عرض مشاركة واحدة
قديم 12-23-2020, 02:09 PM   #55

افتراضي

كلها كانت تساعد البريطانيين على قمع الثورة الفلسطينية.. إلا أنها وبعد أن
خرج قرار التعجيل بإخراج البريطانيين وقرار التمهيد لتقسيم فلسطين.. قررت
أن تقوم بعمليات إرهابية ضد البريطانيين.. لتُعجل بإخراجهم من البلاد.. وبالفعل
قامت عمليات إرهابية شهيرة ضد أعضاء الجيش البريطاني.. تفجيرات واغتيالات
ونسف وقتل.. حتى تم القبض على قائد فرقة الإيرجون الذي يدعى "مناحم بيجن"
واعتبروه إرهابيًّا.. ما أضحك "ماستيم "هو أن هذا الرجل نفسه الذي دخل السجن
الأن باعتباره إرهابيًّا.. بعد مرور ثلاثين عامًا حصل الرجل على جائزة نوبل للسلام
مناصفة مع الرئيس المصري "أنور السادات".
أوعزت بريطانيا إلى رئيس وزراء مصر "مصطفى النحاس" بإنشاء هيئة تدعى
جامعة الدول العربية.. تضم كل الدول العربية وتعبِّر عن رأيها.. شرط ألا تضم
فلسطين إليها.. واجتمع العرب في هيئة جامعة واحدة.. وسلخوا منهم
فلسطين.. كان "ماستيم" يفكر قليلًا.. لقد ضمت تلك الجامعة سبع دول.. ست
منها تحت الاحتلال الإنجليزي.. أي أنه لا فائدة حقيقية منها إلا تمرير ما تريده
بريطانيا باسم العرب.. وضحك "ماستيم" مجددًا.
طار "ماستيم" ذو القناع المتشقق فجأة إلى مقر الامم المتحدة.. كان هناك
اجتماع في غاية الاهمية.. دخل "ماستيم" إلى الاجتماع والمتحدث اليهودي
يقول :
- حين نتكلم عن دولة يهودية.. فليس في مخيلتنا أي دولة عنصرية أو
متعصبة لدين.. بل دولة تقوم على أساس المساواة الكاملة في
الحقوق لكل سكانها.. دون تمييز في الدين والعرق.. وبدون سيطرة
أو إخضاع.
بعد أن كان اليهود يملكون 5% فقط من أرض فلسطين.. إلا أنهم ملكوا بعد
هذا الاجتماع نصف أرض فلسطين.. كان هذا الاجتماع هو الاجتماع الذي أعلن
قرار تقسيم فلسطين إلى دولتين.. النصف للعرب.. والنصف لليهود.. والقدس لا


إلى هؤلاء وال إلى هؤلاء.. بل هي منطقة دولية.. ويجب على كل الفلسطينيين
الساكنين في القسم المعطى لليهود أن يغادروا مساكنهم فورًا إلى القسم
الفلسطيني.. وقررت اللجنة خروج البريطانيين من البلاد في 15مايو 1948 ..أي
بعد ستة أشهر.
وبدأ ترحيل الفلسطينيين من الاراضي المقسومة لليهود حسب القرار.. وبدأ
"ماستيم" يطير فوق القرى ليتابع أحداث الترحيل.. دخلت قوات الهاجانا إلى قرية
القسطل.. أهم القرى الحامية للقدس.. دخلتها وطردت منها جميع أهلها..
ولفت نظر "ماستيم" فرقة من المجاهدين الفلسطينيين الذين كانوا يبدون
منظمين ومسلّحين.. كانت هذه الفرقة هي جيش الجهاد المقدس.. وقد تكون
هذا الجيش بعد أن اجتمع الفلسطينيون في كافة أنحاء البلاد وقرروا توحيد
صفوفهم المقاوِمة في جيش واحد.. وكان قائد هذا الجيش رجل فلسطيني
مجاهد صنديد يدعى "عبد القادر الحسيني".. وقد رآه "ماستيم" يتصدر
المجاهدين الداخلين إلى القسطل.
حدث بين هذا الرجل وبين جامعة الدول العربية حوار تاريخي.. كان فيه:
- - أنا ذاهب لتحرير القسطل.. وسأقتحمها وأحررها ولو كان في هذا
موتي.. ونريد منكم تزويدنا بالسلاح المخزَّن لديكم.
- لقد عهدنا بموضوع فلسطين إلى لجنة عسكرية خاصة ستهتم باألمر
بعد خروج البريطانيين منها في 15 مايو.
- لو أنكم انتظرتم حتى 15 مايو ستحتاجون إلى عشر أضعاف ما
ستحتاجونه الآن.
- نحن ال ندعم العمليات الفردية.
- نحن أحق بالسلاح المخزَّن من تلك المزابل التي تخزنوه فيها.. إن
التاريخ سيتهمكم بإضاعة فلسطين وتذكروا أن التاريخ لا يرحم أحدًا..
وأنني سأموت في القسطل قبل أن أرى تقصيركم وتواطؤكم.

- كفاك كلامًا سخيفًا.. نحن لدينا العتاد والسلاح لكننا لن نعطيه لك..
وإنما سننتظر 15 مايو.
رمى "عبد القادر الحسيني" في وجوههم دبارة كانت في يده وقال :
- أنتم تخونون فلسطين.. أنتم تريدون قتلنا وذبحنا.
رآه "ماستيم" يدخل إلى القسطل ومعه نفر من جنوده.. وتمت محاصرته من قبل
جيش الهاجانا حصارًا شديدًا.. ووجدت في آخر اليوم جثته ملقاة بجانب أحد
المنازل في القسطل.. طار "ماستيم" فوق جثته ونظر له نظرة هازئة.. وسقطت
من قناع "ماستيم" قطعة من الذقن.. لتكشف وراءها ظُلمة شيطانية لا تتبين
معالمها جيدًا.
في فجر اليوم التالي كان "ماستيم" يطير فوق قرية مجاورة لقرية القسطل..
قرية تدعى دير ياسين.. وفجأة هجمت عليها قوات الإيرجون والشتيرن من ثلاثة
جهات.. في البداية استخدموا مكبّرات الصوت والكشافات.. كانوا يطلبون من
جميع السكان إخلاء القرية فورًا.. فوجئوا بإطلاق نار من بين مساكن القرية..
طار "ماستيم" إلى حيث مصدر الطلقات فوجد شباب القرية قد اجتمعوا وتسلّحوا
ووقفوا أمام مساكنهم يحمونها بأرواحهم.. لكن طلقاتهم هذه استفزت
العصابات اليهودية التي تخلت عن الكشافات وتخلت عن الميكروفونات
وأمسكت بالمدافع الرشاشة وهجمت على القرية في أعداد كثيرة كأنها النمل.
ارتكب اليهود في دير ياسين أبشع شيء تم ارتكابه منذ أن دخلوا إلى فلسطين
أول مرة.. وكان قائدهم هو "مناحم بيجن".. تابعهم "ماستيم" الذي توسعت
تشققات "قناعه الأبيض حتى كاد أن يسقط من على وجهه.. رأى "ماستيم"
الجنود يطلقون أحزمة النار من مدافعهم الرشاشة فتحصد أجسادًا وراءها
أجساد.. تحصد أطفالًا وتحصد نساءً.. ورآهم وهم يرمون القنابل إلى داخل





  رد مع اقتباس