف يبدو
مثل قاعة دائرية مليئة بالنوافذ.. قلت لك إن هذه وجهتنا الأولى.. من هناك
سنبدأ.. و إلى هناك سننتهي.. فيها سننزل.. و منها سنعرج تارة أخرى خارجين.
دخلنا إلى القاعة الدائرية من أكبر نوافذها وهبطنا على أرضها.. إن هذا
الطور الذي نحن فيه مريح للغاية.. لا تهمنا أسماء ولا لغات.. الكل يعرف الكل..
و الكل يفهم الكل..

كان أول ما طالعنا في القاعة رجل

طويل ذا هيئة مريبة.. عليه
معطف أسود و فوق رأسه قبعة سوداء..
يلبس على وجهه قناعا.. أو نصف قناع..
ابتسم لوصولنا وقال:
جئتم فتشرفت بكم الأجواء.. جئتم بأرواح بيضاء مترقبة بريئة لا تدري
شيئا.. تمني أنفسها بالإثارة..لكنها قد تنصرف من هنا سوداء قاتمة.. و قد تنصرف


من هنا أكثربياضا.. و قد لا تنصرف من هنا على الإطلاق.
ابتسمت ابتسامة واسعة أنا الآخر و حييت الرجل و نظرت لك وقلت:
هنا مبدأنا يا صاحبي.. من قاعة "هارموني".. من عند هذا الصديق الذي
ستعتاد على سخافاته فيما سيأتي من الأيام.. السيد "سكوربيون".. وهو ليس

سيئا بقدر ما تظهر لك هيئته.
دعني أحدثك بأمر هارموني.. و أمر سكوربيون.. انظر إلى النوافذ من حولك..
تلك التي تحدنا من كل مكان.. يمكنك أن تعد سبع نوافذ حولنا.. سبع نوافذ
تطل كل نافذة منهن على عالم من عوالم السافلين.. العوالم هنا كبيرة و غنية

وسافلة جدا.. كل نافذة حين ننظر إليها سترينا فقط ثوان معدودات من ملمح
كل عالم سافل.. سننظر في النوافذ كلها و نرى ملمح جميع العوالم.. ثم ستكون
لنا الحرية في اختيار العالم الذي نريد أن نذهب إليه قبل الآخر.. هذه من مزايا
أرض السافلين.. أنت لست

مقيدا بترتيب معين.

هل ترى تلك العربة هناك في طرف القاعة؟ تلك التي تشبه الدودة.. نعم ها
هي ذي. عندما نختار أي عالم من العوالم نشاء ستأخذنا هذه العربة إليه
مباشرة.. يسمونها هنا "الكرولر".. أو الزاحفة.. وسأترك سكوربيون يخبرك في
وسط ثرثرته معك عن السبب الذي سموها به هذا الاسم.
سكوربيون هو الشخص الذي سيعلمك كيف تدخل إلى شبكة الإنترنت
السفلى.. وليس أنا.. أنا فقط مهمتي أن أرافقك لأؤنس وحدتك في كل عالم من
عوالم السافلين.
سنقابل سكوربيون عندما ننتهي من كل عالم.. حيث سنعود هنا إلى هارموني
و

سنستريح بينما هو يعلمك جزءا من الشبكة السفلى و

يريك مواقع أشد سوءا
مما تتخيل.
و سنقابل سكوربيون داخل كل عالم مرة أو مرتين.. سيأتينا وسط المشاهد
بينما نحن نصول و نجول.. لن يشاركنا جولاتنا.. نحن فقط سنستريح عنده.. لأن
العوالم طويلة.. ولن نقدر على إنهائها في
نفس واحد أبدا.
كل ثرثرات سكوربيون سواء التي يثرثرها بعد كل عالم.. أو التي يثرثرها داخل
كل عالم.. لن تقرأها هنا.. لأن الكثير من ثرثراته فيها تعليم لأصول اقتحام
الشبكة السفلية.. و تعليم الشبكة السفلية لا يصلح هنا بين دفتي كتاب.. تعليم
الشبكة السفلية لا يصلح إلا في الشبكة السفلية نفسها.. حيث يمكنه أن يريك
كل شيء بشكل مباشر لتختبره بنفسك.
من أجل هذا صمم سكوربيون لنفسه

موقعا

خاصا على الشبكة السفلية..
ستدخل عليه في أوقات استراحتنا سواء التي بين العوالم أوالتي تكون داخل كل
عالم.. و ستتحدث مع سكوربيون هناك كما يحلو لك.
في البدايةو قبل أن نختارالعالم الأول.. سأترك سكوربيون يثرثر لك

قليل على موقعه عن بعض الأمور المهمة
و ستجدني جالسا هناك في جانب القاعة حين ..
تنتهي..
ادخل على com.Safilinland حتى تثرثر مع سكوربيون.


دائما عندما ترى شعار سكوربيون.. اعلم أنه عليك أن تزور موقعه.. ولا
تتجاهل هذا الأمر.. بل يجب أن تزوره.. الاستراحات عندنا إجبارية.
أخبرتك أن سكوربيون ليس بالسوء الذي يبدو به.. تعال الان لننظر من
النوافذ.
كانت نوافذ زجاجية دائريةمقعرة مثل نوافذ الغواصات.. بدأنا بأول نافذة في
مواجهتنا.
نظرنا فيها فإذا مشهد لنساء كثيرات..
ثم اختفى المشهد فجأة وحل محله
َ مشهد لعاهرات يبتسمن لنا في دلال.. و يمددن إلينا أيديهن و كأنهن يريننا من النافذة..
ثم اختفين وظهر رجل يرتدي طاقية سوداء ولا يبدو ودودا.. هذا مثير يا صديقي.
انتقلنا إلى النافذة التي تليها.. رأينا شيطانا يمسك ميكروفون و
شخصا يكتب بسرعة مذعورة.. ثم أتى بعد هذا مشهد لكثيرمن الناس يمشون في أرض فلاة
بعضهم بجوار بعض.. وتبدو عيونهم ذاهلة شاخصة إلى اللامكان.
تركناها إلى النافذة التي تليها.. رأينا ما يشبه حرب العصابات.. و رجل وسيم
يبتسم لنا بطريقة ساخرة.. ثم يهرب و يركض وراءه حشد غفيرمن الناس.. وامرأة
قاسية الملامح ترتدي رداء ابيض وتبدو غاضبة.
نظرنا في النافذة التي تليها فرأينا
كثيرا من القرود و كثيرا من المخلوقات الغريبة التي لم نرَى

لها مثيل من قبل.. وهناك شخص ينظمها بعصا في يده.
ثم نظرنا في النافذة الخامسة.. رأينا مشاهد من الكون العظيم.. بمجراته
و نجومه و كواكبه..

حقا

كان مشهدا

صافيا

جميل.
ثم نظرنا في السادسة..
رأينا رياحا

عاتية تحمل على متنها كثيرا من النقود..
وبين سيل النقود الجارف هذا

حملت الرياح لنا رجل عجيب المنظر أخذته الرياح

بعيدا قبل أن نراه..

ثم فجأة برز لنا بوجهه و هو يضحك و كأنه ينظر لنا من جهة
النافذة الأخرى.. ما هذا العبث؟!
نظرنا في النافذة األخيرة.. رأينا الكثير من النرد يرمى في الهواء ورأينا
شيئا

هلاميا

عجيبا يسبح باتجاهنا..

لم نتبين ما هو جيدا.
هذه سبع نوافذ..
اقرأها جيدا مرة ثانية.. ما رأيك.. بأيهم نبدأ؟ دعني أتفق

معك اتفاقا.. سأختار أنا أول ثلاثة عوالم.. ثم سأترك لك أن تختار الأربعة
الباقية.

دعني أفكر قليل..





  رد مع اقتباس
قديم 01-14-2021, 03:06 PM   #4

افتراضي


فليكن.. سأختار أولئك العاهرات.. لا بأس أن نستفتح بقليل من الإثارة.. هيا
بنا إلى الكرولر.. إنها تبدو حديثة و مليئة بالأجهزة.. لكن لا يبدو أنه يمكننا
توجيهها.. إنها تـ...

انطلقت بنا فجأة فرجع جسدي للوراء بالقصور الذاتي قبل أن أكمل
كلمتي..
تبا.. ألا يوجد أحزمة هنا؟!
لم نكن نستطيع
في جولتنا بالكرولر أن نرى أيا من مشاهد أرض السافلين..
فلقد كانت الكرولر تمشي في ما يبدو أنه تحت الأرض و تحت الجبال و تحت
المباني.. إنهم يخفون عنا التفاصيل حتى تفاجئنا حين نراها في عوالمها.. فليكن..
أنا أحب المفاجآت على أية حال.

