الاسلامي يختص بالمواضيع الاسلامية والدينية ... |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
10-31-2024, 06:16 PM | #1 |
|
الكاتب المختصر هو محمد بن عبدالوهاب والكتاب هو تلخيص أى اختصار لكتاب ابن قيم الجوزية من قبل صاحب المذهب الوهابى محمد بن عبد الوهاب والاختصار هو أحد أساليب تأليف الكتب فى القديم حيث يعمد أحدهم إلى كتاب كبير لايقرئه إلا قلة نادرة فيقوم باختيار بعض مما فيه ويحذف الباقى الذى يتصور أنه لا لزوم له ابتدأ الكتاب بسورة الفلق حيث قال : "بسم الله الرحمن الرحيم قل أعوذ برب الفلق: معنى أعوذ التجئ وأعتصم وأنحرز. والفلق: هو نور الفجر الذي يطرد الظلام، وتضمنت هذه السورة: المستعاذ به المستعاذ منه المستعيذ والمستعاذ به هو: الله رب الفلق ورب الناس الذي لا ينبغي الاستعاذة إلا به ولا يستعاذ بأحد من خلقه" والفلق ليس معناه نور الفجر الذي يطرد الظلام فالفلق هو كل ما يفلق والمقصود يخلق كما قال سبحانه " فالق الحب والنور" فالفالق هو الخلق ومن ثم رب الفلق هو رب الخلق وأدخلنا الكتاب فى مسائل علمك الكلام بالكلام عن كلمات الله حيث قالوا: "وقد قال الله في كتابه عمن استعاذ بخلقه استعاذته زادته رهقا وهو الطغيان، واحتج أهل السنة على المعتزلة في أن كلمات الله مخلوقة بأن النبي (ص) استعاذ بقول قل أعوذ برب الفلق، وأعوذ بكلمات الله التامات، وهو لا يستعذ بمخلوق أبدا والمستعيذ هو رسول الله (ص)، وكل من اتبعه إلى يوم القيامة." والله لم يذكر فى السورة كلماته وعليه فما قالوه ليس من مواضيع السورة وتناولوا أنواع المستعاذ منه حيث قالوا : "وأما المستعاذ منه فهو أربعة أقسام: الأول: الشر العام في قوله { من شر ما خلق } وهذا يعم كل شر في الدنيا والآخرة وشر الشياطين من الإنس والجن وشر السباع والهوام وشر النار وشر الذنوب والهوى وشر النفس وشر العمل وقوله: { من شر ما خلق }، أي من شر كل مخلوق فيه شر وليس المراد الاستعاذة من كل ما خلق الله فإن الجنة وما فيها ليس فيها شر، وكذلك الملائكة والأنبياء فإنهم خير محض." وهنا كلام صالح أنهاه بكلام طالح وهو أن ألنبياء(ص) خير محض والأنبياء(ص) لو كانوا خيرا محص ما عصوا الله فى بعض ألأمور حتى قال الله فى أبينا آدم " فعصى آدم ربه فغوى" وما قال فى ذنوب خاتم النبيين(ص) " ليغفر لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر" فهم بشر فيهم الخير والشر وقد غلب خيرهم شرهم فتابوا من ذنوبهم وتناول الشر الثانى حيث قال : "والشر الثاني: شر الغاسق إذا وقب وهذا خاص بعد عام والغاسق الليل، إذا أقبل ودخل في كل شيء، والغسق الظلمة والوقوب الدخول؛ والسبب الذي لأجله أمر الله بالاستعاذة من شر الليل هو الليل: محل سلطان الأرواح الشريرة وفيه تنشر الشياطين، والشياطين إنما سلطانهم في الظلمات والمواضع المظلمة، ولهذا كانت القلوب المظلمة هي محل الشياطين وبيوتهم. وذكر سبحانه في هاتين الكلمتين الليل والنهار والنور والظلمة فأمر الله عباده أن يستعيذوا برب النور الذي يقهر الظلمة ويزيلها وهو سبحانه يدعي بأسمائه الحسنى فيسأل لكل مطلوب بإسم يناسبه." والغلط فى هذا الكلام هو أن الليل وقت الشر وكأن الشرور وهى الذنوب لا ترتكب فى النهار والمقصود بالغاسق ليس الليل فإصحاب الشرور هم الناس من الإنس والجن ولذا سماهم الله شياطين فقال : " وكذلك جعلنا لكل نبى عدوا شياطين الجن والإنس" فالغاسق هنا الظالم وهو الكافر أيا كان وتناول الشر الثالث حيث قال : "والشر الثالث: شر النفاثات في العقد وهذا الشر هو شر السحر فإن النفاثات هن السواحر اللاتي يعقدن الخيوط، وينفثن على كل عقدة حتى ينعقد ما يريدون من السحر، والنفث هو النفخ مع ريق، وهو دون التفل وهو مرتبة بينهم والنفث فعل الساحر، فإذا تكيفت نفسه بالخبث والشر الذي يريده بالمسحور، واستعان بالأرواح الخبيثة نفث في تلك العقد نفخا معه ريق فيخرج من نفسه الخبيثة نفس ممازج للشر مقترن بالريق الممازج، وقد تساعد الروح الشيطانية على أذى المسحور؛ فيقع فيه السحر بإذن الله الكوني القدري. ولما كان تأثير السحر من جهة الأنفس الخبيثة والأرواح الشريرة قال سبحانه: من شر النفاثات، بالتأنيث دون التذكير، وقد دل قوله تعالى: { ومن شر النفاثات في العقد } على تأثير السحر وأن له حقيقة وقد أنكر ذلك طائفة من أهل الكلام، وقالوا: أنه لا تأثير للسحر لا في مرض ولا في قتل ولا حل ولا عقد قالوا: وإنما ذلك تخييل لأعين الناظرين لا حقيقة له سوى ذلك وهذا خلاف ما تواترت به الآثار عن الصحابة والسلف واتفق عليه الفقهاء. والسحر يؤثر مرضا وثقلا وحلا وقتلا وحبا وبغضا وغير ذلك من الأثار موجود، يعرفه الناس وكثير منهم قد علمه ذوقا بما أصيب به وقوله: { ومن شر النفاثات في العقد }، دليل على أن النفث يضر المسحور في حال غيبته عنه، ولو كان الضرر لا يحصل إلا بمباشرة البدن ظاهرا، كما يقوله هؤلاء لم يكن للنفاثات شر يستعاذ منه، وأيضا فإذا جاز على الساحر أن يسحر أعين جميع الناظرين مع كثرتهم حتى يروا الشر بخلاف ما هو به مع أن هذا تغير في إحساسهم، فما الذي يحيل تأثيره في تغير بعض أعراضهم وطباعهم وقواهم فإذا غير إحساسا حتى يحصل المحبوب إليه بغيضا والبغيض محبوبا وغير ذلك من التأثيرات، وقد قال الله عن سحره فرعون أنهم { سحروا أعين الناس } (لأعراف: )، فبين سبحانه أن أعينهم سحرت، وذلك إما أن يكون لتغير حصل في المرى وهو الحبال والعصي، مثل أن يكون السحرة استعانت بأرواح حركتها وهي الشياطين، فظنوا أنها تحركت بأنفسها وهنا كما إذا جر من لا تراه حصيرا أو بساطا فترى الحصير والبساط ينجر ولا ترى الجار، فهكذا حال الحبال والعصي قلبتها الشياطين فظن الرائي أنها انقلبت بأنفسها، والشياطين وهم الذي يقبلونها. وأما أن يكون التغيير حدث في الرائي حتى رأى الحبال والعصي تتحرك وهي ساكنة في أنفسها ولا ريب أن الساحر يفعل هذا وهذا.. وأما ما يقوله المنكرون في أنهم فعلوا في الحبال والعصي ما أوجب حركتها ومشيها مثل الزيبق وغيره حتى سعت فهذا باطل من وجوه كثيرة." بالطبع هذا التفسير هو المعروف فقد فسروا النفث فى العقد بانه السحر بينما المقصود الوسوسة فى النفوس كما قال سبحانه : " ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوسه نفسه" وتناول الشر الرابع حيث قال : "الشر الرابع: شر الحاسد إذا حسد، وقد دل القرآن والسنة على أن نفس حسد الحاسد يؤذي المحسود فنفس حسده شر يتصل بالمحسود في نفسه وعينه، وإن لم يؤذه بيده ولا لسانه، فإن الله تعالى قال: { ومن شر حاسد إذا حسد }، فحقق الشر منه عند صدور الحسد، والقرآن ليس فيه لفظة مهملة لكن قد يكون الرجل في طبعه الحسد وهو غافل عن المسحود ولاه عنه فإذا خطر على قلبه انبعث نار الحسد من قلبه فيتأذى المحسود بمجرد ذلك، فإن لم يستعذ بالله ويتحصن به ويكون له أوراد في الأذكار والدعوات، والتوجه إلى الله والإقبال عليه بحيث يدفع عنه من شره بمقدار توجهه وإقباله على الله وإلا ناله شر الحاسد ولا بد، وفي الحديث الصحيح رقية جبريل النبي (ص) وفيها: (بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك من شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك)، فذكر شر عين الحاسد ومعلوم أنها لا تؤثر بمجردها إذ لو نظر إليه نظر لاه ساه، كما ينظر إلى الأرض والجبل وغيره لم يؤثر فيه شيء وأما إذا نظر إليه نظر من قد تكيفت نفسه الخبيثة وانسمت فصارت نفسا غضبية [خبيثة] حاسدة، أثمرت بها تلك النظرة فأثرت في المسحود بحسب ضعفه وقوة نفس الحاسد، فربما أمرضه، وربما قتله، والتجارب بها عند الخاصة والعامة أكثر من أن تذكر. وهذه العين إنما تؤثر بواسطة النفس الخبيثة، وهي بمنزلة الحية إنما يؤثر سمها إذا عضت؛ ... ثم ذكر شر الحاسد والحاسد وهما نوعان أيضا لأنهما من شر النفس الشريرة وأحدهما يستعين بالشيطان ويعبده، وهو الساحر، وقل ما يأتي السحر بدون نوع عبادة الشيطان وتقرب إليه إما يذبح باسمه أو يذبح يقصد به هو، فيكون ذبحا لغير الله وبغير ذلك من أنواع الشرك، والساحر وإن لم يسم هذا عبادة للشيطان فهو عبادة له وإن سماه بما سماه به، فإن الشرك والكفر هو شرك وكفر لحقيقته ومعناه لا لاسمه ولفظه، فمن سجد لمخلوق.....وتأمل تقييده سبحانه شر الحاسد بقوله: { إذا حسد } لأن الرجل قد يكون عنده حسد، ولكن لا يرتب عليه أذى لا بقلبه ولا بلسانه ولا بيده، بل يجد في قلبه شيئا من ذلك ولا يعامل أخاه إلا بما يحبه الله، فهذا لا يكاد يخلو منه أحد إلا من عصمه الله، وقيل للحسن البصري: ((أيحسد المؤمن؟ قال: ما أنساك إخوة يوسف"، فالرجل إذا كان في قلبه حسن لكن يخفيه ولا يترتب عليه أذى بوجهه ما لا بقلبه ولا بلسانه وبيده بل لا يعامل أخاه إلا بما يحب الله، فهو لا يطيع نفسه، بل يعصيها خوفا من الله وحياء منه أن يكره نعمة على عباده، فيرى ذلك مخالفة لله وبغضا لما يحب الله فهو يجاهد نفسه على دفع ذلك، ويلزمها الدعاء للمحسود بخلاف ما إذا حقق ذلك وحسد ورتب على حسده مقتضاه من الأذى بالقلب واللسان والجوارح، فهذا الحسد المذموم، هذا كله حسد تمني الزوال." وهذا الكلام معارض لكتاب الله فالحسد مجرد تمنى نفسى كما قال سبحانه : "حسدا من عند أنفسهم " فالعين أو غيرها لا تقدر على عمل أى شر سوى النظر للمحرمات العين لو كان لها تأثير على الأخرين لأصبح الحاسدون هم ملوك العالم لقدرتهم على شل قوة الأخرين ولكننا لا نرى ذلك كما أن العين لو كان لها تأثير لاختار الكفار من لهم عيون لها التأثير للقضاء على النبى (ص)والمسلمين ولم يحاربوهم ولكن هذا لم يحدث لعدم وجود أثر للعين والمعنى من أذى متمنى إذا تمنى كفر المسلمين كما قال سبحانه : "ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم حسدا من عند أنفسهم " وتناول سورة الناس حيث قال: وأما سورة الناس فقد تضمنت أيضا مستعاذ به ومستعاذ منه ومستعيذا. فأما المستعاذ به: فهو الله رب الناس ملك الناس إله الناس، فذكر ربوبيته للناس وملكه إياهم وإلهيته لهم ولا بد من مناسبة في ذكر ذلك في الاستعاذة من الشيطان، فأضافهم في الكلمة الأولى إلى ربوبيته المتضمنة لخلقهم وتربيتهم وتدبيرهم وإصلاحهم مما يفسدهم. هذا معنى ربوبيته لهم وذلك يتضمن قدرته التامة ورحمته الواسعة، وعلمه بتفاصيل أحوالهم وبإجابة دعواتهم وكشف كرباتهم، وأضافهم في الكلمة الثانية إلى ملكة فهو ملكهم الحق الذي إليه مفزعهم في الشدائد والنوائب، فلا صلاح ولا قيام إلا به وأضافهم في الكلمة الثالثة إلى إلهيته، فهو إلههم الحق ومعبودهم الذي لا إله سواه، ولا معبود لهم غيره .. وهو الإله إله الناس الذي لا إله لهم سواه فهم جديرون أن لا يستعيذوا بغيره، ولا يستنصروا بسواه فظهرت مناسبة هذه الإضافات الثلاث للاستفادة من أعدى الأعداء وأعظمهم عداوة، ثم أنه سبحانه كرر الاسم الظاهر ولم يوقع المضمر موقعه، فيقول رب الناس وملكهم وإلههم تحقيقا بهذا المعنى، فأعاد ذكرهم عند كل اسم من أسمائه ولم يعطف بالواو، لما فيها معنى الإيذان بالمغايرة وقدم الربوبية؛ لعمومها وشمولها لكل مربوب وأخر الألهية لخصوصها؛ لأنه سبحانه إنما هو إله من عبده ووحده، واتخذ إلها دون غيره فمن لم يعبده ويوحده فليس بإلهه، وإن كان في الحقيقة لا إله سواه ولكن ترك إلهه الحق واتخذ إلها غيره. ووسط صفة الملك بين الربوبية والإلهية؛ لأن الملك هو المتصرف بقوله وأمره المطاع إذا أمر فملكه لهم تابع لخلقه إياهم، فملكهم من كمال ربوبيته وكونه إلههم الحق من كمال ملكه فربوبيته تستلزم ملكه، وملكه يستلزم إلهيته فهو الرب الملك الإله خلقهم بالربوبية وقهرهم بالملك واستعبدهم بالإلهية، فتأمل هذه الجلالة وهذه العظمة التي تضمنتها هذه الألفاظ الثلاث على أبدع نظام، وأحسن سياق رب الناس ملك الناس، ..." وهذا الشرح للملوكية والربوبية والألوهية لا يدخل ضمن تفسير السورة فهو كلام مسهب لا يفيد القارىء بشىء فالله واحد وتلك الألفاظ هو مجرد شرح للملك وهو حكمه فى خلقه والربوبية والألوهية تعنى أنه الخالق المستحق وحده للعبادة وربط الكاتب بين السورتين حيث قال : "وهذه السورة مشتملة على الاستعاذة من الشر الذي هو سبب الذنوب والمعاصي وهو الشر الداخل في الإنسان الذي هو منشأ العقوبات في الدنيا والآخرة، فسورة الفلق تضمنت الاستعاذة من ظلم الغير بالسحر والحسد وهو شر [من] خارج وسورة الناس تضمنت الاستعاذة من الشر الذي هو سبب ظلم العبد نفسه، وهو شر من داخل، فالشر الأول لا يدخل تحت التكليف ولا يطلب منه الكف عنه؛ لأنه ليس من كسبه. والشر الثاني الذي في سورة الناس يدخل تحت التكليف، ويتعلق به النهي فهذا شر المعائب، والأول شر المصائب والشر كله يرجع إلى العيوب والمصائب ولا ثالث لهما." وبدلا من أن يقول أن الشرور فى الفلق أعم جعل الوسوسة هى كل الشرور حيث قال : "فتضمنت سورة الناس الاستعاذة من شر العيوب كلها؛ لأن أصلها كلها الوسوسة وأصل الوسوسة الحركة، أو الصوت الخفي الذي لا يحس فيتحرز منه." وبالطبع ما تقوم الكائنات التى ذكرها كالسباع والهوام فيما سبق ليست من ضمن الوسوسة لأنها تفترس أو تقرص أو تلدغ وهذا ليس من ضمن الوسوسة التى كلام خفى كما قال : "والوسواس: الإلقاء الخفي في النفس أما بصوت خفي لا يسمعه إلا من ألقي إليه وأما بغير صوت كما يوسوس الشيطان العبد. والوساوس الخناس: وصفان لموصوف محذوف، وهو الشيطان، فالوسواس الشيطان؛ لأنه كثير الوسوسة وأما الخناس: فهو فعال من خنس يخنس إذا توارى واختفى. فإن العبد إذا أغفل عن ذكر الله جثم على قلبه الشيطان، وبذر فيه الوسواس التي هي أصل الذنوب كلها، فإذا ذكر العبد ربه واستعاذ به انخنس والانخناس تأخر ورجوع معه اختفاء." وتناول معنى الخناس ذاكرا روايات لم يقلها النبى(ص) حيث قال : "قال قتادة: "الخناس له خرطوم كخرطوم الكلب في صدر الإنسان، فإذا ذكر العبد ربه خنس. ويقال: رأسه كرأس الحية وهو واضع رأسه على ثمرة القلب يمنيه ويحدثه، فإذا ذكر الله خنس وإذا لم يذكره عاد ووضع رأسه يوسوس إليه... وفي أثر عن بعض السلف: ((أن المؤمن ينضي شيطانه كما ينضي الرجل بعيره في السفر))؛ لأنه كلما اعترضه صب عليه سياط الذكر والتوجه والاستغفار والطاعة، فشيطانه معه في عذاب شديد." وهذا الكلام هو بلا نص من كتاب الله فالوسوسة هى كلام من الشهوات التى هى ممثل الشر فى النفس وهى التى تسمى بالشيطان فالشيطان المتبع هو نفسه الشهوات المتبعة كما فى قوله سبحانه : " ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما" وتناول كون الشيطان يجرى فى الدماء حسب الروايات الكاذبة حيث قال : "وأما شيطان الفاجر فهو معه في راحة ودعة، ولهذا يكون قويا عاتيا شديدا فمن لم يعذب شيطانه في هذ ه الدار بذكر الله وتوحيده وطاعته، عذبه شيطانه في الآخرة بعذاب النار، ....وقوله: { الذي يوسوس في صدور الناس }، صفة ثالثة للشيطان فذكر وسوسته أولا، ثم ذكر محلها ثانيا وأنها في صدور الناس. وقد جعل الله للشيطان دخولا في جوف العبد ونفوذا إلى قلبه وصدره، فهو يجري منه مجرى الدم وقد وكل بالعبد فلا يفارقه إلى الممات. ومن وسوسته أنه يشغل القلب بحديثه حتى ينسيه ما يريد أن يفعله، ولهذا يضاف النسيان إليه كما قال تعالى عن صاحب موسى: { فإني نسيت الحوت وما أنسانيه إلا الشيطان} [الكهف: ]." بالطبع الشيطان ليس فى الدماء ولا فى الصدر ولا فى القلب العضوى وإنما هو فى النفس كما قال سبحانه : " ونعلم ما توسوس به نفسه " وتناول الكاتب كلاما بعيدا تماما عن منطوق الآيات وهو أن شر الشيطان ليس الوسوسة فقد وإنما لأن الشيطان لص سارق لأموال الناس فكل طعام أو شراب لم يذكر اسم الله عليه فله فيه حظا بالرسقة والخطف وكذلك يبيت في البيت الذي لم يذكر فيه اسم الله وهو قوله حيث قال : "وتأمل حكمة القرآن وجلالته كيف أوقع الاستعاذة من شر الشيطان الموصوف، بأنه الوسواس إلى أخر السورة، ولم يقل من شر وسوسته لتعم الاستعاذة جميع شره، فإن قوله الوسوسة يعم كل شر، ووصفه بأعظم صفاته وأشدها شرا، وهي الوسوسة التي هي مبادئ الإرادة فإن القلب يكون فارغا من الشر فيوسوس إليه، ويخطر الذنب بباله فيصوره لنفسه ويشهيه فيصير شهوة ويزينها ويحسنها له فتصير إرادة، ثم لا يزال يمثل ويشهي وينسي ضررها ويطوي عنه سوء عاقبتها، ...فأصل كل معصية وبلاء إنما هو الوسوسة فلهذا وصفه بها؛ ليكون الاستعاذة من شرها أهم، وإلا فشره بغير الوسوسة حاصل أيضا فمن شره أنه لص سارق لأموال الناس فكل طعام أو شراب لم يذكر اسم الله عليه فله فيه حظا بالرسقة والخطف وكذلك يبيت في البيت الذي لم يذكر فيه اسم الله فيأكل طعام الإنس بغير إذنهم ويبيت في بيوتهم بغير أمرهم ويدل على عوراتهم فيأمر العبد بالمعصية ثم يلقي في قلوب أعدائه يقظة ومناما أنه فعل كذا وكذا، ومن هذا أن العبد يفعل الذنب لا يطلع عليه - إلا الله - أحد من الناس فيصبح والناس يتحدثون به، وما ذاك إلا لأن الشيطان يجهده في كشف سره وفضيحته فيغتر العبد ويقول هذا ذنب لم يره إلا الله ولم يشرع بأن عدوه ساع في إذاعته، وقل من يتفطن من الناس لهذه الدقيقة. ومن شره أنه يعقد على رأس العبد إذا نام عقدة تمنعه من اليقظة كما في صحيح البخاري: (يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد) الحديث، ومن شره أنه يبول في أذن العبد حتى ينام إلى الصباح. ومن شره أن قعد لابن أدم بطرق الخير كلها فما من طريق من طرق الخير إلا والشيطان مرصد عليه يمنعه أن يسلكه، فإن خالفه وسلكه ثبطه وعوقه فإن عمله وفرغ منه سعى فيما يبطله. ويكفي من شره أنه أقسم ليأتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم، وعن أيمانهم وعن شمائلهم. فإذا كان هذا شأنه وهمته في الشر فلا خلاص منه إلا بمعونة الله وتأييده، ولا يمكن حصر أجناس شره فضلا عن آحادها إذ كل شر في العالم فهو السبب فيه، ولكن ينحصر شره في ستة أجناس. الشر الأول: الكفر والشرك ومعاداة الله ورسوله، فإذا ظفر بذلك بابن آدم استراح، وهو أول ما يريد من العبد فإن يأس منه من ذلك، وكان ممن سبق له الإسلام في بطن أمه نقلة إلى المرتبة من الشر وهي: البدعة: وهي أحب إليه من الفسوق والمعاصي لأن ضررها متعد وهو ذنب لا يتاب منه، وهي مخالفة لدعوة الرسل ودعاء إلى خلاف ما جاءوا به، فإذا نال منه البدعة وجعله من أهلها صار نائبا له وداعيا من دعاغته فإن أعجز من هذه المرتبة نقله إلى المرتبة الثالثة وهي: الكبائر على اختلاف أنواها فهو أشد حرصا على أن يوقعه فيها ولا سيما إن كان عالما متبوعا فهو حريص على ذلك لينفر الناس عنه، ثم يشيع من ذنوبه في الناس ويستنيب منهم من يشيعها تقربا بزعمه إلى الله وهو نائب إبليس ولا يشعر فإن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم، هذا إذا أحبوا إشاعتها فكيف إذا تولوا هم إشاعتها، فإن عجز عن هذه المرتبة نقله إلى المرتبة الرابعة وهي: الصغائر التي إذا اجتمعت فربما أهلكت صاحبها كما قال النبي (ص): (إياكم ومحقرات الذنوب فإن مثل ذلك مثل قوم نزلوا بفلاة من الأرض)، وذكر حديثا معناه أن كل أحد منهم جاء بعود حطب حتى أوقدوا نارا عظيمة فطبخوا. ولا يزال يسهل عليهم أمر الصغائر حتى يستهينوا بها، فيكون صاحب الكبيرة الخائف أحسن حالا منه، فإن عجزه العبد في هذه المرتبة نقله إلى المرتبة الخامسة وهي: اشتغاله بالمباحات التي لا ثواب فيها ولا عقاب، بل عاقبتها فوات الثواب الذي ضاع عليه باشتغاله بهات، فإن أعجزه العبد في هذه المرتبة، وكان حافظا لوقته شحيحا به يعلم أنه مقدار أنفاسه وانقطاعها، وما يقابلها من النعيم والعذاب نقله إلى المرتبة السادسة وهي: أن يشغله بالعمل المفضل وعن ما هو أفضل منه ليفوته ثواب العمل الفاضل فيأمره بفضل الخير المفضول ويحضه عليه إذا تضمن ترك ما هو أفضل منه، وقل من يتنبه لهذا من الناس فإنه إذا رأى فيه داعيا قويا إلى نوع من الطاعة فإنه لا يكاد يقول هذا المدعي من الشيطان، فإن الشيطان لا يأمر بخير، ويرى أن هذا خير ولم يعلم أن الشيطان يأمره بسبعين بابا من أبواب الخير، إما ليتوصل بها إلى باب واحد من الشر، وأما ليفوت بها خيرا أعظم من تلك السبعين بابا وأجل وأفضل. ...وتأمل السر في قوله تعالى: { الذي يوسوس في صدور الناس }. ولم يقل قلوبهم والصدر هو ساحة القلب، وهو بمنزلة الدهليز وبيته، فمنه يدخل الواردات إليه فيجتمع في الصدر، ثم يلج في القلب وفي القلب يخرج الأوامر والإرادات إلى الصدر، ثم تتفرق على الجنود ومن فهم هذا فهم قوله: { وليبتلي الله ما في صدوركم وليمحص ما في قلوبكم } [آل عمران: ]. فالشيطان يدخل إلى ساحة القلب وبيته ويلقي ما يريد القاءه إلى القلب، فهو موسوس في الصدر وسوسة واصلة إلى القلب، ولهذا قال تعالى: { فوسوس إليه الشيطان } [طه: ]. ولم يقل فيه لأن المعنى أنه ألقى إليه ذلك وأوصله إليه فدخل في قلبه." بالطبع كل ما ذكره متعارض مع كتاب الله فشر الشيطان وهو الشهوات مقتصر على النفس فهو لا يسرق ولا يأكل طعام الناس ولا يبول أو يعقد على أدمغتهم ولذا قال : " "الذى يوسوس فى صدور الناس " وفسره يوسوس فى النفوس حيث قال : " ونعلم ما توسوس به نفسه " ولذا اعترف ب، كل ما يقوم به هو الدعوة أى الكلام حيث قال : " وما كان لى عليكم من سلطان إلا أن دعوتكم" فكل قوته هو دعوته وهى وسوسته ولا يوجد شىء أخر وتحدث عن ان الجن لا يوسوس للجن حيث قال : "وقوله تعالى: { من الناس } اختلف الناس في هذا الجار والمجرور، بم يتعلق فقال الفراء، وجماعة هو بيان للناس الموسوس في صدورهم أي أن الموسوس في صدورهم قسمان: أنس وجن، فالوسواس يوسوس للجني، كما يوسوس للإنسي وهذا القول ضعيف جدا لوجوه منها: أنه لم يقم دليل على أن الجني يوسوس في صدر الجني ويدخل فيه كما يدخل في الإنس، والناس [اسم] لبني آدم فلا يدخل الجن في مسماهم. والصواب القول الثاني وهو: أن قوله من الجنة والناس بيان للذي يوسوس، وأنهم نوعان: إنس وجن [فالجني يوسوس في صدر الإنسي والإنسي يوسوس إلى الإنسي فالموسوس نوعان: إنسي وجني]، فإن الوسوسة هي الإلقاء الخفي في القلب وهذا مشترك بين الجن والإنس وإن كان إلقاء الإنسي ووسوسته إنما هي بواسطة الأذن، والجني لا يحتاج إلى الواسطة؛ لأنه يدخل في ابن آدم ويجري منه مجرى الدم، على أن الجني قد يتمثل ويوسوس إليه في أذنه كالإنس كما روى البخاري عن عائشة [رضي الله عنها] عن النبي (ص) أنه قال: (إن الملائكة تحدث في العنان (والعنان الغمام) بالأمر يكون في الأرض فتسمع الشياطين الكلمة، فيقرها في أذن الكاهن، كما يقر القارورة، ويزيدون معها مائة كذبة من عند أنفسهم()، فهذه وسوسة وإلقاء من الشيطان بواسطة الأذن، ونظير اشتراكهما في هذه الوسوسة اشتراكهما في الوحي الشيطاني قال تعالى: { وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الأنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا } [الأنعام: ]." بالطبع ما قاله الكاتب غلط فليس جنى يوسوس لإنسى أو لا بشرى لبشرى فإبليس لا يوسوس لأحد لكونه حاليا فى جهنم منذ طرده من الجنة والغريب أن أحدا لم يسألأ نفسه : كيف يتواجد إبليس فى نفوس الناس فى وقت واحد ؟ ففى عصرنا المفروض أنه متواجد فى 8 مليار إنسان كل منهم فى مكان مختلف عن ألأخر وهو أمر محال أن يتواجد واحد فى 8 مليار مكان و8 مليار إنسان فى وقت واحد ؟ هذا فضلا عن مليارات الجن ؟ والغريب أنه يقول لواحد بالزنى والثانى بأكل مال أخيه والثالث بالقتل والرابع بالسرقة ......فى نفس الوقت وهو أمر محال لقد بين الله أن الموسوس هو النفس كما قال سبحانه : " ونعلم ما توسوس به نفسه" فالشيطان هو جزء من النفس وهو ما سماه الله : الشهوات الهوى هوى النفس |
11-01-2024, 10:04 PM | #2 |
|
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|