12-20-2009, 06:42 PM
			
			
		 | 
		
			 
			#1
			
		 | 
	
	
			
             
			
			
			
				
				     
			
	 | 
	
	
	
		
		
			
			
			 
			
		
		
					
			مع أزكى التحية إلى خادم الحرمين الشريفين - وفقه الله -  
لا تسألوا عن جدَّةَ الأمطارا ** لكنْ سلوا مَنْ يملكون قرارا 
لا تسألوا عنها السيولَ فإنها ** قَدَرٌ، ومَنْ ذا يَصْرف الأقدارا؟ 
لا تسألوا عنها بحيرةَ (مِسْكِهَا) ** فَلِمِسْكِهَا معنىً يؤجِّج نارا 
أتكون جدَّةُ غيرَ كلِّ مدينةٍ ** والمسكُ فيها يقتل الأزهارا؟! 
لا تسألوا عن جدَّةَ الجرحَ الذي ** أجرى دموعَ قلوبنا أنهارا 
لكنْ سلوا عنها الذين تحمَّلوا ** عبئاً ولم يستوعبوا الإنذارا 
مَنْ عاش في أغلى المكاتب قيمةً ** وعلى كراسيها الوثيرة دارا 
مَنْ زخرف الأثواب فيها ناسياً ** جسداً تضعضع تحتها وأنهارا 
لا تسألوا عن بؤسِ جدَّةَ غيرَ مَنْ ** دهَنَ اليدَيْن، وقلَّم الأظفارا 
مَنْ جرَّ ثوب وظيفةٍ مرموقةٍ ** فيها، ومزَّق ثوبها وتوارى 
وأقام في الساحاتِ أَلْفَ مجسَّمٍ ** تسبي برونق حُسْنها الأبصارا 
صورٌ تسرُّ العينَ تُخفي تحتها ** صوراً تثير من الرَّمادِ (شراراً) 
أهلاً برونقها الجميل ومرحباً ** لو لم يكن دونَ الوباء سِتارا 
لا تسألوا عن حالِ جدَّةَ جُرْحَها ** فالجرح فيها قد غدا موَّارا 
لكنْ سلوا مَنْ يغسلون ثيابهم ** بالعطر، كيف تجاوزوا المقدارا 
ما بالهم تركوا العباد استوطنوا ** مجرى السيول، وواجهوا التيَّارا 
السَّيْلُ مهما غابَ يعرف دربَه ** إنْ عادَ يمَّم دربَه واختارا 
فبأيِّ وعيٍ في الإدارة سوَّغوا ** هذا البناء، وليَّنوا الأحجارا؟! 
ما زلت أذكر قصةً ل(مُواطنٍ) ** زار الفُلانَ، وليته ما زارا 
قال المحدِّث: لا تسلني حينما ** زُرْتُ (الفُلانَ) الفارس المغوارا 
ومَرَرْتُ بالجيش العَرَمْرَمِ حَوْلَه ** وسمعتُ أسئلةً وعشتُ حصارا 
حتى وصلْتُ إلى حِماه، فلا تسلْ ** عن ظهره المشؤوم حين أدارا 
سلَّمتُ، ما ردَّ السلامَ، وإنَّما ** ألقى عليَّ سؤاله استنكارا 
ماذا تريد؟ فلم أُجِبْه، وإنَّما ** أعطيتُه الأوراقَ و(الإِشعارا) 
ألقى إليها نظرةً، ورمى بها ** وبكفِّه اليسرى إليَّ أشارا 
هل كان أبكم - لا أظنُّ – وإنَّما ** يتباكم المتكبِّر استكبارا 
فرجعتُ صِفْرَ الرَّاحتَيْن محوقلاً ** حتى رأيتُ فتىً يجرُّ إزارا 
ألقى السؤالَ عليَّ: هل من خدمةٍ؟ ** ففرحتُ واستأمنتُه الأسرارا 
قال: الأمور جميعها ميسورةٌ ** أَطْلِقْ يديك وقدِّم الدولارا 
وفُجِعْتُ حين علمتُ أن جَنَابَه ** ما كان إلا البائعَ السِّمْسارا 
وسكتُّ حين رأيتُ آلافاً على ** حالي يرون الجِذْعَ والمنشارا 
ويرون مثلي حُفْرةً وأمانةً ** ويداً تدُقُّ لنعشها المسمارا 
يا خادم الحرمين، وجهُ قصيدتي ** غسل الدموعَ وأشرق استبشارا 
إني لأسمع كلَّ حرفٍ نابضٍ ** فيها، يزفُّ تحيَّةً ووقارا 
ويقول والأمل الكبير يزيده ** أَلَقاً، يخفِّف حزنَه الموَّارا 
يا خادم الحرمين حيَّاك الحَيَا ** لما نفضتَ عن الوجوه غبارا 
واسيتَ بالقول الجميل أحبَّةً ** في لحظةٍ، وجدوا العمارَ دَمَارا 
ورفعت صوتك بالحديث موجِّهاً ** وأمرتَ أمراً واتخذت قرارا 
يا خادم الحرمين تلك أمانة ** في صَوْنها ما يَدْفَعُ الأَخطارا 
الله في القرآن أوصانا بها ** وبها نطيع المصطفى المختارا 
في جدَّةَ الرمزُ الكبيرُ وربَّما ** تجد الرموزَ المُشْبِهَاتِ كِثارا 
تلك الأمانة حين نرعاها نرى ** ما يدفع الآثام والأوزارا جريدة الجزيرة الاربعاء 15 ذو الحجة 1430   
	
	
		
		
 
 
 
		
		
		 
		 
		
		
		
		
	 | 
	| 
		
		
		
		
		
		 
	 | 
	
	
	
		
		
		
		
			 
		
		
		
		
		
		
		
			
		
		
		
	 |