مهل.. يبدو أننا اقتربنا من شيء ما.. إنني أراها.. بوابة العالم الأول.. ما هذا
بالضبط؟!
▪ ▪ ▪

العالم الأول
بوابة صرحها من الذهب والفضة والمرجان.. والدم.. لا تدري ما دخل الدم..
لكنه يسيل عليها وعلى الأرض التي تحتها.. دم كثيف أحمر متألم.. تعال اقترب
معي ولا تتألم.. أعلم أنك هش في طور الروح.
ّ صوت خافت بعيد أتانا نعيق بومة تغني
من الداخل كأنه .. كيف تغني
البومة؟ لا تشغل بالك واقترب بروحك أكثر، هناك خفافيش ترفرف فوق البوابة

مصدرة صوت الرفرفرة المقبض، لا تتراجع هكذا من البداية فما زلنا عند
البوابة.
بدأنا نمشي ناحيتها بحذر.. سمعنا أصوات صخب نساء خافتة

نوعا ما.. و فتحت البوابة ببطء ، و أخذ صخب النساء يتعالى.
هلم بنا أيتها الروح ندخل.. إلى أول أرض من أراضي السافلين.. نساء.. دماء..
صخب اتضح فيما بعد أنه تأوهات.. إنها الدعارة.. وهذه أرضها.. وهذه بوابتها.
استقبلتنا عند الباب فتاتان.. إحداهما
ترتدي رداء أحمر و تغني بصوت البومة..
و الثانية تتلوى على غناء صاحبتها في ثياب سوداء تبدي من جسدها أكثر
ّ مما تخفي.. إنهما من جنيات الدعارة المقدسة في الدين اليهودي، ولأن منظرهما كان ملفتا جدا فلقد شغلتا أبصارنا دقائق نتأمل فيهما عند البوابة.
أنت لا تدري أشر تريدان بك أم غير ذلك؟ لكن اطمئن.. إنهما بك مرحبتين وبقدومك مستبشرتين، تقدم أيها الروح ولا تعر هذه الغرائب اليهودية اهتماما؛

فهي غيرموجودة إلا في مخيلت اليهود المريضة الذين يبدو أن لديهم ميل عجيبا في كتبهم لوصف الشياطين وأحوالهم.
فور أن دخلنا عرفنا سبب صخب النساء الذي كنا نسمعه.. كانت هناك نساء كثيرات وفتيات رافعات رؤوسهن في عزة وكبرياء.. يمسكن مظلات حمراء ويمشين في مسيرة ضخمة ويرسمن على وجوههن الحزم.. نحن في مدينة أوروبية
كما يبدو من الأبنية حولنا، لم نفهم
شيئا في البداية.. حتى نظرنا إلى بعض
الافتات التي يحملنها. هناك عبارة هامة تتكرر بخط أحمر سميك في معظم
الافتات.. اليوم العالمي لإنهاء العنف ضد العاهرات.. انتبه يا هذا فالمسيرة تتجه
نحونا.. تنح جانبا.

فجأة تقدمت منا إحدى المشاركات في المسيرة بحماس ومدت يدها لنا بمظلة..
خذ المظلة منها.. خذها ولا تناقش، ولنمش معهن في المسيرة..

أصبحنا نمشي في مسيرة للعاهرات.. عاهرات عن يميننا.. وعن شمالنا
عاهرات.. بعضهن يرتدين أقنعة بيضاء أو حمراء لإخفاء هويتهن.. تنظر إليهن في
دهشة.. هذه مسيرة عالمية تقام في السابع عشر من ديسمبر من كل عام في بعض
الدول الأوروبية لأجل عاهرات الشوارع اللاتي يتعرضن للعنف والاغتصاب من
الناس والعصابات ورجال الشرطة.. ألسن فئة من فئات المجتمع؟ ألسن

بشرا؟
أم أنك تشجع ضرب العاهرة واغتصابها وقتلها وحرقها فقط لأنها عاهرة؟ هيا
ارفع مظلتك وامش معنا ودافع عن العاهرات الآن.
بمناسبة قتل العاهرات، كان هناك شيء ما يفرق المسيرة من الأمام.. توقفت
المسيرة وبدأت العاهرات يصرخن ويجرين في كل مكان.. تطاولنا
قليل لننظر.. فإذا
رجل قوي الجسم ذو شارب بني كثيف، يرتدي نظارة كبيرة الحجم مستفزة
و يجري وراء العاهرات.. ألا يكفي أنكن عاهرات تخليتن عن أنوثتكن واحترامكن
وكشفتن عن سيقانكن ونزلتن إلى الشارع وسط أقذر فئات المجتمع ثم حين
تتعرضن للعنف تملأن الدنيا ضجيجا يا عاهرات؟! دعني أعرفك: هذا "جاري
ريدجواي".. قاتل متسلسل متخصص في قتل العاهرات.. قتل في حياته حوالي
مائة عاهرة، نسيت أن أخبرك أن أحد مراسم هذه المسيرة التي نمشي فيها هي
تخليد ذكرى العاهرات اللاتي قتلهن الأخ "جاري"، لكن يبدوأن "جاري" قد حضر
بشاربه هنا.. ويبدو أن المسيرة قد تفرقت، ويبدو أنه يجب

نحن أيضا أن نركض.
اركض يا صديقي اركض..
اتجه إلى أي اتجاه تراه مناسبا..
ركضنا حتى اختفت صرخاتهن من مسامعنا..
هذا المكان يبدو هادئا نوعا ما..
ميدان أنيق وسط أبنية من الطراز الأوروبي.. دعنا نلتقط أنفاسنا

قليل هاهنا..
نحن في أمستردام كما يبدو.. هل ترى ذلك التمثال؟ إنه تمثال عاهرة.. لو نظرت

إلى العبارة المكتوبة أسفله سترى مكتوبا بخط فاخر: "هذا لتكريم العاهرات في
جميع أنحاء العالم".. إن تمثال العاهرة هذا هو من أشهر معالم مدينة أمستردام
الهولندية؛ فالدعارة في هذه الدولة مرخصة والعاهرات هنا مكرمات. لا تجزع
هكذا؛
فالدعارة محرمة في كل دول العالم تقريبا ما عدا هولندا وألمانيا والسويد
والـ...
صرخة عالية هزت الأرجاء.. هزتها لدرجة أن الرؤية لم تعد واضحة،
وأصبحنا نرى الأجواء كأنما يراها شخص خلع نظارته.. انظر هناك: الرؤية تتضح
شيئافشيئا.. هل ترى ما أراه؟





  رد مع اقتباس
قديم 01-14-2021, 03:41 PM   #5

افتراضي


صاحب الصرخة.. إنه "أنتيخريستوس".. ذلك الكيان الذي يمشي هناك.. هو
كما وصفه الإنجيل بالضبط.. وحش له سبعة رؤوس.. وعشرة قرون يمشي بتؤدة
غير ناظر إلى جهتنا.. يمشي ويصرخ.. ما الذي أتى به إلى أمستردام؟ و من هذه التي
تركب على ظهره؟
امرأة فاتنة ترتدي زيا بنفسجيا مرصعا بالذهب والالماسات الكريمات..
موصوفة هي أيضا في الإنجيل لو تذكر.. عاهرة بابل.. أم العاهرات
والخبيثات في الأرض.. تمسك بكأس مليء بنجاسات وخطيئات البشر.. تشرب من دم الصالحين والصديقين ..
وتبتسم بسخرية.. لكن لماذا تمتطي هذه العاهرة أنتيخريستوس؟
دعك من هذا الآن.. ربما لو قرأت الإنجيل وشرحه ستفهم.
تعال الآن نهرب إلى ذلك الزقاق هناك.. هذه مساحة لا يمكن لوحش كهذا أن يدخل وراءنا فيها..

لقد بدأت أتشتت نفسيا في هذا العالم المتداخل..

هذا الزقاق يبدو قذرا جدا ياصديقي.. هل أنت متأكد أننا في أمستردام؟ بدأنا نشم روائح تبدو كروائح أطعمة
شعوب شرق آسيا.. وسمعنا ضجة زحام تأتي من نهاية الزقاق.. تقدمنا إلى هناك
فوجدنا أنفسنا في شارع رئيسي مزدحم مليء بالناس.. أخذنا نمشي ببطء.. ننظر
حولنا ونتلفت.. يبدو أننا قد انتقلنا إلى مدينة أخرى
تماما.. تذكر أن هذا عادي في طور الروح.. لقد انتقلنا إلى أقصى الأرض.. إلى "بنوم بن".. عاصمة "كمبوديا".
لسنا في مكان عادي في "بنوم بن".. نحن في منطقة الضوء الأحمر في المدينة
أو الـDistrict Redlight ..وكل مدينة في العالم فيها منطقة ضوء أحمر.. وهي
المنطقة من المدينة التي تتركز فيها عاهرات الشوارع والبارات الجنسية ومحلات المساج الجنسية.. هذه المحال
غالبا ما تستخدم في لوحاتها أضواء حمراء مما يظهر المنطقة لمن يراها من بعيد وكأنها تشع نورا أحمر.. نور الرذيلة.
نحن في منطقة الرذيلة في "بنوم بن".. ولو كانت هذه هي أول منطقة رذيلة
تراها في حياتك فلا تحكم أبدا.. إن مناطق الضوء الأحمر في أوروبا وأمريكا شيء
وهنا شيء آخر.. كل شيء هنا متهالك وقذروهناك رائحة لا تدري ما هي في الهواء..
هناك عاهرات آسيويات نحيلات يقفن في كل مكان.. و رجال معظمهم أجانب أتوا
إلى هنا لممارسة الجنس معهن..

أضاء ليزر أخضر في وجهك فجأة فنظرت ناحية
مصدره لتجد عاهرات يرقصن في إغواء في شباك أحد المباني و يصوبن إليك قلم
الليزر.. إنها تريدك أنت من بين كل الملايين.. تنظر إليها ثم إلى الليزر على صدرك في
بلاهة فتأتيك خيالات زهو عن مدى جاذبيتك.. تحرك هيا ولا تكن أبله.

أنت لا تدري كم عاهرة رأيت حتى الآن بينما نمشي.. يأتيك شعور غريب بعد
أن ترى هذا العدد المهول من العاهرات..

تشعر فجأة بأن كل نساء الأرض قد يصبحن عاهرات فقط لو أعطين الفرصة .. هذه مشكلة مناطق الدعارة وبيوت
الدعارة وأفلام الدعارة، أنها تزرع فيك هذا الشعور.. لكن دعنا نتفق على شيء،
العاهرة الواحدة يأتيها عدد كبير من الزناة، فلو أن عدد العاهرات في العالم هو
كذا فعدد الزناة هو على الأقل عشرة أضعاف هذا العدد؛ فالرجال هم الأكثر عهرا.
أتفهم نظراتك المندهشة و أنت تمشي في هذا الشارع الأحمر فمازلت غضا ياصديقي..
محلات المساج التي تعد بخدمة كاملة ونهاية سعيدة منتشرة في كل مكان.. إن الدعارة محرمة في كمبوديا بالمناسبة.. لذلك ليست هناك بيوت دعارة
بشكل رسمي صريح، إنما هناك بارات وفتيات داخل البارات وغرف.. وصاحب

البار ليس مسؤلا عن ذكر أعجب بأنثى في البار فقرر أن يدخل معها إلى إحدى
الغرف..

كذلك صاحب محل المساج ليس مسؤولا عن أن ترتدي الفتاة التي تدلكك ملابسها أو لا ترتديها..
ليس مسؤولا عن كونك ضعيف الإرادة أمام فتاة تدلكك ولا يرتدي أي منكما ملابسه..
حقا تضحكني قوانين تحريم الدعارة في تلك البلد.
دع عنك الشارع الرئيسي وتعال ندخل إلى ذلك الزقاق هناك.. هذه الأزقة

حقيرة جدا.. تتقارب جدرانها حتى لتطبق على نفسك ذاتها.. حتى وأنت في طور
الروح تشعر بضيقها.. الآن توقف هنا ودعنا نصعد لهذا المبنى..
تحديدا إلى الدور الثاني منه.. حيث يعيش جماعة من السافلين في بيت دعارة.. ولا بد أن نكرمهم
بالزيارة.
▪ ▪ ▪
طرقنا الباب ففتحت لنا امرأة في منتصف العمر.. هل تصدق كمية المكياج
ّ الذي تضعه هذه المرأة؟
من الواضح أنها القوادة هنا .. وعلى عادة عالم الأرواح لاوجود للمجاملات وإلاطراءت.. أدخلتنا المرأة بلا كلام.. و مشينا وراءها حتى اقتربنامن إحدى الغرف، هناك قوة روحية عالية في هذه الغرفة جعلت الأجواء تهتز
قليلا.. فتحت القوادة باب الغرفة بلا استئذان.. هناك فتاة جالسة على سرير مزدوج.. الغرفة أحقر من أن أصفها.. رفعت الفتاة رأسها ونظرت إلينا، كانت في العشرينات من عمرها،ترتدي ثوبا مكشوفا وتضع الكثير من المكياج.. ابتسمت لك واهتزت الأجواء لابتسامتها بعنف.. وظلت تهتز حتى بدأت تتلاشى الموجودات

حولنا وتتكون موجودات أخرى.. نحن ندخل إلى روح الفتاة، و لما دخلنا رأينا من حديث روحها عجبا.
تقول روح الفتاة النحيلة:
لا تظن أن ابتسامتي لك هذه حقيقية أو حتى نصف حقيقية، فحتى أبتسم
لك هذه الابتسامة مررت بقصة لا أدري كيف مررت بها، لكن هأنذا عاهرة..
مبتسمة.. وكلما أتيت و جدتني هكذا.. حتى تمل مني وتذهب لتجرب عاهرة أخرى..
لقد أتيت لتسمع قصتي.. قصتي التي عرفت فيما بعد أنها ليست قصة نادرة.. إن هناك الملايين منا.. عاهرات.. مبتسمات.. وهبنا حياتنا من أجل متعتك فيما يبدو.. تعال اقترب مني أيها الروح وادخل إلى مجال عطري واستمع.. وابحث معي عن الخطأ الذي فعلته في حياتي حتى أصير عاهرة.. مبتسمة.
وسط غابات السافانا كنت أركض في دوائر بقدمي الصغيرتين، وشعري
المربوط ضفيرتين وعمري الذي لا يتجاوز العاشرة.. أنا أحب عمل حركة الدوائر
هذه بين الحشائش الطويلة..
هل تحب عملها أنت أيضا؟ لست أعرف لنفسي اسما ما.. أنا من سميت نفسي بنفسي.. فكل الأسماء التي سموني بها في حياتي كريهة لا تعجبني.. ذات مرة رآني رجل طيب وأنا ألعب فقال لي أنت "سومالي"..
"سومالي مام".. ومعناه في لغتنا الكمبودية، قلادة الزهور الضائعة في الغابة البكر..
ارتضيته لنفسي اسما لأني رأيتني فيه..

أذكر أني لما سمعته أول مرة فرحت و كنت أقفز هنا وهناك وأنا أتغنى به بصوت عال .
أبي.. أمي.. أهلي.. لا أعرفهم.. صغيرة كنت حينما تركوني في قريتنا "بوسرا"،
وهي قرية قوامها عشرة أكواخ من القش.. كل كوخ تعيش فيه عائلة صغيرة، أنام
عند أي منهم وآكل عند أي منهم.
ذات ليلة أخذني رجل طيب من القرية اسمه"تامان" وجعل لي مكانا في بيته..

كان طيبا جدا،وزوجته جميلة وطيبة جدا معي.. ما زلت أذكر شعرها الطويل
الذي كانت تعقده خلف رأسها.. كانت حنونة على أطفالها.. كنت أنظر لها ويحزن
قلبي.. لماذا أنا بلا أم؟ لماذا أحاول أن أتذكرشكل أمي فأفشل؟ ويصور لي خيالي شكل

وهميا لها، لماذا أذهب إلى ناحية الأشجار كل حين وأنادي على أمي؟ لقد
قالوا لي إن الأشجار تعرف كل شيء.. لكن الأشجار لم تكن ترد علي إذا سألتها..
هذه الأشجار لا تعرف أين هي أمي.
قال لي الرجل الطيب "تامان": لا يجب علي ك أن تبحثي في الماضي.. لا يجب
عليك . أن تجرحي نفسك






التعديل الأخير تم بواسطة ملكة جروح ; 01-15-2021 الساعة 11:11 AM
  رد مع اقتباس
قديم 01-14-2021, 07:31 PM   #6

افتراضي


في يوم من أيام الشتاء أتاني "تامان" وقال أنه سيعرفني على رجل عجوز..
قال يا "سومالي" إنه من نفس البلدة التي ولد فيها أبو ك.. هذا العجوز سيوصلك
إلى والديك..
أذكر ذلك اليوم الذي ألبستني فيه زوجة "تامان" فستانا أحمرَ
َ وقلادة خشبية جميلة..
وأمسكت يدي الصغيرة يد ذلك الرجل العجوز وأنا أنظر له بسعادة
..
لم أكن أعلم أنه في ذلك اليوم تحديدا، باعني "تامان" للرجل
العجوز.. باعني له كجارية.. ما زلت أذكر ابتسامتي وأنا أنظر إلى "تامان" وزوجته
هكذا الأطفال دائما يصدقونك.. ويتعلقون بك وأتعلق بيد ذلك العجوز وأضحك.
.. ولو قفزت في اليم سيقفزون خلفك.. في ذلك اليوم أخذني العجوز الذي
اشتراني ومشى بي ومشى.. حتى ابتعد بي عن كل شيء أعرفه.
▪ ▪ ▪
تبدلت بنا الأرض غيرالأرض..
لم تعد هناك "سومالي مام".. ولا "تامان".. لا عليك فسرعان ما سنعود
إليهما..
تذكر أن هذه الأمور تحدث في عالم الأرواح كثيرا.. لا قواعد هنا تتحكم
تذكر هذا جيدا حتى تعتاد عليه ولا تتفاجأ.. مرن نفسك بانتقالك ألي مشهد..
على هذا، ستعتاد هذا.. وستحب هذا.
هانحن الآن قد انتقلنا إلى مكان آخر تماما وأجواء أخرى.. أصبحنا في الشارع
"55-E "بالقرب من الحدود الألمانية في جمهورية التشيك.. هنا يستريح سائقو
الشاحنات الذين يأتون ويروحون كل يوم على طريق "برلين – براغ".. يختارونه
بالذات لأن هذا الشارع تحتشد فيه كل يوم على مدار الساعة أكثر من ثلاثمئة
عاهرة في صف واحد بانتظار فقط أن يختارهن أحد.. فبعد أن يستمتع سائق
الشاحنة بالبطاطس المقلية الرخيصة يمكنه أن يستمتع بإحدى هؤلاء العاهرات
لنصف ساعة بسعر رخيص؛ لذا يدعى هذا الشارع "شارع الحب الرخيص" أو
Love Cheap of Highway ..أطول بيت دعارة في العالم.. ها نحن الآن نجلس أنا
وأنت على مقاعد أحد المقاهي في هذا الشارع وأمامنا على الطاولة بعض
البطاطس المقلية.. وحولنا عاهرات.. وسائقو شاحنات.. والكل يبدو في غاية
الاستمتاع.

