قديم 11-30-2024, 07:03 PM   #1


رقية الأولاد وتعويذهم
البعض من المفسرين إن لم يكن كلهم مجمعون على أن الاستعاذة الكلامية تصرف الأمراض والأضرار عن الناس وهم يستدلون على ذلك بتعويذ زوجة عمران لابنتها ونسلها بالله من الشيطان فى قوله سبحانه :
(فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) (آل عمران:36)"
بالطبع الاستعاذة بالله ليس معناها أن نقول نعوذ بالله من كذا فهذا القول لا يقدم ولا يؤخر وإنما معنى الاستعاذة هو :
الاحتماء بطاعة أحكام الله من طاعة أحكام الشيطان فعندما يطيع المسلم الله يحميه الله من عقاب طاعة الشيطان وليس معناه أن يحميهم مثلا من المرض أو المصائب الأخرى لأن الرسل مرضوا كما قال سبحانه على لسان إبراهيم (ص):
" وإذا مرضت فهو يشفين "وأصيبوا بأذى من الناس متعدد الأنواع ومن عند الله كموت أولاد أيوب(ص) جميعا والذى أعادهم الله بعد موتهم وجعله ينجب عدد مماثل لهم كما قال سبحانه :
"وأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ (83) فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ"
وقال أيضا :
"وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ (41) ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ (42) وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ"
وذكر القوم روايات فى رقى الأولاد حيث قال :
1. عن عبيد بن رفاعة الزرقي أن أسماء بنت عميس قالت: يا رسول الله إن ولد جعفر تسرع إليهم العين أفأسترقي لهم فقال: نعم فإنه لو كان شيء سابق القدر لسبقته العين. رواه الترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح.
2. جابر بن عبد الله يقول رخص النبي - صلى الله عليه وسلم - لآل حزم في رقية الحية وقال لأسماء بنت عميس «ما لي أرى أجسام بنى أخي ضارعة تصيبهم الحاجة». قالت لا ولكن العين تسرع إليهم. رواه مسلم.
4. عن مالك عن يحيى بن سعيد عن سليمان بن يسار أن عروة بن الزبير حدثه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دخل بيت أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - وفي البيت صبي يبكي فذكروا له أن به العين قال عروة فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ألا تسترقون له من العين. أخرجه مالك في الموطأ وأحمد
5. عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوذ الحسن والحسين ويقول: إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة. أخرجه البخاري.
الغلط فى الروايات أن العين لها تأثير ضار بالمنظور له وهو ما يعارض أن العين لو كانت تضر الأخرين لأصبح الحاسدون هم حكام الأرض لأنهم سيجعلون الحكام وجنودهم عاجزين عن الحركة ومع هذا لم نشاهد هؤلاء الحسدة المزعومين على كراسى الحكم لأن السلاح الحربى هو من يؤذى الناس
والعين لو كانت مؤذية لاختار الكفار منهم الحسدة أصحاب العيون المؤذية للقضاء على النبى (ص)والقضاء على المسلمين بدلا من الحرب ولو كان هذا موجود لقضوا على دعاوى الرسل(ص)وأماتوهم فى كل عصر
والحسد عملية تمنى نفسى وليس لها علاقة بالعين كما قال سبحانه :
"حسدا من عند أنفسهم ".
3. عن أم جندب قالت رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: رمى جمرة العقبة من بطن الوادي يوم النحر ثم انصرف وتبعته امرأة من خثعم ومعها صبي لها به بلاء لا يتكلم فقالت يا رسول الله إن هذا ابني وبقية أهلي وإن به بلاء لا يتكلم فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ائتوني بشيء من ماء فأتي بماء فغسل يديه ومضمض فاه ثم أعطاها فقال اسقيه منه وصبي عليه منه واستشفي الله له قالت فلقيت المرأة فقلت لو وهبت لي منه فقالت إنما هو لهذا المبتلى قالت فلقيت المرأة من الحول فسألتها عن الغلام فقالت برأ وعقل عقلا ليس كعقول الناس. أخرجه ابن ماجة وابن أبي شيبة وعبد بن حميد في مسنده والطبراني وفي إسناده يزيد بن أبي زياد وهو ضعيف ومع ضعفه يكتب حديثه كما نص على ذلك ابن عدي في الكامل وسليمان بن عمرو وثقه الذهبي في الكاشف وقال ابن حجر في التقريب: مقبول.
والرواية بها تعارض بين القول "وإن به بلاء لا يتكلم "وبين القول "وبرأ وعقل عقلا ليس كعقول الناس "فالقول الأول معناه أن الولد أخرس والقول الثانى معناه أنه مجنون لأن عقله عكس عقول الناس
والرواية دعوة للقذارة ونقل المرض من خلال نقل المضمضة ووساخة غسل اليدين ونقل الماء من فم لأخر وهو القول " فغسل يديه ومضمض فاه ثم أعطاها فقال اسقيه منه وصبي عليه منه"
والرسول (ص) من أبعد الناس أن يصيب الناس بالمرض من خلال غسل وساخة يده وفمه وطلب وضعهم فى فم الأخرس
6. عن السائب بن يزيد قال: ذهبت بي خالتي إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقالت يا رسول الله: إن ابن أختي وجع فمسح رأسي ودعا لي بالبركة ثم توضأ فشربت من وضوئه ثم قمت خلف ظهره فنظرت إلى خاتمه بين كتفيه مثل زر الحجلة. رواه البخاري ومسلم.
الرواية دعوة أخرى للقذارة ونقل المرض من خلال شرب قذارة غسل اليدين والوجه والرجلين وتفاف الفم وبصاق المنخار وهو أمر لا يقره الإسلام ولا نبيه(ص)
والغلط مشاهدة خاتم النبوة فى ظهر النبى (ص) وهو ما يعارض قوله سبحانه:
"وما منعنا أن نرسل بالآيات إلا أن كذب بها الأولون "
فقول الله منع الآيات وهى المعجزات عن الناس بسبب كفر الأقوام السابقة بها
7. عن عائشة قالت كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا مرض أحد من أهله نفث عليه بالمعوذات فلما مرض مرضه الذي مات فيه جعلت أنفث عليه وأمسحه بيد نفسه لأنها كانت أعظم بركة من يدي رواه مسلم.
الغلط هو أن النفث مفيد للمريض ولو كان مفيد فلماذا ظل الرسول(ص) مريضا حتى وفاته ؟
إنها دعوة للجهل والتخلى عن الأخذ بالأسباب وهى :
احضار الطبيب للعلاج أو الذهاب به
ونجد الناس يذكرون روايات الرقى وهى أدعية تحمى الأطفال من الأمراض ومن الجن ومن غير هذا حيث قالوا :
" الزجر عن وضع التمائم وما في حكمها في عنق الصبي
1. يحيى بن الجزار عن ابن أخي زينب عن زينب امرأة عبد الله قالت: كان عبد الله إذا جاء من حاجة فانتهى إلى الباب تنحنح وبزق كراهية أن يهجم منا على شيء يكرهه قالت: وإنه جاء ذات يوم فتنحنح قالت: وعندي عجوز ترقيني من الحمرة، فأدخلتها تحت السرير، فدخل، فجلس إلى جنبي، فرأى في عنقي خيطا، قال: ما هذا الخيط؟ قالت: قلت خيط أرقي لي فيه، قالت: فأخذه فقطعه، ثم قال: إن آل عبد الله لأغنياء عن الشرك، سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: " إن الرقى، والتمائم، والتولة شرك " قالت: فقلت له: لم تقول هذا وقد كانت عيني تقذف، فكنت أختلف إلى فلان اليهودي يرقيها، وكان إذا رقاها سكنت؟ قال: إنما ذلك عمل الشيطان كان ينخسها بيده، فإذا رقيتها كف عنها، إنما كان يكفيك أن تقولي كما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أذهب الباس رب الناس اشف أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك، شفاء لا يغادر سقما " رواه أبو داود وابن ماجة واللفظ له.
2. عن عائشة أنها كانت تؤتى بالصبيان إذا ولدوا فتدعو لهم بالبركة فأتيت بصبي فذهبت تضع وسادته فإذا تحت رأسه موسى فسألتهم عن الموسى فقالوا نجعلها من الجن فأخذت الموسى فرمت بها ونهتهم عنها. رواه البخاري في الأدب المفرد وفي إسناده ضعف.
حفظ الأولاد من مس ومكائد الجن والشياطين
1. عن بنانة مولاة عبد الرحمن بن حيان الأنصاري عن عائشة قالت: بينما هي عندها إذ دخل عليها بجارية وعليها جلاجل يصوتن فقالت لا تدخلنها علي إلا أن تقطعوا جلاجلها وقالت سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول لا تدخل الملائكة بيتا فيه جرس. أخرجه أبو داود بهذا اللفظ وهو حديث حسن وللحديث شواهد في الصحيح والسنن والمصنفات وقد ورد عن كثير من السلف قطع الجرس عن الصبيان انظر مصنف ابن أبي شيبة وسبب النهي عن ذلك ما ورد بيانه في الأحاديث الآتية:
عن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: لا تصحب الملائكة رفقة فيها كلب ولا جرس.
وعن أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: الجرس مزامير الشيطان.
2. عن جابر بن عبد الله يقول: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا كان جنح الليل -أو أمسيتم -فكفوا صبيانكم فإن الشيطان ينتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله فإن الشيطان لا يفتح بابا مغلقا وأوكوا قربكم واذكروا اسم الله وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله ولو أن تعرضوا عليها شيئا وأطفئوا مصابيحكم». أخرجه البخاري ومسلم.
3. عن كريب عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لو أن أحدهم إذا أراد أن يأتي أهله قال باسم الله اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبدا». رواه البخاري مسلم.
4. عن نافع أن أبا لبابة بن عبد المنذر الأنصاري وكان مسكنه بقباء فانتقل إلى المدينة فبينما عبد الله بن عمر جالسا معه يفتح خوخة له إذا هم بحية من عوامر البيوت فأرادوا قتلها فقال أبو لبابة إنه قد نهي عنهن يريد عوامر البيوت وأمر بقتل الأبتر وذي الطفيتين وقيل هما اللذان يلتمعان البصر ويطرحان أولاد النساء. رواه مسلم
5. عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يعوذ الحسن والحسين ويقول إن أباكما كان يعوذ بها إسماعيل وإسحاق أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة. أخرجه البخاري.
6. عن سهيل بن أبي صالح قال أرسلني أبي إلى بني حارثة قال: ومعي غلام لنا أو صاحب لنا فناداه مناد باسمه قال وأشرف الذي معي على الحائط فلم ير شيئا فذكرت ذلك لأبي فقال لو شعرت أنك تلقى هذا لم أرسلك ولكن إذا سمعت صوتا فناد بالصلاة فإني سمعت أبا هريرة يحدث عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قال إن الشيطان إذا نودي بالصلاة ولى وله حصاص. رواه مسلم.
7. عن أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال لجارية في بيت أم سلمة زوج النبي - صلى الله عليه وسلم - رأى بوجهها سفعة فقال: بها نظرة فاسترقوا لها يعني بوجهها صفرة. رواه البخاري ومسلم.
وكل هذا الروايات تصرف المسلمين عن الأخذ بأسباب القوة التى أمر الله بها فى قوله سبحانه :
" وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة "
فالمرضى يجب علاجهم من قبل الأطباء والحيات يجب طردها من البيوت أو قتلها لأن الله سمى البيوت مساكن أى مكان للراحة وليس للقلق حيث قال :
"جعل لكم من بيوتكم سكنا"
ويجب تغطية الأطعمة وحفظها بدلا من تركها مكشوفة والجن لا يتصلون بالبشر ولا يعيشون معهم حتى يمكن أن يؤذوهم لأن معايشتهم معجزة أعطاها الله لواحد فقط وهو سليمان (ص) الذى طلب منعها عن الناس بعده حيث قال:
"رب هب لى ملكا لا ينبغى لأحد من بعدى "
الكلمات لا تشفى أحد ولا تمنع مصيبة من الحدوث وإنما الأخذ بأسباب القوة هو من يزيل المرض وبمنع الكثير من المصائب من الحدوث
الروايات السابقة لا يصح منها شىء لم يقلها الرسول (ص) لأنها تعارض كتاب الله وتعارض الواقع فمثلا مصاحبة الملائكة للناس فى الأرض عدا من عنده جرس أو كلب يتعارض مع كون الملائكة فى السماء لا تنزل الأرض لعدم اطمئنانها كما قال سبحانه :
" وكم من ملك فى السموات "
وقال أيضا :
" قل لو كان فى الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا "
ورواية الشيطان إذا نودي بالصلاة ولى وله حصاص تتعارض مع الواقع فهل شم أحد منكم فى المسجد أو خارجه رائحة نتنة نتيجة حصاص وهو ضراط الشيطان الوهمى والمقصود فسائه وتجييسه بعد الآذان ؟
بالطبع لا
إن من اخترعوا تلك الروايات أرادوا اضلال الناس وابعادهم عن طاعة أحكام الله





  رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



الساعة الآن 01:39 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas