الاسلامي يختص بالمواضيع الاسلامية والدينية ...

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 01-11-2025, 08:54 PM   #1


مناقشة لكتيب التبيان بضعف حديث الميزان
الكاتب هو أبو عمر الدوسري(المنهج) والكاتب يبين حكم رواية يطلق عليها أهل التصوف حديث الميزان أو عرض الأعمال وقد ابتدأ مقاله حيث قال :
"ومن تلك الأحاديث الضعيفة التي يستشهد بها الجُهال أدعياء المحبة لحبيبنا بأبي هو وأمي محمد عليه الصلاة والسلام ؛ فأين هذه المحبة ونحن نرى القوم ينشرون الأحاديث الضعيفة ؛ بل والمكذوبة الموضوعة؟!!حديثٌ يسمونه حديث الميزان أو عرض الأعمال أو غيرها من التسميات."
وأورد الكاتب متن الرواية حيث قال:
"نص الحديث:
( حياتي خير لكم ، تُحدثون ويُحدث لكم ، ووفاتي خير لكم ، تعرض عليَّ أعمالكم ؛ فإن رأيت خيراً حمدت الله عليه ، وإن رأيت شراً استغفرت لكم)"
وبعد هذا ذكر أقوال أهل الحديث في إسناد الحديث حيث قال :
"يقول الشيخ عبدالله بن عبدالحميد: (حديث ضعيف منكر)
"أنظر أنواع وأحكام التوسل المشروع والممنوع 208"
قال المحدث العلامة محمد ناصر الدين الألباني:
(وجملة القول ، أن الحديث ضعيف بجميع طرقه ، وخيرها حديث بكر بن عبدالله المزني وهو مرسل ، وهو من أقسام الحديث الضعيف عند المحدثين ، ثم حديث ابن مسعود ، وهو خطأ ، وشرها حديث أنس بطريقيه)
"أنظر السلسلة الضعيفة رقم 975"
قال في الصارم المنكي:
( قلت هذا خبر مرسل)
والمرسل من أقسام الحديث الضعيف."
بالطبع الأسانيد لا تهمنا في الموضوع اختلاف أهل الحديث في الرجال اختلافا عظيما فما وثقه البعض ضعفه الأخرون والمصيبة أن البعض يوثق بعضهم في مرحلة من حياته ثم يكذبه في بقية حياته والمصيبة أنه لا يقدر على أن يفصل في كون الحديث كان في أى مرحلة في حياتهم في معظم هذه الشخصيات
والمصيبة الأعظم في هذا العلم أننا لو جمعنا أقوال كل كلام أهل الحديث في الرجال فلن يخرج منهم عدد على أصابع اليدين غير متهم بتهمة ما من تهم أهل الحديث فحتى أئمة المذاهب أنفسهم متهمون عند البعض ومن ثم لم نصل إلى نتيجة في النهاية إلا النتيجة التى وصل لها أهل الحديث وأهل الفقه وهو كون الحديث ظنى والمقصود :
لا يمكن نسبته إلى النبى (ص)ومن آمن به يقينا وإنما كله ظن
وقد تناول الكاتب ردود بعضهم على مضمون الرواية حيث نقل التالى :
"قال الشيخ صالح آل الشيخ:
( لو ثبت لم يكن فيه ما ادعاه "صاحب المفاهيم" من جواز التوسل بعموم استغفار رسول الله(ص)لأمته ؛ لأنَّ دعاء الرسول (ص)في حياته لأمته وسؤاله الله لهم أبلغ وأقطع من استغفاره بعد موته -إن ثبت- وهذا السبب الذي كان موجداً في حياته هو عين السبب الذي علق الحكم بعد مماته ؛ فلما لم يشرع هذا العمل ، وهو التوسل بالاستغفار العام مع القيام المقتضي له في حياة رسول الله (ص)علم أنَّ إحداثه بدعة.