كانت هناك شاشة كبيرة تعرض برنامجا ما يحظى باهتمام بعض رواد
المقهى.. شاهدنا معهم البرنامج..
كان يعرض مؤتمرا ما.. فيه نساء جالسات
يتحدثن في أمر ما يبدو بالنظر إلى وجوههن أنه كارثي.. و مكتوب أسفل الشاشة
بالخط العريض "المنظمة العالمية لحقوق العاهرات" أو
Rights' Prostitutes for Committee ..نساء كبير ات وصغيرات.. كانت إحداهن
تقول:
"عاهرة".. اسم يحتقرنا به المجتمع، اسم ظالم.. إنما نحن عاملات في مجال
الجنس Workers Sex ..هذا هو المسمى الصحيح الذي يليق بنا.. نحن موظفات
في "بزنس" الجنس مثل أية عاملات في أي مجال آخر.. ولا بد أن تكون لنا حقوق
مثل أية عاملة في أي مجال آخر.. مهنة في بطاقتنا الشخصية.. تأمين صحي
شامل.. هيئة أو نقابة تحمينا أمام القضاء ضد العنف والاحتقار الذي يمارس
ضدنا.

عرضت الكاميرا شخصا جالسا معهن في المؤتمر يرتدي طاقية سوداء و ينحدر
شعره الطويل من وراءها و يبدو وجهه النحيل المتجهم أسفلها.. كان الرجل يكره
العاهرات وذا باع شهير في قتلهن ورميهن في صناديق القمامة.. قال لهن بهدوء
مريب:
حتى لو أصبح لكن حقوق وتأمينات ومسميات وهيئات.. فأنتن في النهاية
عاهرات.. لا فائدة لكن في المجتمع سوى أن يحتك بكن رجل نجس لبضع دقائق
ثم يرمي لكن بعض النقود ويمضي لحاله.. دعننا نكون صريحين أمام المجتمع،
هناك طبيبة.. وهناك عاهرة.
فصلنا قليل عن مشاهدة البرنامج المثير رجل جالس بجانبنا في المقهى.. كان يقرأ في جريدة..
عجوزا كان ذا لحية بيضاء كثيفة وشعر طويل أبيض كثيف.. ألم
تعرفه؟ إنه "كارل ماركس".. رجل عجوز لا يعترف بدين ولا ملة.. لا يعترف سوى
بالماديات فقط.. لكنه غير أفكار جزء كبير من العالم..
قال لنا فجأة بقرف:
العاهرات هن نتيجة طبيعية للرأسمالية العفنة المتوحشة.. لا بد أن ينتهين
عن هذا العهر.. أنا أميل لرأي جاك السفاح في هذا المؤتمر.
نظرنا مرة أخرى إلى الشاشة بذعر.. هذا الرجل الهادئ ذو الطاقية في المؤتمر
هو جاك السفاح؟!
اهتزت الأجواء مرة أخرى بعنف شديد هذه المرة وعدنا مرة أخرى إلى"كمبوديا".. حيث تجلس تلك الآسيوية النحيلة بمكياجها الأبيض تحكي.
▪ ▪ ▪
تقول "سومالي مام":

مشيت أنا والعجوز الغريب بعيدا عن كل شيء أعرفه..
كنت أنظر له من آن لآخر بسعادة وأمل.. مشينا حتى وصلنا لمجموعة من الناس
واقفين بجوار شاحنة كبيرة..
خفت جدا

لما رأيت الشاحنة وسمعت هديرها وأنا التي لم أر فى حياتي حتى دراجة.. تراجعت بخوف.. وللمرة الأولى رفع العجوز يده وأنزلها بسرعة وشدة على وجهي في ضربة قاسية جدا.. لم يضربني أحد من قبل..
كانت هذه هي أول مرة.. وقعت على الأرض في دهشة وألم.. لأجد العجوز يرفعني من على الأرض ويرميني رميا في الشاحنة.. ويغلق علي الباب.

ظلاما من فوقه ظلام كانت الشاحنة..

وظلاما كانت حياتي بعد ذلك.. نزلنا
من الشاحنة وركبنا سيارة صغيرة مرت بنا عبرالمدينة.. كانت المرة الأولى التي أرى
فيها أي مدينة.. رأيت سيارات.. و دراجات نارية.. و مطاعم.. و أناس بشرتهم فاتحة

يرتدون ملابسا ملونة.. و رأيت مجموعة من الفتيات يمشين معا في زي مدرسي
موحد أبيض.. أعجبني منظرهن.. ظننتهن ملائكة.. لم أكن أدري ما هي المدرسة أصل.
مشينا في أرجاء المدينة حتى وصلنا إلى قرية الرجل العجوز.. دخلت بيته، كان

يعيش وحيدا.
ّ فهمت أن أن أنظف البيت وأطبخ وأملأ الماء من النهرعلي كل يوم.. لقد اشتراني ذلك الرجل كخادمته المحلية..
كان هذا معتادا جدا في "كمبوديا".

كان العجوز يشرب كل ليلة ويلعب القمار كثيرا.. وفي الليلة التي لا يجد فيها

شرابا كانت عيناه تبرزان ويمسك عصا البامبو ويضربني بقسوة شديدة.. كانت
تلك العصا تؤذي جلدي الصغير.. وكان السطلان اللذين أملأهما بالماء وأحملهما كل صباح يؤذيان كتفي الصغير..
كنت أتعثر عدة مرات وأنا أحملهما وتجرح قدماي.. و كلما رآني العجوز قال أنني سبب حظه السيئ.. لأن أعماله كلها بدأت تفشل مذ أن اشتراني.

كان يضربني إذا غسلت الصحون قبل أن أملأ الماء لأنه لا يجد ماء للشرب..
ويضربني لو ملأت الماء قبل أن أغسل الصحون لأن الصحون قذرة..

لما كان يغضب كنت أحاول ألا أتنفس حتى لا يلحظني.. كان يظل في البيت ولا يعمل أي
شيء على الإطلاق إلا القمار، ويترك لي أنا ملاء الماء له ولبيوت كثيرة من حولنا
حتى أجمع له بعض المال.
▪ ▪ ▪

مرة أخرى طافت بنا الدنيا طوفا عجيبا ووجدنا أنفسنا قد انتقلنا إلى مكان بعيد تماما عن كل ما هو آسيوي..
انتقلنا إلى شارع أوروبي راق جدا.. وبخطوات حذرة مشينا فيه منتظرين المشهد التالي.. إنها منطقة الضوء الأحمر في أمستردام..
أشهر وأرقى شارع دعارة في العالم.. هنا الدعارة مصرحة.. محلات الدعارة هنا
تقول لك

مرحبا أنا محل دعارة.. نوافذ هذه المحلات و"الفاترينات" تتمايل
بداخلها عاهرات يعرضن ما لديهن بطريقة مغرية وينظرن لنا مشيرات بأيديهن
داعيات لنا أن نأتي وتدخل.. هنا الدعارة المرخصة يا صديقي.
أنا أسمع صوت المؤتمر.. لكن أين هو التلفزيون؟ نظرنا حولنا ولم نجده.. ثم
نظرنا في الأفق..
المشهد عجيب نوعا ما لكنه ليس غريبا على عالم الأرواح.. هناك
شاشات في الأفق مثبتة في زوايا السماء تعرض ذلك البرنامج بينما نحن نمشي في
شارع الدعارة المرخصة، وهاهو جاك السفاح جالسا بطاقيته في المؤتمر بوجهه
النحيل المخيف.. كانت هناك امرأة تقول:
قل لي أيها الغريب.. لماذا يجرمون الدعارة؟ ما الضرر في أن تعمل المرأة بها

وتكسب نقودا من جسدها.. هي تستمتع والرجل يستمتع.. الطرفان يستمتعان..


ما المشكلة إذ ا؟
رد جاك السفاح:
هناك من يتبنون وجهة نظركن من الرجال ويجعجعون طيلة الوقت بأن
العاهرة موظفة مثلها مثل أي موظف في أي مجال..
لهؤلاء أقول لهم إذ طالما هي وظيفة عادية كأية وظيفة أخرى.. اجعل زوجتك تعمل فيها أو ابنتك أو أمك..
و حين تذهب لتأخذها من عملها لتوصلها إلى المنزل، انتظرها في نهاية ذلك الزقاق

إذا وهي تختبئ لينتهك عرضها شخص قذر.. وأنتن يا من تدافعن عن الأمر وكأنه

الشيء الذي يحتاجه المجتمع ليصير راقيا.. أطلقن أزواجكن للعمل كعاهرين

ينامون كل ليلة مع عشر نساء ويأخذون نقودا منهن.. يا دعاة الرقي.. لماذا
تشعرين بالغضب إذا حين تكتشفين أن زوجك ذهب إلى عاهرة وفعل بها ما فعل

ثم دفع لها نقودا؟ أليست هي موظفة؟ اعتبريه ذهب لشراء آيس كريم ثم عاد
للمنزل.. ما الضرر في هذا؟
قالت إحدى الفتيات:
فليكن.. لكن يجب أن تعرف أن الدعارة هذه مشكلة موجودة في المجتمع،
شئنا ذلك أم أبينا.. وكل ما نريد أن نفعله نحن هو أن نحافظ على هذه الفئة
من المجتمع من الاذى.. فليس معنى أنهن خاطئات أن نجيز عليهن الأذى والقتل
والاغتصاب.. بل يجب أن نحميهن لو حدث ضدهن إجرام.. حتى نكون دولة
محترمة. International






التعديل الأخير تم بواسطة ملكة جروح ; 01-15-2021 الساعة 10:47 AM
  رد مع اقتباس
قديم 01-14-2021, 08:07 PM   #7

Smile35

تنويه
اقدم اعتذارى لزوارنا الكرام عن تكملة الفصل الاول اليوم عن جد ماخطر ببالى ان اصاب بالانفلونزا
حاولت بس خلص واعتذر عن اى خطأ املائي بها وبس اتحسن اوعدكم انى اكملها باقرب وقت
خالص الود والاحترام





  رد مع اقتباس
قديم 01-15-2021, 12:24 PM   #8

افتراضي


بدأ يحدث بعض التشويش في الشاشة وجاك السفاح يرد:

لو أنها دولة محترمة فعل، فحتى تحمي بناتها من هذا الطريق القذر ليس
عليها أن تسمح بالدعارة ثم تحمي البنات منها، هذا غباء.. بل يجب أن تمنع العهر منعا كامل شامل..

منعا يمنع التحايل عليه. لكن دعيني أقول لك أمرا.. إن
الحكومات ليست غبية لتحارب العهر.. فالعاهرات يجذبن المزيد من السياح
الأجانب ذوي المحافظ الممتلئة والرغبات الجنسية الجامحة.. دعي الفتيات
يتعرضن لخطر الاغتصاب أو الضرب أو حتى القتل.. لايهم كثيرا.. ما فائدتهن للدولة أصلا؟
على الأقل هن الآن يخدمن دولتهن.. ويزدن السياحة فيها.. إن اقتصاد بعض بلاد شرق آسيا يعتمد اعتمادا رئيسيا على عرق بناتها .. حتى أمستردام ومنطقة الضوء الأحمر فيها.. يأتيها السياح من كل مكان.
زاد التشويش في جميع الشاشات وتبدلت الصورة فيها لتظهرصورة "سومالي مام"..
إن "سومالي مام" تنظر إلينا من الشاشات جميعها.. نظرت إلينا نظرة
خاوية ثم قررت أن تكمل حكايتها.. أرى بعض المارة في الشارع قد لفت انتباههم
هذا التشويش وبدأوا ينظرون كلهم إلى أعلى ملتابعة قصة "سومالي".. نتمنى ألا تنقطع بنا القصة هذه المرة.
▪ ▪ ▪
نظرت "سومالي" إلى المتابعين وقالت:
بدأت أكبر في السن..
وبدأ العجوز يتسلل إلى غرفتي ليل ويضع يده علي..
عندها كنت أركض خارج المنزل وأنام عند الأشجار وأشتكي لها.. وذات مرة

أرسلني العجوز إلى التاجر الصيني في القرية لأشتري من عنده زيتا للمصباح.. كان

التاجر الصيني رجل له وضعه في القرية.. غني..

يقرض معظم سكان القرية نقودا
بفوائد كبيرة..
وكنت معتادة أن أشتري من عنده أغراضا للعجوز كل حين.
ذهبت للتاجر.. أعطاني بعض الحلوى وأدخلني لبيته.. لم تكن زوجته
موجودة ليلتها.. قال لي أن أتبعه إلى البدروم فتبعته.. دخل إلى البدروم ثم استدار

فجأة إلى ناحيتي..

لم يكن ينوي خيرا.. كان يشمر كميه.. ثم يفك حزامه.. لم أفهم ما علاقة هذا بزيت المصباح؟
لكني فهمت بعد ذلك.

حينما تكون صغيرا في الرابعة عشرة ويتوجه إليك أحدهم لاغتصابك جنسيا أنت سترى في عينه نظرة شر.. أنت ستخاف لأنك تظن أنه سيضربك.. ثم حين يبدأ في مسك ملابسك لنزعها تشعر أن هناك شيئا أخطر بكثير من الضرب.. شيء

يضربك ليصل إليه.. ولقد ضربني ذلك الصيني ووصل إلى ذلك الشيء.. ثم قام الصيني عني وعدل نظارته.
خرجت أركض بين دمائي البكر شاعرة بالعار.. العار على ماذا بالضبط؟
لست أدري.. لم أفهم ما الذي حصل بالضبط لكن شيئا ما قطعني بين قدمي..
وهناك الكثير من الدماء.. جريت إلى الأشجار الحكيمة.. تعلقت بأكبر شجرة منها..
صرخت فيها وضربتها بيدي الصغيرتين.. إنها لا ترد.. ذهبت لشجرة حكيمة أخرى

َ وأنا أشهق من البكاء والألم.. لما إحداكن؟ لا ترد علي
ثم جريت بكل ما تبقى عندي من قوة ورميت نفسي في النهر..

وددت أن أقتل نفسي حقا في تلك الليلة..
لكني لم أستطع.. لم أقدر على منع نفسي من السباحة.. إن الإنسان الذي تعلم السباحة يوما لا يعرف كيف يقتل نفسه غرقا.
عدت للعجوز في تلك الليلة بين دموعي ودمائي.. أمسكني من شعري وضربني
لأنني تأخرت.. كان يعرف بالتأكيد ماحدث معي.. ما فهمته فيما بعد أن العجوز
سقط عنه دينه باع عذريتي لذلك الرجل الصيني حتى ينهى دينه .. في "كمبوديا" يؤمنون إيمانا راسخا بأن من يمارس الجنس مع عذراء يطول عمره وتزيد قوته وتشفى أمراضه كلها.
من هنا كانت بداية انتهاكي..

ذات يوم عدت للبيت بعد أن ملأت الماء ، فقال
لي العجوز: جهزي نفسك يا صغيرة فسنزور اليوم عمتك "نوب". تسللت إلى قلبي

فرحة جميلة ملا قال كلمة "عمتك"،هل كان "تامان" صادقا لما قال أن العجوز سيوصلني إلى أهلي؟
نزلت مع العجوز إلى العاصمة "بنوم بن".. و مشينا في شارع مليء بالأضواء الحمراء..
كان عامرا بفتيات واقفات على جانبيه في رداءات غير
محتشمة وحركات غير محتشمة.. ثم دخلنا إلى زقاق ضيق وصعدنا إلى مبنى
متهالك فيه.. طرقنا الباب لتفتح لنا امرأة ثلاثينية.. تضع الكثير من المكياج
وتبتسم لي ابتسامة لزجة.. كانت هذه هي العمة "نوب".
تركني العجوز مع العمة "نوب" التي لم تكن عمتي ولا حتى من نفس قبيلتي..
كانت قوادة.. عرفت أنه قد تم بيعي ثانية.. لقد باعني العجوز لأصحاب هذا
البيت الحقير.. بيت الدعارة.. كانت تلك هي الليلة التي دخلت فيها أرض السافلين..

ولقد كان استقبالا عنيفا ذلك الذي استقبلوني به..
▪ ▪ ▪
"ماتا هاري" ترقص شبه عارية.. إنها عاهرة ذوي المناصب العليا.. أناس
كثيرون يجلسون في حكمة ليشاهدونها.. كيف تشاهد الراقصة في حكمة؟ هذا

أمر لا أعرف كيف يحاولون إقناع أنفسهم به.. ما يبدو لي هو أن وجه الحكمة
الرائع هذا يخفي وراءه وجها آخر يسيل منه اللعاب.. "ماتا هاري" ما زالت
ترقص..
"ماتا هاري" رائعة جدا بصراحة.. ميزت بين الجالسين "جاك السفاح"
بقبعته التي تضايق من يجلس خلفه لأنها تحجب عنه منظر "ماتا هاري" وميزت

أيضا "كارل ماركس" يجلس بالقرب منه.. وعدة عاهرات جالسات حولهم كن
مشاركات في ذلك المؤتمر.. كانت فيما يبدو فقرة ترفيهية.. لكن ما الذي أتى بكارل
ماركس هنا ألم نتركه هناك عند ذلك الـ.... لا يهم.
قالت إحدى المشاركات في المؤتمر:
هل ترى هذا الفن؟ إنها فنانة.. لماذا تصورون العاهرة أنها مجرد لحم ليست
لديها أية موهبة؟! إن مثلنا الأعلى هي "ثيودورا".. عاهرة كانت تعمل في بيت
دعارة..أ عجب بها الأمبراطور"جستنيان" الروماني وتزوجها وصارت إمبراطورة
عظيمة مؤثرة عليه.. وتمكنت من تمرير قانون يسمح لرجال الدولة الكباربالزواج
من عاهرات.. ونجحت في إصدار قانون يساوي العاهرة بكافة طبقات المجتمع..
هذا هو الرقي الحق.
قال لها جاك:

عاهرة حكمت مجتمعا وأصدرت قرارات لأجل أخواتها العاهرات.. هي فعلت

هذا حقا.. لكن هل تقبله الناس في المجتمع الروماني؟ لم يتقبلوه بالطبع ولذلك
تم إلغاء القانون مباشرة بعد أن سقط حكمها.. قد تكون هناك موهوبات
عاهرات نعم.. هذا حدث عدة مرات في التاريخ لكن في كل مرة تسقط تلك
الموهوبة من عين المجتمع على الفور.. أتذكرين العداءة "Favor Suzy .."برأيك

لماذا حرموها من الجائزة المسماة باسمها وغيروا اسم الجائزة لما اكتشفوا أنها
كانت عاهرة إيسكورت Escort( عاهرة بالطلب تتصل بها لتأتيك إلى منزلك(؟ لماذا
قطعت شركة Nike كل تعاملتها معها؟
تكلم "كارل ماركس" هذه المرة وقال:

أذكر أيضا Britton Brandy أو التي تعرف بالبروفيسورة العاهرة.. كانت
تدرس علم الاجتماع في جامعة المريلاند.. وفي الحادي والأربعين من عمرها
استقالت وقررت أن تكون عاهرة إيسكورت هي الأخرى..
صنعت لنفسها موقعا
على الإنترنت أصبح اسمها فيه "Alexis ،"برأيك لماذا تم حرمانها من شهادتها
العالية؟ في دولة أعرف أنك تعتبرينها دولة راقية.

قالت المرأة:
المجتمع لا يتقبلها لأنه يفتقر إلى الرقي حتى في تلك الدول المتقدمة.. أتدري أن
الدعارة تساهم في تقليل الاغتصاب في المجتمع؟ إن الرجل لن يسعى وراء
المتزوجات المحترمات لأن العاهرات موجودات أمامه في كل مكان.

رد عليها " ماركس" هذه املرة محتجا:
هذا لا يبدو صحيحا.. المغتصب وقت الاغتصاب حين تزيد لديه الشهوة الحيوانية ويقرر أن يغتصب، لن يعدل عن الاغتصاب في تلك اللحظة و يذهب للبحث عن عاهرة؛ فهو حيوان يريد أن يفضي بشهوته إلى فريسته التي أمامه في
التو واللحظة..
وهي تزين أمامه ساعتها لتكون أشهى من ألف عاهرة.
قالت المرأة:
مرة أخرى سأقول ـــ وإن كنت غير مقتنعة ببعض كلامكم ـــ إن العهر مشكلة
في المجتمع وحتى نحل هذه المشكلة، يجب أن يتم ترخيص الدعارة.. هكذا
سنقضي على كل المشاكل التي تأتي من ورائها.. لن تكون هناك أمراض جنسية لو
رخصت العاهرات وكانت لديهن شهادات صحية.. لن تكون البيئة التي تعمل بها
العاهرة بيئة مجرمين..
بل سيكون كل شيء مدارا من قبل الدولة.. لن تكون البيئة مهينة.. و سنحفظ للعاهرة إنسانيتها.

هنا رد "جاك السفاح" غاضبا جدا:
عن أي بيئة غير مهينة تتحدثين يا عاهرة؟
أنا دخلت بنفسي بيت دعارة مرخص.. أتدرين ماذا حدث لما دخلت؟
دق جرس صوته مثل ذلك الذي يكون على رقبة الكلب..

وخلال دقائق كان يجب أن تأتي العاهرات ويقفن صفا واحدا
أمامي ليتعرضن للكشف والتفحص المهين مني ومن زبائن آخرين.
قال "ماركس":
الولاية الوحيدة التي رخصت الدعارة في أمريكا هي "نيفادا".. هل تعلمين أن
عدد بيوت الدعارة الغيرمرخصة في "نيفادا" هوضعف عدد البيوت المرخصة؟
حركة ترخيص الدعارة هذه بدأت في أستراليا وفشلت فشل ذريعا في تحقيق أي
هدف من الأهداف التي أرادها لها صانعوها. ولا حتى نصف هدف.. فلا هم
نجحوا في الحد من دعارة الشارع.. ولا الحد من الأذى الذي تلقاه الفتيات.. وهذا
ينطبق على كل الدول التي نفذت تجربة أستراليا، مثل هولندا و نيوزيلندا
ونيفادا.. كلها فشلت.






التعديل الأخير تم بواسطة ملكة جروح ; 01-15-2021 الساعة 02:23 PM
  رد مع اقتباس
قديم 01-15-2021, 05:44 PM   #9

افتراضي


قالت له:
ولماذا فشلت؟
قال "جاك السفاح" وقد بدأ غضبه يصبح مخيفا:
الأمر فاشل من وجهة نظر أصحاب بيوت الدعارة أنفسهم.. لو كانت الدعارة
المرخصة في "نيفادا"
أرباحها عشرة مليون سنويا فإن الدعارة الغيرمرخصة في

"لاس فيجاس" مثل أرباحها ثلاثة بليون دولار سنويا.. والمدينتان في ولاية واحدة..
وبالمناسبة معظم العاهرات في البيوت المرخصة يكن تحت مسؤولية قواد خارجي
ّ يعينه مالك البيت يعرف كيف يجعل العاهرة تعمل بجد
المرخص لأن القواد..
والقصص التي تروى في بيوت دعارة أستراليا المرخصة مليئة بالعنف والإهانة..
ليس الأمر أن العاهرة تذهب إلى هناك كموظفة محترمة كل يوم وتنصرف.

ختم النقاش "ماركس" قائل:
باختصار: لا تحاولي أن ترخصي القذارة وتجعلي أصحاب الأسواق المحترمين
يبيعونها في الهايبر ماركت.. القذارة لا يبيعها إلاا لمجرمون ولا يشتريها إلا الأقذار..
لأنها قذارة
هنا قام "جاك السفاح" غاضبا وفزعت العاهرات وتوقفت "ماتا هاري" عن
الرقص.. إن جاك لا يقتل إلا العاهرات.. ولا يضعهن إالا في صناديق القمامة..
اهتزت الأجواء..
صرخت العاهرات لما رأين

سكينا أخرجه "جاك السفاح"..
و اهتزت الأجواء مرة أخرى.. هيا بنا من هنا لا بد أن نخرج من هذه القاعة..
المناقشة مع "جاك السفاح" تؤدي لنتائج دموية.. ومع اهتزاز الأجواء زكمت رائحة
آسيوية.. يبدو أننا قد عدنا.. أين كنا بالضبط؟ لم أعد أذكر.
▪ ▪ ▪
كنا في بيت الدعارة الذي اشتراني.. وأنا أدخله لأول مرة في حياتي..
أمسكت العمة "نوب" بيدي وتوجهت ناحية رجل كريه المنظر وقالت له:
هذه دجاجة جديدة طازجة من القرية.

وضع الرجل يده على شعري فأزحت يده جانبا.. لكن العمة "نوب" ضربتني
على أم رأس ي ضربة قاسية جدا وقالت لي:
ستفعلين هذا، شئت أم أبيت.

ثم أدخلتني في غرفة وأدخلت الرجل الكريه ورائي وأغلقت الباب علينا.. غرفة

حقيرة جدا فيها سرير حقيرواحد وأثاث مهترئ..

كنت خائفة جدا وكأنهم حبسوني
وحدي مع حيوان مفترس.. طلب مني الرجل الكريه أن أخلع ملابسي فرفضت..
فضربني ثم طلب مني ثانية فرفضت فضربني.. ثم طلبها مرة ثالثة فرفضت وأنا
أبكي وأنظر ليده نظرة المنتظر لضربة أخرى لكنه خلع ملابسه الكريهة ثم تقدم
مني كالحيوان.. واغتصبني كالحيوان..
ثم قام عني كالحيوان وتركني أتذوق دماء
كانت تسيل من أنفي وفمي.. شعرت بشفقة على نفسي.. لو كان قتلني لكان
أفضل.. قال لي وهو يغادر.. جهزي نفسك يا عاهرة..
سأراك غدا.
وجاء الغد.. وها أنت ذا تراني أدخل مرة أخرى إلى هذا المنزل الحقير.. شكلي

اليوم يبدومختلفا جدا كما ترى.
كانت العمة "نوب" قد وضعت لي مكياجا ثقيل حتى جعلتني أشبه بفتيات الجيشا اليابانيين..
المكياج يجعلك أكثر بياضا..
والزبائن تحب البياض.. كنت أتمنع كما ترى كلما لمسني أحد وأنا أدخل.. فغضبوا
مني مرة أخرى..
دفعوني دفعا حتى أدخلوني لغرفة رأيت فيها ثلاثة رجال.. رجل
ضخم أشبه بالدب.. كان هذا هو "لي".. زوج العمة "نوب"، والرجلان الآخران هما
حارساه الشخصيان.. بعد قليل أصبح يمكنك أن ترى ثلاثة رجال يغتصبون فتاة
وحيدة تصرخ.. أحدهم دب مشعر.. وأحدهم ذو وجه صيني وجسد نحيل مقزز

والثالث لم أتبينه جيدا..

فعلوا بي كل ما يمكنك أن تتخيل أن مغتصبا يمكن أن
يفعله.. تخيل أبشع شيء.. في النهاية شدني الدب "لي" من يدي وجرني معه بدمائي
وألمي إلى خارج الغرفة.
أنزلني الدب إلى البدروم ورماني على الأرض.. وبرغم كل الألم الذي كنت
أشعر به والجزع فإن جسدي اقشعر من الخوف من شيء آخر تماما.. هذا
البدروم، إنه مليء بالعقارب والثعابين.. رأيتها فتراجعت على الأرض إلى ركن
الغرفة.. رأيت الدب "لي"
يستدير إلى الباب عازما الخروج.. فزعت وتحاملت على
قدمي وقمت محاولة التحرك ناحية الباب بيأس فأمسكني ورماني ثانية على
الأرض ناحية العقارب والثعابين.. وقبل أن يخرج ضرب الثعابين بقدمه
فتوحشت وأصدرت فحيحا غاضبا.. ثم أغلق الباب علي وتركني وحيدة معهم..
ومع إغلاقه للباب حل الظلام الدامس.. و لم أعد أسمع سوى صوت ثعابين
غاضبة تقترب.. و عقارب لا أراها.. لكني أعرف أنها موجودة.. صرخت وصرخت
لكن يبدو أن الصراخ لا يسمعه أحد في أرض السافلين.

نحن يسموننا في اللغة الإنجليزية "Slaves Sex "لا يوجد مصطلح مقابل له
في اللغة العربية لكن أقرب تعبير هو"جارية جنسية".. وهي الفتاة املختطفة التي
يتم إجبارها على العمل في الدعارة.. إن أهم خطوة في تجهيزأي جارية جنسية هي
كسر عزيمتها.. لأنها سترفض ما تحاول أن تفرض عليها فعله. لا بد أن تغتصبها
بعنف شديد وقسوة.. ويجب أن تضربها حتى تؤذيها.. ويجب أن تجعلها ترى
دماءها.. فإن رأت دماءها ستنكسر عزيمتها.. وأي عزيمة تلك التي ستكون عند
أنثى صغيرة ضعيفة ووحيدة؟
بعدها قبلت الزبائن.. على مضض شديد.. كنت أخدم في اليوم الواحد أكثر
من عشرة زبائن.. في الصباح كنت أبيت في شقة العمة "نوب" التي تطعمنا
وتلبسنا وتضع لنا املكياج والعطور، وفي المساء تبدأ الدعارة.. ذات مرة.. وبرغم
كل الرقابة التي تحيط بي.. تمكنت بمعجزة من الهرب من شقة العمة "نوب".
نزلت إلى الشارع وجريت وركبت في أول سيارة أجرة وطلبت منه أن يخرجني
من المدينة كلها..
انطلق بي سائق الأجرة بسرعة خارجا بي من هذا المستنقع..
استلقيت على األريكة الخلفية للسيارة وأنا أبكي في صمت.. بعد حوالي ربع ساعة
أوقف السائق السيارة ونظر لي وقال: تفضلي يا صغيرة. أخرجت محفظتي
وأعطيته أجرته ثم خرجت من السيارة.. لأجد نفسي أمام آخر أشخاص في العالم
أود رؤيتهم في تلك الساعة.. الدب "لي"، وحارساه الشخصيان.
ما زلت أذكر كيف كان يسحلني في الشارع بعد فشلي في الهرب.. إن سائقي
الأجرة في"كمبوديا" على علقةوثيقة بأصحاب بيوت الدعارة.. ما زلت أذكر كيف
كنت أصرخ بكل قوتي وأطلب مساعدة المارة.. المارة الذين كانوا يشاهدون هذا

وينظرون بعيدا بلا اهتمام.. أو يعطونك نظرات على طراز: أنا مندهش ومتأثر
لكني غيرمهتم ولن أتدخل. لست أدري في أي عالم نحن بالضبط؟
عدت مرة أخرى إلى أرض السافلين.. ولكن هذه المرة.. قررت أن أكون جارية
جنسية مطيعة.. كنت أشعر بالقذارة طيلة الوقت.. رائحة المني المقرفة لا تنفك تغادر أنفي
كل شيء كان قذرا.. كنت أشعر بقذارة.. شعرت أنني مشبعة بها..
يمكن غسلها.. ورغم أنني كنت في الحقيقة منقوعة في الكريمات والعطور طيلة
الوقت فإن كل هذا لم يزل تلك الرائحة من أنفي أبدا.
لم أكن أبتسم للزبائن، كنت أسلمهم نفسي جثة بل روح، و لم يكن هذا
يعجبهم.. كان الدب "لي" يعاقبني على هذا بأن يجعلني أبيت وسط الثعابين في
القبو كثيرا..

ولما شعر أني أصبحت لا أخاف منها أتاني ذات يوم وقد ابتكر طريقة

جديدة لعقابي.. نزل بي إلى القبو ورماني على الأرض كالعادة وجعل حارسيه
يثبتانني بقوة.. ثم جاء بسطل كبير.. وبدأ يسكبه علي..

كان سطل من الديدان..
الديدان الحية.. الملايين منها.. يسكبها على وجهي ورقبتي وجسدي.. المشكلة الأكبر
كانت في البغلين اللذين كانا يثبتان وجهي وجسدي حتى لا أضايق الديدان في
الوصول ألي مكان تود الوصول إليه.. لم أكن حتى أقدر على الصراخ.. وإلا دخلت
الديدان في فمي.

بعد هذه التجربة قررت قرارا هاما، أن أصير جارية جنسية مطيعة
ومبتسمة.. قررت أن أربط قدمي في الساقية التي يريدونني أن أربط قدمي بها
وأمشي فيها.. أصبحت أنظف البيت وأطبخ أكثر من السابق ولاحظت هذا العمة
"نوب".. وبدا أنها عرفت أنني قد استسلمت..

وفعلا كنت قد استسلمت.. ورغم أن العمة "نوب" سيئة جدا فإنها كانت جيدة معنا لو أننا تعا ونا.. لذا تعلمت أن
أتقبل الوضع.. فيما بعد تعلمت شيئ مختلفا.. تعلمت أن هذه هي عقلية العبد..
وأنه تفكير خاطئ تماما.
العاهرة في لغتنا تعني "سريكوس".. المرأة المكسورة.. مكسورة بطريقة لا يمكن إصلاحها أبدا،

هذه الكلمة اكتشفت أنها معبرة جدا.. إن روحك لا تظل طاهرة
كما كانت أول مرة.. بل إنها تتدنى مع الوقت كلما مكثت أكثر في هذا المستنقع..

تعجبت لما رأيت أن كثير من الفتيات هنا مباعات للعمة "نوب" بواسطة
َ

عائلاتهم.. وهم يبيعونهن لتسديد دين على العائلة.. لم أصدق أن هناك عائلة
يمكن أن تفعلها وتبيع ابنتها.

مواقف كثيرة سيئة جدا حدثت في بيت القذارة الذي كنا نعيش فيه.. أذكر

ذات مرة مشهدا مرعبا.. فتاة تدعى"سري روت".. أتت بعد مجيئي بستة أشهر

تقريبا..

كانت جميلة جدا وكان كثير من الزبائن يختارونها.. ذات مرة حاولت أن
تهرب مع أحد الزبائن، وكان يأتيها باستمرار.. فسألته ذات مرة أن يساعدها في
الهرب.. بيأس سألته.. بقلة حيلة سألته.. لكن تبين أنه صديق للدب "لي"..
وملا
علم الدب بالأمر جاء بالفتاة.. وربطها في السرير.. ثم أمسك بمسدس وقربه من
رأسها.. ثم أطلق طلقة خرجت لها دماغها وتدلت على ذلك السرير.. ثم أمر
الحارسين المقززين فوضعاها في كيس من أكياس الأرز ورمياها بعيدا.. هكذا
كانت قيمتنا لديهم.. قمامة في حياتنا.. وقمامة في موتنا.
لو حصل حمل لأية واحدة منا فإنهم يذهبون بها ملستشفى معينة ويسقطون
لها حملها.. ثم يجبرونها على أن تعود للعمل بعد يوم واحد فقط.. العذراء التي

تفقد عذريتها.. تذهب لنفس المستشفى حتى يخيطون لها عذريتها مرة أخرى..
يفعلون هذا ثلاث أوأربع مرات.. فالفتاة العذراء أغلى دائما. أرواحنا لا تعني شيئ
في هذا العالم..
هم يعتبروننا أجسادا فقط.. أرواحنا فقط تعيق أعمالهم.
▪ ▪ ▪

طرق باب الغرفة فجأة بينما نتحدث و فتحه طارقه مباشرة فتحة بسيطة ثم
أطل علينا منها برأسه.. كان هذا هو سكوربيون بقناعه المميز.. أشار لنا لنقوم
و نتبعه.. كانت "سومالي" تبكي بصمت.. فتركناها و ذهبنا إلى سكوربيون الذي مشى
بنا في السيب و أدخلنا إلى غرفة في نهايته.. كانت غرفة صغيرة ليس فيها إلا أريكة
و كرسيان و جهاز كمبيوتر.. سمعنا موسيقى من الطراز المريح تأتينا من كل مكان
و كأن الأجواء تعزفها لنا.. جلست أنا على الأريكة..

سأظل جالسا هنا بينما تثرثران

قليل.. حاولا أن تطيل الثرثرة لأحظى براحة أطول.

صرخة متوحشة هزت الأجواء فجأة.. أنتيخريستوس.. كان يمشي في الخارج
ويصرخ بطريقة انخلعت لها قلوبنا وقلب "سومالي" التي قامت تركض وفتحت
باب غرفتها لتهرب.. هيا تعال لا بد أن نلحق بها.. خرجنا معها إلى ذلك الزقاق ثم
إلى ذلك الشارع.. لكن هناك شيء غريب.. لا أحد هنا..
الشلارع خال تماما. جميع
البيوت مطفأة الأنوار، والمحلات كأنها مهجورة.. السماء أصبحت ذات لون أحمر
غريب.. وهناك ضباب يمنعك من أن ترى

الأجواء جيدا.. إننا نرى "سومالي"
تركض هناك في الضباب و نحن نكافح حتى لا نضيع صورتها.. بدأت الأرض
تختلف والمباني تختلف و
الضباب ينقشع تدريجيا.. وجدنا أنفسنا في محطة
باصات..
لا أحد هنا والجو بارد جدا.. من اللافتات أفهم أننا في أمريكا.. نطالع
حولنا.. لا أثر لمخلوق في المحطة.. ها هي ذي "سومالي" تقف هناك.. هل تراها؟
لكن من هذه الفتاة الأخرى التي معها؟





  رد مع اقتباس
قديم 01-15-2021, 06:20 PM   #10

افتراضي


بجوار "سومالي" كانت ترقد فتاة على أريكة في المحطة متلحفة بلحاف جيد
المظهر.
نظرنا إلي روح الفتاة.. إنها تصنع قوة روحية عالية في المكان.. قالت لنا الروح
أن اسمها باربرا.. "باربرا أمايا".. تقول لنا أنها حزينة.. أخبرتني أنها مراهقة أمريكية
هربت من بيت أهلها ونزلت إلى الشارع.. ذلك الكائن الكريه البارد.. الكائن الذي
يكرهك.. الكائن القذر.. كان من الأفضل لها أن تعيش بين جدرانها الأربعة
الجميلة.. على الأقل هم جدران أربعة.
هناك امرأة جميلة جاءت من وراء "باربرا"ونظرت لها بحزن.. كانت المرأة تبدو
و كأنها طيف.. نظرت إلى "باربرا" في حنان ومسحت على شعرها.. يا صغيرتي لما
هربت من المنزل.. ماذا تقولين؟ والداك يضربان بعضهما بعضا طيلة الوقت؟

والدك السكيريمد يده القذرة عليك جنسيا كلما أتيحت له الفرصة؟
هل ترى كيف تنظر "سومالي مام" إلى طيف المرأة الجميلة بامتنان؟ إنها
"ماري ماجدولين".. واحدة من الصد يقات الصالحات القديسات أيام النبي
ّعيسى.. رغم أنهم يصفونها بقبحهم وافترائهم أنها كانت عاهرة ثم تابت. إنما كانت

صديقة صالحة ولم تكن يوما عاهرة
ّ
رجل ابيض ذا شعر طويل
ارتفع صوت رجل يغني في الجوار.. نظرنا إليه.. كان


و وجه حزين غريب.. كان يغني ويقول:
لقد قالت أنها تعبت من والدها
قالت أنه كان يشتري لها الأشياء
وكان يتحرش بها
والآ ن قد هربت إلى الشارع
كيف ستعيش
ليس لها من شيء تأكله
ذهبت إلى المحطة
كان ثمة رجل جالس هناك
قال لها أيتها الفتاة أنا سأريك أين هي النقود
فقط افردي هذا الشعر
علمها كيف تبيع جسدها
ثم أتى ذلك الشرطي
ثم قبض عليها.


فجأة طلع الصبح..

إن الصبح في هذا العالم لا يطلع تدريجيا.. إنما يبرز

بروزا.. بدأ الناس يتوافدون على المحطة.. واستيقظت "باربرا".. لا أثر لـ"سومالي
مام" ولا لـ"ماري ماجدولين" ولا للمغني.. رأينا
شخصا ما يتحدث مع "باربرا"..

شخصا يبدو من روحه أنه شخص خطر.. لا يمكننا فعل شيء.. ها هو يساعدها
في حمل أغراضها.. وها هي تمشي وراءه.. إن منظومة الشارع القذرة كانت هي
الأخرى كساقية بدأت تربط الحبل في قدم "باربرا" وتشدها معها.
لقد رأيت طراز العاهرة المجبرة على العهر بالعنف مثل "سومالي".. دعني
َ أعرفك على طراز آخر.. المتلاعب بها
العاهرة المستغلة .. هذا الشخص الخطر
الذي رأيت "باربرا" تمشي معه هو في الحقيقة قواد.. وهو يبحث عن الفتيات
اللتي لا توجد لديهن خيارات أخرى، صاحبات الشخصية الضعيفة.. هؤلاء لو
وعدتهن بالجنة سيتبعنك، ولو إلى الجحيم.. هؤلاء اللاتي لا مأوى لهن هن أجمل ضحايا على الإطلاق..وهن غالبا
يصبحن مخلصات لك جدا لأنك أخذتهن تحت
جناحك أول مرة.


ستطعمها وتؤويها، ستقنعها كم هي جذابة وجميلة.. ستمارس الجنس معها..
ستقول لها كم أنك تحبها.. ولقد كانت

"باربرا" جائعة جدا لذلك الشعور.. أن هناك شخصا ما يرغب فيها..
ّ
هناك شخص يرغب في.. شخص شنيع.. لكنه
شخص على الأقل.. حرمها أهلها من ذلك الشعور.. و الآن هي فرصته حتى يحقنها

به حقنا حتى تتشبع روحها به.. وفرصته حتى يحقن في أوردتها شيئ آخر.. لديه
الكثير من محاقن السافلين.. هيروين.. كوكايين.. ماريوانا.. سيختار ما يعجبه.
في المرحلة التالية سيعرفها على أصدقائه..
يمرحون معا جميعا ويشعرونها بالسعادة،
ثم فجأة يقنعها بأن ما لديهم من مال قد نفد وما لديهم من مخدر..
ثم يمكنه إقناعها لتمارس الجنس مع أحد الأصدقاء للحصول على بعض المال أو
على بعض المخدر..
ثم تدريجيا يتحول الإقناع إلى عنف وحرمان من المخدر.. ثم
يكشف القناع أخيرا.. أنه قواد وأنها عاهرته.. ولا بد أن تخرج إلى الشارع كل يوم
لتحصل على مبلغ كذا وإلا لن يكون هناك مخدر.. هذا هو الحال.. إن كل
عاهرات الشوارع في أمريكا تتم إدارتهن بنفس الطريقة.. وكلهن مدمنات على
مخدر ما.
تبدلت بنا الأجواء.. وبدا أنه قد مضت بعض السنين.. نحن بالقرب من
المحطة نفسها.. "باربرا" الآن قد أصبحت عاهرة شوارع.. أو كما يقولون
Streetwalker تتسكع في الشارع الخاص بها
وتخدم يوميا ما يزيد على عشرة
42
زبائن.. ولو لم

تصل للمبلغ المطلوب يتم ضربها بالعصا ضربا مبرحا مؤذيا أليما..

وكل قواد هنا له عصا مخصوصة يصممها تصميما خاصا به.. وهذا التصميم
يضعه كوشم على أجساد عاهراته.. ولو رأيته في نهاية اليوم وهو يرفع عصاه أمام
عاهراته سيبدو لك مثل راعي الأغنام الذي يهش على غنمه بالعصا.
انظر إلى "باربرا" تقف هناك في الشارع بانتظارأن يغتصبها أحد.. إنها تبتسم
لك حتى تغتصبها.. تقف تنتظر عاقدة يديها أمامها في منظر ذليل.. من أجبرك على
الوقوف هكذا أيتها الصغيرة؟ هل رأيت روحها التي تسكن هذا الجسد؟ إنها تبكي

وتقطر دما.. إنها لا تدري عن كل الأمور التي تعرفها أنت عن العالم.. كل ما تدريه



هو أنها تغتصب يوميا وأنه عليها أن تبتسم وهي تغتصب، لأنها لو لم تفعل ذلك

فستتلقى ضربا مبرحا أليما حين تعود.. لو صدقت للحظة أنها تقف هناك لأجل

أن تمتع نفسها لأن شهوتها عالية جدا للجنس وللمال فأنت حيوان.. نعم أيها
الحيوان وعليك أن تبحث بداخلك عن الإنسان الذي مات.
ها هي "باربرا" هناك داخل سيارة أحدهم ينتهك منها ما ينتهك.. أهي سافلة؟
أم أنه هو السافل؟ أم من يسأل هو السافل؟ إن السافل الحقيقي هما الوالدان
اللذان تركا هذه الطفلة تضيع هكذا ولم يعرفا مدى قداسة أن يكون لك فتاة
تربيها،
هذه هي ابنتك هناك في الشارع تحني ظهرها لتحدث ذلك الرجل في
السيارة.. هذه هي ابنتك هناك.. ابنتك أيها السافل.. ابنتك.
ثم أتت القديسة "ماري ماجدولين".. ورأت "باربرا" في ذلك الشارع.. أنت لم تجدي
أحد يقول لك هذا وأنت صغيرة.. يقولون لك غالية يا حبيبتي..

أنك جميلة دائما.. لكن لا أحد يقول لك أنك غالية.. من يخبر هذه الغالية أنها
الآ ن في هذا السن كان يجب أن تفكر في أول وظيفة لها.. تفكر في نتيجة امتحان
جامعتها.. من يخبرها بهذا ويخبرها بأنها لا يجب أن تفكر في ذلك الشيء المقزز
الذي يجب أن تتحمله كل يوم؟

سطعت في وجوهنا جميعا أنوار سيارة شرطة.. يبدو أن القديسة "ماري" قد
بلغت الشرطة.. ممارسة الجنس مع قاصر جريمة في أمريكا.. انتفض الفتى الذي
كان مع "باربرا" في السيارة وبدأ يرتدي ملابسه.. نزل من سيارة الشرطة رجل قوي
جسيم يرتدي زي الشرطة.. كان كأنه يمثل كل المشاعر الغاضبة التي في داخلك
على هذا العالم.. خرج الفتى من السيارة وأخذ يعتذر للشرطي القوي الذي كان
ينظر إليه بغضب شديد.. قال له لا تعتذر لي اعتذر لها هي.. هي لم تختر أن تعيش
بهذه الطريقة.. لم تختر لحياتها أن تفعل أنت معها هذا في ذلك الزقاق في تلك






التعديل الأخير تم بواسطة ملكة جروح ; 01-16-2021 الساعة 09:27 AM
  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أنتيخريستوس رواية للدكتور احمد خالد مصطفى ملكة جروح القصص والروايات 75 02-05-2024 11:44 AM
☆عبرة☆بقصة☆....شاركونا☆المساحة للجميع☆ ملكة جروح القصص والروايات 56 11-20-2023 09:32 AM
♢♢فوائد الخميرة الفورية ♢♢ ملكة جروح الصحه والطب 6 12-28-2020 09:54 PM
☆☆البقع البنية بالوجه ☆☆اسباب♡وطرق علاج♡ ملكة جروح الصحه والطب 3 12-25-2020 12:40 PM
☆☆علاج منزلى للبقع والتجاعيد بالوجه☆☆ ملكة جروح الصحه والطب 3 12-25-2020 12:36 PM



الساعة الآن 11:26 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas