| القصص والروايات يختص بالقصص والروايات الادبيه |
![]() |
|
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
|
|
|
|
#1 |
![]() ![]() |
قصة قصيرة: لما تغيَّر... تغيَّروا
كاتب القصة -د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر نشأ هو وابن خالته على المودة والقرابة والصحبة الوثيقة، كانا كالأخوين في القرب والتفاهم، يخرجان معًا، ويتشاركان تفاصيل الحياة صغيرها وكبيرها. خالتاهما كانتا كالأختين، وأزواجهما أقرباء، عملوا معًا في الخليج، فتقاربت ظروفهم المادية والفكرية، وكان الجميع يرى في هذا التواصل الأسري نعمة عظيمة. كان ابن خالته خريج الجامعة الأمريكية، متأثِّرًا بثقافات غربية، مفتونًا بالمناهج العقلانية، وكان يُطلق على صاحبنا لقب (سقراط) إعجابًا بحواراته وأفكاره، ما دامت بعيدة عن الدين. أما صاحبنا، فكان طالبًا في كلية الطب، نابه الذكاء، راجح العقل، لكن الله تعالى شاء أن يبتليه ببعض المواقف المؤلمة التي هزَّت وجدانه، وأيقظت فطرته، فاختاره الله إلى طريق الهداية. عاد إلى ربه، وانكسر بين يديه، فعاد إلى الصلاة، وأطلق لحيته، والتزم بصلاة الجماعة، وسعى في طريق الطاعة، وتغيَّرت وجهته من الإعجاب بالعقل وحده، إلى التسليم لشرع الله الذي لا يضل من اتبعه. لكن المفارقة العجيبة: حين كان غافلًا عن ربه، كان الجميع يراه "لطيفًا"، "عاقلًا"، "مرحًا"، لكن لما اختار طاعة الله، تغيَّر كل شيء! اتهموه بالتشدد والجهل، رفضوا مواقفه، ضاقوا بمظهره، وأصبح غير مرغوب فيه في اللقاءات العائلية. أصبح يُستدرج في كل جلسة لسماع الأغاني، وحضور الاحتفالات بالميلاد، فإن أنكر، قيل: ما هذا التعصب؟ وإن سكت، استُهزئ به وسُخِر من هيئته. أُقصي تدريجيًّا من مجلسهم، رغم أنه لم يتغيَّر في أخلاقه، ولم يسئ لأحد، بل طالبهم بأبسط حقوقه: أن يُعامَل كما كانوا يعاملونه من قبل، أن تُحترم اختياراته كما احترم هو اختياراتهم. قال لهم: أنا لم أتغيَّر في حبي لكم، أنا فقط اقتربت من ربي... فهل هذا يزعجكم؟ لكنهم لم يطيقوا تغيُّره... كان لا بد في كل لقاء دومًا من فتح النقاشات، وإهانة العلماء، والحط من قدر من يحبون دينهم ويُظهرون شعائرهم. فاضطر إلى البُعد، لا رغبة في القطيعة، بل صيانة لدينه، وحماية لقلبه. الرسالة: حين يختارك الله لعبادته، لا تنتظر التصفيق؛ فقد يُقصيك أقرب الناس إليك، لكن لا تحزن، واعلم أن الثبات على طريق الحق في زمان الفتنة ليس ضعفًا، بل هو الخير كله من الله عز وجل، وأن من ترك شيئًا لله عوَّضه الله خيرًا منه، ولو فُقِد الأهل والصحب، فاثبت؛ فليس الشأن أن تُحَب، بل أن تُحِب بما يُرضي الله عز وجل. |
|
|
|
#2 |
![]() ![]() |
كل الشكر والامتنان لجهودك لَك ودي وتقديري |
|
|
|
#3 |
![]() ![]() ![]() ![]() |
يعطيك العآفيه ع الطرح الجميل
كل الشكر ع طرحك ومجهودك لاخلينا من عطـآءك المميز يارب |
|
![]() |
|
|