عرض مشاركة واحدة
قديم 12-22-2020, 06:02 PM   #43

افتراضي

كيف تسربت هذه المحاضرة إلى العامة؟ إنَّ لهذا قصة..
كان أحد الحاضرين في هذه المحاضرة رجلًا سكّيرًا.. وقد عاد إلى مخدعه
ليستمتع بإحدى الفتيات المومسات.. هذه الفتاة التي سرقت حقيبته ظنًّا منها
أنها تحوي مالًا وفيرًا جديرًا برجل ملياردير مثل هذا.. لكن تلك الحقيبة في
الواقع كانت تحتوي على المستندات التي سُجلت فيها هذه المحاضرة بالكامل..
وقد كانت مكتوبة باللغة العبرية.
لم تفهم الغانية شيئًا بالطبع فأعطت هذه المستندات لرجل مهم من زبائنها..
رجل روسي صادف أن يكون هو "نيكولا نيفيتش" كبير أعيان روسيا القيصرية..
وقد استشعر أنها مستندات تبدو غير مريحة فأعطاها إلى مترجم روسي كان
صديقًا له وهو "سيرجي نيلوس" ليترجمها إلى اللغة الروسية.. ولما ترجمها
هذا الأخير فزع فزعًا شديدًا من محتواها وأخبر "نيكولا" بفحواها كلها.
غضب "نيكولا" غضبًا شديدًا جدًّا وقرر أن يفضح اليهود وكبراءهم على الملأ..
ففي هذه المستندات ذِكر واضح أن اليهود ينوون أن يقيموا ثورة في روسيا
كما فعلوا في إنجلترا وفرنسا.. كانت روسيا أيامها قيصرية.. وكان اليهود
مضطهدين فيها.. ولقد طبع "نيلوس" كتابًا نشر فيه هذه المستندات كاملة
مكملة.. كتاب سمَّاه "بروتوكولات حكماء صهيون".
جنَّ اليهود جنونًا كبيرًا وزعموا أن كل هذا كذب وافتراء.. لكن من قرؤوا الكتاب
لم يصدقوهم لتطابق ما حدث فيها مع ما حدث في العالم.. ويستحيل أن تجتمع
كل تلك المصادفات لتخدم اليهود وحدهم.. جن جنون العالم على اليهود خاصة
بعد أن تمت تصفية "نيلوس" صاحب الكتاب بطريقة مريبة.
وبدأت المذابح تقام ضد اليهود في روسيا.. وأول مذبحة راح ضحيتها عشرة آلاف
يهودي.. وكافح اليهود طويلًا لإيقاف تلك المذابح حتى نجحوا في وقفها
باستغلال نفوذهم في بريطانيا للضغط على روسيا.

وفجأة حدثت الثورة الروسية كما توقعت البروتوكولات تمامًا.. حدث الانقالب
الشيوعي وسقطت روسيا في قبضة البلاشفة الذين كان أكثرهم من اليهود..
كان الناس يريدون الهرب من القيصرية فوقعوا في جحيم الشيوعية اليهودية..
وبدأت الشيوعية في التسلل بسمومها اليهودية إلى كل الدول الملاصقة
لروسيا.. فالشيوعية باختصار هي الكفر بكل الأديان مع الانحياز للدين اليهودي.
وبدأت البروتوكولات في الظهور في العالم مرة أخرى عندما تُرجمت إلى
الإنجليزية.. لكن نجح اليهود عبر نفوذهم في وقف انتشارها في بريطانيا.. ثم
ترجمت إلى الألمانية ونُشرت في ألمانيا لكن اليهود نجحوا أيضًا في وقف
انتشارها عبر نفوذهم في ألمانيا.
ثم انتشرت في أمريكا وإيطاليا لكنها اختفت بنفس سرعة انتشارها.. وظهرت
إشاعة مفادها أن كل من يقوم بترجمة أو نشر هذه البروتوكولات تتم تصفيته..
وفي النهاية وصلت إلى مصر.. وتحديدًا إلى "أنيس منصور" الذي رفض
ترجمتها خوفًا من الإشاعة.. ثم أخيرًا وصلت إلى "عباس محمود العقاد".. والذي
ترجمها إلى العربية بشجاعة نادرة ونشرها.
وأخيرًا ذكرها الممثل المصري "محمد صبحي" في مسلسل من كتابته ورؤيته
يدعى "فارس بلا جواد".. وقد انزعجت إسرائيل أيما انزعاج من ذلك المسلسل
ووصفته بأنه معادٍ للسامية.
الطريف في الأمر أنه على أغلفة كتاب "بروتوكولات حكماء صهيون" كان
الناشرون يرسمون أفعى.. رأسها حكماء صهيون الذين يبتسمون بخبثٍ
وجسدها الشعب اليهودي.. وأنها تمر على البلاد الأوروبية لتسقطها وتشعل
فيها النيران والفتن والثورات.. غير عالمين أنهم في الحقيقة قد رسموا رسمًا
كاريكاتوريا للأفعى "سيربنت".. الشيطان.

وعمومًا لم يكن هذا هو اجتماع حكماء صهيون الوحيد.. وإنما اجتمعوا مئات
الاجتماعات بعدها ليناقشوا نفس الخطة ويراجعوها ويعدلوا عليها.
ولم يكن هذا هو الكتاب الوحيد الذي مات مؤلّفه بشكل مريب.. بل هناك كتب
أخرى مثل كتاب "أحجار على رقعة الشطرنج" للمؤلف "ويليام جاي كار".. وكتاب
"اليد الخفية" ومؤلفه الأمير الاسكندنافي "شيريب سبيريدوفيتش".. وهذا
الكتاب الذي بين يديك الآن والذي سيموت مؤلفه بعد سويعات قلائل.
لقد ذكر حكماء صهيون الإعلام وسطوة الإعلام.. إن أكبر منوم في التاريخ هو
عبارة عن صندوق صغير موجود في زاوية الغرفة.. وهو يملي علينا باستمرار ما
يجب أن نؤمن به على أنه حقيقة واقعة.. وإني أود أن أصرخ في أذنك بشيء عن
الإعالم.. كل ما تسمعه من الإعلام أو من السياسيين هو عن نقاط اختلافنا..
الأشياء التي تمزقنا.. الأشياء التي تفرقنا.. هكذا يريدون لنا.. سيركزون على أي
شيء يجعلكم تتفرقون. . العرق.. الدين.. القومية.. المدخول المالي.. التعليم..
المستوى الاجتماعي.. التوجه الجنسي.. الوظائف.. أي شيء يمكنهم أن يفعلوه
ليبقونا متصادمين.
وأنت نفسك يمكن أن تتحول لتكون مثل هؤلاء الحثالة.. عندما تفتح الفيسبوك
الخاص بك وترى خبرًا ما يهاجم طائفة لا تميل إليها.. فتضغط زر المشاركة
فتنشر الخبر.. دون أن تتأكد منه وتتيقن.. عندئذ يا صديقي تكون مثل هؤلاء..
حثالة.. لأن ما تفعله يهدم ولا يبني.. ماتفعله يروي الدماء ولا يحقنها.. ماتفعله
يخدم كلمة فرق تسد.. فرق أمتك.. فرق بلدك.. هذا ما تفعله حقيقة.
لو أنني رئيس عربي في بلدك هل تعرف ماذا سأفعل؟ سأفعل مثل "علي بن أبي
طالب" في أحداث الفتنة بين الصحابة.. سأوحّد كل التيارات حتى تلك التي أشك
في وجود عملاء وخونة بينهم.. وسأسقط لك مثالًا على مصر.. وماشاهدته
يحصل في مصر.
انقسم المصريون إلى طائفتين.. طائفة مؤيدة للعسكر.. وطائفة مؤيدة لإلخوان
المسلمين.. وكل طائفة تقول إن الطائفة الأخرى هم عملاء وخونة للبلاد..
فالإخوان في نظر العسكر إرهابيون أرادوا أن يبيعوا مصر.. والعسكر في نظر
الإخوان منقلبون خونة ديكتاتوريون سارقون وناهبون وظلمة.. فجأة انقلبوا على
بعضهم البعض وصاروا يكيلون لبعضهم الهجمات على أرض الواقع ويكيلون
لبعضهم الاتهامات على الفيسبوك.. نسى الكل أنهم مصريين يحملون جميعًا
نفس الدم ونفس الهم ونفس اللون ونفس النفس ونفس التراث.
لو أنني رئيس لبلدك مصر فأنا أفهم من الذي من مصلحته أن ينقسم شعبي
ويتصارع هكذا.. ولعلك حضرت اجتماع قادة صهيون وتعرف كما أعرف من
الذي يغذي كل تلك النعرات ويحييها ويشعلها.. فالخطوة الأولى كرئيس لبلدك
هي أن أصلح بين الطائفيتين.. فأنا أفهم أنه ولو كان هناك خونة أو عملاء في أي
طائفة منهما فهؤلاء الخونة لا يمثلون طائفتهم.. وإنما يمثلون أنفسهم..
فكما أنني لو اكتشفت في المخابرات المصرية جاسوسًا إسرائيليًّا لا أحكم على
المخابرات المصرية كلها بأنهم خونة.. فأيضًا لو اكتشفت أن هناك جاسوسًا
من الإخوان لا أحكم على كل إخوان مصر بأنهم جماعة إرهابية وألاحقهم كما
ألاحق المجرمين بهذا التعسف والغباء.. أتعلم أمرًا؟
حتى لو اكتشفت جماعة من الجواسيس في إحدى الطائفتين.. سأتركهم كما
هم.. لن أتخذ إجراء استعراضيًا أفرّق به شعبي إلى قسمين.. سأتركهم حتى
تأتي اللحظة المناسبة وأنقضّ عليهم بجريمتهم.. ألم يخبر الله نبيّه "محمد" عن
المنافقين وكان يعرفهم؟ ماذا فعل؟ هل قام بمحاكمتهم ومالحقتهم
ونفيهم؟ لا لم يفعل.. حتى لا تحدث فتنة ينقسم بها الناس.. لما علم "علي بن
أبي طالب" أن قتلة "عثمان بن عفان" هم من كبار قبائل العراق.. ماذا فعل؟ هل
ذهب وقاتلهم؟ لا لم يذهب.. بل انتظر لأنه لو قاتلهم ستحدث فتنة وسيخسر
قبائلهم كلها.. وكان منهم قواد كبار في جيش المسلمين.. هذا ما سأفعله





  رد مع اقتباس