ويؤيد هذا أنَّ خير القرون ثم الذين يلونهم ثمَّ الذين يلونهم ؛ لم يستعمل أحد منهم التوسل بهذا الطريق الذي اخترعه عشاق البدع ، وهُجَّار السُنَن)
"أنظر هذه مفاهيمنا للشيخ صالح آل الشيخ 88""
بالطبع ليس في المتن إشارة للتوسل كما قال الراد ولكنه هو الخر استدل برواية تتعارض مع كتاب الله وهى رواية العلم بخير القرون وعددها وهى تتعارض مع كون النبى(ص) لا يعلم الغيب كما قال سبحانه على لسان النبى الخاتم(ص) :
" ولا أعلم الغيب"
والخيرية حسب كتاب الله تكون في الأولين وفى الآخرين وهو المعنى حيث قال سبحانه :
" والسابقون السابقون أولئك المقربون فى جنات النعيم ثلة من الأولين وقليل من الأخرين"
وقال أيضا :
" لأصحاب اليمين ثلة من الأولين وثلة من الأخرين"
ونقل الرد الثانى حيث قال :
يقول الشيخ عبدالله بن عبدالحميد( واعلم أنَّ النبي (ص)لا يُعرض عليه من أعمالنا شيءٌ ؛ باستثناء السلام والصلاة عليه.
قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أُمتي السلام)) "رواه النسائي وصححه الألباني في صحيح النسائي"
وقال: ((صلوا عليَّ فإنَّ صلاتكم تبلغني حيثُ كنتم)) "رواه أبوداود وهو في صحيح الألباني"
وقد ورد في الأحاديث الصحيحة ما يبين بأن النبي (ص)لا يعلم من أعمال أُمَّته شيئاً بعد وفاته.
قال النبيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إنِّي فرطكم على الحوض ، من مرَّ عليَّ شربَ لم يظمأ أبداً ليردنَّ عليَّ أقوام أعرفهم ويعرفونني ، ثم يحال بيني وبينهم)) وفي رواية: ((فأقولُ: إنهم منِّي ؛ فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول:سُحْقاً سُحْقاً لِمَنْ غيَّرَ بعدي)) "رواه البخاري"
فهذا يدلُّ على عدم علم النَّبيِّ (ص)بما يحدث في أُمته من بعده ، وهذه الأدلة الثابتة تدلُّ على بطلان الحديث المتقدم لو صحَّ سنده ؛ فكيف والسند ضعيف!!. )
"أنظر أنواع وأحكام التوسل المشروع والممنوع 209-210"
والراد الثانى أتى ليعالج الأمر فزاده سوء أو كما قال المثل :
جاء ليكحلها فعماها
لقد رد على الرواية باثبات قولين غيرها والمفروض هو :
أن يكون قوله يبين الصحيح ولكنه لم يبين ما هو الصحيح في الرأيين ففى الرأى ألأول قال :
( واعلم أنَّ النبي (ص)لا يُعرض عليه من أعمالنا شيءٌ ؛ باستثناء السلام والصلاة عليه.
قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: ((إن لله ملائكة سياحين في الأرض يبلغوني من أُمتي السلام)) "رواه النسائي وصححه الألباني في صحيح النسائي"
والمقصود هو "واعلم أنَّ النبي (ص)لا يُعرض عليه من أعمالنا شيءٌ ؛ باستثناء السلام والصلاة عليه."
هنا نفى تماما عرض الأعمال على النبى(ص)إلا الصلاة والسلام عليه وهو رأى غلط لأن رواياته تقول بنزول الملائكة الأرض للسياحة وهو ما يعارض كتاب الله في كونها في السموات لخوفها من المشى في الأرض كما قال سبحانه :
" وكم من ملك في السموات "
وقال :
" لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا "
والأمر غير المعقول أن تعرض أعمال الناس عليه لأنه هذا محال لأن في كل دقيقة عمل ولو افترضنا أن عدد المسلمين كما هو الشهير حاليا مليار ونصف فكيف سيعلم مليار ونصف عمل في الدقيقة أو حتى كل عشر دقائق ؟
أمر لا يمكن استيعابه عقليا ومعناه أن الرسول (ص) وهو في الجنة لن يتمتع بأى شىء من نعمها حتى يوم القيامة لأن كل حياته يقضيها في سماع ما يستحيل حدوثه لأن الدقيقة الواحدة لن تفى لاخباره إلا بأخبار عدد محدود كل واحد في عشر ثوان بينما هو يحتاج لمليارات المليارات من الثوانى ليسمع أعمال المليار أو نصف أو حتى مليون أو حتى ألف أو حتى مائة
والرأى الثانى نفى الرجل تماما عرض الأعمال على الرسول(ص) حيث قال :
"وقد ورد في الأحاديث الصحيحة ما يبين بأن النبي (ص)لا يعلم من أعمال أُمَّته شيئاً بعد وفاته"
وهذا هو الحكم الصحيح ولكن الكاتب لم يذكر أى الرأيين هو الصواب وإن كان الحكم الصواب فالرواية التى استدل بها تعارض القرآن وهى :
"إنِّي فرطكم على الحوض ، من مرَّ عليَّ شربَ لم يظمأ أبداً ليردنَّ عليَّ أقوام أعرفهم ويعرفونني ، ثم يحال بيني وبينهم)) وفي رواية: ((فأقولُ: إنهم منِّي ؛ فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك ، فأقول:سُحْقاً سُحْقاً لِمَنْ غيَّرَ بعدي)) "رواه البخاري"
والغلط في الرواية وجود حوض للنبى(ص) والمقصود نهر أو عين يسقى منه هو المسلمين وهو ما يتعارض مع كون السقاة هم الغلمان المخلدون كما قال سبحانه :
"يتنازعون فيها كأسا لا لغو فيها ولا تأثيم ويطوف عليهم غلمان لهم كأنهم لؤلؤ مكنون"
كما يتعارض مع كون كل مسلم له حوضان أى عينان والمقصود نهران كما قال سبحانه :
"ولمن خاف مقام ربه جنتان فبأى آلاء ربكما تكذبان ذواتا أفنان فبأى آلاء ربكما تكذبان فيهما عينان تجريان"
وأما متن الرواية نفسها التى هى موضع الانتقاد وهى :
"حياتي خير لكم ، تُحدثون ويُحدث لكم ، ووفاتي خير لكم ، تعرض عليَّ أعمالكم ؛ فإن رأيت خيراً حمدت الله عليه ، وإن رأيت شراً استغفرت لكم"
والأغاليط فيها :
أن وفاة النبى(ص) خير والحقيقة أنها ابتلاء قد يكون خيرا وقد شرا كما قال سبحانه :
" ونبلوكم بالشر والخير فتنة "
وما بعد الوفاة من الخلافات والاختلافات في أحكام الدين والحروب يؤكد أن نتائج وفاة النبى(ص) كانت في معظمها شر
عرض الأعمال على النبى(ص) في الجنة وكما قلت في فقرة سابقا هذا أمر مستحيل لأن الوقت محدود فلا يمكن اخباره إلا بعدد محدود من أخبار المسلمين لا يتجاوز ستة نقول فلان صلى العشاء فلان جامع امرأته في الحلال فلان سافر وهو راكب سيارة أو عجلة أو ليؤدى أعمال وظيفته فلان سرق كذا من فلان في المكان الفلانى .........
كما أنه يعارض أن العرض هذا ليس متعة من متع الجنة فلو ظل يسمع يوم القيامة فلن يجامع زوجة من زوجاته ولن يأكل ولن يشرب ولا غير هذا من متع الجنة لأنه كل حياته فيها سماع الأخبار والتى لن يكفى الوقت إلا لسماع عدد محدود منها
والسؤال من يعرض عليه العمل هو من يحكم يوم القيامة والمذكور في كتاب الله أن من يعرض عليه عمله هو الإنسان نفسه حيث يحكم على نفسه بالجنة أو بالنار كما قال سبحانه :
" اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا"
ولذا قال :
"يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية فأما من أوتى كتابه بيمينه فيقول هاؤم اقرءوا كتابيه إنى ظننت أنى ملاق حسابيه فهو فى عيشة راضية فى جنة عالية "
حتى الله نفسه لا تعرض عليه الأعمال لأنه عالم بها مسبقا فكيف تعرض على مخلوق لن يحكم على أحد لا بجنة ولا بنار؟
بل إن هذا المخلوق وهو النبى الخاتم(ص) كان لا يدرى شىء عن أعمال غيره ولا عن مصيره أو مصيره كما قال سبحانه على لسانه :
"قل ما كنت بدعا من الرسل وما أدرى ما يفعل بى ولا بكم"





  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



الساعة الآن 03:20 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas