الاسلامي يختص بالمواضيع الاسلامية والدينية ...

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-24-2024, 08:55 AM   #1


نهاية التمدن
فى الأمثال القديمة قيل :
فلاح اتمدن جاب لأهله مصيبه
والتمدن يقصد به ترك الدين واتباع أساليب الأوربيين فى الحياة
من أمثلة التمدن فى الرياضة نجد مثالين من الفلاحين :
الأول عصام الحضرى الذى احترف فى سويسرا وكان رجلا عاديا من الفلاحين من دمياط فى مصر ملتزم بعادات وتقاليد الفلاحين وعندما احترف وكثر معه المال تمدين فقام بعمل اعلانات لترويج الخمور فى سويسرا وزاد الطين بله أن امرأته التى كانت ترتدى الخمار والجلباب خلعت الخمار وظهرت بدونه
الثانى محمد صلاح الخام الملتزم من الغربية فى مصر بعد أن كثر معه المال وأصبح ملياردير وجدنا الانجليز يضحكون عليه ويقومون باعطاء زوجته درجة علمية ولا تستغربوا بعد عدة سنوات إن بقى فى انجلترا أن يحصل على لقب سير أو فارس
بالطبع اللاعب رفض اعلان تضامنه مع الفلسطينينن ولم يدن ضرب غزة وأخيرا وقع فى مصيبة حيث تحتضن زوجته رجلا كافرا هو مدربه على الملأ وأمام الناس حتى ولو كان حضنا بريئا كما يقال ليس له معنى شهوانى
بالطبع صدق فى الاثنين قوله سبحانه :
" كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى "
والآية معناها أن كل من كثر ماله يتخلى تدريجيا عن الأخلاق الحميدة هو وأهله وهو المعنى الذى أخذه مطلقو المثل عندما قالوا :
فلاح اتمدن جاب لأهله مصيبة
التمدن فى تاريخنا الحالى مرتبط بالخديوى إسماعيل الذى أنشأ القاهرة الحديثة بما فيها من مظاهر التمدن التى تجلب الفساد وعلى رأسها دار الأوبرا القديمة بما فيها من غناء ورقص وعرى ملابس ومن ثم ظهرت طوائف الفساد من الممثلين والممثلات والمغنيين والمغنيات والراقصين والراقصات وكانت فى بدايتها من الأجانب وحديقة الحيوان وفى عهده أنشأت المصارف الربوية الأجنبية والمتاحف والمحاكم المختلطة وبسبب استدانته ديونا كثيرة احتل الانجليز مصر ونشروا فيها مظاهر التمدن الفاسد حيث أبيحت الدعارة بالقانون وأنشأت المسارح وغيرها وكانت البداية على يد اليهود والنصارى من الأجانب ولأول مرة ينصب وزراء من دول أخرى فى بلد غير بلدهم أحدهم للمالية والثانى للأشغال بل وينصب رئيس وزراء من بلد أخر وعلى ديانة أخرى وهو نوبار وقد سبق للفاطميين أن جعلوا يهودى وهو يعقوب بن كلس رئيس لوزراء مصر وبعد ذلك أعلنوا اسلامه وسلموه مفاتيح الأزهر
والغريب أن من قادوا عمليات التمدن كانوا من عائلة محمد على فنازلى فاضل هى أول امرأة تجاهر بالجلوس مع الرجال وللأسف الشديد كانت تجالس مفتى القطر محمد عبده وكبار الساسة والأدباء ونساء العائلة وملوكها أول من استقدموا الرسامين من أوربا وجلسوا أمامهم خاصة النساء ليرسموا لهن لوحات شخصية تظهر بعض العرى والمفاتن الجسدية
بالطبع رجال الأزهر لم يسكت بعضهم على تلك الأمور وظل الأزهرى محمود أبو العيون يحارب ذلك التمدن ومنه إباحة الدعارة بقانون وظل بيته الشهير محفوظا من أكثر من قرن :
هيصى هيصى لن تنعمى بعد الليلة بالتعريص
مسجلا فى صفحات التاريخ ضد نساء العائلة المالكة
وقد تناول محمد تيمور وهو أحد أبناء العائلة التيمورية التى اشتهرت بالأدب والثقافة كعائشة التيمورية وأحمد تيمور فى مسرحياته حكاية التمدن ففى مسرحية أو أوبريت العشرة الطيبة تناول كون سبب دمار مصر هو عمل كبار الناس على طلب التمدين الأوروبى وفى هذا قال على لسان الفلاحين فى المشهد الأول من الفصل الأول:
"هو تلفنا وخلانا شفنا غلب الغلب غير التمدين فوجوا يا مصريين "
وفى مسرحية الهاوية تتبع تيمور كيفية تحول أخلاق الفلاحين أو المصريين أو أيا كانوا من الأخلاق الحسنة من خلال تقليد الأوربيين فى عاداتهم السيئة ومنها المخدرات حيث قال واصفا آثارها على لسان الأم فى المشهد الرابع من الفصل الأول:
"حكمت :
مش مخوفنى يا خويه إلا البتاع اللى بياخده ده اللى بتقول لى عليه ده يا خويه لما بياخده ويطلع خلقه يبقى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم امبارح كان حيخنق الواد شحاته
يسرى :
كويس يعنى مش كفايه الخمره والسهر والنسوان والكوكايين لأ لا زم كمان سجن طره عن قريب "
ويصف محمد تيمور على لسان صديق السوء مجدى صاحب بطل المسرحية أمين أن من لا يتناول المخدرات ليس متمدينا حيث قال فى المشهد الثامن من الفصل الأول:
"أمين:
أيوه يا سيدى وعرضت عليه تنشيقة كوكايين قام ما رضيش
مجدى :
مغفل معلوم مغفل حد يرفض تنشيقة كوكايين أما مش متمدن صحيح "
وفى أخر مشهد من المسرحية يبين محمد تيمور نتيجة التمدن بالادمان حيث قال :
"أمين (فى حالة سيئة جدا وهو ملقى على الكرسى وبتشنجات شديده):
هوا هوا عاوز هوا رتيبة شرفى تنشيقه أبو الأحمر كوكايين هوا هوا هوا هـ..وا ..كو..كا ...يين ...تن...شيقه
حكمت: أمين أمين(لا يرد عليها) رد على يا روحى "
وأما النصيحة فقد وردت على لسان يسرى خال أمين حيث قال محمد تيمور:
"يسرى (واقفا بجوار أمين ):
ادى أخرتك يا للى ما بتحاسبيش على نفسك ولا على بيتك ولا على شرفك أدى أخرتك يا للى بتمشى فى السكة اللى ما بترجعش منها حد "
وبين أن ولى أمر المرأة هو سبب ضياعها حيث يترك لها الحبل على الغارب وفى هذا قال على لسان يسرى خال أمين:
"ايوه لكن لازم الواحد يحاسب فى الحاجات دى احنا اتربينا تربية جنس تانى عمرنا ما شوفنا البهرجه ولا الدلع ولا الزينة ولا الاحمر ولا الابيض ولا حاجة من دى إحنا ناس بناتنا متعلمين ومتربيين يقضوا وقتهم فى شغل بيتهم وفى تربية ولادهم مش فى شيكوريل وسمعان والجزيرة ومصر الجديدة والتياترات زى مراة ابنك يظهر إنكم ما بتشفوش وشها إلا فى ساعة الغدا والعشا بس دا شىء أقول لك الحق النفس ما تستحملوش "
وفى المسرحية يبين محمد تيمور أن أول خطوات وقوع الزوجة فى الرذيلة هى اجلاسها مع أصحاب الرجل وبالطبع الجلوس هنا لا يعنى مجرد جلوسها بملابس الحشمة وإنما خلعت ما على رأسها وما عليها سيقانها فيقول فى المشهد العاشر فى الفصل الأول حيث قال محمد تيمور:
"أمين (يدخل وهو يشد رتيبة من ذراعها وهى تمتنع حياء أما هو فيشدها بلطف وهو يقول لها ):
يا شيخه قلت لك ما تنكسفيش (ثم يجد نفسه معها فى المرسح فيترك يدها ويقول لصاحبيه)أقدم لكم الست بتاعتى(لرتيبة)صديقى شفيق بك صديقى مجدى بك"
وبين محمد تيمور فى المشهد الحادى عشر من الفصل الأول إستنكار الخال يسرى الساخر من فعل ابن أخته حكمت وهو أمين اجلاس زوجته مع أصحابه حيث يقول محمد تيمور:
"يسرى(يجد أنهم لم يلاحظوا أنه دخل فيقول):
ما شاء الله ما شاء الله
أمين (يلتفت فيرى خاله):
ما شاء الله يعنى إيه؟
(فتور عند الأخرين )
يسرى :
إزاى ما أقولش ما شاء الله وأنا شايف ابن أختى مقعد الست بتاعته مع أصحابه وقاعدين يكلموا سوا ده شىء بالطبع يسر الواحد "
وفى المشهد الخامس من الفصل الثانى يبين محمد تيمور نتيجة الجلوس مع أصحاب الزوج وهى ذهاب الزوجة لبيت الصديق واعترافها بأن من تفعل ذلك لابد أن تقصد خيانة زوجها :
"رتيبة :
ما بحبكش(تضحك ضحكة أسف)أظن أكبر دليل على أنى بحبك هو وجودى هنا فى بيتك أنا بسأل نفسى دلوقتى إزاى طاوعتك وجيت ازاى فكرت فى إنى أخون جوزى
شفيق (إشارة منه كأنه يود أن يقول لها أنه لم يفكر فى أن تخون زوجها)
رتيبة (تقطع عليه إشارته):
لا لا يا شفيق ما تنكرش الحقيقة ما تحاولش فى إنك تفهمنى إن المره اللى تروح برجليها عند راجل ما تكونش ناويه اسمح لى إنى أقولك على السقوط
شفيق(مقتربا أكثر من قبل):
ولنفرض إننا فكرنا أو إن قلوبنا دلتنا على إننا فى يوم من الأيام لازم نكون لبعض إيه الضرر من كده يعنى إذا كنت أنا بحبك وأنت بتحبينى"
وهذه المسرحية من المسرحيات القليلة التى تبين نتيجة تقليد الأوربيين فى أعمالهم السيئة وهو ما أسموه التمدين ويسمونه حاليا :
المدنية
فيا ليت الناس يفوقون ويعودوا إلى دينهم
وللأسف الشديد فإن ما نقوله عن المتمدينين من الفلاحين ومن غير الفلاحين لن يغير من فساد من فسدوا فهكذا أخبرنا الله أن من معه الغنى لابد أن يطغى ولا يعود إلى دينه
ومن الجدير بالذكر :
أن محمد تيمور رغم أنه كانت ينتقد التمدين ولكنه ساهم فى نشره من خلال ما ألفه من مسرحيات وأوبريتات تستلزم ما يسمى العاملين بالمسرح وأحكام المسرح الأوربى حيث يختلط الرجال بالنساء وتظهر مظاهر العرى وغير ذلك من الأمور التى نشرت الفساد فى مجتمعاتنا





  رد مع اقتباس
إضافة رد


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع



الساعة الآن 10:01 PM


Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
هذا الموقع يستخدم منتجات Weblanca.com
new notificatio by 9adq_ala7sas