عرض مشاركة واحدة
قديم 06-21-2008, 01:42 AM   #1


لا وصــــــــول

لن أوضح لــك شيئآ أيها القاريء. سيظل كل شيء على حاله. العيون. الأيدي.الليل.النهار.النظرات.والغيوم. لن أعطيك كلامآ مطمئنآ.لن أقدم اليك الوعود.لن أقسم.لن أفتح طريقآ.لن أغلق الطريق.لن أمدلك يــــدآ لتقطع الجسر. لن أفخخ لك الجسر.

لا تخف.لكن لاتطمئن.كل شيء على ماهو،وسيظل.لاتنتظر توضيحآ. لاتتوقع مني أن أتشبه بالمدرسات اللواتي يعلمن أولادهن وتلامذتهن أصول الحروف واللغات.ولافنون المشي على حبال الكلمات الرفيعه.لن أفعل شيئآ من هذا كله.ولا الضد.الأفضل أن تغمض عينيك.الأفضل أن تفتحهما.فاما أن تصل واما أن تسقط.فهكذا يكون كل شيء في نصابه.

ليس بيننا من حواجز،ياعزيزي القاريء. ليس بيننا من حسابات.ولاتحفظ بيننا. كل شيء يلاقي ذاته بذاته.كل شيء يصل اذا كان لابد من وصول. وينهزم خائبآ اذا كان لابد من هزيمه وخيبه. ان أنا سوى غيمة،وتنقشع،أوتتكاثف. فلم تخاف.ومم؟اذا شرحت لك الغيمة، وأسبابها،والمبتغى، فلربما أزيد الغموض. ولربما تشتعل النار من جراء الحطب. حطب الالتباس. فما لك ولهذا. ومالك ولغيره.سلم قلبك تسلم.ثم سلم كل شيء.فاما تصل واما تتساقط.

أكره أن أعلم أيها القاريء. أكره أن أشرح.لن أفتح أمامك الدروب.ولن أغلقها.لأجل هذا السبب بالذات، أتفادى أن آخذك من يدك. شيء من الالتباس،ياعزيزي،ينعش الجبال وينعش الأودية.شيء منه يشيد الجسور ويضيء القناديل.لكنك لن ترى،ولن تطمئن. فلم الشروح.شيء من الالتباس يجعل اللمسة تنادي اللمسة.ويجعلك تحت الشمس البوصلة السرية. وتحت قلبي, أما اليقين فيبعد.ويخرب.

هاك ماأنصحك به،ولانصيحة.دع الغيمة تأخذ مجراها، وخذأنت مجراك.الهواء الأعمى وحده يكفل لك الوصول. أو اللاوصول.ووحده الليل هو الطريق. والبوصلة الى نصي. ولاضوء سواه،ولا هواء.

واذا أردت نومآ فلا تنم أيها القاريء. واذا أردت يقظة فلا تستيقظ. دع الغيمة تضيع الدروب.وعندما تضيع الدروب، ويضيع معها الوصول الى لغتي، فلربما يكون آنذاك وصول.ونعم الوصول.ونعم أيضآ اللاوصول!!:36_3_9[1]:





  رد مع اقتباس